koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

العروس الموريتانية ترتدي الأسود في الزفاف

الأسرة والمجتمع

نواكشوط_ عادات وتقاليد اجتماعية تطغى على المجتمع الموريتاني خاصة عند الزواج، ومن هذه العادات الغريبة التى تسيطر عليه أن العروس ترتدي يوم زفافها اللون الأسود، كما أن الزوج لا يلتقي حماه بعد الزواج، فالزوج قد يمضي عمره دون أن يلقى والد زوجته، ويكون هذا تعبير عن احترامه وحيائه منه، ورغم أن ألوان الملحفة، وهو" لباس المرأة"، زاهية ومثيرة، إلا أن العروس ترتدي ليلة زفافها ملحفة سوداء، وتغطي وجهها عن الناس، ولا يراها إلا العريس.
ويذكر محمد عالي ولد السنهوري (باحث اجتماعي) "أهم ما يميز العرس الموريتاني هو امتزاج الأهازيج والألحان والإيقاعات التي ترافقها رقصات شعبية تعبيرية، لا تخلو من فن راق وحماس شديد، وتتنافس عشائر وأهالي العروسين لتغليب كفة أحدهما على الآخر، فكل تدفعه عصبيته القبلية إلى الذود عن احد العروسين والرفع من مكانته، حيث إن العرس كغيره من مظاهر الحياة بموريتانيا يخضع لتعاليم ومبادئ القبلية الأصيلة والتي تعبر عن مدى اعتزاز أبناء القبائل بأصلهم وافتخارهم بأمجاد أسلافهم".
ويضيف الباحث إلى أن طقوس العرس تختلف بحسب المناطق، فللمنطقة الشرقية تقاليد وأعراف خاصة كما للشمالية والجنوبية، في حين تشكل طقوس المنطقة الوسطى مزيجا من عادات الزفاف بموريتانيا".
ويشير إلى أن "مراسم الزواج تبدأ عادة بتقدم أهل العريس لطلب يد العروس من أهلها، وبعد الاتفاق على يوم العرس تسارع عائلتا العروسين وخاصة عائلة العروس بالتحضير لليوم الموعود بنحر جمل، وعقد الزيجة التي تبدأ بقراءة الفاتحة والدعاء، وتسمية المهر الذي من الممكن أن يتجاوز إمكانيات العريس، حيث إنه يخضع لرغبة القبيلة في التفاخر، وقد يشتمل المهر على ملابس وذهب وعقار، وعموما لم تعد المهور مرتفعة بسبب غلاء المعيشة وتدني الرواتب".
ويقول الباحث إنه "بعد تحرير عقد الزواج تتعالى الأهازيج الفولكلورية والطبول داخل الخيام المنصوبة والمميزة للمجتمع الموريتاني، وبعد مأدبة العشاء الفاخرة يبدأ الاستعداد للزفة أو ما يسمى محليا بـ"الترواح" وهو ذروة العرس الموريتاني، حيث تزف العروس في أجواء احتفالية مصحوبة بالأهازيج والأغاني والأشعار".
وتبدأ الحفلة الرسمية بحضور العروس التي ترتدي "ملحفة" سوداء، وعليها شال أبيض على الوجه دليل على بكريتها، وتغطي وجهها استحياءً ، وتعبيرا منها عن عدم رغبتها في الزواج، بينما يرتدي العريس "دراعة" بيضاء ، وعليها شال أسود.
ويؤكد ولد السنهوري أن "الفصاحة لا تغيب عن العرس الموريتاني، حيث يتبارز الشعراء في أمسية الزفاف بقول أبيات تناسب المقام الذي ينشده المطرب، أشعار تفاخر بنسب العروسين وأمجاد أسلافهما، ومع تقاسيم "أردين" وهي آلة وترية تقليدية ونغمات "التدنيت" ودقات الطبول ورائحة البخور يتواصل الغناء والرقص والأشعار حتى ساعات متأخرة من الليل".
ثم يبدأ مشهد آخر تمنع فيه السيدات العروس من الذهاب إلى بيت العريس في الليلة الأولى، ويقول الباحث " خلال حفل الزفاف العريس يحاول انتزاع عروسه من بين صديقاتها دلالة على حبه الكبير، ومدى قدرته على مواجهة كافة الصعاب من أجل الحصول على عروسه، وتسمى هذه الحرب الضروس التي تتم قبل الدخلة بـ "القيلوع"، على أن تستمر هذه الحرب حتى بعد العرس بأيام، حيث تبدأ النساء محاولات جديدة لإخفاء العروس، ومؤخرا ضاق الشباب الموريتاني ذرعا بهذه العادات، فابتدع فكرة السفر لقضاء شهر العسل بعد الدخلة مباشرة، حتى لا يقع فريسة لقريبات عروسه".
ويحتفل بدو الصحراء بعرسهم، ويزفون عروسهم على الهودج الذي يتمايل متراقصا على سنام جمل، وكأنه يعي أنه يحمل العروس، التي تكون قد نال التعب والجهد منها كثيرا بسبب التحضيرات التي تسبق العرس، كاستعمال وصفات زيادة الوزن وصفاء البشرة، إضافة إلى عملية الحناء، والتي قد تستمر ليومين تامين، كما يتم تجميل العروس بوضع الأحجار الكريمة على رأسها وتطييبها بالبخور.جاء فى صحيفة"الوطن"السعودية
0
740

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️