منقووووووووووووووووووووووول جريدة الوطن
أبها: نادية الفواز
حذّرت رئيسة لجنة الأسرة في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالسعودية من تزايد جرائم العنف ضد الرجال في البلاد، مشيرة إلى تسجيل عدة حالات ضرب وقعت على الرجال من قبل زوجاتهم، فضلا عن حالات من التعذيب وصب الزيت الساخن، وأشارت رئيسة اللجنة الجوهرة العنقري إلى أنواع العنف التي تمارس ضد الرجال داخل أسرهم قائلة إنها رغم قلة حدوثها مقارنة بالعنف ضد النساء والأطفال فإنها تتراوح ما بين عنف جسدي ونفسي وحرمان من الحقوق ارتكبتها الزوجات وجرائم قتل ارتكبها الأبناء".
وأرجعت العنقري هذه الجرائم إلى دوافع، منها "قوة وتسلط شخصية المرأة والفارق العمري الكبير بين الزوج والزوجة والطلاق والانفصال وما يتبعه من حرمان للأب من رؤية أبنائه وزواج المصلحة وعدم التوافق والتكافؤ الاجتماعي بين الزوج والزوجة وإدمان الأبناء على المخدرات، وفي هذا المجال ذكر العديد من الأزواج أن ظاهرة تسلط المرأة على الرجل أصبحت من الظواهر البارزة.
تقول "س. م" استغلت زوجة خالي كبر سنه وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه وتهجمت عليه وقامت بكسر إصبعه وسنه، وتسببت له بمضاعفات في الظهر، وقال حسن عسيري (موظف) إن بعض الأزواج يتفادون العودة إلى منازلهم، ويتجهون لحجز غرف في فنادق يقيمون فيها هربا من تسلط زوجاتهم عليهم، وبعدا عن المشاكل.
وقال سعيد العمري إن العديد من الزوجات لا يعرفن أصول وقواعد الحياة الزوجية، وخاصة من الموظفات اللواتي يقمن باستغلال ضعف شخصية الزوج وعدم قدرته ماديا والتسلط عليه، وهناك من يصمت حتى على خيانة زوجته للحفاظ على أسرته، أو بسبب إدمانه، فيصمت على ممارسات زوجته.
ويقول أبو عدي "زوجتي تتلذذ بإهانتي وفرض شروطها عليّ، وإذا رفضت الانصياع لها تركت الأطفال وذهبت إلى أسرتها، ولا ترجع إلا عندما أقدم لها طقما من الذهب.
ويقول مدير الأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير الدكتور عبدالله الحميد "الإسلام دعا إلى بناء الأسرة على أساس متين، وجعل القوامة للرجل، ولهذا فإن الزوج مسؤول عن أسرته وتماسكها والإنفاق عليها، ولذلك من الواجب عليه أن يكون ذا شخصية قوية وعقل راجح، حتى لا يتيح للزوجة فرصة أن تستأسد عليه إذا وجدته ضعيف الشخصية، وليس معنى ذلك أن يتسلط عليها بالعنف والفظاظة والغلظة، فهذا أسلوب همجي لم يأمر به الشرع، وإنما يجب أن يكون التعامل بالحكمة والأناة والعقل".
وعن تسلط الزوجات أفاد الدكتور الحميد أن استغلال كبر الزوج أو ظروفه الاقتصادية السيئة وغير ذلك من ظروف لا يجوز، وعلى الزوجة أن تحترم زوجها وتطيعه ما لم يأمرها بمعصية، وقد حذر الإسلام من عصيان المرأة لزوجها، وحذر من عصيانه والتطاول عليه.
من جهته قال مدير عام إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية بالرياض محمد الحربي "هناك جرائم متعددة ضد الرجال لا تصل إليها العيون، ولا يتم الإبلاغ عنها، مشيرا إلى ندرة الإحصاءات الرسمية الدالة على ذلك، كما أن هذه الحالات ذات نسبة بسيطة، ولم تصل أي حالات عنف ضد الرجال لفرع من فروع دار الحماية الاجتماعية على مستوى المملكة، ونحن نقرأ عن حالات في الصحف المحلية والعالمية".
