العظيم الكبير

ملتقى الإيمان

العظيم

((ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم))

ذو العظمة، ومعناه عظم شأنه وجلال قَدْره الذي جاوز حدودَ العقل.
أثر الإيمان بالاسم:
العظمةُ صفةٌ من صفات الله لا يقوم لها خلق، والله تعالى خَلَقَ بين الخَلْق عظمةً يُعظِّم بها بعضُهم بعضًا؛ فمن الناس مَنْ يُعَظِّمُ المالَ أو الفضلَ أو العلم أو السلطان أو الجاه؛ وهم بذلك إنما يُعَظَّمون لمعنى دون معنى، والله - عَزَّ وجَلَّ - يُعظَّمُ في كلِّ الأحوال، وكان الاسم لمن دونه مجازًا.
أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه أن يُسبِّحوا اللهَ بهذا الاسم في صلاتهم: «فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ»().
المعظِّمُ لله عند مشاهدته معاني الجلال والعظمة يَحلُّ في قلبه الإكبارُ والمهابةُ لله؛ فالسَّماوات والأرض والعوالم كلُّها في قبضته كَحَبَّة خَرْدَل في يد العبد؛ }وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{ ، وتَتَجَلَّى صورةُ تلك العظمة في أعظم آية في القرآن؛ }وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{ .
يَنْبَغي للعبد أن يُعَظِّمَ اللهَ حَقَّ تعظيمه ويقدره حَقَّ قَدْره بما يستطيعه؛ فيقتضيه وجوبُ العظمة أن يتواضع لعظمته، وتعظيمُ الله بتعظيم أسمائه وصفاته دون تشبيهها بخَلْقه، ولا يكون ذكرُه لله – تعالى - عند لهو أو أباطيل؛ بل ذكر تعظيم لشأنه وتوقير لمقامه وهيبة له.
وتعظيمه - تعالى - بتعظيم كُتُبه ورُسُله وملائكته ومناسكه وشعائر دينه؛ }ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ *{ .
وتعظيمُه بتعظيم حُرُماته وحُرُمات المؤمنين؛ }ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ{ .
من أعظم ما حَرَّمَه الله أن يشرك به ما لا يملك نفعًا ولا ضرًا من أَوْثان وأحجار وقبور صار أصحابُها عظامًا نخرة؛ فكيف تقضي لهم حاجةً وتشفي مريضًا وتَرُدُّ غائبًا.
وهؤلاء الذين قَصر إيمانُهم عن عظمة الله تَوَعَّدَهم بالعذاب؛ }خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ{ .

الكبير
((وأن الله هو العلي الكبير))
الموصوفُ بالجلال والعظمة وكبر الشأن والقدر؛ فصغر دون جلاله كلُّ كبير؛ ولذلك كان التَّكْبيرُ شعارًا للعبادات الكبيرة كالصلاة.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
اللهُ أكبرُ من كُلِّ شيء وأَكْبَرُ من أن يُعرف كُنْهُ كبريائه وعَظَمَته؛ لذلك نُهينا عن التَّفْكير في ماهية الله؛ لأنَّنا لن ندركَها بعقولنا الصَّغيرة والقاصرة والمحدودة، وحتى لا نقع فيما وَقَعَ فيه الفلاسفةُ من محاولة إدراك ماهيَّة الله بعقولهم؛ فتاهوا وضَلُّوا ضلالاً بعيدًا، الكبير لا يليق إلا به – سبحانه - أمَّا العبد فصفتُه التَّذَلُّلُ والخشوعُ والخضوعُ لله.
الله الكبير المتعال على الخلق أجمعين القادر على الانتقام من الأقوياء للضُّعَفاء والمساكين؛ حتَّى من الزَّوْج للزَّوْجة؛ }فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا{ ؛ إن أطاعت المرأةُ زوجَها فيما أباحه الله، فلا سبيلَ له عليها، وقوله تعالى: }إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا{ تهديد من الله للرجال وتحذير لهم من الظُّلْم والطُّغْيان والتَّكَبُّر على نسائهم من غير سبب؛ فإنَّ العليَّ الكبيرَ وَليَّهنَّ منتقمٌ ممَّن ظلمهنَّ وبغى عليهنَّ.

8
539

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم لمى و سديم
أم لمى و سديم
جزاك الله خيرا
توته اخت بطه
توته اخت بطه
ام لمى وسديم
اسعدني تواجدك
توته اخت بطه
توته اخت بطه
سبحان الله
توته اخت بطه
توته اخت بطه
سبحان الله
مس ديزاين
مس ديزاين
جزاك الله خيرا