بسم الله الرحمن الرحيم
كم عمرك ؟
عمري 34 سنة …
وماذا تعني لك العنوسة؟
ردت علي وعيناها تسبحان في بحر من الدموع …. و شفتاها ترتجفان وكانها غير قادرة على الكلام … ومن ثم تناولت علبة المناديل الموجودة على الطاولة التي تفصلنا واخرجت منها منديلا واخذت تمسح دموعها ثم قالت بصوت حزين… هل تعلم لماذا ابكي !! هل تعلم لماذا لم اتمالك نفسي !!.. أشفقت عليها عندما رايتها بتلك الحالة و قلت لها ارجوك يا…. وقبل ان اكمل كلامي قاطعتني وقالت ارجوك انت دعني اكمل حديثي ارجوك لاتقاطعني …. ومن ثم نظرت الى اعلى وكانها تريد ان توقف سيلان انفها والذي اخذ يجاري عيونها في البكاء على حال صاحبتهم … ثم قالت ان هذه الكلمة تعني لي الكثير و تذكرني بحال ابي والمشابهة تماما لحالي … تقول كان ابي يعمل في احد الدوائر الحكوميه كرئيس لأحد الاقسام المهمة …. وكان يعيش حياة سعيدة في عمله ومع اصحابة … وفي العام الماضي وبالتحديد في 1/7/1420هـ وفي تمام الساعة الواحدة ظهرا وبينما كنت جالسة في صالة المنزل اتصفح بعض المجلات … سمعت جرس الباب …. نهضت وقلت من بالباب … فاجابني بصوت بالكاد يسمع انه انا يابنيتي … فتحت الباب ولم اصدق ما أراه !! … انه ابي نعم انه ابي ولكن ماذا اصابه لماذا يمشي وكانه كهلا تجاوز التسعين من عمره … صرخت وقلت ياابتي مابك ماذا اصابك ماذا حدث لك هل انت بخير !!… ارجوك ياابي قل لي قل … كانت حالة والدي لاتسمح له بالاجابة علي … امسك بالباب واخذ يمشي بتثاقل وكان رجليه لم تعد قادرة على حمله … حتى وصل الى غرفة نومه التي لم يغادرها حتى وقتنا الحاضر …. عرفت بعد ذلك من ابي انه قد احيل للتقاعد …. وان ذلك يعني له انتظار الموت…
عندما سمعت ذلك الكلام من ابي بكيت لانني لم استطع اخراج ابي من الحالة التي هو فيها وانا اعيش نفس الشعور …. نعم اعيش نفس الشعور فانا أيضا اعتبر نفسي متقاعدة انتظر الموت في أي لحظة … قلت لها انك متشائمة جدا … قالت صدقني انني اكثر الناس تفائلا … ولكن ماذا اعمل بمجتمع يعاملني وكانني مذنبة و مخطئه و لست بشرا … انهم يقتلونني بأسئلتهم … انهم يمزقوني بعيونهم … انهم يدمروني بغمزاتهم ولمزاتهم … هل تعلم ان ابي احسن مني حالا !! …
ثم قالت وهي تبكي بحرقة هل تعلم لولا ايماني بالله وخوفي منه لفكرت بالانتحار هروبا من هذا المجتمع الظالم … ومن ثم سكتت فجئة … ونظرت الي وهي تبتسم وقد تغيرت حالتها النفسية بمقدار 180 درجة … وقلت لها هل انت بخير!! … فقالت نعم ليتك ترى مااراه الآن في مخيلتي!! … قلت وماذا ترين !!.. قالت سبحان الله لقد راف الله بحالي وجعلني استعيد ايام طفولتي السعيدة لكي يصبرني على ما انا فيه من حال … قلت لها هل ممكن ان تحكي لنا تفاصيل حياتك … قالت بكل سرور … فقد فتحت عيني على هذه الدنيا وبدأت استوعب مابها في عمر 3 سنوات كنت طفلة جميله ..كنت كلوردة الجميلة التي لايتركها الآخرون في حالها … الكل يريد ان يشم رحيقها الكل يريد ان يلاعبها الكل يريد ان يكسب ودها الكل يريد ان يجعلها تبتسم … ثم تنهدت وقالت ما اجمل تلك الايام … انني اتذكر كل شيء في طفولتي .. هل تصدق انني اتذكر حتى ملابسي التي كنت ارتديها…. كنت طفلة صغيرة .. لايطولها العيب في أي شي …كنت ارتدي فستاني القصير وانتقل كالفراشة في كل مكان … كبرت قليلا ووصل عمري الى 6 سنوات … ودخلت المدرسة وعشت فيها في سعادة كبيره … فقد اصبح لي زميلات كثيرات ومهام كثيرة واصبحت احس بالوقت … وبدات تتغير معي الحياة فقد اصبحت انوم واصحى وادرس والعب في وقت محدد … وانا طبعا سعيد ة بذلك ولكن بدرجة اقل … ليس ذلك فقط بل ان مي اصبحت تعاملني كبنت … ومنعت لبس القصير وشددت على البنطال … واستمرت الحياة كذلك وبنفس الروتين حتى وصلت الى الصف السادس …واصبح عمري 12 سنة وجاءت امي الي وانا اتصفح كتاب الرياضيات الذي لاافهم فيه شيء وامسكت الكتاب وقالت لي ياوردتي الجميلة هل تعلمين انك امانة من رب العالمين ويجب علي ان اصون هذه الامانة وان اكون خير وصية عليها … قلت وماذا تريدين يا امي … قالت لقد حان الآوان لكي ترتدين الحجاب فانت لم تعدي صغيرة يابنيتي … ومن ثم خرجت امي وجلست امام المرآة احاول استيعاب الموقف احاول تصديق امي في انني اصبحت شابة بل امراة وانني لم اعد تلك الطفلة الجميلة التي تقضي اكثر وقتها في اللعب واللهو والشجار مع صاحب البقالة … والذي دائما مايغضب منها لانها تعبث في بضاعته وتسال عن كل الاسعار وهي لاتعلم ماذا تريد ومصدر غضبه انه يعلم انه ليس معها سوى ريالا واحد قد تشبع عرقا من شدة ماتقبظ عليه .
