العلاج بالصيام

للصيام تاريخ عريق لا يعلم أحد بدايته. وقد كرسته وقدسته الأديان نظرا لفوائده الجسدية والروحية. وليس عجبا أن نجهل تاريخ ولادته لأنه غريزة ورغبة إنسانية فطرية تهدف إلى تنظيف وراحة الجسم من الأعباء.

يعمل جسم الإنسان على علاج نفسه بنفسه طوال الأربع وعشرين ساعة. تحبط عملية العلاج الذاتي بتناول الوجبات الغنية بالبروتين والسكريات والدهون, وتزداد كفاءتها بتناول الوجبات النباتية الطازجة حيث تتاح لها الفرصة للقيام بعملها الذي برمجت عليه. وتبلغ عملية العلاج الذاتي أوج عملها عندما تعطى الفرصة للجسم في الراحة الكاملة من أعباء الطعام, عندها تتوجه طاقات الجسم غريزيا إلى العلاج والصيانة وإعادة البرمجة الطبيعية لوظائف الجسم. وفي حال المرض يكون الجسم غير قادر على القيام بمهام الهضم نظرا لتوجه الطاقات إلى عملية الصيانة والشفاء. وتتعاون قوى العلاج الذاتي مع أعضاء الجسم فتتبادل الاتصالات وتتخذ القرارات وتفرغ المعدة محتواها من الطعام تمهيدا لعملية الصيام والراحة, وتتوقف الشهية للطعام كما يزداد الميل إلى الراحة والنوم.