امه الله

امه الله @amh_allh

عضوة جديدة

العام الهجري الجديد وصيام يوم عاشوراء

ملتقى الإيمان

وفضل شهر محرّم والترغيب في الإكثار من الصيام فيه


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..... أما بعد .

أخي المسلم :
انك في هذه الحياة الدنيا من حين استقرت قدمك على الأرض وأنت مسافر إلى الله عز وجل ، مسافر إلى الدار الآخرة ، وان مدة سفرك هي عمرك الذي كتبه الله عز وجل لك ، والأيام والليالي مراحل هذا السفر ، فكل يوم وليلة مرحلة من هذه المراحل ، فلا تزال تطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي السفر .


قَطَعْتَ شُهورَ العـامِ لهـواً وغفلةً *** ولم تحترم فيمـا أتَيْتَ المُحَرَّمــا
فلا رجَبــاً وافَيْتَ فـيه بِحَقِّـهِ *** ولا صُمتَ شهر الصوم صوماً مُتَمَّما
ولا في ليالي عشرِ ذي الحجةِ الذي *** مضى كُنْتَ قَوَّاماً ولا كُنْتَ مُحْرِما
فَهَل لك أن تمحو الذُّنوب بِعَبرةٍ *** وتبكي عليهــا حسرةً وتنَدُّمـا
وتستقبلَ العــامَ الجديدَ بِتَوبةٍ *** لعلَّك أن تمحو بهـا مــا تَقَدَّمـا


أخي الحبيب :

ها أنت على باب عام جديد الله اعلم بحالك فيه فما هي إلا أيام قلائل وينتهي عامك الهجري المنصرم ، ويطوى سجله ويختم عمله ، ويرحل بما فيه من أعمال ، وحركات , وسكناك ، فها هو قد حزم حقائبه ووضع فيها الأعمال ، فلا تفتح هذه الحقائب إلا يوم العرض والحساب فهنيئا لمن احسن فيما مضى واستقام وويل لمن أساء وارتكب الحرام. قال تعالى : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } . وقال تعالى : { فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } .


أخي العزيز :

تعال معي لنسأل أنفسنا عن هذا العام المنصرم كيف قضيناه ؟ ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه ؟ لنراجع أعمالنا ، لنتدبر في فرائض الله تعالى علينا من الصلاة والزكاة والحج وغيرها كيف قمنا بها وهل أديناها حق الأداء ؟ لنتدبر فيما نهى الله عز وجل عنه من الغناء والزنا والربا وغيرها هل ابتعدنا عنها و اجتنبناها ؟ لننظر في حق الله تعالى علينا هل أديناه ؟لننظر في حق العباد هل أوفيناه ؟ فان كان خيرا فالحمد لله على نعمه ، وان كان غير ذلك تبنا إلى الله واستغفرناه.
إذاً فالأمر خطير : لأن انقضاء سنة كاملة من عمر الإنسان تعني له عدة أمور من أهمها ، وأبرزها أن هذا العام قد مضى بما استودع فيه ، سواءً كان خيرا ً، أو شرا ً، فصحيفة عام كامل قد ملئت ، ووضعت في رق ، فرقم ، ثم ختم ، وطبع ، فلن يفتح إلاّ يوم القيامة، فيا ليت شعري من المسرور حينما يرى صحيفته فنهنيه ، ومن المغبون النادم فنعزيه . قال تعالى : { يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد } .
مضى العام بما فيه فأنت لا تستطيع التغيير ، ولا التبديل ، فليس بالإمكان تغيير عملك الصالح بشكل أفضل مما قدمت ، فلا تقدر على مضاعفته ، ولا تقدر على زيادته ، فقد قُضيَ الأمر … فما بالك بالأعمال الأخرى الغير صالحة! وقد كتبت.
فهل تتذكر عندما هممت بمعصية كذا وكذا ، فجاءك وازع الخوف من الله تعالى ونهاك ، ولكنك قلت : هذه المرة فقط ولا أعود ، فقط أنظر ، استغفر الله بعدها ، وفعلا ً تجرأت َ، وارتكبتَ تلك المعصية ، ووقعت في الشهوة ، فها قد ذهبت الشهوات ، وبقيت التبعات.
إذاً أخي الحبيب فالعام قد انطوى بما فيه، فلا بد من المحاسبة والمراجعة ، فالمؤمن يعلم أن حياته ليست عبثاً ، ويدرك أنه لم يخلق هملاً ، وهو على يقين أنه لن يترك سدى . وقد يعمل الإنسان في حياته أعمالاً ثم ينساها ؛ لكنه يوم القيامة سيلقاها كما قال تعالى : {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد } . وقال تعالى : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ } . وقال تعالى :{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } .
إن النعم التي يتقلب الناس فيها ، و الصوارف التي تحيط بهم تجعلهم ينسون الحساب ، ويغفلون عن ذكر يوم المعاد ، { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } .
فلا بد للإنسان أن ينظر في عمله ، ويتأمل حاله كيف قضى عامه الراحل ؟ وفيما صرف أوقاته ؟ وكيف كانت علاقته بربه ؟ فهل حافظ على فرائضه ، واجتنب زواجره ؟ وهل اتقى الله في بيته ؟ وهل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شؤونه وأحواله ؟ فإنه إن فعل ذلك صار إن شاء الله كمن يعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه، ومن حاسب نفسه في الدنيا العاجلة أمن في الآخرة ، ومن ضحك في الدنيا كثيراً ولم يبك إلا قليلاً يخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيراً، كما قال تعالى :{ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً } . قال ابن عباس رضي الله عنه : "الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبداً". أخرجه ابن جرير وابن أبي شيبة بإسناد صحيح. وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا : قال رسول صلى الله عليه وسلم : « يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال : ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً ، وسخرت لك الأنعام والحرث ، وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقيَّ يومك هذا ؟ فيقول : لا ، فيقول له : اليوم أنساك كما نسيتني ». أخرجه الترمذي بسند صحيح وقال : "معنى قوله : « اليوم أنساك كما نسيتني » : اليوم أتركك في العذاب".


