نورA عينى

نورA عينى @nora_aayn

عضوة فعالة

العنوسة -اسبابها-وعلاجهااااااااا

الأسرة والمجتمع



العنوسية – اسبابها و طرق علاجها


الإحصائيات التي نقرأها بين الحين والآخر عن عنوسة الرجال والنساء في الدول العربية تثير المخاوف، وتنذر بخطر داهم من تفشِّي هذه الظاهرة الاجتماعية، التي تعد من أمراض المجتمع التي يجب مواجهتها والحدّ من انتشارها، والبحث عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والدينية التي أدَّت إليها، خاصةً وأن الإسلام يحضُّ على الزواج، وينهى عن الرهبنة والتبتُّل، ويشجع على العفاف وتكوين الأُسَر القوية، التي تعدُّ اللَّبِنَات الأولى في بناء المجتمع القوي المتماسك.

فقد أشارت أحدث إحصائية صادرة عن (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء) في مصر إلى وجود 9 ملايين شاب وفتاة فوق سن الخامسة والثلاثين لم يتزوجوا بعد, ‏من بينهم ‏3‏ ملايين و‏636‏ ألفاً و‏631‏ امرأة,‏ في حين وصل عدد الرجال إلى ‏5 ملايين و‏246‏ ألفاً و‏237 رجل.‏
وقالت الإحصائيات إن معدل العنوسة في مصر في تزايد مستمر، وتختلف النسبة من محافظة لأخرى‏,‏ فالمحافظات الحدودية تبلغ النسبة فيها‏30%‏، أما مجتمع الحضر فالنسبة فيه ‏38%‏، والوجه البحري ‏27.8%‏، كما أن نسبة العنوسة في الوجه القِبْلي هي الأقل؛ حيث تصل إلى ‏25%.
كما أن عقود الزواج بلغت ‏63‏ ألف عقد فقط في عام ‏2005,‏ هذا في الوقت الذي وصل فيه عدد حالات الطلاق إلى ‏78‏ ألف حالة‏,‏ ووصل عدد الفتيات اللاتي تجاوزن سن 35‏ سنة دون زواج ‏35%‏، و‏20%‏ منهن يتزوجن ما بين ‏35‏ و‏40‏ سنة‏.‏


ولفتت الدراسة الأنظار إلى أن مصر - التي يوجد بها قرابة 35 مليون سيدة من أصل عدد السكان البالغ 75 مليون نسمة - زادت بها أعداد الفتيات غير المتزوجات؛ نتيجة ارتفاع البطالة بين الرجال، وتزايد الأعباء المادية لتوفير وتجهيز مسكن الزواج، فضلاً عن ارتفاع نسبة التعليم الجامعي بين الفتيات.
وقدَّرت الدراسة عدد الفتيات اللاتي لم يتزوجن في المرحلة العمرية من 18 إلى 20 عامًا بزهاء مليوني فتاة، ومن 20 إلى 25 بما يقارب المليون ومائة ألف فتاة، ومن 25 إلى 30 بما وصل إلى 800 ألف فتاة، ومن 30 إلى ما فوقها بما يزيد عن 400 ألف فتاة وسيدة، هم من الفاقدات لأزواجهن والمطلقات.

وأضافت أن نسبة غير المتزوجات في مصر تصل إلى قرابة 4 ملايين فتاة وسيدة، مشيرةً إلى لجوء الفتيات المصريات إلى تقديم أنفسهنَّ للزواج عبر الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، بوضع صورهنَّ وأعمارهنَّ، والشروط المتوافرة لديهنَّ، ومواصفات الشخص المطلوب للزواج.
وأكَّدت أن هناك نسبةً أخرى تعلن عن نفسها في الصحف وبعض مكاتب الزواج في مصر، وتوقعت أن تزيد نسبة الفتيات غير المتزوجات في الخمس سنوات القادمة؛ لتصبح ما بين 50 إلى 55%.

