العريس بالهند يطالب بالدوطة..!!بدرية البليطيح

منقول من جريدة الرياض .(الجمعة 12 صفر 1428

تشتد الضغوط على البلدان الإسلامية لتغيير قوانينها وبالأخص ما يتعلق بالأمور الشخصية اتباعا للقوانين الغربية والتي تدعي المثالية وهي أبعد ما تكون عنها فتزداد المطالبة بتغيير تلك القوانين إنصافا للمرأة المسلمة بينما الحقيقة تؤكد أن المرأة المسلمة رغم ماتمر به من مشكلات اجتماعية حالها أفضل بكثير من حال كثيرات من نساء العالم ومع ذلك لم تسلط عليهن الأضواء لأنهن لسن مسلمات..!!
لم تجد قريحتي بشيء مما سأكتبه لكم اليوم فهي حقائق سأنقلها لكم كما قرأتها من مصادرها حقائق وإحصاءات ونتائج جولات واستطلاعات قام بها عشاق الإثارة أو من وضعتهم الظروف بمواقع تستلزم الغوص داخل بقعة ما بأرض الله الواسعة والاطلاع على ثقافات وعادات الشعوب والتي تحمل لنا غالباً الدهشة قبل المتعة ثم صبها بقالب أنيق بين ثنايا الورق ليكون لقمة فكرية ثرية..

فقد لفت نظري عنوان تضمنته مجلة الأسرة لغرابته مما دفعني لقراءة محتواه حيث كان العنوان (محرقة اسمها الدوطة) أما ما تضمنته الأسطر من تقارير وحقائق فهي حتما ستدفع كل مسلمة لتحمد الله على إسلامها..

فالدوطة ببساطة هي المهر الذي تقدمه أي عروس بالهند لعريسها:arb: فما على العريس إلا اختيار عروسه وتحديد المهر ولن يقف بوجهه أحد لو تخلص منها بطريقته لعدم تلبية طلبه كما فعل زوج طلب من والد زوجته 50ألف روبية ولما رفضت أحرقها.. وأورد التحقيق الموسع خبراً طيرته أنباء الشرق الأوسط أن أهل الزوجة القتيلة والزوج القاتل يتفقون على عدم تدخل الشرطة ويتعاملون مع الِظاهرة كتقليد يجب التسليم به..!!

ومن الفتيات بالهند من أقدمت على الانتحار لإنقاذ والدها من المهانة بسبب عجزه عن دفع المهر للزوج.

وفي عام 1999قدرت وزارة الداخلية الهندية عدد جرائم القتل بسبب المهر ب 13612جريمة لكن المراقبين يرون أن هذا الرقم لا يتجاوز 2% من العدد الحقيقي لقلة ما يصل للشرطة من أخبار القتل بسبب المهر..

وفي عام 1961أصدر البرلمان الهندي قانوناً يمنع الزوجة وأهلها من أن يدفعوا مهراً للعريس ويمنع قتلها أو تعذيبها ولكن التقاليد الهندوسية العريقة ضربت به عرض الحائط لهيمنة الدوطة الهندوسية على عقول الناس وتحطيمها لكل القوانين الحديثة..

أما صحيفة (ديكان هيرالد) فقد أوردت قصة مأمور الضرائب الذي دفعت له زوجته مهراً كبيراً كان حديث المدينة مما دفعه لطلب المزيد وعندما بدأت العائلة تجادل بأن يتوقف عن المطالبة بالمزيد أحرق زوجته بعد عام من زواجهما.

وقد يعرف كثير من الآباء أن بناتهم معرضات للقتل من قبل أزواجهن ومع ذلك يدفعونهن إلى بيوت أزواجهن خوفاً من العار احتراما للعادات والتقاليد وإذ حدثت الجريمة يخفونها عن الشرطة كما جرت عليه العادة لديهم.

ويحظى هذا النوع من القتل بدرجة عالية من القبول في المجتمع فلا تقدم الكثير من العائلات على شكوى ضد الزوج القاتل لأنه يفلت منها بتقديم الرشاوى إلى رجال الشرطة والقضاة لتزوير التقارير..

وتقضي عادة (الساتي) الهندوسية بربط المرأة على محرقة زوجها وأن تلتحق بزوجها المتوفي برمي نفسها بالنار كدليل على إخلاصها له وتعني كلمة ساتي: المرأة الطاهرة المقدسة التي تحرق نفسها لأجل زوجها..

وحسب نظام ساتي فإن جثة الزوج تؤخذ للمحرقة بينما الزوجة تتزين وتتبع جثة زوجها وتجلس بجوار الجثة تبكيه بحرقة حتى تصل لدرجة الهذيان فيقوم رجال بصب سائل سريع الاشتعال فوق رأسها وتوضع فوق جثة الزوج وتضرم بها النار..

وقد انحطت قيمة المرأة بالهند خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب التغيرات الاقتصادية ليكون أقرب إلى المادية الاستهلاكية فلا تساوي إلا مقدار ما تقدم من مال لزوجها وعندما ينفد المال يبحث عن أخرى تقدم له دوطة أو مهراً آخر..

فحمداً لله على نعمة الإسلام الذي حفظ للمرأة كرامتها وعزتها وإن كان هناك من تقصير بحقها فهو من صنع البشر الذين شوهوا صفحاتهم بشواهد الظلم والتعدي على حقوق الآخرين والشريعة من ذلك براء ولو تشدق بذلك المتشدقون ونادى به المنادون تخرج من بيت والدها عزيزة يطلبها الرجل ويوفر لها السكن والمهر وعندما تستحيل الحياة بينهما يطلب منه الدين تسريحها بإحسان ولها حقوق لو طبقت لعاشت ملكة بين نساء العالم وهي بالفعل كذلك محسودة على ماهي به من نعمة خفيت لديها وظهرت لدى من حرمت منها..