


احتل الانترنت مكانة عالمية كبيرة، فهو أحد الإنجازات العظيمة في هذا العصر, ويعتبر الانترنت وسيلة تفتح أمامنا محيطاً لا نهائياً من المعلومات ووسائل الاتصال بالغير, يغوص فيه الكبار والصغار، ويخشى عليهم من خطر الغرق وسط أمواجه المتلاطمة التي قد يكون بعضها مضراً بمقدار ما يكون بعضها مفيداً.
فهو ضيف جديد حلّ علينا مثير للاهتمام يأتي بعد التلفاز, ليقلق هدوء المنزل ويشغل أفراد العائلة ، قد يكون ثقيلاً إذا أسأنا التعامل معه ، وقد يكون مفيداً إذا أحسنا التصرف به.
ويشكل الانترنت جزءاً كبيراً من حياة أفراد الأسرة, فباستمرار العكوف عليه يولد لديهم حب العزلة والإنفراد بهذا الصديق الأصم ، والبعد عن ما يدور في المنزل من قضايا و آراء ، فهم يرون أن الجلوس مع الانترنت يغنيهم عن التحدث مع أسرتهم.
ولن يكون حديثنا هنا عن مزايا الانترنت الكبيرة ولا أضراره وأخطاره الجسيمة، فهذا له مقام آخر .
وإنما سترتكز هذه الدراسة على أمرين مهمين وهما :
سوء استخدام هذه التقنية .
والإدمان عليه من قبل كثير من الفتيات .

أولاً
الصور والمظاهر
1- عكوف كثير من الفتيات على الانترنت، حتى بلغ زمن عكوف كثير منهن على الحاسب أكثر من 12 ساعة يومياً، في إحصائية أُجريت على منطقة من مناطق المملكة .
وهذا هو الإدمان .. وسنفرد لهذه القضية حديثاً خاصاً بعد قليل .
2- غلب على حديث كثير من الفتيات الكلام على ما يحصل في الانترنت وغرف الدردشة ونحو ذلك .
3- خروج كثير من الفتيات بجهازها الخاص إلى محلات صيانة الكمبيوتر لوحدها أو مع صديقتها !! كأنه ليس لديها محارم يخدمونها ؟ أم أنها تحتفظ بملفات خفية لا تريد من أقاربها الاطلاع عليها، بينما لا تستحي أن يطّلع عليها عامل الصيانة .
4- انقطاع كثير من العلاقات الاجتماعية ، والأعمال التي كانت تزاولها الفتاة قبل امتلاكها لجهاز الحاسب ، وهذا بسبب حب العزلة الذي أحدثه لها الانترنت .

الإدمان على الانترنت
لا شك أن هناك عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت يسرفون في استخدام الإنترنت حتى يؤثر ذلك على حياتهم الشخصية .
وإليك أُخيّتي بعض النقاط التي تمكنك من التحديد ما إذا كنت مدمنة للإنترنت أم لا ؟
1. التفكير الدائم في الإنترنت حتى أثناء البعد عن الكمبيوتر.
2. الشعور بالرغبة في زيادة عدد ساعات استخدام الإنترنت.
3. المكوث على الشبكة لفترة أطول من المخطط لها.
4. الفشل مراراً في ضبط عدد ساعات استخدام الإنترنت .
5. التوتر عند عدم استخدام الإنترنت .
6. الشعور بالندم على فقد علاقات والتزامات ، بسبب كثرة استخدام الإنترنت.
7. تعطيل الكثير من الواجبات والأعمال اليومية التي كانت تقوم بها الفتاة قبل امتلاكها الحاسب .
8. اللجوء للإنترنت للهروب من مشاكل الحياة.

ما هي آثار الإدمان السلبية؟
* مشاكل أسرية:
بسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت حيث يقضي المدمن أوقاتًا أقل مع أسرته، كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه.
وخاصة العلاقات الزوجية تتأثر كثيراًبإدمان أحد الزوجين على الانترنت وعدم الاهتمام بالطرف الآخر، خصوصاً وأن الزوج يتذمر بشكل كبير من حال زوجته التي تكثر الدخول إلى الانترنت، ولو كانت الزوجة صالحة، لأن الزوج يريد أن تشعر به زوجته، ويريد أن يثبت وجوده في البيت ، وأن يُقدّر كل من في البيت وجوده .
* مشاكل في العمل:
بسبب وجود الإنترنت في مكان عمل الكثير من الناس يحدث في بعض الأحيان أن يضيع العامل بعض وقت عمله في اللعب على الإنترنت، أو استخدامه في غير موطن تخصصه، كما أن سهر مدمن الإنترنت طيلة ساعات الليل يؤدي إلى انخفاض مستوى أدائه لعمله، وربما إلى تغيبه في كثير من الأحيان .
* مشاكل صحية:
يتسبب الإدمان في اضطراب نوم صاحبه بسبب حاجته المستمرة إلى تزايد وقت استخدامه للإنترنت حيث يقضي أغلب المدمنين ساعات الليل كاملة على الإنترنت، ولا ينامون إلا ساعة أو ساعتين حتى يأتي موعد عملهم أو دراستهم، ويتسبب ذلك في إرهاق بالغ للمدمن مما يؤثر على أدائه في عمله أو دراسته، كما يؤثر ذلك على مناعته؛ مما يجعله أكثر قابلية للإصابة بالأمراض، كما أن قضاء المدمن ساعات طويلة دون حركة تذكر يؤدي إلى آلام الظهر وإرهاق العينين، ويجعله أكثر قابلية لمرض النفق الرسغي.

