العزيمة على الرشد , وقوة الإرادة

ملتقى الإيمان

قال تعالى(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)
والعزم ,هو قوة الإرادة وجزمها على الاستمرار على أمر الله، وفي حسن معاملته سبحانه وتعالى، وعلى توطين النفس على عدم التقصير في شيء من حقوق الله,أن يفتش الإنسان عما رزقه الله عزّ وجلّ من توفيق الطاعات،التي وفّق إليها,ويكون عنده قوة إرادة ألا يفتر على طلب رضوان الله، وهذا يخصّ الأعمال التي نقوم بها وننقطع عنها، مثل قراءة الأذكار,ولذلك لام الله آدم عليه السلام بعد استمراره وحصول الاغترار منه، اغتر بعدوه فأكل من الشجرة التي عهد الله إليه بالامتناع من أكلها، كما ذكر الله (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)حصول الفتور وفلتات التقصير منافٍ لكمال العزم، و لهذا لم يكن وصف (كمال العزم) إلا لمن بلغ الدرجات العالية من الفضائل,والإنسان يصيبه النقص, لعدم ثباته واستمراره على هذا العزم,ولهذا دعا به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي قال فيه (يا شداد بن أوس ,إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات:

( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب) <<<< هذا من أنفع الأدعية وأجمعها في الخيرات،

فمن أعانه الله على نية العزيمة،حصل له أكبر أسباب الخير,
لذلك لابد أن نحرِّر نياتنا من قيود العادة أو الشهوة أوالهوى,
كل من نوى نية خير ,أو رشد أوصدقة وعزم عليها, فالثبات يكون على قدر صِدقه ,,, أهل الفضل قد يقع منهم فتور و أعظم دواء للفتور,هو الاستغفار (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُون) يتذكّروا الخلل فيُبْصِروا، ويبادروا إلى سدّه والعَوده إلى وليّهم ومولاهم، ولزوم الصراط المستقيم,كل يوم وليلة نسأل الله الصراط المستقيم مرات عديدة (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ,صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )،نسأل الله ولكننا نرى اختلاف الإجابة؛ وسببها ضعف الدعاء في نفسه (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ) ضعف القلب أثناء الدعاء يضعف قوته, لكن الناس الذين يعلمون الحق ويؤثروا الباطل عليه، هؤلاء يصعب عليهم شهوتهم، فيتركون الحق لقوة شهوتهم,(وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ)وسبب ذلك كثرة الذنوب والمعاصي والشهوات والاشتغال بالدنيا، وهذا القلب لا قوة فيه ولا عزيمة,الحسد والكبر (الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ) وهذا المتكبر الحاسد لما يأتي إلى طريق العلم ويجدغيره أفهم منه وأحفظ منه, فيقع في قلبه الحسد؛ فيكون هذا سببًا مانعًا أن يرزقه الله الانتفاع من العلم ومن الثبات على الطريق، ومثقلاً للنفس, ومن يقع في قلبه مثل هذا من حسد أو كبر، يكون مريض, ولما يرزقه الله العلم والطاعة لا ينتفع بها بل يمارس نفس أمراضه في الأرزاق الجديدة.

* منقوووووووووووووووووول *
0
622

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️