randa hady

randa hady @randa99

عضوة جديدة

العقار كأداة أمان مالي للمرأة في مختلف مراحل حياتها

الملتقى العام

في عالم يتغير بسرعة، تظل المرأة بحاجة إلى أدوات تحفظ لها الاستقرار المالي وتضمن لها الأمان على المدى الطويل. ومن بين أهم هذه الأدوات، يبرز العقار كخيار فعّال وآمن في مختلف مراحل الحياة.
الطفولة وبذور الوعي المالي
تنشأ الفتاة في بيئة تؤثر في رؤيتها للمال والاستثمار. حين تزرع الأسرة في عقلها فكرة التملك والاستثمار العقاري منذ الصغر، تكبر وهي تدرك أهمية تأمين مستقبلها بعيدًا عن الظروف المتغيرة.

بداية الاستقلال المادي
عند دخول المرأة سوق العمل، تبدأ في تكوين أولى ملامح الاستقلال المالي. وفي هذه المرحلة، يُعدّ العقار وسيلة ممتازة لتوظيف المدخرات بعيدًا عن المجازفات المرتفعة في أسواق أخرى.

الزواج وتأسيس أسرة
تتغير أولويات المرأة عند الزواج، ويصبح المسكن المستقر جزءًا أساسيًا من معادلة الاستقرار الأسري. وامتلاك بيت باسمها يمنحها شعورًا بالاطمئنان، خاصة في ظل التحديات القانونية التي قد تطرأ.

الأمومة واحتياجات الأمان
حين تصبح المرأة أمًا، يتعزز شعورها بالمسؤولية تجاه المستقبل. الاستثمار في عقار يوفر لها وسيلة لضمان مستقبل الأبناء من خلال أصل ثابت لا يتآكل مع الزمن.

الأزمات الطارئة ومرونة العقار
سواء كانت الأزمات صحية، مهنية أو اجتماعية، فإن العقار يظل أحد الأصول التي يمكن اللجوء إليها في الشدائد، سواء بالبيع أو التأجير، وهو ما لا يتوفر في كثير من صور الاستثمار الأخرى.

التقاعد والراحة النفسية
مع تقدم العمر، تصبح المرأة بحاجة إلى مورد مستقر. العقار المؤجر، مثل شقة أو وحدة تجارية، يمكن أن يؤمن لها دخلًا شهريًا دون جهد، ويحفظ كرامتها واستقلالها المادي.

الأرملة أو المطلقة والاستقلال العقاري
في حالات الانفصال أو الترمل، تصبح المرأة أكثر حاجة إلى أصل مضمون يحفظ كيانها ويمنحها الشعور بالأمان، وهو ما يوفره العقار بشكل واضح.

المرأة العاملة والعقار
المرأة التي تعمل باستمرار تجد في العقار وسيلة ذكية لتوظيف دخلها الزائد، خصوصًا في ظل انخفاض الفائدة البنكية وارتفاع قيمة العقارات بمرور الوقت.

ربة المنزل وفرصة التملك
حتى المرأة غير العاملة يمكنها امتلاك عقار عبر نظم التقسيط الطويلة أو بالمشاركة مع أفراد العائلة، ما يتيح لها الأمان دون الحاجة إلى دخل شهري ثابت.

المرأة الريادية وتنوع الاستثمار
مع تزايد عدد النساء المستثمرات، أصبح من الشائع أن توظف المرأة أرباح مشاريعها في العقار، كخطوة لحماية رأس المال من المخاطر السوقية اليومية.

التحوّل نحو العقارات الذكية
مع تطور التكنولوجيا، أصبحت النساء يفضلن العقارات الذكية التي توفر أمانًا إضافيًا لهن ولأطفالهن من خلال أنظمة الحماية والمراقبة الحديثة.

العقار كإرث نسائي
بعض النساء يتجهن لشراء عقارات بهدف توريثها للبنات فقط، كنوع من تمكينهن مستقبلًا ومنحهن أداة مالية تحفظ كرامتهن، خاصة في ظل بعض العادات التي تهضم حقوق الإناث في الميراث.

الوعي القانوني وتمكين التملك
زيادة وعي المرأة بالحقوق القانونية ساعدها على امتلاك عقارات باسمها، وحمايتها من التلاعب أو الإقصاء، وهو توجه تشجعه الدولة والقوانين الحديثة.