بدأت بعد ذلك اعيش كفتات لي خصوصياتي ولي مشاعري واحترامي وكل ذلك في ضوء العادات والتقاليد المنبثقة من ديننا الحنيف …. كبرت دون ان اشعر بذلك … ودرست المرحلة المتوسطة وصدقونني انني لااعلم كيف عشت هذه المرحله … فقد عشتها في نزاع بين طفولتي وبين عمري الذي يخبرني في كل يوم انني اصبحت امرآه … وصلت المرحلة الثانوية والتي اكتملت فيها كامرآه من جميع النواحي واخذت اعيش شعور المرآه …. لقد تغيرت في كل شي واصبحت افهم كل شي … بل ان امي اخذت تعتمد علي بعد الله في جميع امور البيت … وبعد الثانوية لم اكمل دراستي فظروف المنطقة التي اسكن فيها حتمت علي ان اكتفي بهذا القدر من التعليم .
كانت اشغال البيت الكثيرة هي محور اهتمامي … ولكن ماذا بعد ؟؟… هل هذه هي حياتي التي ساعيشها !!.. هل هذا هو نصيبي !!… هل هذا هو حظي !!.. (اللهم لااعتراض ) … اكذب على نفسي اذا قلت لكم انني لم افكر في الزواج … فعمري يتقدم يوم بعد يوم … فانا اريد زوجا وابنائنا … ولكن ماذا اعمل هل اخرج في الشارع واصرخ اريد ان اتزوج … هل اتصل بابن الجيران محمد واطلب منه ان يتزوجني .. هل اطلب من ابي ان يبحث لي عن زوج !!…
زميلاتي اللاتي في عمري اصبح لهن ابناء …. بل ان فتيات اصغر مني تزوجوا فماذا اعمل !!… كنت احترق غيرة و اتحسر على عمري مع كل دعوة زواج اقرأها … بل انني عندما اذهب الى أي زواج احرص على رؤية العروس وادقق النظر بها وفي لبسها ومكياجها وجمالها … واذا عدت الى البيت اصعد الى غرفتي واغلقها على وانا ابكي على القطار الذي سيفوتني … ومن ثم اتناول علبة مكياجي واجلس امام المرآة وبعد ان اتزين آخذ مفرش ابيض واضعه على راسي … ومن ثم اقوم بجميع الحركات التي قامت بها العروس التي شاهدتها فليس لي الا ذلك اصبر به نفسي !!.
وفي يوم من الايام حضرت لنا عمتي التي تسكن في منطقة آخرى غير المنطقة التي اسكنها … ودعتني امي للسلام عليها … وفي اثناء حديثنا قالت عمتي … لقد حضرت اليوم لكي اخطب لابني خالد … انزلت راسي من شدة الخجل واطلقت قدمي الى حيث غرفتي … اغلقت الباب واستندت عليه بعد ان اغلقته وخداي لااعلم لماذا اصبحا احران وقلبي لااعلم لماذا اخذ يرجف وكانه يريد الخروج ويداي اشتبكتا في عناق حار وكانهم لم يريا بعض من قبل … جلست على ركبتي وبكيت بحرقه انها دموع الفرح ما اجل دموع الفرح … وبعد مدة وبعد تفكير طويل … قررت ان انزل من غرفتي للجلوس مع عمتي … ولكن ماذا اقول لها الآن خالتي ام عمتي اوه لايهم … نزلت ولم اجدهم ماذا حدث!!… اين عمتي اين امي … بعد ساعة تقريبا حضرت امي ولم تحضر عمتي … قلت لامي واسئلة الكون تدور في راسي اين ذهبتم اين عمتي وماذا قالت لك وماذا قلت لها … ردت علي امي بكلمة كالصاعقه كلمة شعرت بعدها باحساس ابي بعد احالته للتقاعد ..قالت لقد اتت عمتك لخطبة بنت الجيران لابنها خالد … ما اصعب الموقف لقد تحكمت في فمي وابتسمت ولكن عيني خانتاني وفضحت مابداخلي …. ما اصعب ان تبتسم وعيناك غارقة في الدموع قهرا … احست امي بي فرمت عبائتها التي كانت تحملها بيدها واتت مسرعة الي واحتظنتي وهي تبكي بحرقة … فحالي في ذلك الوقت يذيب الحجر ويبكيه فكيف بامي … مرت الايام وجاء موعد الزواج الذي حضرته رغما عني … وفي الزواج بكيت بمراره فالموقف لايحتمل … فصديقتي وجارتي تجلس بجوار ابن عمي اللذي طال ماتمنيت الزواج منه … حاولت ان اتجاهل الامر فجلست مع صديقاتي وانا غير مصدقة ان قدماي تحملاني… حتى جائت ساره الثرثاره وسلمت على الجميع وقالت لي بصوت عالي مسموع للجميع … كيف حالك لماذا لم تتزوجين انت على ابن عمك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟… لماذا اختار غيرك ؟؟؟؟؟؟؟ … فكانت هذه الاسئلة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير … فعمري الآن 34 سنه وسريري بجوار سرير والدي انتضر الموت … كلانا متقاعدين وننتظر الموت .
ـــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ
ماهو الحل فامثال صاحبتنا هذي في ازدياد؟؟؟؟؟؟
منقول
شطة @sht
عضوة شرف عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
أم يحيى
•
ومع نفس الكتاب لنا جولة0
------------
بعنوان :
--------
أنت أسعد من كثيرات
******************
هل تزداد معاناتك من عدم زواجك حين ترين امرأة مع زوجها
وأولادها يخرجون في نزهة ؟ !
أيجعلك هذا تتذكرين وحدتك ،وحرمانك الزوج ومساندته ،والأولاد
وبراءتهم ؟ !
أيثير فيك إحساسا بأنك مظلومة ، أو أنك تعيسة ، أو أنك محرومة ؟
تمهلي قليلا ، ولا تدعي هذه المشاعر السلبية ، والأحاسيس المحبطة ؛
تملأ عليك نفسك ، وتزرع فيك الحزن .
لقد رأيت جانبا واحدا من حياة هذه الأسرة ؛ لكن هناك جوانب
كثيرة أخرى لم ترها عينك .
لعلك لو رأيت الزوجة المبتلاة بزوج قاس لا يرحم ، واستمعت إلى
شكواها من معاناتها الدائمة منه ؛ لربما حمدت الله على أن نجاك من
الزواج .
لو رأيت زوجة لا تجد وقت راحة ، نالت الأعمال من صحتها ، وذهبت
المسؤوليات بنضارة وجهها ، واستمعت إلى شكواها من هذا كله …
لربما حمدت الله على أن خفف عنك
وأعفاك مما قد لا تحتملينه .
لو جلست مع مطلقة تندب حظها ، وتعلن ندمها على زواجها ،
واستمعت إليها وهي تشكو لك كم احتملت وعانت حتى حصلت على
الطلاق ، واستعادت أمنها ، لربما حمدت الله على أنك لم تتزوجي ولم
تعاني مثل ما عانت .
إن تفكرك أختي الغالية ،
بما تعانيه آلاف الزوجات ،
وما احتملته كثيرات غيرهن انتهى زواجهن بالطلاق ،
يخفف عنك كثيرا مشاعر الأسى التي تثور في نفسك بسبب عدم زواجك .
إن ذاك التفكير يبدد إحساسك بأنك مظلومة ، ويحل محله إحساسا جميلا
بالرضا .
الرضا الذي يجاب لك رضا الله ، كما حدثتك ………………
تذكري شكوى صديقتك من صراخ زوجها المستمر، وغضبه الدائم ،
ونجاتك أنت من هذا .
واستعيدي مشهد جارتك التي خرجت من بيتها باكية بعد أن ضربها
زوجها وألحق بها ضررا وأذى .
واستحضري حديث أختك التي لا تجد وقتا تهتم فيه بنفسها وبممارسة
هوايتها الأثيرة لديها في القراءة .
ستجدين أنك في نعم كثيرة ،
وستطمئنين إلى أنك أحسن حالا من متزوجات كثيرات قد يحسدنك على ما
أنت فيه من مسؤو ليات قليلة ، وأعباء خفيفة ،وأوقات وافرة
تمارسين فيها هواياتك من قراءة أو كتابة أو دعوة أو زيارة أو
نشاط خيري أو اجتماعي .
أرجو أن تبتسمي الآن ابتسامة الرضا ،
فأنت في خير عظيم ،
ولن تستبد بك بعد اليوم مشاعر القلق ، والأسى والانهزام .
أرجو أن تفسحي المجال في نفسك لمشاعر الطمأنينة ،والرضا ،
والهناءة .
وهذا ما حدث فعلا لأحدى الأخوات التي أعرفهن شخصيا 0
فأرجو أن تكوني سعيدة 0
------------
بعنوان :
--------
أنت أسعد من كثيرات
******************
هل تزداد معاناتك من عدم زواجك حين ترين امرأة مع زوجها
وأولادها يخرجون في نزهة ؟ !
أيجعلك هذا تتذكرين وحدتك ،وحرمانك الزوج ومساندته ،والأولاد
وبراءتهم ؟ !
