سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

العمل الليلي يضعف الجسم والنوم يعزز صحته

الصحة واللياقة

بالرغم من ان الليل له جمالية وسحر خاص ، الا أن العمل أو السهر لوقت متأخر من الليل يضعف الجهاز المناعي ويؤهب للإصابة بالعديد من الأمراض، والتي تهدد حياة الانسان، اذ تشير العديد من الدراسات الحديثة الى أن النوم لساعات كافية ليلا يعيد للجسم توازنه المفقود، وهذا ما يؤكد المقولة القديمة «نم بكير واصح بكير وشوف الصحة كيف بتصير».


ومن المعروف بان لكل جسم ساعة بيولوجية خاصة به تعمل على تنظيم ساعات نومه واستيقاظه، وأي اضطراب في عمل هذه الساعة ينعكس بشكل سلبي على صحة الجسم.


ولكي نخرج من الاطار النظري الى العملي نعرض أهم الدراسات وخلاصة اراء الخبراء حول أهمية النوم ومخاطر العمل لوقت متأخر من ساعات الليل. تمكن العلماء من الحصول على أدلة جديدة تثبت أن مخاطر العمل الليلي على صحة الجسم.


فقد أشار تحليل للبيانات الصحية في الدنمارك إلى أن النساء اللائي يعملن في الليل ربما يتعرضن للإصابة بسرطان الثدي أكثر من غيرهن، وتأتي هذه الدراسة في أعقاب أبحاث أشارت إلى أن العمل المناوب ليلا يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.


وبهذا الصدد قام الدكتور جوني هانسون من معهد دراسات السرطان في كوبنهاجن بدراسة السجلات الطبية والمهنية لأكثر من سبعة آلاف امرأة بين عمر الثلاثين والرابعة والخمسين، من اللائي شُخصْن بأنهن مصابات بسرطان الثدي. وقد وجد الدكتور هانسون بأن النساء اللائي يعملن في الليل معرضات للإصابة بسرطان الثدي بنسبة خمسين في المئة مقارنة بالنساء اللائي يعملن في الليل.


كما اكتشف الدكتور هانسون أنه كلما كان عمل النساء منتظما في الليل لفترة طويلة فإن فرص إصابتهن بسرطان الثدي تزداد، لكن سبب هذه العلاقة بين العمل الليلي والسرطان غير معروف حتى الآن. غير أن بعض الدراسات أشارت إلى أن العاملين ليلا ربما يلجأون إلى تعاطي الخمر، وهو سبب معروف من أسباب الإصابة بالسرطان.


غير أن نظرية أخرى تقول بأن المخاطر تزداد عند التعرض للأضواء غير الطبيعية، إذ يعتقد أن الأضواء غير الطبيعية تعرقل إفراز هورمون يدعى ميلاتونين الذي عادة ما يفرزه الجسم في الليل. فقد أشارت الأبحاث إلى أن انخفاض مستوى هورمون الميلاتونين في الجسم ربما يساعد على نمو الخلايا السرطانية، أو يساعد على إفراز الهورمون الأنثوي، أوستروجين، الذي يُعتقد أن له علاقة بسرطان الثدي.


ويجادل الدكتور هانسون بأن تجربة النساء العمياوات تقدم دليلا يؤيد هذه النظرية، إذ تقل نسبة الإصابة بسرطان الثدي عندهن بنسبة خمسين في المئة عن المستوى العام عند النساء البصيرات لأن هؤلاء النساء لا يستطعن أن يرين الأضواء الاصطناعية وبذلك لا تترك هذه الأضواء أي أثر على إفراز هورمون الملاتونين. ويقول البروفيسور جوردون ماكفاي، المدير العام لحملة مكافحة السرطان، إن هذه الدراسة غير حاسمة وإن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي ليست كبيرة، لكنه أضاف أنها من الأهمية بحيث لا يمكن تجاهلها.


وأضاف البروفيسور ماكفاي أن حقيقة كون الناس في منطقة حوض البحر المتوسط لا يعانون من مستويات عالية من سرطان الثدي يدل على أن نظرية الميلاتونين ربما تكون غير صحيحة. وقال إن هناك الكثير من الهورمونات التي قد تكون لها علاقة بالعمل الليلي والإصابة بالسرطان.