وأضاف أن عدم وجود أي بلاغات من هذا النوع يرجع لأسباب، منها عدم الإفصاح عن تعرض الرجل للعنف من قبل أسرته وزوجته، لارتباط ذلك بشخصيته أمام الأصدقاء والأهل وعدم التوافق الطبقي والعلمي والعمري والاجتماعي بين الزوج والزوجة، فضلا عن الخيانة الزوجية، وأضاف أنه تم وضع مثل هذه الحالات تحت اسم الحالات المستضعفة ومنها المعاقون والأطفال والأيتام.
وأشار مدير عام الشؤون الاجتماعية ورئيس لجنة الحماية ضد العنف في منطقة عسير سعيد الشهراني إلى زيادة حالات الإيذاء في السنوات الأخيرة نتيجة اعتماد عدد من الرجال على زوجاتهن في الجوانب الاقتصادية والمعيشية، وعدم تحمل بعض الرجال لمسؤولية الأسرة والأبناء وقال إن العنف الممارس ضد الرجل من قبل المرأة، منه المادي والمعنوي، فالعنف المادي الذي يمارس كالضرب والعنف المعنوي بالهجر وسوء المعاملة، غير أن الرجال عادة لا يريدون الإفصاح عنه، حفاظا على أسرهم والنسب وحماية للأسرة من الانهيار، فالرجل له بصيرة وصبر أكثر من المرأة، كما أن البعض من الرجال يعانون من إساءة الزوجات لهم بين الأقارب والأهل وإعلان أسرار الأسرة وأمور لا يرغب الزوج بإطلاع أحد عليها.
وأضاف الشهراني أن ذلك ينعكس على التنشئة الاجتماعية والنفسية للأطفال، وطالب بتكثيف الأنشطة الإرشادية عبر محاضرات وندوات مع علماء وأهل الاختصاص في علم النفس وعلم التربية، وتوضيح أخطار وأضرار العنف بصفة عامة، وتقديم طرق معالجته على أسس علمية ومنهجية.
ويصف وكيل كلية الطب بجامعة الملك خالد الدكتور خالد جلبان هذه الظاهرة قائلا إنها نتاج لضعف شخصية الرجل أمام المرأة لأسباب مالية أو فروقات اجتماعية أو فروقات في العمر ووضع الأسرة، مشيرا إلى أنها تؤثر وبشكل كبير على الأسرة وتركيبتها النفسية والتي بالطبع تؤثر سلبا في المجتمع، وتنعكس على الأطفال، ونراها في حالات الجنوح والعنف لدى العديد من الأبناء تجاه زوجاتهم في المستقبل، لأن الابن يستقي مثل هذه التجارب من أسرته.
وحذر الدكتور جلبان من الأثر السيئ للعنف على الأسرة والمجتمع، وأكد على أهمية التثقيف الاجتماعي والتحذير من هذه الظاهرة الخطيرة وانعكاساتها على المجتمع، وتنفيذ دورات تهدف إلى تطوير الوعي الاجتماعي والتثقيف الأسري بين الأولاد والبنات في المجالات الدينية والاجتماعية.
من جانبه حذر مدير الأوقاف والدعوة والإرشاد بخميس مشيط محمد الباش من تهاون الزوجات في حقوق أزواجهن، وأثر ذلك على المجتمع المسلم، وطالب الأسرة بالعمل على تثقيف أبنائها حول كيفية العلاقة الزوجية التي دعا إليها الشرع والتي يجب أن تبنى على الاحترام وحفظ حقوق كل منهما، موضحا أن المرأة الآن بدأت تسترد حقوقها، كما قلت نسبة تعرض السيدات للعنف، مشيرا إلى أن الأمور قلبت بسبب الحالة الاقتصادية والاجتماعية لبعض السيدات، مؤكدا أن هذه الظاهرة ما هي إلا نقص في الوازع الديني وعدم التقيد بآداب المسلمين التي حثنا عليها ديننا الحنيف من آداب وأخلاق إسلامية.

هاف مووون @haf_mooon
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️