طعامك يحسن من فرصك في العيش أطول.
على رغم أساليب التغذية المتضاربة المسيطرة والإرشادات الصحية المتعددة، لاحت في الأفق أخبار سارة للغاية، وهي أنه يمكنك التخفيف من خطر الإصابة بمرض الوعاء القلبي والسرطان من خلال الاختيار الصحيح للطعام الذي تتناوله.
ولابد أن تضع في حسبانك أن تناول غذاء صحي لا يشبه الحمية الغذائية، فالغذاء الصحي يساعدك على الحصول على الطعام المغذي الذي تحتاج إليه لصحة جسمك، وفي الوقت نفسه تتناول الطعام غير المغذي ولكن باعتدال.
أما الحمية الغذائية فهي تقليل مقدار الطعام الذي تتناوله، حارما جسدك من الأطعمة التي ترغب في تناولها مع التركيز عادة على وزنك ومراقبته.
ومن جانب آخر، يحصد مرضا القلب والسرطان حياة الكثير من الأفراد أكثر من أي مرض آخر. ففي كل يوم في الولايات المتحدة الأميركية، تحدث 3 حالات وفاة من 4 وذلك بسبب أمراض القلب والسرطان.
ولكن على رغم أنه لا يوجد غذاء معين يضمن لك عدم تعرضك لنوبة أو لسكتة قلبية أو للسرطان، فما تتناوله من طعام يؤثر على صحتك.
7 نصائح لجسم سليم
هناك 7 نصائح للتغذية الصحية السليمة، وهي: تناول مختلف أنواع الأطعمة، المحافظة على وزنك وجعله جذابا، تجنب تناول الدهون بكثرة، تناول طعام يحتوي على نسبة كافية من النشا والألياف، عدم الإكثار من السكر وعدم تناول مزيد من الصوديوم.
وتشكل النصيحتان الأوليان وهما: التنويع من الطعام الذي تتناوله للحصول على أكبر قدر ممكن من المواد المغذية والمحافظة على وزنك عبر تناول مقدار كاف من السعرات الحرارية - التي لا يجب ألا تزيد عن الحاجة - أساس الطعام الصحي.
بينما النصائح الخمس هي مميزات الغذاء الجيد: الحصول على النشا والألياف بصورة كافية وعدم الاكثار من الدهون والسكر والصوديوم. وتفيد هذه النصائح البالغين السليمين وهي ضرورية لأولئك الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض مزمن، فقد يكون لعائلات هؤلاء الأفراد تاريخ مرضي من قبيل السمنة أو أمراض القلب المبكرة أو السكري أو ضغط الدم العالي أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
تغذية سليمة + رياضة = صحة
التغذية السليمة وحدها لا تكفي في المحافظة على صحة جسدك، فممارسة التمارين الرياضية نشاط حيوي للوصول إلى هذا الهدف.
ومن المهم أيضا، أخذ مقدار من الراحة والتعامل الصحيح مع التوتر. في حين أن الفحوصات الأولية تشكل عنصرا أساسيا وأوليا في الكشف المبكر عن السرطان أو أمراض القلب.
وهناك ثلاثة عوامل خطيرة مرتبطة بأمراض القلب التي هي في الأعم الأغلب تحت السيطرة: التدخين، زيادة نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
وقد ثبت أن نسبة الكوليسترول المرتفعة في الدم، الناتجة جزئيا عن الطعام الذي نتناوله وجزئيا من الكوليسترول المنتج داخل الجسم، تساهم في الإصابة بمرض تصلب الشرايين، الذي يساهم في تضييقها ومن ثم تخفيض الدورة الدموية، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث نوبة أو سكتة قلبية.
وتؤثر كمية الدهون والكوليسترول المشبعة والموجودة في أطعمة كثيرة بصورة كبيرة على مستوى الكوليسترول في الدم، الذي يمكن تخفيفه عن طريق أكل أطعمة تحتوي على نسبة قليلة من الدهون المشبعة الموجودة بصورة رئيسية في منتجات الحيوانات من قبيل: اللحم، الزبدة، الحليب الكامل الدسم، الكريمة، الجبن والآيس كريم.
