العالم بعيون بريئة

الأدب النبطي والفصيح

العالم بعيون بريئة...:(!!

استيقظت الطفلة في داخلي ذات يوم ...

بعد سبات شتوي و بعد طول نوم

استيقظت بياض الثلج تلك البريئة من غيبوبة الشتاء الحزين

جاءت من زمن بعيد كان فيه للفرح مكان وللدراسة وقت و للهو أوان

أرادت أن تزهو وتلعب كبقية الأطفال اللذين بطبعهم يحبون الألوان .

لكن...هي ليست مثل البقية ؛ انتبهت لشيء مختلف لم تعهده في ذاك العالم الجميل الذي جاءت منه.

سألتني هذه الطفلة وعادة ما يسألنا الأطفال لكننا لا نجد الإجابة ..

ربما لأن أسئلتهم بريئة وغبية أحيانا وهم لا يفهمون هذا العالم بعد !!

أو لأننا نحن من لا يفهم شيئا في حقيقة الأمر .

سؤالها كان فعلا غبي لكنه منطقي !!

قالت ببراءة الأطفال : ماذا يحدث في عالمكم هذا ؟ ولما يحدث كل هذا ؟!!

أين الزمان الذي كنا فيه نزرع ونحصد لنفرح بالمحصول

لما تنتظرون المحصول في الصيف وأنتم لم تزرعوا شيئا في الخريف .

حقا أمركم غريب ! الكل يطلب المزيد ..الكل يريد ويـريد ، ألهذا الحد لا أحد منكم بما لديه سعيد ؟

أين الزمان الذي كنتم فيه كلكم واحد ؟ أين القلوب التي كانت طيبة نقية ولينة ؟

لما أصبحت أقسى من الحديد لا تلتقي إلا كل مناسبة أو عيد ...

حتى هذا العيد تغير !! أين الفرحة والبهجة فيه ؟ فأنتم في عالمكم لا تهتمون مثلنا بالعيد لا تنتظرونه .

تجعلونه يكره الدنيا قبل المجيء إليها !

السعادة لا أدري ما الذي تعنيه لكم ، ولا ما هي مرادفاتها في قواميس عالمكم .

لا أعلم شيئا غير أن السعادة تعيسة بسبب ما تفعلون بحياتكم .

تحصرونها في أماكن معينة ، في أفعال محددة ... تربطونها بأمور معقدة وهي أبسط من كل ذلك .

يبحث أحدكم عنها في السفر فيترك عالمه ويعتقد بعضكم أنها في متجر للثياب الأنيقة !!

و قد يجد الآخرون أنسا لهم أو بعض السعادة في تربية الحيوانات الأليفة .

والأغرب من كل هذا أن في عالمكم من وجد السعادة في علبة سجائر أو حقنة مخدر أو...ربما ما هو أعظم !!!

نحن في عالمنا نعيشها في كل لحظة دون عناء و بكل بساطة تعلمون لماذا ؟

لأن السعادة لا تحب الأمور المعقدة ولأن عالمكم معقد ، قصدت عالمنا البسيط عالم البراءة .



كل هذا تقبلته من طفلة يفترض أنها لا تفقه شيئا في هذا العالم .

وفي محاولة مني لحفظ هيبتي و جعل كلامي يتناسب مع سني .

جئت بفرضيات لم أستطع أن أقنع بها حتى نفسي .

رغم علمي أنها لا تقتنع بقطعة حلوى كباقي الصغار .

رغم علمي بذلك .. حاولت إرضاءها بكلمات تشبه ما يقوله الكبار .

لكن التساؤل الذي لم أجد له فرضية .

والمعادلة التي لم تقبل أي حلول أو حتى احتمالات ...

لماذا أصبح الموت عندكم بمثابة لعبة ؟

هل هو بسيط هكذا أم أنه مجرد مزحة ...أتراه مثل الشبح في أفلام الكرتون ؟

أم أنه ذلك الغول الذي دائما تحكي لنا عنه الجدة !!

هو في عالمنا غالبا ما يكون نهاية كل لعبة .

فعند موت البطل تظهر لنا عبارة تقول '' انتهت اللعبة '' .

فماذا يعني الموت في عالمكم يا ترى ، هل أصبح يمثل لكم بداية كل لعبة !

فكرت في الأمر حينا وحين ..إلا أن حكمة الكبار مرة أخرى فشلت أمام براءة الأطفال .

فقلت بعد أن أدركت استحالة الانتصار بابتسامة عريضة لعلها تخفي الهزيمة .

صدقيني لست أدري ..لست أدري

كل ما أعلمه في هذه اللحظة أنني لا أعلم شيئا !! :44:
3
842

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

00ياجعل حظي كبير00
بوركتي رائعه !!
دفء الشتآء
دفء الشتآء
اهلاً غــآليــتي .. !

..

كلامك حقـاً رائـع
وتـلك الطفلــه التـي استيقظــت بعد سبـآآت ..
مــآأجمل برائتهــآ ..
..
لا آعرف كيف أشكرك ..
فـآ ابدآعك وصلَ إلـى ماهو بعيد عــن حرووفي ..

..
آختــك

دفـء الشتآء
جديدة في عالمكم
شكرا على مروركم الذي شرفني أخواتي

حقا سعيدة بتصفحكم تقبلوا تحياتي