يقول الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسى فى كلية الطب جامعة عين شمس ،"إن هذه البداية يسبقها مشاحنات وعدم ارتياح.. والصراع قد يأخذ شكلا حادا ومستمرا يمكن أن يكون مجهدا ومريرا قد تكون هناك اختلافات جوهرية بين الزوجين ولكن رغم هذا فإن فكرة الطلاق تكون بعيدة عن الذهن بل يكون هناك إحساس غريب بأنه رغم الصراع والمشاحنات والاختلافات فهناك فى نفس الوقت إحساس راسخ بالاستمرار والثبات والطمأنينة بمعنى أن كل شيء مضطرب ولكن الحياة مستمرة وستستمر، والألم يكون سطحيا والمعاناة خارجية والشكوى باللسان.. فجأة يحدث البركان..
التباعد الحقيقي
ويحدث فقط عندما يجف الإحساس، فجفاف الإحساس معناه بداية التباعد الحقيقي. عندما تصبح المسافة التى تفصلهما آلاف الأميال والهوة التى بينهما عميقة القرار فلا يرى أحدهما الآخر.. ولا يسمع أحدهما الآخر.. لماذا؟ لأن على المستوى النفسى يكون كل واحد منهما قد قام بإلغاء الآخر.. أى أن كلا منهما قد تحول بالنسبة للآخر إلى صفر. هذه هى البداية.. لأنه إذا كان الزواج.. قمة الإحساس بالآخر فإن الطلاق يكون هو توقف الإحساس بالآخر.. وتوقف الإحساس هو انهيار كامل للمعنى الحقيقى للزواج.
ويؤكد الدكتور عادل صادق أن هناك أناسا لا يصلحون للزواج وغير مهيئين له وزواجهم محكوم عليه بالفشل لأنهم لا يمتلكون المقومات التى تساعد على أن يكونوا روحا قابلة للذوبان فى روح إنسان آخر أو تحمل مسؤولية رعايته والمحافظة عليه وإسباغ الحنان والمودة له.
ويضيف د. صادق: إن الإنسان غير المؤهل للزواج هو ذلك الإنسان الذى يفتقد الذوق والإحساس الرقيق ويتصف بغلظة القلب.. ويميل إلى تجريح الآخرين والسخرية منهم وتعنيفهم وانتقادهم بقسوة، وقد يصل الأمر إلى حد الإهانة والتفوه بألفاظ نابية ذلك الإنسان يتمتع بقدر محدود من الإنسانية وبقدر مرتفع من السادية..
انس الدار
وتوضح الدكتورة عبلة محمد الكحلاوى عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بكلية بنات جامعة الأزهر رأيها فى الطلاق وحقوق المرأة المادية فى حالة طلاقها فتقول: إن الطلاق يصيب كبد الرجل وعقله وقلبه وجيبه لأنه الخروج طواعية من أنس الصحبة وسكينة الدار ورحابة الاستقرار إلى دائرة بلا مركز.. أما بالنسبة لقضية الطلاق والأسباب التى تؤدى إلى حدوثه من وجهة نظر الدكتورة هبة إبراهيم عيسوى أستاذة الأمراض النفسية والعصبية فى كلية الطب جامعة شمس، فهى ترى أنه كثيرا ما يختلف الزوجان خلافات حادة ويكون فيها الطلاق حتمية مؤكدة وفى حالات أخرى يكون الطلاق نتيجة للعناد الذى قد يصل إلى كثير من التوتر بين طرفى العلاقة وقد يقوى هذا الإحساس مجموعة الأصدقاء والمقربين الذين يعتقدون أن ما يقومون به لصالح الأسرة..
علامات رفض الحياة الزوجية
ومن رأى الدكتورة هبة عيسوى أنه من الأسباب الشائعة للطلاق التقصير فى الحقوق الزوجية سواء كانت معنوية أو مادية أوحسية أو التعرض لأزمة زوجية حادة كخيانة أحد الطرفين للآخر مما قد يؤدى إلى أعراض نفسية قد تصل إلى أمراض كالاضطرابات النفسية الجسمية كالقيء المتكرر أو ارتفاع ضغط الدم أوالصداع المزمن أو ظهورطفح جلدي..وقد يذبل الطرف الذى يعانى القلق والاكتئاب ويصاب بفقدان الشهية مع كسل شديد وعدم الاهتمام بأى شيء وفقدان للوزن.. ولكى لا نصل إلى هذه الحالات النفسية والمرضية علينا باستشارة مراكز تقدم خدمات إرشادية متكاملة سواء فى المجالات الشرعية والنفسية والاجتماعية والقانونية يقوم بها فريق متكامل متخصص فى هذه المجالات تهدف فى النهاية إلى الحفاظ على كيان الأسرة واستقرارها والحد من الزيادة فى حالات الطلاق.
