العلماء هم صمام الأمان في كل زمان بالمجتمعات الإسلامية

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
العلماء الربانيون هم صمام الأمان في كل زمان بالمجتمعات الإسلامية لكونهم كما قال الإمام احمد رحمه الله : ( يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون على الأذى ويحيون الموتى بكتاب الله ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه)
وهم أصحاب البصائر الذين يقضون بها ويعلمونها الناس

كم انتعشت صدور أعداء هذا الدين إذا ما وجدوا خلافا فقهيا له مسوغ والامر فيه واسع المصيب فيه له أجران والمخطي له اجر
ليشنعوا على العلماء ويضربوا قول بعضهم ببعض ليسحبوا بساط الثقة منهم ليكون الناس بدونهم هملا
بل تطير قلوب أعداء هذا الدين وترقص فرحا إذا جاء من يكفيهم هذا العناء خصوصا إذا كان من أبناء المسلمين وبالاخص شباب الصحوة
فعندها يأخذون مكان المتفرج الشامت الذي يغذي فتنة الافتراق والاختلاف كلما سنحت له الفرصة
وما ذاك إلا للتحريش بينهم
إن مسائل الاجتهاد فيها سعة ولا يجوز اتخاذها وسيلة للتشنيع وتنفير الناس والنيل من شخص المخالف وان كان لنا الحق في أن قول ما نعتقده بأدب وحسن لفظ بعيدا عن السب والشتم والتجريح – فإن ذلك ادعى لقبول رأيك –
إن كان ذلك فرض عين عليك
وإن حصل جدال فبالتي هي أحسن فإننا مأمورون بذلك في جدالنا مع أهل الكتاب فكيف مع إخواننا المسلمين { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
أن افـتــراق أهـل الـسـنـة أشــر كــثــيــراً مـن خطأ نفر قــلــيــل في مـسـألـة فـرعـيـة
وهذا شيء ليس بمستغرب فالعلماء من عهد الصحابة يوجد بينهم بعض الخلاف في المسائل الفرعية
ويجب علينا وفقكم الله ان نعلم جيدا
أن السياسة الشرعية من الأمور الخطيرة وتتطلب الحكمة التي يهبها الله لأوليائه وجنده قبل أن ينصرهم
في الأرض
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهادن قبائل اليهود ويصالح قريشاً ويترك الأصنام داخل الكعبه وقد طاف حولها وبها الاصنام ولم يحطمها إلى بالفتح
ويستميل زعماء غطفان وغيرها بالعطاء وإذا عاداه قوم حرص على مصالحة الآخرين ليتفرغ لهم

إنه لمن المؤسف أن تغيب هذه الحقائق عن بعض المسلمين واخص شباب الصحوة ويجرهم حماس بعض الشباب إلى الوقوع في الفخ -فخ الشيطان بالتحريش-
ويظهرون خلجـات صدورهم بأقلامهم
ولا يميزون بين ثبات مبدأ العداوة في الدين وبين سعة أساليب التعامل مع المخالفين
إنني أذكّر هؤلاء الأفاضل بأن العلماء يجب أن يقودوا لا أن يقادوا
وبأن الشجاعة في مواجهة الحماس غير المحسوب لاتقل أهمية عن الشجاعة في مواجهة العدوان
وإن اتهاماً يوجه إلي العالم أوالشيخ أو الداعية بأنه مخذِّل أو متخاذل وهو يعمل
لدرء فتنة عظيمة عن الأمة والدعوة
خير له وللإسلام من أن يكال له الثناء ثم يلقى الله وفي عنقه أنفس مسلمة معصومة وأموال مسلمة معصومة أو أسرى من المسلمين بيد العدو أخذهم غنيمة باردة تكون سببا لأهل الكفر يتسلطون بها على أهل الإسلام وأسباب لأهل النفاق يحاربون بها الدعوة والدعاة
فبعد هذا نجد من يرد فتوى عالم بالسياسة الشرعية
وليس المصاب في رد هذه الفتوى بل في طريقة البيان لما يخالف هذه الفتوى وكأن الرد هنا فرض عين عليه مع
قلة علمه وحداثة طلبه للعلم وبضعف اصوليته بالاحكام وقلة إلمامه بالقواعد والضوابط الشرعية

غاية ما هناك انه نقل من مخالفية من افاضل العلماء لا لترجيح دليل او دراسة ثاقبة وتمحيص بالاقوال بل لان الفتوى الاولى تخالف حماسه وعاطفته المشكوره
فالعلماء يواجهون خطر التهميش من اكثر الناس انتفاعا منهم
فذاك العالم سحب بساط الثقة منه عند كثير من الشباب بسبب طريقة الرد العاطفي المندفع عليه من الناحية الادبيه والسلوكية لانه افتى الفتوى الفلانية
والعالم الاخر لحقه لفتوى اخرى والثالث مثلهم وهكذا
وبالنهاية من يبقى بالله عليكم لعامة الناس
حتى العلماء الذين كان يستشهد بفتاويهم من قبل اصحاب هذا المسلك سيسحب البساط من تحتهم يوما ما

ولبس عليهم الشيطان واتبعوا خطواته بحجة البيان والنصح للامه وما علموا انهم وقعو في منكر اكبر وهو سحب الثقة من علماء المسلمين والوقوع في الفرقة المنهي عنها بين المسلمين بل ووصل الامر الى كبائر الذنوب من غيبة وبهتان
بقي السؤال الكبير المتكرر : ألا ننكر ذلك ؟
اولا يجب عليك وجوبا حسن الظن به واعلم ان علماء هذه الامه لا يفتون بشي الا ولهم سلف فيه - اعني اصل المسأله -
لك الاحتساب والانكار ما تعتقد انه منكر ولكن بالحكمة - والشرع كله حكمه
اذهب او راسل للعالم المفتي لا لغرض الانتقاص والتهجم بل لغرض معرفة الحق وطلب العلم مع الاخذ بالحسبان اداب المتعلم
أو إذا تعذر ذلك تذهب لمن تثق به من العلماء الراسخين بالعلم وتطلب العلم منه في تلك المسألة
اما ان ننقل فتاوى قد تكون قديمه تخالف تلك الفتوى.
ولو أعيدت على المفتي الأول بعد مرور زمن لافتى بغيرها لهذا نقول اذهب لمن تثق بدينه واسأله واطلب العلم منه في تلك المسأله ( وتغير الفتوى وكتمان العلم له اصول شرعية وضوابط يجهلها الكثير من الناس )
ثم ان رجوع العالم وتغيير قوله ليس بالامر الغريب ولا المحدث فالمؤمن رجاع للحق من خشية الله والعلماء اشد الناس خشية من الله لانهم الاعرف بالله من غيرهم
حذار ان نكون كمن يحضر المسجد قبل الاذان ويتنفل فإذا صلى مأموما سابق الامام
قال الحسن البصري رحمه الله "الفتنة اذا اقبلت عرفها كل عالم واذا ادبرت عرفها كل جاهل"

إنا لله وانا اليه راجعون


منقول
0
560

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️