الظلم ظلمات.. قصة للعبرة

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه القصة وصلتني عبر الايميل والحق انني بكيت وانا اقرأها ... فهي قصة مؤثرة جدا ... واحببت ان انقلها لكن هنا.....



تقول صاحبة القصة...


أردت أن أروي لك قصتي عسى أن تكون عبره لغيري فأنا زوجه وأم لفتاه بالسنة النهائية بإحدى الكليات النظرية ولابن شاب متزوج ولديه طفلان وزوجي ضابط عسكري بالمعاش ونعيش قي أحد أحياء القاهرة ..
ومنذ أن بدأت حياتي مع زوجي ونحن نعيش حياة رغده وقد استعنت طوال حياتي الزوجية على تربية أولادي بمربيات عديدة لا أتذكر عددهن من كثرتهن ولا عجب في ذلك فقد كانت كل واحده منهن لا تمكث عندي أكثر من شهرين ثم تفر من قسوة زوجي العدواني بطبعه ولا أعرف هل أكتسب عدوانيته هذه خلال رحلة حياته أم أنها وراثية فيه فقد كان يتفنن في تعذيب أي مربيه تعمل عندنا ولا أنكر أني كنت أشاركه في بعض الأحيان جريمته.

ومنذ خمسة عشر عاما وابنتي في السابعة من عمرها وابني في المرحلة الإعدادية جاءنا مزارع من معارف زوجي ومن أبناء بلدته يصطحب معه الطفلة ذات الأعوام التسعة فاستقبله زوجي بكبرياء وترفع وقال المزارع البسيط إنه أتى بابنته لتعمل عندنا مقابل عشرين جنيها في الشهر ووافقا وترك المزارع المكافح طفلته الشقراء فانخرطت الطفلة في البكاء وهي تمسك بجلباب أبيها وتستحلفه ألا يتأخر عن زيارتها وألا ينسى أن يسلم لها على أمها وأخوتها.

وأنصرف الرجل دامع العينين وهو يعدها بما طلبت وبدأت الطفلة حياتها الجديدة معنا فكانت تستيقظ في الصباح الباكر قبل أن يستيقظ طفلاي لتساعدني في أعداد طعام الإفطار لهما ثم تحمل الحقائب المدرسية وتنزل بها الشارع وتظل واقفة مع أبني حتى يحملهما أتوبيس المدرسة وتعود للشقة فتتناول طعام إفطارها وكان غالبا من الفول بدون زيت وخبز على التعفن وفي بعض الأحيان قد نجود عليها بقليل من العسل الأسود أو الجبن ثم تبدأ ممارسة أعمال البيت من تنظيف وشراء الخضر والمسح وتلبية النداءات حتى منتصف الليل فتسقط كالقتيلة على الأرض كالقتيلة وتستغرق في النوم.

وعند أي هفوة أو نسيان أو تأجيل أداء عمل مطلوب بنهال عليها زوجي ضربا بقسوة شديدة فتتحمل الضرب باكيه صابرة ورغم ذلك فقد كانت طفله في منتهى الأمانة والنظافة والإخلاص لمخدوميها تفرح بأبسط الأشياء وتغني غناء حزينا خافتا معبرا عن شوقها لبلدتها وأمها وأخوتها وهي تغسل الإطباق ورغم اعترافي بأني كنت شريكة زوجي في قسوته على الخادمات وتفننه في تعذيبهن حتى أنه كان أحيانا يختلق الأسباب لضرب أي خادمه تعمل عندنا إلا أنه كانت تأخذني الشفقة في بعض الأحيان بهذه الفتاة لطيبتها وانكسارها وإخلاصها فأناشد زوجي ألا يضربها وأقول له إنها قد كبرت وتعودت على طباعنا وتحملتنا كثيرا فلا داعي للاستمرار في ضربها فكان يقول لي مقهقها فإنها ستطلب منه أن يضربها لأنها تعودت منه أن يضربها وأن هذا الصنف من الناس لا تجدي معه المعاملة الطيبة واستمرت الفتاه تتحمل العذاب في صمت وصبر.

وأتذكر الآن بأنني حين كان العيد يأتي ويخرج طفلاي مبتهجين مهللين بينما تبقى هذه الطفلة التي تماثلهما في العمر تنظف وتغسل دون شفقه وبعد أن تنتهي من أعمالها ترتدي فستانا قديما لكنه نصيف لأنها كانت تحرص على نظافة ملابسها .