العنوسة في العالم العربي

وليست مصر وحدها التي تكتوي بنار العنوسة؛ بل تنتشر الظاهرة في العديد من الدول العربية والإسلامية بنسب مختلفة، طبقاً لظروف كل دولة، فالإحصاءات الرسمية تؤكد أيضاً‏ أن العزوبية فرضت نفسها بقوة على واقعنا العربي، وأصبحت ظاهرةً تستحق التوقف عندها ودراستها جيداً؛ لإيجاد الحلول لها‏.‏



الزواج العرفي والسري

ولقد ترتب على انتشار هذه الظاهرة البحث عن طرق خفية وسهلة للزواج بين الشباب، مثل الزواج السري والعرفي، الذي بدأ يستشري بين طلبة الجامعات في مواجهة تعقيدات الزواج الرسمي ومتطلباته الكثيرة، فقد كشفت دراسة إحصائية أجراها (المجلس القومي للسكان في مصر) عن تفشِّي ظاهرة الزواج السري، خاصةً بين طالبات الجامعات المصرية، وبيَّنت الإحصاءات وجود 400 ألف حالة زواج سري، وأن أغلب الحالات بين الشباب والفتيات الذين تراوح أعمارهم ما بين 18 - 30 سنة، وأن نسبة الزواج السري بين طالبات الجامعة تمثٍّل 6% من مجموع الطالبات المصريات، وكشفت دراسة أخرى للمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر عن وجود 30 ألف حالة زواج عرفي بين أصحاب الشركات وسكرتيراتهم.

أسباب متعددة للعنوسة

الواقع أن هذه الظاهرة لها أسبابٌ كثيرة، منها أن الزواج أصبح يكلِّف كثيراً جدّاً، وهو ما يرهق الشاب، خاصةً في بداية حياته العمليَّة، فمن أين يأتي بتكاليف الزواج الباهظة وهو يخطو الخطوات الأولى في السلم الوظيفي؟! فلابد أن يكون هناك من يساعده على تحمل أعباء الزواج.

والواقع يؤكد أن الناس هم الذين عسَّروا ما يسَّر الله - عزَّ وجلَّ - وعقَّدوا ما سهَّله الشرع؛ فالزواج في الشرع أمرٌ سهلٌ ويسير، ولكنَّ الناس هم الذين عسَّروه وصعَّبوه بما وضعوا من عقبات، وما وضعوا من تكاليف، فأصبح الشاب لا يستطيع تحمل كل نفقات الزواج؛ فيتأخر دوره في عملية الزواج وإقامة أسرة جديدة، وربما فكر في الزواج من خارج البلاد؛ حتى لا يتحمل هذه المشاق، ويجد من تسانده في تحمل الصعاب!!

كما نجد تشدد الآباء في أمور الزواج؛ فالواقع أن بعض الآباء يتشدَّدون في اختيار شريك حياة ابنتهم، فهو يشترط شروطاً معينة، وكثيراً ما يأتي الخُطَّاب لابنته ويردُّهم، هذا لأنه من طبقة دون طبقته، أو قبيلة غير قبيلته، وهو ما لم يقرُّه ديننا الإسلامي الحنيف؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض)).

وهناك أسباب متعلقة بالأعراف والتقاليد، ومنها أن الفتاة يجب عليها أن تتزوج من ابن عمها، وأحياناً يكون ابن العم غير مستعد للزواج في هذا التوقيت، فتظل الفتاة محجوزةً له فقط، وهو لا يريدها، وهي لا تريده، وهذا التقليد موجودٌ في بلاد كثيرة.

وهناك أسباب تتعلق بتعليم المرأة؛ حيث يعدُّ إكمال الدراسة من الأسباب الرئيسة التي ساهمت في ظهور العنوسة وتأخُّر زواج الفتيات؛ حيث إن بعض الفتيات يُرِدْنَ إكمال تعليمهنَّ والالتحاق بوظيفة أولاً، وهو ما يؤدي بدوره إلى بقائها في منزل أهلها دون زواج لمدة طويلة".
"وكل ما أودُّ قوله – وما زال الكلام للدكتور (القرضاوي) - هو أن الأهل يجب عليهم الالتزام بتعاليم الدين الحنيف في تيسير عملية الزواج على الشباب؛ فلا يرهقوا الشاب بما لا يتحمله، فالحياة هينة وسهلة، ولا تستحق كل التعقيدات التي يضعها الأهل في طريق الشاب المقبل على الزواج؛ فقد حثَّنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على النظر للدين؛ فالرجل المتدين هو الذي يرعى الله في زوجته وأهله؛ فقال النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض))، وهذا يعني أن الالتزام بتعاليم الدين هي أهم صفة يجب النظر إليها عند اختيار شريك حياة الفتاة.