أمراض القلب


تشير الدراسات الى أن الاشخاص الذين يعملون أثناء الليل يواجهون احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة في القلب ورجح الباحثون، وهم من جامعة ماستريخت بهولندا، أن يكون مرد ذلك إلى تعرض هؤلاء العاملين لضغوط مزمنة نابعة من طبيعة التوزيع الزمني لعملهم،


وخلص العلماء إلى هذه التوقعات بناء على مقارنة لحالات مستخدَمين يقوم عملهم على أوقات مداومة مختلفة، ومن بينها الليل، وآخرين يمارسون عملهم في أوقات النهار الاعتيادية وتوصل العلماء إلى أن احتمالات الإصابة باضطراب خفقان القلب تصل إلى الضعف لدى العاملين في الليل وقالوا إن ذلك ربما يكون ناجما عن تعرضهم إلى «ضغط مزمن» من جراء التقسيم الزمني لعملهم ويقول العلماء إن اضطراب خفقان القلب قد يكون مؤشرا على أن المرء ستتكون لديه مشاكل قلب أكثر خطورة لكن أخصائيين في أبحاث القلب ببريطانيا ردوا على ذلك بالقول إن وتيرة النبض غير العادية مشكلة واسعة الانتشار، وليست بالضرورة دليلا على أن المصاب بها سيتكون لديه انسداد في الشرايين على المدى البعيد.


وبنى الباحثون دراستهم على مقارنة بين 42 عاملا تكون فترة مداومتهم أثناء النهار، و83 آخرين يشتغلون طوال الليل. وكانوا جميعهم حديثي العهد بوظيفتهم وقد أجريت فحوصات على قلوب الجميع في بداية عملهم، ثم بعد مضي عام واحد على تلك الفترة وثبت للعلماء أنه طرأت على وتيرة خفقان صنفي العمال كليهما تغيرات طفيفة، لكن الفرق كان عند عمال الليل الذين كان التحول عندهم بواقع ضعف ما حصل لزملائهم وقال فريق باحثي جامعة ماستريخت إنه بقدر ما يزداد عدد فترات الدوام الليلي، بقدر ما ترتفع احتمالات الإصابة وكانت هذه النتيجة صحيحة حتى حين أخذ الباحثون في الحسبان عوامل أخرى كالتدخين وشرب القهوة أو الكحول، وأيضا الوزن والسن والجنس وضغوط العمل.


النوم المريح


ولتجنب المخاطر الناجمة عن عدم النوم ليلا واضطرابات النوم الناجمة عن أسباب عديدة نشير الى أهم الاراشادات التي تساعد على النوم المريح، واهمها:


ـ عدم تناول الوجبات الثقيلة والأطعمة الدسمة قبل موعد النوم بوقت قصير، والاستعاضة عنها بالأطعمة الخفيفة السهلة الهضم، ومن الاغذية التي تساعد على النوم الموز وشاي الأعشاب والحليب والبصل والعسل، وينصح بتجنب المنبهات والتقليل من تناولها وخصوصا في فترة المساء.


ـ اخذ حمام دافيء قبل موعد النوم.


ـ يمكن استخدام بعض أنواع الزيوت العطرية كزيت زهرة الخزامى الذي يحقق الاسترخاء المطلوب للجسم والذي يريح النفس أيضاً، عادة يستخدم هذا الزيت باضافة بضع قطرات منه إلى حوض الاستحمام.أو توضع بضع قطرات منه في وعاء صغير يتوضع فوق الشمعة التي بفعل حرارتها تنتشر رائحة الزيت لتمنح النفس والجسم الاسترخاء وبالتالي سهولة النوم.


ـ في غرفة النوم ينبغي ان يكون الضوء خافتاً ويمكن الاستماع للموسيقى الهادئة بدلاً من التحديق في جهاز التلفزيون الذي يثير الاعصاب بدلاً من تهدئتها. وبالطبع ـ ينبغي عدم مشاهدة التلفزيون أثناء محاولة النوم أو الاستعداد للنوم.


ـ ينصح أيضاً بترك نافذة غرفة النوم مفتوحة قليلاً من اجل تهويتها بشكل جيد.


ـ من المهم جداً ان يكون لباس النوم فضفاضاً ومريحاً.


ـ الحرص على انجاز المهام نهارا وعدم تأخير ذلك لاخر الليل. عدم النوم لوقت طويل في فترة القيلولة، إذ يمكن ـ الاكتفاء باسترخاء لوقت قصير.


ـ اختيار العمل بنظام الوردية الواحدة.


واخيرا تجدر الاشارة الى أهمية التنظيم وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وتناول الغذاء الصحي وتجنب الاجهاد في العمل والنوم لساعات كافية ليلا من اجل المحافظة على صحة وحيوية الجسم .





د. بسام علي درويش
البيان
0
929

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️