العفو العام

ملتقى الإيمان

ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل

من أساء إليه طيلة النهار بكلمة أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي

نوع من أنواع الأذى، وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن الداخلي

والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم، وطريقة العفو العام

عن كل مسيء هي أفضل دواء في العالم يصرف من صيدلة الوحي

«ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » «{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}»،

يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها

اغسل قلبك سبع مرات بالعفو وعفّره الثامنة الغفران


قام رجل يسبُّ أبا بكر الصديق ويقول:

والله لا سبنَّك سباً يدخل معك قبرك، فقال أبو بكر:

بل يدخل معك قبرك أنت، وسبَّ رجلٌ الإمام الشعبي فقال الشعبي :

إن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، وإن كنتَ صادقاً فغفر الله لي.

إن تحويل القلب إلى حيّات للضغينة وعقارب للحقد وأفاعي

للحسد أعظم دليل على ضعف الإيمان وضحالة المروءة وسوء التقدير للأمور،

وكما يقول شكسبير: لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت،

ما أطيب القلب الأبيض الزلال، ما أسعد صاحبه، ما أهنأ عيشه،

ما ألّذ نومه، ما أطهر ضميره، ثم هل في هذا العمر القصير

مساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم، وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟

إن العمر أقصر من ذلك، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه

وينتقم من كل من أخطأ عليه سوف يعود بذهاب الأجر، وعظيم الوزر،

وضيق الصدر، وكثرة الهم مع قرحة المعدة، وارتفاع الضغط،

وقد يؤدي ذلك إلى جلطة مفاجئة أو نزيف في الدماغ ينقل صاحبه مباشرة

إلى العناية المركّزة ليضاف قتيلا ممن مات في قسم الباطنية صريعاً للتخمة بعد أكلة شعبية قاتلة،

أيها الناس: الحياة جميلة، ألا ترون النهار بوجهه المشرق وشمسه

الساطعة وصباحه البهيج وأصيله الفاتن وغروبه الساحر،

لماذا لا تشارك الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل

كما تتفاءل الطيور، وتترفق كما يترفق النسيم، وتتلطف كما

يتلطف الطّل، الحياة جميلة إذا أخرجتم منها الشيطان والشر والشك

والشتم والشؤم والشماتة ، والمشكلة أن بعضنا متشائم

تريه وجه الشمس فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة فيريك شوكها،

وتشير إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته، إذاً اقترح عليك أن تصدر

الليلة مرسوماً بالعفو عن كل من أساء إليك وبعدها سوف

تنام ليلة سعيدة لم يمر بك ليلة أجمل منها :)
د.عائض القرني
2
309

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الامــيــرة01
الامــيــرة01
جزااااك الله عنا خير الجزاء
وجعلنا الله وإياكن ممن يناديهم المنادي يوم القيامه:
لكم النعيم سرمدا ... تحيون ولا تموتون أبدا ... تصحون ولا تمرضون أبدا
تنعمون ولا تبتئسون أبدا

يحل عليكم رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدا
اللهم آآآآآآآآآآمين يارب العالمين ...
الاميرة الشهري