العيد في الليث

الأسرة والمجتمع

العيد في الليث
بعد يوم عرفة ، وصوت التلبية ، وحنين الماضي ،
مر هذا اليوم سريعا ، وهكذا الأيام الحلوة تمر سريعة لتظل ذكرى
أين سنقضي العيد سألني أولادي ،وبعد مداولات ورفض وقبول من الوالد !!
قررنا أن تكون الوجهة إلى الليث ، وهي مدينة ساحلية هادئة ؛ بسبب قلة المصطافين !
كان سفرنا ثاني أيام العيد بعد الظهر ، لم نوفق في التوقيت لأن أشعة الشمس ألهبت رؤو سنا ، توقفنا في الشعيبة وقبلها مكة وصلنا الليث أذان العشاء واستأجرنا فيها في منتجع مرسى الأحلام ،
غرف متقابلة ويتوسطها مسبح وهو الحلم الوحيد الذي تحقق للأولاد !
الغرفة ب (600 ريال )
يوجد بها سريران وكنبة ! قسموها أنتم على عائلة ؟؟
اضطررنا لاستئجار غرفتين ؟؟
بتنا بأحسن حال ! وبعد صلاة الفجر استأجرنا مركبا لمشاهدة الجبل الموجود في البحر ، ومدة الرحلة أربعون دقيقة
أخذت أتأمل البحر وزرقته !
وأستحضر الآيات التي ورد فيها ذكر البحر ؟
تذكرت عبارة السلام وشامان وكيفية غرق البعض!!
وبينما أنا مسترسلة في أفكاري المتفائلة ، وإذا بسفينة مكتوب عليها خفر السواحل وكان اعتراضها لنا مخيفا وكأنها قبضت على مجرمين !
ساد الصمت بين أولادي بعد أن كان ضجيجهم يوازي صوت الموج !
سألنا أحدهم كم عددكم ؟
أجبناه بعدد أسرتنا ؟؟
قال : لكن العدد أكثر ،
هذه خادمتنا !!
اسمها غير موجود ؟
لأننا لم نحضر إقامتها !
هذه مخالفة ، وأين ستر النجاة لم تلبسوها ؟ هذه مخالفة ثانية
كان الحوار سريعا وحادا !!
تذكرت حميدان التركي فرج الله عنه ! وقضيته مع الخادمة
ودعنا خفر السواحل ، بعد أن بثوا الرعب في قلوبنا ؛ وسجلوا على السائق الفلبيني مخالفتين : الأولى عدم تأكده من العدد ، ولم يتم تسجيل اسم الخادمة ! والثانية لم يعطنا ستر النجاة ؟؟
كان السائق ثائرا ويتمتم بكلمات تعبر عن ضيقه لما حصل !!
لم يكن لنا ذنب البتة *
أكملنا رحلتنا ووصلنا الجبل * جبل في الماء ، سبحان الله !
صعدنا إلى جلسات وطاولات ، وتناولنا الفطور الذي كنا نحمله،
لم ننس السائق ، أرسلت له شيئا من الفطور ، وقارورة ماء ، لكنه رفض، حتى الماء رفضه ، لابد أنه غاضب وحانق علينا ؛ لأن خفر السواحل ( صكوه مخالفتين )
توجست شرا منه ، وعدنا لسفينتنا الصغيرة الحالمة ، وقد لبسنا الستر بدون نقاش ، وأثناء عودتنا حصل ماكنت أتوقعه ؟؟
بعد مرور دقائق أظهر السائق الفزع على وجهه؛ لأن المحرك لم يعد يعمل ، وأن هناك مشكلة كبيرة ؟؟
كان إحساسي أنه تعمد ذلك لينتقم منا ، ولا أدري هل أسأت الظن به أم لا ؟؟
أخذ مقصا وقطع حبلا ونزل إلى المحرك ، ولبث دقائق ثم عاد وهو يهز رأسه ، كنت مرعوبة من الداخل ، لكن طمأنت الأولاد وقلت لهم : قولوا يارب *
كان يتعمد إخافتنا ويقول : مشكلة ؟؟ اتصل على القاعدة وأقصد مرجع عمله ، ليرسلوا من يصلح المحرك ، وأوقف سفينتنا الصغيرة في عرض البحر !
بدأ الصغار يتجمعون حولي ، وأنا أنظر للبحر المخيف ، كيف سأتصرف ! أولادي الكبار وأبوهم يجيدون السباحة ، أنا سأغرق مع الصغار ؛ ليتني ماتذكرت عبارة السلام ولا شامان ؟؟
(قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا)
أبلغ آية تذكرتها !
لا أريد أن أموت في البحر رغم جماله ، وزرقته !
قال لي أبنائي اكتبي رسالة لزميلاتك تصفين فيها الغرق ويومياتك ! انتفضت قائلة :
أعوذ بالله ستحل المشكلة وينقذنا الله ' وسأكتبها لهم ، قلت لهم: تذكروا سندباد وياسمينة ، وقصصهم مع البحر !!
أخذ أولادي الجوال وقاموا بالاتصال على خالاتهم ، وأفزعوهم بقولهم :
نحن في وسط البحر ، قد نغرق سامحونا !
أخذت الجوال منهم وعنفتهم قائلة : اذكروا الله ، المشكلة بسيطة ؟؟
بعد حوالي عشرين دقيقة من الانتظار المخيف ، اقترب منا قارب وقفز منه فلبيني ( نشمي )
وأصلح المحرك ، وعاودنا المسير،
تبا لك أيها السائق إن كنت أرعبتنا متعمدا ، وغفر الله لك إن كنت مسلما *
قلتها وأنا فرحة برجوعنا سالمين ! كنت أحسب أن ركوب البحر للنزهة منهي عنه ، فلما راجعت أقوال العلماء وجدت
أنه يجوز ركوب البحر للنزهة وغيرها ، وقد امتن الله على عباده بأن يسر لهم جريان البحر والحديث الوارد في النهي ضعيف ، لكن النهي ورد في ركوب البحر هائجا ؟!
رجعنا حوالي الساعة الحادية عشرة ، وكنا نحمل معنا لحم الأضحية ، حاولت أن أثني زوجي عن حمله ، قال : من السنة الأكل من الأضحية ، قلت له: سنطبق السنة إذا رجعنا كلها يومان !!
لاحياة لمن تنادي ؟
وضعنا اللحم في الثلاجة الصغيرة ، و لا يوجد في الغرفة مطبخ '
وفكر زوجي بفكرة جهنمية أخذ اللحم إلى طباخ المنتجع وسأله أن يطبخ لنا كبسة ، بلحم الأضحية ، ووافق بعد أن أخذ (70 ريالا )
تناولنا الغداء وكان شهيا ، وأردت أن أرتاح قليلا لكن دق جرس الهاتف يطلب من : إما المغادرة أو التجديد ، فضلنا المغادرة وتجولنا في المدينة !
مدينة الليث تحتاج إلى (نفضة ) في السياحة ، أين رجال الأعمال الذين يستثمرون أموالهم في الخارج ؟؟
الليث تحتاج إلى فنادق على البحر ، وإلى مسابح أنظف ، وأرقى ،
تحتاج إلى ملاعب لممارسة مختلف أنواع الرياضة ، فعندها المقومات الطبيعية الجميلة *
إلى لقاء أيتها المدينة الوادعة ؛ قلتها وأنا أردد كفارة المجلس
ونحن متوجهون إلى مكة المكرمة .
37
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طهر الحياه
طهر الحياه
جميييييله وراااااائعه اسلوبك اسلوب روائي وفعلا في مناطق بحريه ساحليه كثيره لم تستثمر
يوميات متقاعدة
جميييييله وراااااائعه اسلوبك اسلوب روائي وفعلا في مناطق بحريه ساحليه كثيره لم تستثمر
جميييييله وراااااائعه اسلوبك اسلوب روائي وفعلا في مناطق بحريه ساحليه كثيره لم تستثمر
جزاك الله خير ااختي الكريمة على كلماتك المشجعة
عتبي على أخواتي اللاتي قرأن الموضوع ولم يعقبن
$$@اشعارومشاعر@$$
ماشاء الله على الاسلوب الكثر من رائع واهم شي الحمدلله على سلامتكم
أم شــــهـــد
ماشاء الله عليك اسلوبك في السرد رائع والحمد لله على سلامتكم 
ضحكت الدنيا
ضحكت الدنيا
اسلوبك رائع

وانا كمان من سكان الليث