فالزواج سكنٌ ورحمةٌ ومودَّةٌ بين الزوجين، وليس مالاً وجاهاً ومركزاً مرموقاً؛ فقد قال الله – تعالى -: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ، فكلام الله - تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - يوجب علينا الالتزام به، حتى نصل بأبنائنا إلى الطريق المستقيم؛ ليحيوا حياةً طيبةً".


الإسلام والعنوسة

والإسلام ينظر إلى ظاهرة العنوسة باعتبارها تعطِّل مقصداً هامّاً من مقاصده؛ فقد شرع الإسلام الزواج لمقاصد سامية، منها أنه وسيلة من وسائل العفاف والإحصان والعفَّة؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاء))، كما أنه سببٌ لبقاء النوع البشري، ووسيلة إيجابية لتحقيق الأمومة والأبوَّة، وإقامة مجتمع مسلم.

ولا شك أن الإسلام قد وضع الحلول القويمة لمواجهة (غول) العنوسة، الذي يلتهم الشباب والفتيات دون استثناء، وذلك عندما دعا إلى تيسير الزواج وعدم المغالاة في المهور، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ فإن لم تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير))، وحضَّ القرآن الكريم على الزواج؛ لما فيه من مودَّة وسكن ورحمة؛ في قوله تعالي‏:‏ {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ، ولكننا خالفنا هذه التعاليم النبوية؛ فوقعت الفتنة والفساد الكبير، المتمثل في العنوسة، والزواج السري والعرفي، والعلاقات المحرمة.

ولقد بدأنا ندرك اليوم عظمة ديننا الحنيف مع تزايد طوابير العانسات والمطلقات والأرامل في المجتمع العربي والإسلامي، وبدأ البعض يفكر في سُنَّة تعدُّد الزوجات في مواجهة العنوسة، وينادي بها، وظهرت جمعيات في بعض الدول العربية تتبني سنة التعدُّد، مثل جمعية (الحق في الحياة) في مصر، والتي أسستها وترأسها صحفيَّة مصرية، وهي ترفع شعار ((زوجة واحدة لا تكفي)) – وهذا كلام قد يغضب الكثير من النساء! - فعندما أباح الإسلام تعدد الزوجات لم يُبِحْهُ عبثاً، وإنما لحكمة عظيمة، يعلمها كل من يفكر في أحوال المجتمع البشري وطبائع الرجال والنساء، فالرجل لا يلجأ إلى التعدد إلا لتحقيق بعض المصالح والمنافع التي قد لا توفرها له الزوجة الواحدة، ويكون التعدد في هذه الحالة لتحقيق مصلحة كبيرة، تحمي الزوج من اتخاذ الخليلة أو العشيقة، والوقوع في الحرام والمحظور؛ بل قد يحقق التعدُّد للمرأة - في كثير من الأحيان - مصلحةً اجتماعيةً كبيرةً، حتى لا تعيش عانساً أو أرملةً أو مطلقةً دون زوج، ولأن ترضى بنصف أو ربع زوج، خيرٌ لها من أن تعيش وحيدةً بلا رجل على الإطلاق.

ولقد بدأ المجتمع الغربي نفسة يدرك أهمية تعدد الزوجات في الحفاظ على المجتمع من الانحرافات الخُلُقية والاجتماعية؛ يقول الكاتب الإنجليزي (برتراند رسل): "إن نظام الزواج بامرأة واحدة، وتطبيقه تطبيقاً صارماً، قائمٌ على افتراض أن عدد أعضاء الجنسين متساوٍ تقريباً، وما دامت الحالة ليست كذلك؛ فإن في بقائه قسوةً بالغةً لأولئك اللاتي تضطرهن الظروف إلى البقاء عانسات".

ومما لا شك فيه أن تيسير سبل الزواج، والأخذ بسُنَّة التعدُّد هو أقوم الطرق وأعدلها لمواجهة المشكلات الاجتماعية المترتبة على انتشار ظاهرة العنوسة ووجود عدد كبير من المطلقات والأرامل؛ فلم يشرع الإسلام التعدُّد إلا لصالح المجتمع وصالح الأسرة، ومعالجة ما قد يصيب المجتمع من أمراض.

0
926

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️