العمرة وتصرفات بعض المعتمرين
فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فإن العمرة فيها فضل عظيم لمن حسنت نيته، ولا سيما العمرة في رمضان، فإنها تعدل حجة كما صح في الحديث،
وقد اعتاد في السنوات الأخيرة كثير من الناس أن ينتهزوا فرصة العطلة الصيفية فيؤدون العمرة فيها، وهذا عمل طيب وسعي مبارك ـ إن شاء الله ـ
ولكن بعضهم يعكِّر صفو هذه العبادة بتصرفاته السيئة فلا أدري هل يؤجر أو يأثم،
ذلك أن بعضهم يأتي بعوائله من بنين وبنات شواب
وشابات
فيتركهم يسرحون
ويمرحون
في داخل المسجد الحرام،
فيسيئون إلى المسجد
ويؤذون المتعبدين بداخله من المصلين
والذاكرين
ويزعجون الناس بالضحك
والصراخ
والجري وغير ذلك،
أو يسيبون في شوارع مكة
ويتعرضون لما لا تحمد عقباه من المعاكسات والمغازلات
واقتناص أهل الشر لهم
وآباؤهم قابعون في المسجد لا يعلمون شيئاً مما يجري منهم أو عليهم.
وبعض الناس يتخذون المسجد الحرام مكاناً للتلاقي؛
جلوس بعضهم إلى بعض على شكل حلقات يأكلون
ويشربون
ويضحكون
ويتجاذبون أطراف الحديث من هنا وهناك،
ولا يجد المصلي
والتالي لكتاب الله
والذاكر لله مكاناً يتعبد فيه لله،
وهؤلاء وأولئك إذا لم يكن لهم رغبة في العبادة
والذكر في المسجد الحرام
فإن اللائق بهم إذا أدوا عمرتهم
أن ينصرفوا إلى سكنهم في مكة
ويصلوا في المساجد التي حولهم
ويسلموا من الإثم
ويتركوا لعباد الله فرصة العبادة في المسجد الحرام.
قال الله تعالى لخليله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
وقال تعالى: (وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
ثم لا ينسى هؤلاء الذين يأتون بأولادهم ذكوراً
وإناثاً أنهم يزعجون السكان في الشقق
والعمارات بالجلبة
والأصوات المزعجة
وشغل المصاعد طوال الليل والنهار
فيحرمون الناس من النوم والراحة،
ويعطلون عليهم المصاعد
والوصول إلى منازلهم والنـزول منها.
فأي عمرة هذه !
وما أظنها إلا سياحة سيئة ضررها أكثر من نفعها،
فليتق الله هؤلاء ويكفوا أذاهم عن الناس فذلك خير لهم إن كانوا يعقلون.
هذا تنبيه أردت به التذكير
وما توفيقي إلا بالله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
------------
المصدر
(مجلة الدعوة) 27 رجب 1426هـ الموافق 1 سبتمبر 2005م ـ العدد (2008أأأ)
منقول

فتاة تحب السلفية @fta_thb_alslfy
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



الصفحة الأخيرة
ايضا اتذكر موضوع اظنه للكاتبة كحيلة العينين تذكر فيه بعض ماعانته عندما ذهبت الى بيت الله الحرام من التصرفات السيئة لبعض الناس