دراسات غربية
ومن جانب آخر توصلت دراسة قام بها باحثون من جامعة شيكاغو الأميركية أن الربط بين السعادة والطلاق أمر ليس دقيقا دائما، فقد أثبتت الدراسة التى استمرت لخمس سنوات على أزواج تطلقوا حديثا فى ذلك الوقت وآخرين تزوجوا إلى أن الذين أبقوا على العلاقة الزوجية هم أكثر راحة واطمئنانا من غيرهم. وحسب الدراسة فإن الأسباب التى يكون المال والوضع الاقتصادى محورها كأساس للطلاق لا تؤدى للسعادة، بل إن البقاء على العلاقة الزوجية رغم المشاكل وتحملها يعمل على التقريب بين الزوجين وبالتالى فإن حدة هذه المشاكل وتأثيرها يصبح أقل. وأضافت الدراسة التى ترأستها د.ليندا وايت أن تدخل الأقارب والأصحاب الإيجابى أحيانا يسهم فى نجاح العلاقة وأن السعادة فى اجتماع الشخصين أكبر من ابتعادهما عن بعضهما. وقالت د.وايت" الإبقاء على العلاقة الزوجية لا يكون من أجل الأطفال فقط، أحيانا لأجل الزوجين". وقللت الدراسة من الفوائد المعلنة من قبل الناس أحيانا كثيرة للطلاق كأن يستعيد أى طرف حريته وأن يعيش حياته بعيدا عن المنغصات، أو منح أنفسهم الفرصة للزواج من آخرين.
هذا وقد أكد علماء النفس فى جامعة واشنطن الأميركية أن الطريقة التى يعامل بها كل زوج زوجه فى الحياة اليومية هى السر فى إقامة علاقة زوجية ناجحة واستمرار الحياة السعيدة بين المتزوجين. واستطاع الباحثون فى دراسة نشرتها مجلة "العلوم النفسية العائلية" التنبؤ بمَن مِن المتزوجين حديثا سوف يستمر زواجه ومن سينتهى بالطلاق من خلال إجراء مقابلات مع 95 من الأزواج خلال ستة أشهر من زواجهم وقضاء 24 ساعة فى مراقبة كل زوجين فى المختبر لمعرفة كيفية التواصل بينهما.
وبعد مرور خمس سنوات وجد الباحثون أن تنبؤاتهم باستمرار الزواج وحدوث الطلاق قد تحققت بنسبة 90 فى المائة.
وقال هؤلاء إن المفاهيم التى يحملها كل زوج للآخر ولزواجهما تدل على مدى استقرار الزواج بكل دقة إذ اعتمد "الرباط الزوجي" فى حالة الأزواج السعداء على طريقة معاملة كل منهما للآخر.
وخلص الخبراء إلى عدد من الأفكار التى تعطى لمحة عن الحياة الزوجية المستقبلية كاستخدام كلمة "نحن" بدلاً من "أنا" عندما يكون الحديث عن الخطط المستقبلية من قبل الزوج أو الزوجة وأن يذكر كل من الزوج أو الزوجة بعضهما بالخير ويعطيان انطباعا لمن يتحدث إليهما بأنهما فخوران بارتباطهما وزواجهما إلى جانب تطابق وجهات النظر وتعزيز كل منهما وجهة نظر الآخر أثناء الحديث. ويرى الباحثون أن على الزوجين أن يختزنا ذكريات واضحة عن تاريخ أول لقاء جمعهما وأن يتذكرا تفاصيل اليوم الذى اتفقا فيه على الزواج وأن لا يتصرفا بسلبية تجاه المصاعب التى تلاقيهما فى حياتهما بل عليهما البقاء متفائلين وإيجابيين فى السلوك والمعاملة.
منقول
نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
واحيانا يكون الطلاق هو الخروج من عالم الشقاء الى عالم افضل وحياة افضل ,, ولهذا احل الطلاق ,,,
لكن يجب ان يكون اخر شئ يلجأ اليه الزوجان ومن الافضل استبعاده في كثير من الحالات ,,,