

قال تعالى:{وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأبْصَـٰرُ )
إنه الظلم الذي حرمه الله على نفسه، وجعله بين عباده محرماً،عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)

ســـــأروي لكـــــم قصـــــة تحمـــــل بيـــــن طياتهـــــا العبـــــرة .. أرجـــــو أن تتأملوهـــــا ......
كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول ، والثاني ، والثالث ، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود ، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة ، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر ، والعياذ بالله .
فقال له المظلوم : حسبي الله بيني وبينك ، والله سأدعو عليك ، فقال له : أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده .
وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة ، على حسب طلبه ، ويريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) ، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء

أخواتي :إن الظلم مذهب لبركة العمر، مضيع لجهد الإنسان، ممحق للكسب، بل إن الظلم إفلاس من كل مكسب في الدنيا والآخرة. وهو سبب لحلول العقوبات ، وفي الآخرة ظلمات بعضها فوق بعض .

همســـــة فـــــي أذنـــــك أخية:
اعلمي أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)).
وقد أجاد من قال:
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
**************************
قال رسول ُالله- صلَّى الله عليه وسلَّم - :
((مَن ظَلَم قِيدَ شِبر من الأرض طُوِّقه مِن سبع أرَضين))متفق عليه،
مماطلة مَن له حقٌّ ظلمٌ؛
قال رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم -
: ((مَطْلُ الغنيِّ ظُلم)) متفق عليه.
وفي الختام ..
نسأل الله تعالى أن يُجنِّبنا الظلم، وأن يكفينا شر الظالمين، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
اسأل الله ان يغفر لنا ويتوب علينا ..
بارك الله فيك ياغالية
موضوع قيم اسأل الله ان ينفع بما كتبت ..
ويجزاك خير الجزاء ..