أيثير فيك إحساسا بأنك مظلومة ، أو أنك تعيسة ، أو أنك محرومة ؟
تمهلي قليلا ، ولا تدعي هذه المشاعر السلبية ، والأحاسيس المحبطة ؛
تملأ عليك نفسك ، وتزرع فيك الحزن .
لقد رأيت جانبا واحدا من حياة هذه الأسرة ؛ لكن هناك جوانب
كثيرة أخرى لم ترها عينك .
لعلك لو رأيت الزوجة المبتلاة بزوج قاس لا يرحم ، واستمعت إلى
شكواها من معاناتها الدائمة منه ؛ لربما حمدت الله على أن نجاك من
الزواج .
لو رأيت زوجة لا تجد وقت راحة ، نالت الأعمال من صحتها ، وذهبت
المسؤوليات بنضارة وجهها ، واستمعت إلى شكواها من هذا كله …
لربما حمدت الله على أن خفف عنك
وأعفاك مما قد لا تحتملينه .
لو جلست مع مطلقة تندب حظها ، وتعلن ندمها على زواجها ،
واستمعت إليها وهي تشكو لك كم احتملت وعانت حتى حصلت على
الطلاق ، واستعادت أمنها ، لربما حمدت الله على أنك لم تتزوجي ولم
تعاني مثل ما عانت .
إن تفكرك أختي الغالية ،
بما تعانيه آلاف الزوجات ،
وما احتملته كثيرات غيرهن انتهى زواجهن بالطلاق ،
يخفف عنك كثيرا مشاعر الأسى التي تثور في نفسك بسبب عدم زواجك .
إن ذاك التفكير يبدد إحساسك بأنك مظلومة ، ويحل محله إحساسا جميلا
بالرضا .
الرضا الذي يجاب لك رضا الله ، كما حدثتك ………………
تذكري شكوى صديقتك من صراخ زوجها المستمر، وغضبه الدائم ،
ونجاتك أنت من هذا .
واستعيدي مشهد جارتك التي خرجت من بيتها باكية بعد أن ضربها
زوجها وألحق بها ضررا وأذى .
واستحضري حديث أختك التي لا تجد وقتا تهتم فيه بنفسها وبممارسة
هوايتها الأثيرة لديها في القراءة .
ستجدين أنك في نعم كثيرة ،
وستطمئنين إلى أنك أحسن حالا من متزوجات كثيرات قد يحسدنك على ما
أنت فيه من مسؤو ليات قليلة ، وأعباء خفيفة ،وأوقات وافرة
تمارسين فيها هواياتك من قراءة أو كتابة أو دعوة أو زيارة أو
نشاط خيري أو اجتماعي .
أرجو أن تبتسمي الآن ابتسامة الرضا ،
فأنت في خير عظيم ،
ولن تستبد بك بعد اليوم مشاعر القلق ، والأسى والانهزام .
أرجو أن تفسحي المجال في نفسك لمشاعر الطمأنينة ،والرضا ،
والهناءة .
وهذا ما حدث فعلا لأحدى الأخوات التي أعرفهن شخصيا 0
فأرجو أن تكوني سعيدة 0
أم يحيى
•
وإليكم هذه القصة00
------------------
قالت :
------
كنت لا أدري ماذا افعل ..
هل أقسم لكل من أقابله من معارفي وأقاربي أنني راضية بنصيبي في
الحياة وبما قسمه الله لي….
فكرت كثيرا في ذلك ولكنني تراجعت عن التنفيذ خوفا من أمرين :
أولهما : أن أعامل فيما بعد على أنني فتاة مجنونة …
والثاني : أن يظنوا أنني أفعل ذلك لأداري عذابي الشديد الذي
يمنعني كبريائي من البوح به...
ولا أنكر أنني تعذبت كثيرا من الإحساس بالوحده بعد زواج أشقائي
وشقيقاتي وبقائي وحدي في منزل العائلة …
ولكنني أعرف أيضا أن هذه الوحدة كانت من اختياري ولم تفرض علي
فرضا …
فمنذ تأكدت أن إصابتي بمرض الصرع لا شفاء لها وأن النوبات ستظل
تنتابني طوال حياتي..
اتخذت قراري الذي لن أتراجع عنه يوما ..
كما لم أندم عليه أيضا …
كان قراري الحاسم بعدم الزواج …!
حتى لا أصبح عبئا على أحد ،
وأيضا حتى لا يأتي اليوم الذي يعايرني فيه الزوج بمرضي وينفر مني
بسببه .
وأخيرا وحتى لا أسبب معاناة لأطفالي وقد أورثهم المرض ..
وبعد وفاة الأم والأب ..
لم يعد هناك من يحرص - بشدة - على تزويجي
واقتنعوا – تدريجيا – وبمرور الوقت أنني أعيش حياة هادئة وأدبر
أموري بمعاش عن أبي وميراثي اللذين كفلا لي حياة كريمة والحمد لله ..
وجعلاني لا أمد يدي إلى أحد من إخوتي ..