أما أبوها فلم تره تلك الطفلة إلا مرات معدودة بعد عملها عندنا فقد انقطع عن زيارتها بعد شهور وبدأ يرسل أحد أقاربه لاستلام أجرتها الشهرية كما لم تر أمها وأخوتها إلا في ثلاث مناسبات محدودة الأولى حين مات شقيقها الأكبر في حادث عند عودته من الأردن وكانت الفتاة تعلق أملا كبيرا على عودته وتحلم بأن ينتشلها من العذاب الذي تعانيه عندنا فإذا به يلقى مصرعه وتفقد آخر أمل لها فبكته بحرقه وسرا حتى لا يراها زوجي فتلقى عقابا على يديه....
والمرة الثانية لم تكن تعطفا منا عليها وإنما كانت تخلصا منها في الحقيقة فقد كانت مريضه بمرض معدي وخشينا على طفلينا من أانتقال العدوى إليهما فأبعدناها إلى بلدتها بحجة أن ترى أمها وأخوتها
وكانت المرة الثالثة عند وفاة أبيها بعد أن دخلت مرحلة الصبا وأستقر الحزن والانكسار في قلبها.

وأرجوا أن تصدقني يا سيدي إذ ليس لدي ما يبرر أن أدعي شيئا غير صادق وانأ أكتب لك بإرادتي إذا قلت أني أبكي الآن كلما تذكرت قسوة عقابنا لها إذا أخطأت أي خطأ كان لابد أن تخطي كأي طفله وكأي إنسان فقد كان زوجي يصعقها بسلك الكهرباء وكثيرا ما حرمناها من وجبة العشاء في ليالي البرد القاسية فباتت على الطوى جائعة ولا أتذكر أنها نامت ليله لمدة سنوات طويلة دون أن تبكي.

وسوف تتسائل لماذا تحملت كل هذا العذاب ولم تهرب بجلدها من جحيمكم ؟

أوجيبك بان الفتاة حين قاربت سن الشباب خرجت ذات يوم لشراء الخضروات ولم تعد فسأل زوجي البواب عنها وعرف أنها كانت تتحدث لفترات طويلة مع شاب يعمل لدى جزار بنفس الشارع وأنه من المحتمل أن تكون قد اتفقت مع الشاب أن يتزوجها وينتشلها من هذه الحياة فلم يمض أسبوع حتى كان نفوذ زوجي قد تكفل بإحضارها من مخبئها واستقبلنها عند عودتها استقبالا حافلا بكل أنواع العذاب فقام زوجي بصعقها بالكهرباء وتطوعا بني بركلها بعنف بينما بكت ابنتي وهي تقول لأبيها حرام يا بابا حرام.....
ففقد سيطرته على نفسه واستدار إليها وضربها هي أيضا وكانت المرة الأولى في حياته التي يضربها فيها أبوها.

وعادت الفتاه لحياتها الشقية معنا واستسلمت لمصيرها واستمر الوضع كما كان عليه , تخطي أو تؤجل عمل فيضربها زوجي ضربا مبرحا ونخرج في الإجازات غلى منطقة الأهرامات لنستمتع بشي من اللحم ونترك لها بقايا طعام الأسبوع لتأكله.

وشيئا فشيئا بدأنا نلاحظ عليها أن الأكواب والإطباق تسقط من يدها وأنها تتعثر كثيرا في مشيتها فعرضناها على طبيب فأكد لنا أن................

............... فعرضناها على الطبيب فأكد لنا أن نظرها قد ضعف جدا وأنه قد ينسحب تدريجيا وأنها لا ترى حاليا ما تحت قدميها أي أنها أصبحت شبه كفيفة ورغم ذلك فلم نكن نرحمها وظلت تقوم بكل أعمال نظافة المسكن وتخرج لشراء الخضر كما كانت تفعل بل وأكثر ما صفعتها إذا عادت من السوق بخضروات ليست طازجة وكثيرا ما كانت تفعل لضعف بصرها الشديد فأشفقت عليها زوجة البواب فكانت تجلسها في مدخل العمارة وتذهب هي لشراء الخضروات لها حتى تنقذها من الاهانة والضرب واستمر الحال وهكذا فتره من الزمن ثم خرجت الفتاه ذات يوم من البيت بعد أن أصبحت كفيفة تقريبا ولم تعد مره أخرى ولم نهتم بالبحث عنها هذه المرة....

ومضت السنوات فأحيل زوجي للتقاعد واستقبل حياة الفراغ وفقد المنصب والنفوذ أسوأ استقبال فتضاعفت عصبيته وثوراته وأنفلاتاته إلى حد غير محتمل ومع ذلك فقد تحملته بسبب عشرة السنين.