أخي الحبيب :

تذكر قرب الأجل ، فانقضاء عام يعني دنو أجلك، تأمل هذا التقويم السنوي الذي فتحته في أول يوم من محرم ، وها أنت اليوم تَقلب أخر ورقة منه . إنما أنت مثل هذا التقويم، قال الحسن البصري رحمه الله : "يا ابن أدم إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك" .


إنـا لنفـرح بالأيـام نقـطعها *** وكـل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ً *** فإنما الربح والخسران في العمل


إذاً لا بد من تصحيح المسار ، واغتنام ما بقي من الأعمار بالتوبة والاستغفار ، ما دمت في زمن المهلة ، وأتيحت لك الفرصة . اسأل نفسك ماذا قدمت لها ، واسأل نفسك ماذا قدمت لدينك وأمتك الإسلامية ، فالإسلام دين عمل ، ونحن أمة مبعوثة ، بعثها الله لنشر دينه وإعلاء كلمته .

أن بداية العام الهجري الجديد فرصة لكل واحد منّا لكي يفتح صفحة جديدة مع الله عز و جل ، صفحة بيضاء نقية ، يعاهد الله فيها أن يسلك طريق الالتزام و الهداية ، يعاهد الله فيها أن يكون كتاب الله عز وجل جليسه ، و ذكر الله عز و جل أنيسه ، و قيام الليل و صيام النهار سبيله ، و الأخ الصالح في الله نديمه، صفحة يعاهد الله فيها أن يترك كل معصية تبغضه ، و كل أغنية ماجنة من القرآن تحبسه ، و كل نظرة محرمة للقلب تقتله ، وكل جليس سيئ من الله يبعده .

فعليك أخي العزيز أن تستقبل عامك الجديد بالتوبة النصوح وعقد القلب على المحافظة على الطاعات والعزم على ترك المنهيات ورد الحقوق إلى أهلها واستحلالهم منها والإقبال على أهل الصلاح ومجالسهم وترك رفقاء السوء وكثرة سؤال الله العصمة والتوفيق والسداد والصدق مع الله في الإقبال عليه.

بهذا وحده نحيي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، و نحقق مقاصدها ، و هذا هو الفلاح الذي يدعونا إليه المؤذن خمس مرات في كل يوم عندما يدعونا إلى الوقوف بين يدي الله عز و جل .


صيام يوم عاشوراء

وفضل شهر محرّم والترغيب في الإكثار من الصيام فيه


وإن مما يعين على تهذيب النفس تعويدها على عمل الخير و منه صيام يوم عَاشُورَاءُ وهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ شهر مُحَرَّمِ، فصيامه يكفر ذنوب السنة الماضية فعن أبي قَتادةَ رضي الله عنه قال: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامِ يومِ عاشوراء ؟ فقال: « يكفِّرُ السَّنَةَ الماضِية » رواهُ مسلم (1162)، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ" رواه البخاري (1867)، ومعنى "يتحرى" أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله » رواه مسلم (1976)، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم.