وقد علمتني الحياة أن أشد ما يفسد العلاقات بين الإخوة والأقارب
هو أن يحتاج أحدهم للآخر …
بينما يظل الجميع متحابون ماداموا
في غنى عن بعضهم البعض …
ووضعت لحياتي نظاما ماديا حتى لا أسرف فأندم ولا أقتر على نفسي
فأتعب ونجحت في ذلك وكان هذا من نعم الله علي …
وأيضا لم أكن أرغب في العمل بالرغم من حصولي على الثانوية
العامة ..
فقد تعبت كثيرا في دراستي بسبب أزماتي الصحية لذلك انصرفت عن
مواصلة التعليم ….
كما أنني لا أحب كثرة الخروج من المنزل ..
كما أنني أرى أنه لا داعي ( للمرمطة ) في العمل مادمت لا أحتاج إلى
ذلك ولأقلل من خوفي من تعرض للأزمة الصحية خارج حدود منزلي مما
يؤذيني نفسيا وصحيا أيضا …
ولكي أكون أمينة وصادقة فلا بد أن أذكر أنني مررت بأيام شديدة
القسوة خاصة في بدايات الشباب حيث بكيت كثيرا لإحساسي بالحرمان
العاطفي الذي كان يتضاعف كلما شاهدت فيلما رومانسيا ويزداد
اشتياقي إلى لمسة حب وحنان فلا أجدها …
وكنت استغرق في الإحساس بالحزن والألم الشديد فأظل أبكي إلى أن أنام
من كثرة الإعياء والتعب …
ولا أستطيع أن أصرح لأحد بما أعانيه ربما بسبب الحياء أو الكبرياء ..
وأيضا لأنه لا جدوى من الشكوى غير سماع بعض كلمات المواساة والشفقة
التي تجرح أكثر مما تداوى…
وبمرور الوقت تغيرت إلى حد ما ..
فقد أصبح عندي المزيد من الرضا ( الحقيقي ) بنصيبي في الحياة …
فكنت عندما أحس (بهجوم ) مشاعر الحرمان العاطفي وما يتلوها من
الإحساس بأنني مظلومة ووحيدة فكنت أسارع إلى استغفار ربي
بشدة .. وأقوم إلى الصلاة وقراءة القرآن
ثم أبدأ في قراءة أي كتاب لأجده في متناول يدي بتركيز شديد …
كان ذلك شديد الصعوبة –في البداية – ثم أجبرت نفسي عليه وقلت هذه
حياتي إن شئت أو أبيت فلا داعي لأن أزيدها صعوبة بالتركيز في
التفكير فيما ينقصني ولماذا لا أفرح بما هو لدي فعلا ..
وبدأت في إسعاد نفسي000
فقمت بإحضار مجموعة من نباتات الظل وحرصت على توزيعها في أرجاء
المنزل00
كما صنعت ( حديقة ) صغيرة من الورود والياسمين في الشرفة ، ووضعت
فيها كرسيا ومنضدة صغيرة لأتناول إفطاري في هذا المكان الجميل ،
ولأحمد ربي على نعمه ، فأنا لست بحاجة لأحد ،وهذا وحده سبب يدعوني
للفرحة وللشكر أيضا 000
ثم بدأت أقسم أوقاتي ما بين صناعة بعض الأشغال اليدوية البسيطة
من مفارش وزخرفتها برسومات جميلة استغرق فيها زمنا طويلا حتى
أتقنها ورحت أزين بها بيتي ، ثم بعد ذلك قمت بصنع مفارش أخرى
لأقوم بإهدائها إلى أشقائي وأبنائهم ليزينوا بها بيوتهم 000
فكانوا يفرحون بها ويقدرونها أيضا مما يبهجني00
كما صنعت لنفسي دورا ( جميلا ) في حياتهم 0
فمن آن لآخر كنت أحرص على أن أجمعهم في بيت الأسرة ليجتمعوا على
وجبة حلوة ولقاء أحلى بعيدا عن عيون وآذان أزواجهم الأشقاء
وزوجاتهم الشقيقات
00فتكون الجلسة معطرة بعبير الأيام الحلوة التي مضت سريعا عندما
كنا جميعا نعيش في حضن الأب والأم رحمهما الله 00
أيضا جعلت من نفسي الحضن الذي يحتويهم دائما0000
ولم اقف يوما في موقف المتفرج عندما كانوا يتنازعون 00وهذا ما
كان يحدث دائما 00
وإنما كنت ابذل جهودي لأن أكون حمامة السلام بينهم 00
وأحرص على ألا أنقل لأي طرف من المتنازعين ما قاله الطرف الآخر من
كلام ( مسمم ) أثناء الغضب بل على العكس أحوله إلى شهد مكرر حتى
أفسد على الشيطان دوره الخبيث في قطع صلة الرحم 00
وكذلك حتى أقطع الطريق على من يحاول استغلال الفرصة لأحداث
القطيعة والوقيعة بين إخوتي00
وأعترف أن أمي –رحمها الله – كان لها أعظم الأثر في تنبيهي إلى ذلك
عندما كانت توصيني قائلة :
احرصي على اخوتك وتجاوزي عما يفعله أزواجهم من رجال أو نساء00
