الطموح الذي نفقده

على ما في الجنة من نعيم 00 وثواب مقيم 000 تجدي الناس قد أشتدت همتهم لنيل الدنيا

دار الفناء 0000وخفت همتهم في نيل الجنة دار البقاء ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )

وإليك اختي نموذجا على علو همة عجوز من عجائز بني اسرائيل 000 كيف تشامخ طموحها من متع الدنيا الى سقف العرش في عليين

أتى الرسول عليه الصلاة والسلام أعرابيا فأكرمه فقال له : ائتنا , فاتاه, فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : سل حاجتك ) فقال : ناقة نركبها وأعنزا يحلبها أهلي , فقال الرسول : عجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني اسرائيل؟ قالوا : يا رسول الله وما عجوز بني اسرائيل ؟ قال : ( إن موسى لما سار ببني اسرائيل من مصر ضلوا الطريق فقال : ما هذا ؟ فقال علماؤهم
( ان يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا . قال فمن يعلم موضع قبره ؟ قال : عجوز من بني اسرائيل فبعث إليه فأتته فقال: دليني على قبر يوسف قالت : حتى تعطيني حكمي قال : وما حكمك؟ قالت : أكون معك في الجنة . فكره أن يعطيها ذلك . فأوحى الله إليه أن أعطيها حكمها : فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء فقالت: انضبوا الماء فأنضبوا قالت : احتفروا واستخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض : إذا الطريق مثل ضوء النهار

فتأملي اختي بين طموح ذاك الاعرابي على ناقة وعنزا وبين طموح العجوز على جنة عرضها السموات والارض

وفي هذا مثل لكل ذي طموح أن يعلي همته ويقوي عزيمته للمسابقة الى الخير والمبادرة الى الفضل رغبة في الفوز بالجنة 00 وفي قول الرسول ( عجزتم ان تكونوا مثل عجوز من بني اسرائيل ) دليل على عجز ذوي الطموحات الدنيويه الجافه

ان علو الهمه في طلب الفوز بالجنة يستلزم تحقيق منازلها التي لا غنى لطالبها عنها 000

فهي دار أهلها المتقون ( ولنعم دار المتقون )

فلا بد من الطموح المستميت لتحقيق التوقي متمثلة في مجاهدة النفس وكبح جموحها عن

المحرمات والتفاني في آداء سائر الفرائض والواجبات والحرص على فضائل الأعمال

والمبادرة إلى الخيرات تزكية للنفس وتخليصا لها من قيود الهوى ونزغات الشيطان

وما أحلى النفوس التي غمرها طموح يشع منه اشراق الطاعة فأنار لها الدرب الى سعادة

الدنيا وجنة الآخرة 0000

أنا ما حسدت الكافرين وقد غدوا = في أنعم ومواكب وقصور

بل محنتي أن لا أرى في أمتي = عملا أقدمه صداق الحور