وصيام يوم عاشوراء كان معروفا في الجاهلية قبل البعثة النبويّة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : "إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه" .. قال القرطبي : "لعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام"، وقد ثبت أيضا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به ويصومونه فسألهم عن السبب فأجابوه كما في حديث ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المَدينةَ فوجدَ اليهودَ صياماً، يومَ عاشوراء، فقالَ لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « مَا هَذَا اليوم الّذي تصومونهُ؟ » فقالوا: هذا يومٌ عظيم، أنجى اللهُ فِيهِ موسى وقومَهُ، وغرَّقَ فرعونَ وقومَهُ، فصامَهُ موسى شكراً، فنحنُ نصومُهُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « فنحنُ أحقُّ وأولى بِمُوسى مِنكم » رواه مسلم (1130)، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأمرَ بصيامِه.


وقد كان صيام يوم عاشوراء في أول الإسلام واجباً وذلك قبل أن يفرض صيام رمضان فلما فرض صيام شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة أصبح صيام يوم عاشوراء بعد ذلك مستحباً وليس واجباً ويستدل على هذا بقول ابن مسعود الثابت في مسلم : "لما فُرض رمضان تُرك عاشوراء" فتح الباري (4/247)، أي تُرك وجوبه أما استحبابه فباقٍ.


ويكره إفراد صوم يوم عاشوراء وحده بالصيام وذلك مخالفة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى حيث إنهم يفردونه بالصيام وقد أمرنا بمخالفتهم، فيستحب صوم يوم قبله ويسمى تَاسُوعَاءَ أي التاسع من شهر محرم أو صوم يوم بعده وهو اليوم الحادي عشر من شهر محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى صيام التاسع فعن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهُما قال: صَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ عاشُوراء وأمَرَ بِصِيامِهِ، قالوا : يا رَسُولَ اللهِ! إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهودُ وَالنَّصَارَى. فَقالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « فَإذا كَانَ العامُ المُقْبِلُ، إِن شَاءَ اللهُ، صُمْنَا اليَومَ التَّاسِع » قال: فَلمْ يَأتِ العامُ المُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم (1134)، قال النووي رحمه الله : "ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهاً : أَحَدُهَا أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَاشُورَاءَ : « لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ »"، الفتاوى الكبرى (ج6)، وقال أيضاً : "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَيُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ..." الفتاوى الكبرى (ج5)،


وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وأعلاها جميعاً أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب، لأنه من المعلوم أنه يستحب الإكثار من الصيام في شهر محرم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم. وأفضل الصَّلاة بعد الفريضة، صلاة الليل » رواه مسلم (1163)، فإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } ، وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : « السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ » رواه البخاري (2958)، والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه وقوله تعالى : { فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها فعظّم حرمتها وجعل الذنب فيها أعظم وأيضاً العمل الصالح والأجر فيها أعظم.


والصيام أجره عظيم كما هو معروف فهو سرٌّ بين العبد وبين ربِّه، ولهذا يقول الله تبارك وتعالى: « كلّ عمل ابن آدم لهُ إلاَّ الصَّوم فإنَّهُ لي وأنا أجزي به، يدَعُ شهوتَهُ وطعامَهُ وشرابهُ من أجلي » رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه وله رواياتٌ عدّة، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « إنَّ في الجنَّةِ باباً يُقالُ لهُ الرَّيان يدخلُ منهُ الصَّائِمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحدٌ غيرهم يقال: أين الصَّائِمون؟ فيدخلون منهُ فإذا دخل آخِرُهُم أغْلِقَ فلم يدخُل منهُ أحدٌ » رواه مسلم (1152)، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « الصِّيامُ جُنَّةٌ منَ النَّارِ كجُنَّةِ أحدكم من القتال » رواه أحمد (4/22) بسندٍ صحيح.


اللهم أجعل عامنا القادم أفضل من عامنا الماضي بتوفيقنا لطاعتك و ترك معصيتك يا رب العالمين ، اللهم اجعل عامنا القادم عام خير و بركة للإسلام والمسلمين وفرصة لقبولنا في قافلة العائدين إليك والمنيبين إليك يا ذا الجلال و الإكرام ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
7
587

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

um fofo
um fofo
الله يجزاك خير على التذكير ويجعله في موازين حسناتك
جولـــيا
جولـــيا
جزاك الله خير وجعلها الله في ميزان اعمالك
:26: :26:
غلوو تــــن
غلوو تــــن
:26: :26: :26: :26: :26:
مروج الذهب
مروج الذهب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً غاليتي

وجعله الله في ميزان حسناتك
ام زياد ويزيد
ام زياد ويزيد
جزاك الله خير وجعلها الله في ميزان اعمالك
جزاك الله خير وجعلها الله في ميزان اعمالك
امينننننننننننننننننن