وتخرج أبني في الجامعة وعمل ثم أراد أن يخطب إحدى زميلاته فخطبناها له وهي فتاه رائعة الجمال وتزوجها وسعدنا بها واكتملت سعادتنا حين عرفنا أنها حامل ثم جاءت اللحظة السعيدة ووضعت مولودها فإذا مولودها بنا نكتشف لصدمتنا القاسية أنه كفيف لا يبصر وتحولت الفرحة إلى سحابة كثيفة من الحزن القاتم وبدأنا الرحلة الطويلة مع الأطباء بلا فائدة واستسلم ابني وزوجته للأمر الواقع وانطفأ الأمل في قلبيهما وأدخلنا حفيدنا الموعود بالعناء حضانة للمكفوفين وقررت زوجة ابني ألا تحمل مره أخرى خوفا من تكرار الكارثة لكن الأطباء طمأنوها أن هذا مستحيل لأنه لا توجد صلة قرابة بينهما تؤكد العوامل الوراثية وشجعوها على أن الحمل وإنجاب طفل أخر يعيد البسمة إلى حياتها وزوجها وشجعناها نحن أيضا على ذلك على أمل أن يرزق ابننا بطفل طبيعي يخفف من حزنه وصدمته بالطفل الأول.

وحملت زوجة أبني وأنجبت طفله جميله شقراء ونزلت إلى الحياة فتوقفت قلوبنا حتى زف الطبيب البشرى بأنها ترى وتبصر كالأطفال العاديين وسعدنا بها سعادة مضاعفه وانهالت عليها وعلى شقيقها اللعب والملابس والهدايا وبعد سبعة شهور لاحظنا عليها أن نظرها مركز في اتجاه واحد لا تحيد عنه فعرضناها على أخصائي عيون للاطمئنان على سلامته عينيها فإذا بالطبيب يصدمنا بحقيقة أشد هولا وهي أنها لا ترى إلا مجرد بصيص من الضوء وأنها معرضه أيضا لفقد بصرها ولا حول ولا قوة إلا بالله ورأى زوجي ذلك فأصيب بحاله نفسيه فسدت معها أيامه وكره كل شيء ثم تطورت حالته حتى نصحنا الطبيب بإدخاله مصحة نفسيه لعلاجه من الاكتئاب وانقبض قلبي وأحسست بهموم الدنيا تطأ صدري بقسوة وفي ضيقي وأحزاني تذكرت فجاه الفتاة الكسيرة التي هربت من جحيمنا كفيفة بعد أن أمضت معنا عشر سنوات ذاقت خلالها أهوال الصعق بالكهرباء والضرب والهوان والحرمان وساءلت في جزع هل هذا عقاب السماء لنا على ما فعلنا بها.

وأصبحت صورة هذه الفتاه اليتيمة التي أهملنا علاجها وتسببنا في كف بصرها تطاردني في وحدتي وتعلق أملي في عفو ربي عما جنينا في أن أجد هذه الفتاه وأكفر عما فعلنا بها ورحت أسأل الجميع حتى دلنا أحد الجيران إلى مكانها وعلمنا أنها تعمل خادمه بأحد المساجد فذهبت إليها وأحضرتها لتعيش معي ما بقي من أيام عمري ورغم كل قسوة الذكريات فقد فرحت بسؤالي عنها وسعيي إليها لإعادتها وحفظت العشرة التي لم نحفظها وعادت معي تتحسس الطريق وأنا أمسك بيدها وفرحت بسماع صوت أبنتي الشابة التي طالما أحبتها هذه الفتاه الطيبة في طفولتها وصباها وبسماع صوت ابني الذي عرف الهم طريقه إلى قلبه واستقرت الفتاه معنا وأصبحت أرعاها بل وأخدمها هي وحفيديّ الكفيفين وأملي ودعائي لربي أن يغفر لي ما كان لي ما كان وأن أقول لمن نضبت من قلوبهم الرحمة من قلوبهم.

إن الله حي لا ينام فلا تقسو على أحد فسوف يحي اليوم تطلبون فيه الرحمة من أرحم الراحمين وتندمون على ما فعلتم في قوتكم ..


(منقول من الايميل)
3
485

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

tasape7
tasape7
لا حول ولا قوه الا بالله
اللهم انا نعوذ بك من قسوه القلوب .. ومن الغفله .. ونسيان الرحمه .. ونسيان الموت والاخره

.....................................................

اللهم اغفر لهم وارحمهم واهديهم الى ما تحب وترضى
.....................................................

جزاك الله خيرا
]]الزين كله[[
]]الزين كله[[
شكرا على المرور عزيزتي
سعودية جنان
سعودية جنان
لا حول ولا قوه الا بالله
اللهم انا نعوذ بك من قسوه القلوب .. ومن الغفله .. ونسيان الرحمه .. ونسيان الموت والاخره