العقيدة-> فرق ومذاهب وأديان-> كتاب فرق منتسبة-> باب طائفة الرافضة
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكر لكم فضلكم لإتاحة الفرصة لي..
في البداية أحب أن أسأل عن رأيكم في أهل الشيعة، وهل هم كفار؟
ثانياً: أنا قرأت كتابا اسمه: "المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة".. هذا الكتاب جعلني أغير كثيراً من المعلومات التي في عقلي، بل جعلني غير مدركة ماذا أفعل؟ هل أتبع الشيعة أم السنة؟ أنا من السنة، لكن في هذه المناظرات أهل الشيعة كانوا يتكلمون عن أشياء كثيرة ولها أدلة قاطعة على مصداقيتها، لكن ماذا عساي أن أقول؟! أشعر أني في دوامة.. لا أستطيع أن أحدد: أي منهما الصحيح، ولهذا قررت إرسال هدا الاستفسار، وأرجو الرد بشرح يفيدني ويقنعني؛ لأن ذاك الكتاب أيضا كان به شرح متقن ومقنع، ولا يجعل لك أي فرصة لتغير رأيك..
وجزاكم الله ألف خير.. أختكم في الله.
الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
موضوع الخلاف بين السنة والشيعة من الموضوعات المثيرة للجدل، لا سيما في هذا الزمن، والسبب الرئيس يكمن في عقيدة (التقية) التي يؤمن بها الشيعة، ويعدونها من أصول مذهبهم، وهي تعني إضمار عقائدهم المخالفة لعقيدة أهل السنة، والتي يترتب على إظهارها نبذ الناس لهم.
أما كتاب المناظرات المذكور، فهو كتاب مزوَّر ـ على عادة الرافضة في التزوير والكذب ـ، وقد ينطلي ما فيه من التزوير على من ليس لديه علم راسخ بالكتاب والسنة وأقوال الناس، أما من أوتي نصيباً وافراً من العلم، فإنه لا تخفى عليه مثل هذه الأكاذيب.. وما ترينه أنتِ أدلة قاطعة فإنه حين يوضع في ميزان الحق، لا يساوي جناح بعوضة، ولأجل هذا حذر السلف الصالح من قراءة كتب أهل البدع، إلا لراسخ في العلم ليبين زيفها.
أما بخصوص سؤالك: هل هم كفار أم لا؟ فالجواب عنه يتطلب بيان أمرين مهمين:
أحدهما: أنَّ الشيعة ليسوا فرقة واحدة، بل فرقاً عدة، ترجع إلى ثلاث:
الأولى: الزيدية، نسبة إلى زيد بن علي بن الحسين (رضي الله عنهم)، وهم أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة، فهم لا يكفرون الصحابة (رضي الله عنهم جميعاً)، لكنهم يفضلون علياً على أبي بكر وعمر، وغلاتهم يكفرون معاوية رضي الله عنه. وهؤلاء يغلب وجودهم في بلاد اليمن.
الثانية: الرافضة، وهم الذين رفضوا زيداً المذكور، لرفضه التبرؤ من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقوله: "هما وزيرا جدي" يعني رسول الله صلى الله عليه وآله. ويطلق عليهم أيضاً: الإمامية والإثنا عشرية؛ لقولهم بإمامة اثني عشر إماماً معصوماً (!) آخرهم المهدي المنتظر، الذي دخل السرداب ـ بزعمهم ـ في القرن الرابع الهجري وهو طفل صغير، ولم يخرج حتى هذه الساعة. ويطلق عليهم أيضاً "الجعفرية"؛ لانتسابهم إلى جعفر الصادق ـ رحمه الله ـ. وهؤلاء هم غالب الشيعة الموجودين اليوم في إيران والعراق والخليج العربي، وجنوب لبنان وغيرهما من البلاد بنسب متفاوتة، وهم المقصودون بسؤالك.
الثالثة: النصيرية، وهم الذين يؤلهون علياً رضي الله عنه، ويوافقون من قبلهم في الكثير من عقائدهم، وهم موجودون اليوم في سوريا وجنوب تركيا.