ولا تعطيهم الفرصة لقطع صلة الرحم فهناك الكثير من الأزواج
والزوجات يحاربون لقطع صلة أزواجهم بالأهل كنوع من الأنانية
الغبية التي تتسم بضيق الفق 00 وهم لا يعرفون أن ذلك سيتكرر مع
أولادهم وأن من يحب أن يكون أولاده على صلة حميمة في كبرهم لابد وأن
يقدم لهم هذا النموذج مع إخوته وإلا فإن الكلام المتواصل عن ذلك
لن يجدي أبدا 00
ومرت السنوات ( بحلوها ) المتمثل في حب أولاد أشقائي وشقيقاتي لي
000
حيث اصبح بيتي أو بيت الأسرة هو الواحة التي يستظلون بها ويأتون
إلي لأحتفل بنجاحاتهم أو بخطبتهم كما حضروا إلي من قبل لأستمع إلي
مشاكلهم ولنتعاون في حلها00
وكنت أسعد كثيرا بقيامي بهذا الدور الجميل 00
أولا00 لأنني أساعدهم
00وثانيا00 لأن هذا كان يمنحني الإحساس بالأمومة ويعوضني إلى حد كبير عن عدم الإنجاب
00حتى أن بعضا منهم كان يحرص على مناداتي ب ( ماما )
و أخيرا لأنني بذلك كنت ( أكسر ) إحساسي بالوحدة إلى حد معقول
00
تعلمت من العيش وحيدة أن أحرص على صحتي بشدة
00
وألا أتهاون في شأنها 00وأن أتناول الأدوية في مواعيدها الثابته00
وتعرضت لمواقف تألمت فيها بشدة 0
مثلا 00عندما كنت لا أجد واحدة من شقيقاتي تأتي إلي للذهاب معي
إلى الطبيب ، فشعرت بالأسى والحزن والظلم أيضا لأنني لا يمكن أن أفعل
ذلك معهن 00ولم أتخل عنهن أبدا ، فكنت أذهب للطبيب وحدي وأنا
متألمة أشعر باليتم وخذلان الأهل 00
ثم بعد أن ازداد وعيي نتيجة لكثرة قراءاتي تعلمت أن أطلب منهن
ذلك بصراحة00وإذا اعتذرت إحداهن لا أبالغ في إحساسي بالضيق بل
أبدي تقديرا لظروفها وأقول لها : ستصحبينني في المرة القادمة ،
واستعدي لذلك من الآن 00
ثم ابحث عن شقيقة أخرى00
ــــــــــــــــــــــــــــ
الى هنا أتوقف عن تكملة أحداث القصة لأنها طويلة و ما ذكر يكفي لموضوعنا الذي نتحدث عنه 0
ـــــــــــــــــــــــــــــ
------------------
قالت :
------
كنت لا أدري ماذا افعل ..
هل أقسم لكل من أقابله من معارفي وأقاربي أنني راضية بنصيبي في
الحياة وبما قسمه الله لي….
فكرت كثيرا في ذلك ولكنني تراجعت عن التنفيذ خوفا من أمرين :
أولهما : أن أعامل فيما بعد على أنني فتاة مجنونة …
والثاني : أن يظنوا أنني أفعل ذلك لأداري عذابي الشديد الذي
يمنعني كبريائي من البوح به...
ولا أنكر أنني تعذبت كثيرا من الإحساس بالوحده بعد زواج أشقائي
وشقيقاتي وبقائي وحدي في منزل العائلة …
ولكنني أعرف أيضا أن هذه الوحدة كانت من اختياري ولم تفرض علي
فرضا …
فمنذ تأكدت أن إصابتي بمرض الصرع لا شفاء لها وأن النوبات ستظل
تنتابني طوال حياتي..
اتخذت قراري الذي لن أتراجع عنه يوما ..
كما لم أندم عليه أيضا …
كان قراري الحاسم بعدم الزواج …!
حتى لا أصبح عبئا على أحد ،
وأيضا حتى لا يأتي اليوم الذي يعايرني فيه الزوج بمرضي وينفر مني
بسببه .
وأخيرا وحتى لا أسبب معاناة لأطفالي وقد أورثهم المرض ..
وبعد وفاة الأم والأب ..
لم يعد هناك من يحرص - بشدة - على تزويجي
واقتنعوا – تدريجيا – وبمرور الوقت أنني أعيش حياة هادئة وأدبر
أموري بمعاش عن أبي وميراثي اللذين كفلا لي حياة كريمة والحمد لله ..
وجعلاني لا أمد يدي إلى أحد من إخوتي ..
وقد علمتني الحياة أن أشد ما يفسد العلاقات بين الإخوة والأقارب
هو أن يحتاج أحدهم للآخر …
بينما يظل الجميع متحابون ماداموا
في غنى عن بعضهم البعض …
ووضعت لحياتي نظاما ماديا حتى لا أسرف فأندم ولا أقتر على نفسي
فأتعب ونجحت في ذلك وكان هذا من نعم الله علي …
وأيضا لم أكن أرغب في العمل بالرغم من حصولي على الثانوية
العامة ..
فقد تعبت كثيرا في دراستي بسبب أزماتي الصحية لذلك انصرفت عن
مواصلة التعليم ….
