عندما يأسري الألم وتكبلني الهموم بمكابل حديدية أشعر عندها بمشاعر غريبة..
بمشاعر تغمرني بالشوق لعالم آخر...!!
اشعر بنفسي في مروج خضراء.. تكتسحها الخضرة في كل مكان خضرة تبهر العيون
بقوة لونها...
وعلى امتداد البصر أشجار طويلة شاهقة امتلائت بالثمار حتى مالت اغصانها بحنان إلي..
وأشعر أني أسير فيها وقلبي يغرد ويرفرف بالفرحة المفقودة كالطير..
أسير بأرض ترابها الزعفران والمسك أسير فيها كطفل جذبته عذوبة الألوان.. وعبر طريق
طويل فيه الأنهار العذبة كالعسل بل هي أنهار من عسل وانهار من لبن..أنهار متعددة..
وصخور.. على حواف تلك الأتهار.. لا بل هي ليس كعالمنا إنها قواقع بل جواهر ولآلئ
زادت روعة ذلك النهر..
وأخيراً وقفت عند شئ عظيم رائع مبهر.. جذاب بل أروع.. لا توفيه كلمات عالمنا..!!؟
إنه قصر عظيم.. أرى مابداخلة وأنا في الخارج.. لبنة من ذهب ولبنة من فضة
ولم ترص بالإسمنت أو الطين.. كقصورنا لا بل رصت بالمسك.. وشعور أروع عندما
تخيلت نفسي أدخله لايرى أوله من آخرة لآلئ وجواهر رصت بسقفه تكاد تخطف بالبصر
ألوان متعددة لايشبه بعضها بعضاً....
ولكن للأسف يتوقف الخيال هنا... فهذا العالم هو أكبر من خيالي...
وياللأسف والأسى عندما أصحو من ذلك الشعور وأرى نفسي في هذا العالم...
عالم لايحتاج إلى تعريف.. فكم منا من ذاق مرارته وآلامه.. وصدم وتأثر بأحداثه...
وهي تجري وتجري وتمر بنا بمحطات مظلمة.. كئيبة.. لم نشعر يوماً أننا سنمر بها
ففيها الأحزان والآلام والآهات..فيها قلوب قاسية ومشاعر متفرقة...
كم أشعر بالشوق لذلك العالم الذي أحلم به
عالم تتجلى فيه الأخوة والمحبة فهم (على سرر متقابلين) ونزعت منهم الأحقاد ففيهم
يقول الله سبحانه(ونزعنا مافي صدورهم من غل)
عندها أتمنى أني معهم قد فارقت هذه الدنيا.. التي يتسابق الجميع إليها بلهفة ونسو
زوالها، فهم يتسابقون حتى أنه لم يعد عندهم وقت ليصفوا قلوبهم ويواسوا حزينهم..
فكلماتهم تمر بسرعة ثم تذهب أدراج الرياح...!
وهنا يبقى الحزين يواسي حزنه لوحده... يحاكي دمعه..قلمه وأسطره... ولاشك بأنه
دائما يبعث بأمله لربه.. فهو أرحم الراحمين
وفي نهاية رحلة خياله... يتمنى أنه هناك معهم
وقد ترك الأحزان وراء ظهره وذهب إلى دنيا لافيها كدر ولا هم ومع أصحاب تجمعهم
قلوب صافية تخلو من الغل....
وهنا يرفع بيديه إلى ربه...
ربي.. أدخلني في رحمتك ولاتكلني
إلى عملي.. وأغفر لي...
..وأدخلني جنان الخلد مع من أحب..
شمعة البنفسج @shmaa_albnfsg
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
فكرتك رغم بساطتها مبدعة ...
نسأل الله أيجمعنا ومن نحب والمسلمين فيها برحمته