يتبع
...
..
.
الأسبــــاب
إن من أكثر أسباب الإدمان والاستخدام السيء للانترنت ما يلي :
• ضعف الوازع الديني ، والبناء الخلقي .
• امتلاك الفتاة للحاسب الشخصي .
• امتلاك الفتاة غرفة خاصة في البيت .
• الهروب من المشاكل الخاصة...
• طرح الفتاة لمشكلة تواجهها عبر الانترنت .
• وجود وقت الفراغ وعدم التوجيه إلى الاستفادة المثلى منه...
• البطالة وعدم تحمل المسؤوليات .
• قلة الوعي في استخدام الانترنت بشكل صحيح .
• الثقة المفرطة وعدم المراقبة من الأهل .
• الصحبة السيئة الذين يروجون للمواقع والبرامج السيئة .
• البراعة والمهارة الفائقة في استعمال التقنيات مما يشدها إلى استعماله ويشعرها بقيمتها وأهميتها .
• الفراغ وشعورها بالملل والوحدة وعدم اكتراث الأسرة بمشاكلها والضغوط النفسية التي تواجهها.
وهو أخطر هذه الأسباب التي دفعت الفتاة لطريق النت .
وهناك ثلاثة أسباب رئيسية في الإدمان
السرية
إن الإمكانية التي يوفرها الانترنت في الحصول على المعلومات، وطرح الأسئلة ، والتعرف على الأشخاص دون الحاجة إلى التعريف بالتفاصيل الشخصية الحقيقية توفر شعوراً لطيفاً بالسيطرة ، إلى جانب ذلك فإن القدرة على الظهور كل يوم بشكل آخر حسب اختيارنا، يُعتبر تحقيقاً لحلم جامح بالنسبة للكثير من الناس.
الراحة
الانترنت هو وسيلة مريحة للغاية، وهو يتواجد عادة في البيت أو العمل، ولا يتطلب الخروج من البيت أو السفر أو استعمال المبررات من أجل استعماله. هذا التيسير يوفر حضوراً عالياً وسهولة فيما يتعلق بتحصيل المعلومات التي لم نكن لنقدر على تحصيلها بدون الانترنت .
الهروب
إن الإنترنت يعتبر وسيلة قريبة للهروب من الواقع إلى واقع بديل، ومن الممكن أن يجد الإنسان الانطوائي لنفسه أصدقاء، ويستطيع كل إنسان أن يتبنى لنفسه هوية مختلقة وأن يحصل من خلالها على كل ما ينقصه في الواقع اليومي والحقيقي.
وأما الشات
وما أدراك ما الشات
فهناك عوامل أساسية تسهم في انحراف الفتيات نحو الاستخدام السيء للشات :
الخواء الروحي وذلك يكون ببعدها عن الأعمال الصالحات ومقارفتها للسيئات، ويسمى أيضاً بالفراغ الإيماني .. وكم سمعنا من حالات كان سبب وقوعها في الانحراف ذلكم الضعف الإيماني .
الجوع العاطفي
فحرمان الفتاة من العطف والحنان داخل المحيط الأسري من الوالدين، يجعلها تنشده في أي علاقة ولو كانت من خلال الانترنت، فما أن يحادثها شاب بكلمات حانية رقيقة حتى تجد ماتفتقده في بيتها، فتنساق وراء ذلك .
ضعف الرقابة الأسرية
فبعض الآباء يتركون لفتياتهم الحبل على الغارب مما يقلل من احترام الفتاة لوالدها أو احترامها لرقابته عليها ، ومن ثمّ تستخدم الانترنت دون رقيب، وبعزل عن أسرتها في غرفتها، ولا يكلف الأب نفسه بأن يتابع ابنته وتصفحها على الانترنت، ويسمح لها بالجلوس ساعات أمام الانترنت، فماذا ينتظر بعد ذلك ؟ في حين أن الأبناء والبنات دائماً ما يلقون باللوم على آبائهم عندما يحدث خطأ ما ، لأن آباءهم لم يقدموا لهم النصيحة والتوجيه .
الصحبة السيئة
فكثير من الفتيات يقعن في سوء استخدام الانترنت بدافع الإغواء من قِبَل صديقاتهن، فكم من فتاة كان سبب غوايتها دعوة من صديقة لها، ولهذا يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من صديق السوء قائلاً : «إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوءِ كحامِلِ المسك ، ونافخِ الكِيْرِ ، فحاملُ المسك : إِما أن يُحْذِيَكَ ، وإِما أن تبتاع منه ، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة ، ونافخُ الكير : إِما أن يحرقَ ثِيَابَكَ ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة» متفق عليه .
يتبع
...
..
.