كما أنني لا أحب كثرة الخروج من المنزل ..
كما أنني أرى أنه لا داعي ( للمرمطة ) في العمل مادمت لا أحتاج إلى
ذلك ولأقلل من خوفي من تعرض للأزمة الصحية خارج حدود منزلي مما
يؤذيني نفسيا وصحيا أيضا …
ولكي أكون أمينة وصادقة فلا بد أن أذكر أنني مررت بأيام شديدة
القسوة خاصة في بدايات الشباب حيث بكيت كثيرا لإحساسي بالحرمان
العاطفي الذي كان يتضاعف كلما شاهدت فيلما رومانسيا ويزداد
اشتياقي إلى لمسة حب وحنان فلا أجدها …
وكنت استغرق في الإحساس بالحزن والألم الشديد فأظل أبكي إلى أن أنام
من كثرة الإعياء والتعب …
ولا أستطيع أن أصرح لأحد بما أعانيه ربما بسبب الحياء أو الكبرياء ..
وأيضا لأنه لا جدوى من الشكوى غير سماع بعض كلمات المواساة والشفقة
التي تجرح أكثر مما تداوى…
وبمرور الوقت تغيرت إلى حد ما ..
فقد أصبح عندي المزيد من الرضا ( الحقيقي ) بنصيبي في الحياة …
فكنت عندما أحس (بهجوم ) مشاعر الحرمان العاطفي وما يتلوها من
الإحساس بأنني مظلومة ووحيدة فكنت أسارع إلى استغفار ربي
بشدة .. وأقوم إلى الصلاة وقراءة القرآن
ثم أبدأ في قراءة أي كتاب لأجده في متناول يدي بتركيز شديد …
كان ذلك شديد الصعوبة –في البداية – ثم أجبرت نفسي عليه وقلت هذه
حياتي إن شئت أو أبيت فلا داعي لأن أزيدها صعوبة بالتركيز في
التفكير فيما ينقصني ولماذا لا أفرح بما هو لدي فعلا ..
وبدأت في إسعاد نفسي000
فقمت بإحضار مجموعة من نباتات الظل وحرصت على توزيعها في أرجاء
المنزل00
كما صنعت ( حديقة ) صغيرة من الورود والياسمين في الشرفة ، ووضعت
فيها كرسيا ومنضدة صغيرة لأتناول إفطاري في هذا المكان الجميل ،
ولأحمد ربي على نعمه ، فأنا لست بحاجة لأحد ،وهذا وحده سبب يدعوني
للفرحة وللشكر أيضا 000
ثم بدأت أقسم أوقاتي ما بين صناعة بعض الأشغال اليدوية البسيطة
من مفارش وزخرفتها برسومات جميلة استغرق فيها زمنا طويلا حتى
أتقنها ورحت أزين بها بيتي ، ثم بعد ذلك قمت بصنع مفارش أخرى
لأقوم بإهدائها إلى أشقائي وأبنائهم ليزينوا بها بيوتهم 000
فكانوا يفرحون بها ويقدرونها أيضا مما يبهجني00
كما صنعت لنفسي دورا ( جميلا ) في حياتهم 0
فمن آن لآخر كنت أحرص على أن أجمعهم في بيت الأسرة ليجتمعوا على
وجبة حلوة ولقاء أحلى بعيدا عن عيون وآذان أزواجهم الأشقاء
وزوجاتهم الشقيقات
00فتكون الجلسة معطرة بعبير الأيام الحلوة التي مضت سريعا عندما
كنا جميعا نعيش في حضن الأب والأم رحمهما الله 00
أيضا جعلت من نفسي الحضن الذي يحتويهم دائما0000
ولم اقف يوما في موقف المتفرج عندما كانوا يتنازعون 00وهذا ما
كان يحدث دائما 00
وإنما كنت ابذل جهودي لأن أكون حمامة السلام بينهم 00
وأحرص على ألا أنقل لأي طرف من المتنازعين ما قاله الطرف الآخر من
كلام ( مسمم ) أثناء الغضب بل على العكس أحوله إلى شهد مكرر حتى
أفسد على الشيطان دوره الخبيث في قطع صلة الرحم 00
وكذلك حتى أقطع الطريق على من يحاول استغلال الفرصة لأحداث
القطيعة والوقيعة بين إخوتي00
وأعترف أن أمي –رحمها الله – كان لها أعظم الأثر في تنبيهي إلى ذلك
عندما كانت توصيني قائلة :
احرصي على اخوتك وتجاوزي عما يفعله أزواجهم من رجال أو نساء00
ولا تعطيهم الفرصة لقطع صلة الرحم فهناك الكثير من الأزواج
والزوجات يحاربون لقطع صلة أزواجهم بالأهل كنوع من الأنانية
الغبية التي تتسم بضيق الفق 00 وهم لا يعرفون أن ذلك سيتكرر مع
أولادهم وأن من يحب أن يكون أولاده على صلة حميمة في كبرهم لابد وأن
يقدم لهم هذا النموذج مع إخوته وإلا فإن الكلام المتواصل عن ذلك
لن يجدي أبدا 00
ومرت السنوات ( بحلوها ) المتمثل في حب أولاد أشقائي وشقيقاتي لي
000
حيث اصبح بيتي أو بيت الأسرة هو الواحة التي يستظلون بها ويأتون
إلي لأحتفل بنجاحاتهم أو بخطبتهم كما حضروا إلي من قبل لأستمع إلي
