الطلاق العاطفي

هل تتذكر آخر مرة صافحت فيها زوجتك؟
آخر مرة وضعت يدك في يدها، مصافحاً.وأنت تهم بدخول المنزل بعد ساعات طويلة قضيتها بعيداً عنها؟هذا السلوك البسيط يكشف جانباً مهماً من جوانب شخصيتك،ويضيء على جوهر العلاقة الحقيقية، التي تربطك بشريك حياتك..بل إن خبراء العلاقات الزوجية،يعدون غيابه مؤشراً قوياً على "الطلاق العاطفي".

إن وضع يدك في يد زوجتك ليس حركة ميكانيكية خالية من الروح ولكنه تأكيد على أن الحرارة لا تزال متدفقة في شرايينكما.
أما غيابها أي غياب المصافحة-فيكشف عن خلل مقيم في هذه العلاقة.وهذا الخلل- بحسب رأي ?.حمودة-يمكن أن يكون حالة طلاق عاطفي "فالحب الملتهب الذي اشتعل بينهما أشعل قلبيهما في فترة الخطوبة وشهر العسل انطفأ وأصبح مشاعر عادية جداً. ولذلك يأتي عدم المصافحة هنا كوسيلة تعبير لاشعورية عن موت العواطف الجياشة بين الطرفين، وقد يعكس غياب المصافحة أيضا رغبة أحد الزوجين في عدم إجراء أي حوار من أي نوع مع الآخر،فهما يعيشان تحت سقف واحد ولا يريدان في الوقت نفسه استمرار هذه العلاقة لكن المجتمع والخوف على مصلحة الأبناء يمنعهما من إعلان هذه الرغبة.

ويرى ?.أحمد خيري"أستاذ علم نفس" أن عدم المصافحة بين الزوجين يحدث غالبا بعد فترة طويلة من الزواج تتراوح بين خمس وعشر سنوات."فوقتها يكون الزوجان قد بلغا مرحلة متقدمة من الاعتياد تدفعهما الى الاعتقاد بأنها لم تعد أمراً أساسياً وقد يكون معنى ذلك أنهما وصلا في علاقتهما إلى درجة تتجاوز كل ما يمكن أن يشير إليه هذا الشلوك العادي أو البسيط من معنى".
ولكنه يكشف عن أسباب أخرى لغياب المصافحة منها شعور أحد الطرفين بأن شريك حياته يرفض مشاركته همومه أو أعباءه.

ومن وجهة نظر ?.محاسن علي-أستاذ الطب النفسي-المصافحة تنقل معاني كثيرة بين الزوجين وهي أفضل وسيلة لتوصيل المشاعر وباختصار فإنها يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز الحب والتفاهم بين طرفي العلاقة الزوجية ونقل مشاعر الحب والدفء العائلي والتعبير عن السعادة.

والمصافحة ليست سلوكاً ثانويا بل هي واحدة من أهم صور التواصل الإنساني لأن تلامس الأيدي ينقل كثيراً من المشاعر الطيبة الدافئة الحميمة.
وأيا يكن فإنه من الثابت أن الرجال يظلون أقل اعتناء بالتفاصيل وهم يرون في هذا السلوك نوعاً من البهارات غير الضرورية يكفي –في عرف هؤلاء- أن يبتسم لزوجته أم أن يلقي عليها تحية المساء؟؟

عدم المصافحة ليس مرتبطا ًبمجتمع محدد هذا ما أكده كثير من الإحصاءات ?45%من الأزواج والزوجات الأمريكيين لا يتصافحون وتصل النسبة إلى 55%في بريطانيا وفرنسا ولكنها تبلغ أقصى درجاتها في عالمنا العربي إذ تصل النسبة الى70% وهو رقم يثير القلق.

ولكن عدم المصافحة ليس دليلا دائماً على فتور العلاقة بين الزوجين فمن الجائز أن يكونا قد اتفقا-بصورة غير مباشرة- على إيجاد وسائل اتصال أخرى عن متانة زواجهما.
هذا يحدث في كثير من بيوتنا فعلا خصوصا وأن كثيرين يعتبرون المصافحة عادة غير شرقية ويؤثرون قول :السلام عليكم.

والسلام عليكم………


( منقول من مجلة كل الأسرة )