والصلاة والسلام علي رسولنا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
((إن الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه))
إن كل إنسان يشعر في أعماق نفسه بحاسة تأمر وتنهي تأمر بالخير وتنهي عن الشر فإذا استجاب لهواتف الخير شجعته هذه القوة علي الاستمرار في عمل الخيرات وبهذا تهدأ نفسه ويطمئن قلبه وينشرح صدره
أما من تحدثه نفسه بالشر والضر وفعل الخبائث والنقائص فسوف تحدثه نفسه أيضا إذا أقدم علي فعله بالمخاطر والمخاوف وجاءه الهلع والقلق من كل مكان وأحس بعدم الارتياح للعمل المنكر الكريه وأخذ يندم علي ما اقترفت يداه من إثم ومن ثم يصحو ضميره ويشعر بهذه القوة الآمرة الناهية المحاسبة المعاتبة المؤنبةوهذا هو
(((الوازع الديني))
والنفس البشرية لابد لها من وازع أو رادع فالوازع يربيها ويرقيها ويهذبها ويؤدبها ويحاسبها ويعاتبها أما الرادع فيصدها عن غيها وبغيها
((إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون))سورة الأعراف201
ولكن القوة الكامنة في الضمير قد تمرض الجسم فيهين الهوي وتتمرد النفس الأمارة بالسوء فتشقي وتذل وتخزي باتباع الشيطان عدو الإنسان ولا علاج إلا بالعودة إلي الله فلا ملجأ منه إلا إليه وبذلك يستقيم الأمر ويستتب الأمن الله غفور يقبل التوبة عن
عبادة ومما لاريب فيه أن الاستقامة سر النجاح وسبب الفلاح
((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا))
((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون))
والقرآن يحذر من الإنحراف لكيلا يتكالب الإنسان علي شهوات الجسد الفانيه لأن الدنيا كلها لاتساوي جناح بعوضه عند الله
((من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها))
والرشيد من الناس من يدرك جلال الإسلام فيسير في الحياة علي سنن واضح وصراط مستقيم فلا يضل ولا يذل ولا يزيغ ولكنه يمشي إلي مرضاة الله بخطوات مسددة موفقة لأن قلبه مليء بحب الفضائل وبغض الرزائل فلم تمرض مداركه بالأنانية البغيضة والإنتهازية الممقوته بل لقد تحمل من مكارم الأخلاق ما يعصمه من الهواجس والوساوس الضارة ليتجه إلي إخلاص العمل لله لأن الله لايقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم.
لقد قالو لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه((إن فلانا يصوم النهار ويقوم الليل ويكثر الذكر فقال:أيكم يكفيه طعامه وشرابه؟ فقالوا كلألنا يارسول الله قال: كلكم خير منه))
ومن الخير أن يكون المسلم عفيفا نزيها طاهر السيرة نقي السريرة نظيف اليد والقلب واللسان والله يقول
((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما))سورة الأحزاب 70-71
لأن التقوي تهدي الحائر وتؤلف النافر وتشرح الصدر وترفع القدر
