العبادة في الهرج كهجرة إلي

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :


الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

... فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"العبادة في الهرج كهجرة إلي" أخرجه مسلم من حديث معقل بن يسار.
أي:إقبالك على عبادة الله في وقت الفتن والقتل والقتال، لك فيه أجر عظيم كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وليس معناه أن لك مثل أجر مصعب بن عمير، أو عبد الله بن مسعود، لأن المشبه لا يلزم أن يكون مثل المشبه به، لكن لك فضل عظيم إذا أقبلت على العبادة في وقت الفتن.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يأمرأصحابه :"بالتعوذ من شر الفتن
ويقول كما في "سنن أبي داود" من حديث المقداد بن الأسود:"إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن،ولمن ابتلي فصبر فواها". فالذي يبتلى ويصبر فله أجر عظيم
.
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من الفتن ويقول:" ستكون فتنٌ القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو مَعاذا فليعذ به" .
فنحن في زمن الفتن وكلما انقضت فتنة جاءت فتنة هي أعظم منها {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذّكرون} (1) ، ويقول تعالى{وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها}(2).

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا،يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا."أخرجه مسلم.
وجاء في "صحيح مسلم" أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"والذي نفسي بيده ليأتينّ على الناس زمان لايدري القاتل في أي شيء قتََل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل".
وهناك علاج لهذه الفتن:{واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة}(3) أي: اجعلوا بينكم وبينها وقاية، إما بالتمسك بهذا الدين:{ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب}(4).

قال رجل : أي الناس أفضل ؟ يا رسول الله ! قال ( مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ) قال : ثم من ؟ قال ( ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب . يعبد ربه ويدع الناس من شره ) . وفي رواية : بهذا الإسناد . فقال ( ورجل في شعب ) ولم يقل ( ثم رجل ) .
ونحن في زمن الفتن لا بنجينا منها إلا ربنا عز وجل ، والتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتبر عصمة من الفتن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"فأوصيكم بتقوى الله ، و السمع و الطاعة ، و إن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ".


من كتاب :" تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" ص :279-281
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

topstar
topstar
يسلمو ا كلام روووعه
برستيج المحبه
الله يجزاك خير يارب
ورررده
ورررده
,

الله أكبــر

كلام كبير بليغ

صلى الله على قائله سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليمآ كثير

كلام الرسول في الصميم..

اللهم لا تخزينا لا في الدنيا ولا في الاخرة

نسال الله التقى والوذ به في الرخاء والشده

امين
:26:
صدى خافق الروح
اللهم يجزاكم خير

ويكثر من أمثالكم
فرناز
فرناز
تسلمين والله على الموضوع القيم.