العقم عالم يغلفه الغموض

تبلغ نسبة عدم الحمل 25% من المتزوجين بعد السنة الأولى ويكون الزوج مسئولاً عن 50% من حالات العقم وحده أو شراكة مع زوجته.
وتوجد أسباب معروفة للعقم عند الرجل متعلقة بالخصية نفسها أو عوامل خارج الخصية تؤثر عليها أو اضطراب في توصيل الحيوانات المخلقة من الخصية إلى المهبل. وقد يكون السبب وراء العقم هو عيوب خلقية أو جينية أو التهابات بالمسالك البولية والتناسلية أو اضطرابات هرمونية أو دوالي بالخصية ولكن في 60إلى 75% من الحالات يكون السبب غير معروف حتى بعد الكشف السريري الدقيق والأبحاث المعملية والتصويرية المكثفة.

ولكن يشترك جميع المرضى في وجود اضطراب في تحليل السائل المنوي سواء قلة في الإنطاف أو نقصاً في الحركة أو وجود تشوهات في شكل النطفة أو خليطا من كل ذلك.

ويتأثر مدى نجاح علاج العقم عند الرجال سلباً بطول مدة العقم وبشدة درجة الاضطراب في تحليل السائل المنوي وبتقدم عمر الزوجة. ويكون أعلى نسب نجاح في العلاج من نصيب المرضى الذين يعانون من اضطراب هرموني أو سدد في الأنابيب الناقلة للحيوانات المنوية أو دوالي الخصية حيث يوجد علاج مباشر وناجح لمعظم هذه الحالات سواء كان بالعقاقير أو بالجراحة. أما بالنسبة لباقي الحالات فلم تسفر الأبحاث الدولية عن وجود علاج حقيقي ناجع قد يفيد هؤلاء المرضى بعيداً عن حقل التجارب. وينصح بعمل دراسة جينية لهؤلاء المرضى للتعرف على أسباب قد تورث لنسلهم بعد عملية التلقيح الصناعي.

وقد أتى العلم الحديث بتقنية التلقيح الصناعي أو ما يعرف بطفل الأنابيب أو الحقن المجهري مما ساعد قطاعا عريضا من المرضى على الإنجاب بنسب تتراوح بين 4030% عالمياً. وتخلص التقنية المساعدة للحمل بأخذ الحيوانات المنوية القليلة من السائل المنوي أو بالارتشاف من الخصية أو بعمل خزعات من الخصية ثم تحقن بالبويضات الأنثوية للزوجة في المختبر وتوضع الأجنة بالرحم بعد عدة أيام من الحضانة المعملية.

وقد يستفيد بعض المرضى بتجميد الأنطاف أو نسيج الخصية بعد الخزعات وذلك لاستخدامها لاحقاً في الحقن المجهري مثل مرضى السرطان قبل البدء بالعلاج الكيميائي.

وجدير بالذكر أن المريض بالعقم من الضروري أن يتعرف على أي عوامل خارجية قد تؤثر سلباً على خصوبته مثل التدخين، الإدمان، التعرض لمواد كيميائية أو اشعاعية أو حرارة شديدة أو أخذ عقاقير لم يصفها له طبيب على دراية بحالته أو أخذ وصفات شعبية مجهولة التأثير وغير معلومة المصدر.

وفي النهاية نود أن نطمئن المرضى أنه حدث تقدم كبير في تشخيص وعلاج العقم عند الرجال وننصح كل من يعاني أن يسأل طبيبه ليبدأ رحلة الشفاء بإذن الله
منقوووووووووول