إذا علم ذلك، فإننا ننتقل إلى:
الأمر الثاني: وهو التفريق بين المذهب نفسه ـ المقصود في سؤالك ـ حسب ما هو مدون من عقائده ـ وبين الأفراد، فأما المذهب نفسه ـ مذهب الرافضة الإمامية الجعفرية ـ فهو مذهب كفري يقوم على عقائد كفرية مدونة في أصول كتب المذهب، من أهمها:
1ـ تكفير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ إلا القليل ـ والنيل منهم وشتمهم، وخصوصاً الشيخين أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ، وأبي هريرة رضي الله عنه، وأم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها، واتهامها في عرضها.
2ـ ويترتب على ذلك: التشكيك في كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، بل رفضها، إذ إنَّ نقلتها هم الصحابة الأطهار ـ وأكثرهم رواية لها أبوهريرة وعائشة ـ فالطعن في عدالتهم طعن فيما نقلوه من القرآن والسنة، وقد ألف أحد أئمتهم كتاباً سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب).
3ـ عقيدة التقية التي سبقت الإشارة إليها، وهي إضمار هذه العقائد الباطلة، ويروون في ذلك أحاديث هي في غاية الصحة عندهم، منها: (التقية ديني ودين آبائي)، (لا دين لمن لا تقية له)، (التقية تسعة أعشار الدين). وهم بهذه التقية يحققون هدفين رئيسيين:
ـ أحدهما: الأمن على أنفسهم، لا سيما في البلاد التي يغلب عليها أهل السنة، ولذا لما تمكنوا في مصر في الدولة التي تسمى زوراً بالدولة الفاطمية، أظهروا شتم الشيخين.
الثاني: التلبيس على أهل السنة، وتصدير الثورة إليهم ـ كما حصل معك ـ ولقد كان زعيمهم الهالك (الخميني) يطمح إلى تصدير الثورة بقوة السلاح، ولكن بعد النكسة التي أصيبوا بها في الحرب العراقية الإيرانية، رأوا تصدير ثورتهم بالوسائل السلمية، ومن أبرزها: اللجوء إلى عقيدة التقية؛ للتغلغل في أوساط أهل السنة، مع التشكيك والتلبيس من خلال الكتاب المذكور وأمثاله.
هذا ما يتعلق بالمذهب، أما الأفراد؛ فلا يمكن الحكم عليهم بحكم واحد، إذ هم مختلفون، ففيهم المتدين وغير المتدين، والعالم والجاهل، والواعي والغافل، كسائر أصحاب الملل الأخرى، فمنعرف الحق منهم وقامت عليه الحجة، فأصرَّ على اعتقاده الباطل، فهذا يحكم بكفره، وإلا فإنه قد يعذر.
وختاماً فإني أوصيك بما يلي:
1ـ الحرص على العلم الشرعي الصحيح، لا سيما العقيدة الصحيحة، عقيدة أهل السنة والجماعة، ودراستها دراسة واعية متعمقة على أهل العلم الموثوقين، فإنها خير عاصم من الضلال.
2ـ قراءة الكتب المؤلفة في الرد على شبه الشيعة، وبيان زيفها وبطلانها وتهافتها، ومن أهمها وأحسنها: كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد أحسن وأجاد. وقد اختصر هذا الكتاب عدد من أهل العلم، فاحرصي على قراءة هذه المختصرات، ومنها الكتب التي ألفها بعض أئمة الشيعة الذين اهتدوا إلى مذهب السنة، ومنها كتب الشيخ "إحسان إلهي ظهير" ـ رحمه الله ـ وقد قتله الشيعة، عليهم من الله ما يستحقون.
3ـ الحذر من قراءة كتب أهل البدع، ككتب الرافضة وغيرهم؛ لما تتضمنه من شبه باطلة قد تروج على من ليس عنده علم شرعي كاف.
وإذا أردتِ أن ترسلي بعض الشبه للإجابة عنها؛ فلا مانع لدينا من ذلك.
والله ولي التوفيق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
لمى3 @lm3
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️