الدعم الحكومي وبرامج التمكين

العديد من الدول العربية بدأت في طرح مبادرات تسهّل تملك المرأة للعقارات، خاصة محدودات الدخل، ما يعزز من دور العقار في تحقيق الأمان المالي للنساء من مختلف الطبقات.

العقار كجزء من هوية المرأة


تعدّ بعض النساء تملك العقار ليس فقط خطوة استثمارية، بل تعبيرًا عن الكيان والاستقلال والطموح. فالعقار أصبح جزءًا من هوية المرأة العصرية التي تبحث عن التمكين دون تنازل.

مشاريع عقارية تراعي تطلعات المرأة
من الجدير بالذكر أن بعض المشاريع الحديثة بدأت تراعي احتياجات المرأة في التصميم والموقع والأمان والخدمات. ومن بين هذه المشروعات التي ظهرت في العاصمة الإدارية الجديدة مشروع hilton tower new capital الذي يتميز ببيئة تلائم تطلعات الكثير من النساء الباحثات عن الجمع بين الفخامة والأمان والاستثمار الذكي.

تتجلى أهمية العقار في حياة المرأة في كونه وسيلة لحفظ الكرامة قبل أن يكون مجرد استثمار مالي. في المجتمعات التي قد تتعرض فيها المرأة لضغوط أو تقلبات اجتماعية، يصبح امتلاكها لعقار خاص بمثابة صمام أمان معنوي قبل أن يكون ماديًا، يمنحها شعورًا بالثقة والاستقرار النفسي.

العقار أيضًا يمنح المرأة مساحة من الحرية. فعندما تمتلك منزلها أو شقتها، لا تكون مجبرة على الخضوع لظروف سكن غير ملائمة، ولا للتنازل عن راحتها أو قراراتها بسبب الاحتياج. المساحة المملوكة تمنحها حرية إدارة حياتها اليومية دون تدخل من الآخرين.

أما على مستوى التخطيط طويل المدى، فإن المرأة الذكية تنظر إلى العقار باعتباره وسيلة لتأمين احتياجاتها المستقبلية، سواء في حال تغيّرت ظروف العمل أو قلّ الدخل، أو حتى في حال رغبتها في تغيير نمط حياتها. فالعقار يعطيها مرونة إعادة التمركز المالي والمكاني وقت الحاجة.

من المهم أيضًا النظر إلى الجانب الإنساني في المسألة، فالمرأة التي تمتلك عقارًا تستطيع استخدامه كوسيلة للعطاء، سواء بإسكان أحد الأقارب المحتاجين أو جعله مصدرًا للمساعدة من خلال تأجيره بسعر رمزي أو التبرع بعائده. وهذا يُكسب العقار بعدًا أخلاقيًا يتجاوز الجانب المادي.

وفي ظل تسارع وتيرة الحياة وتغير الأولويات، تزداد الحاجة لأن تفكر المرأة في العقار كعنصر أساسي في خطة الحياة، لا كخيار ثانوي. فكما تهتم بدراستها ووظيفتها وصحتها، عليها أن تضع التملك العقاري ضمن أولوياتها، لما له من أثر كبير في تشكيل مستقبلها واستقرارها الاجتماعي.

كما أنّ مشاركة المرأة في السوق العقاري، سواء كمشتري أو مستثمر أو حتى مطور، يضيف بعدًا أكثر تنوعًا وعدلًا لهذا السوق. إذ إنها غالبًا ما تبحث عن الجودة والتفاصيل الدقيقة، ما يدفع الشركات العقارية إلى تحسين منتجاتها والارتقاء بمستوى الخدمة.
أصبح من المعتاد أن تتصدر المرأة المشهد في معارض العقارات، سواء لتبحث عن سكن يناسب أسرتها أو لتستثمر في وحدة تدرّ دخلًا. هذا التواجد المتزايد يعكس تطورًا حقيقيًا في وعيها المالي، ويؤكد أن العقار لم يعد حكرًا على الذكور، بل تحول إلى ساحة مفتوحة للجميع.

وفي النهاية، يمكن القول إن العقار بالنسبة للمرأة لم يعد مجرد جدران وسقف، بل هو تعبير عن طموح، وأداة لصناعة غد أفضل، وخطوة نحو حياة أكثر استقلالًا وطمأنينة. إنه استثمار في الذات قبل أن يكون استثمارًا في الأرض.
0
52

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️