مشاكلهم ولنتعاون في حلها00
وكنت أسعد كثيرا بقيامي بهذا الدور الجميل 00
أولا00 لأنني أساعدهم
00وثانيا00 لأن هذا كان يمنحني الإحساس بالأمومة ويعوضني إلى حد كبير عن عدم الإنجاب
00حتى أن بعضا منهم كان يحرص على مناداتي ب ( ماما )
و أخيرا لأنني بذلك كنت ( أكسر ) إحساسي بالوحدة إلى حد معقول
00
تعلمت من العيش وحيدة أن أحرص على صحتي بشدة
00
وألا أتهاون في شأنها 00وأن أتناول الأدوية في مواعيدها الثابته00
وتعرضت لمواقف تألمت فيها بشدة 0
مثلا 00عندما كنت لا أجد واحدة من شقيقاتي تأتي إلي للذهاب معي
إلى الطبيب ، فشعرت بالأسى والحزن والظلم أيضا لأنني لا يمكن أن أفعل
ذلك معهن 00ولم أتخل عنهن أبدا ، فكنت أذهب للطبيب وحدي وأنا
متألمة أشعر باليتم وخذلان الأهل 00
ثم بعد أن ازداد وعيي نتيجة لكثرة قراءاتي تعلمت أن أطلب منهن
ذلك بصراحة00وإذا اعتذرت إحداهن لا أبالغ في إحساسي بالضيق بل
أبدي تقديرا لظروفها وأقول لها : ستصحبينني في المرة القادمة ،
واستعدي لذلك من الآن 00
ثم ابحث عن شقيقة أخرى00
ــــــــــــــــــــــــــــ
الى هنا أتوقف عن تكملة أحداث القصة لأنها طويلة و ما ذكر يكفي لموضوعنا الذي نتحدث عنه 0
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصفحة الأخيرة
لقد أحزنتني والله
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقها الزوج الصالح ، ويجزيها خير الجزاء .
أختي هذا كتاب عنوانه ( غير متزوجات ولكن سعيدات / للأستاذ محمد رشيد العويد .
كنت نقلت منه هذه القصص :
هذه رسالة من إحدى الأخوات تحدثت فيها عن تجربتها الناجحة بتجاوز
ما يمكن أن يسببه لها عدم زواجها من حزن أو إحباط .
تقول : بلغت الأربعين من عمري ولم أتزوج ،وأحمد الله على كل حال
ارتضاه لي .
في بداية أمري كنت أشعر بالحسرة والألم كلما خلوت بنفسي ،وأندب
حظي كلما تزوجت واحدة من صديقاتي .
لم تكن لي شروط أو مواصفات محدده في الرجل الذي أرتضيه زوجا ،فقد
كنت مستعدة لقبول أي رجل صالح ،
لكن السنين مرت دون أن يأتي هذا الرجل .
صرت أعتزل الناس لتجنب نظرات الشفقة …
ولم أنج منها تماما فقد كنت أراها في عيون والدي وإخوتي الذين
كانوا يدعون لي كلما رأوني .
وفي يوم من أواخر أيام شهر شعبان ، ونحن نستعد لشهر رمضان
المبارك ،
هداني الله إلى اقتناء مصحف خاص بي ،فصممت على ختمه ،
وقد وجدت صعوبة كبيرة في قراءته بسبب انقطاعي عن القراءة طوال
عشر سنين مضت ،
وجدت صعوبة كذلك في فهم بعض الآيات ، فاشتريت كتاب التفسير .
وصرت أقرأ فيه تفسير ما أتلوه من آيات الكتاب الحكيم .
انتهى رمضان ولم ينته تعلقي بكتاب الله ، فواصلت تلاوتي لآيات الله
وقراءة تفسيرها .
وجاء اليوم الذي استوقفتني فيه آية في سورة الكهف:
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند
ربك ثوابا وخير أملا ).
تساءلت : ما معنى الباقيات الصالحات ؟ وجدت في التفسير أنها: كل
عمل صالح .
عشقت الأعمال الصالحة من صلاة وصيام و صدقة وتسبيح وتحميد وتهليل
وتكبير .
وبدأت السعادة تملأ قلبي ، والرضا يستقر في نفسي ، وحمدت الله أن
هداني إلى هذا الطريق وأرشدني إلى معالمه .
وتقول : ( لكن هذه ليست دعوة إلى الرهبانية ، بل هي دعوة للرضا
بقضاء الله وقدرة ) .
وتورد من ديوان الشافعي بيته الشهير :
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
و كذلك أبياته :
ما شئت كان وإن لم أشأ
وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد لما قد علم
ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد
ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت وهذا خذلت
وذاك أعنت وذا ا لم يعن
وتختم بقولها : لقد أطلت عليكم كثيرا ، ولكن يعلم الله أني أريد
منفعة المسلمين 0