كما توجد بعض الدهون في الخضراوات إذ تعتبر دهونا عالية التشبع، من قبيل زيت جوز الهند، زبدة الكاكاو، نواة وزيت النخيل. كما يجب تقليل نسبة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول الموجود فقط في المنتجات الحيوانية والبيض واللحم والدواجن والسمك ومنتجات الألبان.
ويشار إلى أن الأطعمة النباتية من قبيل الحبوب وحبوب الدقيق والجوز والبذور لا تحتوي على الكوليسترول.
بينما يرتبط وجود الصوديوم في الغذاء لدى بعض الأفراد بارتفاع ضغط الدم. والصوديوم معدن يوجد بصورة طبيعية في بعض الأطعمة ويضاف إلى كثير من الأطعمة والمشروبات من قبيل "الملك" أو أية إضافات. ويأتي معظم الصوديوم الذي يتناوله الأفراد من الملح إذ إن ملعقة واحدة منه تحتوي على غرامين من الصوديوم.
وفي الدول التي يأكل أفرادها مقادير قليلة من الصوديوم، ستعاني فئة قليلة منهم من ارتفاع ضغط الدم. وقد اثبتت الأبحاث أنه عندما ينخفض مقدار الملح في غذاء الأفراد الذي يعانون من ارتفاع ضغط الدم، يسخفض ضغط دمهم.
التغذية الخاطئة وأمراض العصر
من المعروف أن ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكوليسترول والسكري وأمراض القلب لها صلة وثيقة بالسمنة. وقد ارتبط مرض السرطان بالبدانة المفرطة، ما يعني إنه إذا كنت بدينا، فقد يقلل تخفيفك لوزنك من فرص إصابتك بهذه الأمراض أو الحالات المرضية الخطيرة.
وبما أن الدهون "المشبعة وغير المشبعة" تمد أجسامنا بعدد سعرات مضاعفة عن الكربوهيدرات والبروتينات، فإن تخفيف الدهون في الغذاء سيساعد في تخفيف الوزن، وسيسهم أيضا في تخفيف خطر مرض القلب والسرطان.
ويقدر معهد السرطان القومي في الولايات المتحدة أن 80 في المئة من جميع حالات السرطان قد ترجع إلى التدخين والغذاء والبيئة. وما يقارب من ثلث جميع حالات السرطان ترتبط بالطعام الذي نتناوله. وتشير الأبحاث إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف قد يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم.
وكميات الالياف المنصوح بها يوميا بين 20 إلى 30 غراما، ومن مصادرها الجيدة الخبز الأسمر وخبز النخالة، وحبوب دقيق القمح، والبازلا المطبوخة والمجففة والفاصوليا والفواكه.
وقد ارتبط الغذاء ذو المقدار العالي من الدهون ببعض أنواع السرطانات، وخصوصا سرطان الثدي والقولون والغشاء الباطني للرحم وغدة البروستاتا. وتشير بعض الدراسات إلى أن الدهون قد تلعب دور المحفز لمرض السرطان، الذي بدوره يسارع من إصابة المرء به.
طريقك إلى الوقاية
هناك بعض الأدلة تثبت أن الأغذية الغنية بفيتامين أ وفيتامين ج والبيتاجزرين "مواد تتحول إلى فيتامين أ في الجسم" قد تساعد في تقليل خطر الإصابة ببعض أمراض السرطان.
لذلك من الأفضل أن يشتمل الغذاء على أنواع كثيرة من الطعام الغني بالفيتامينات بدلا من الاعتماد على الفيتامينات المعبأة. ومن مصادر فيتامين أ الخضراوات الصفراء والبرتقالية من قبيل الجزر واليقطين والفواكه الصفراء البرتقالية من قبيل الخوخ والمانجو. ويكمن فيتامين ج أو سي في الخضراوات الورقية الخضراء الغامقة من قبيل اللفت، السبانخ، البقلة المائية، البروكلي، الهليون، والطماطم.
ومصادر فيتامين ج او سي في الفواكه هي البرتقال، الليمون، ليمون الجنة "الجريب فروت"، الخوخ، التوت والبطيخ الأصفر.
وتشير الأبحاث أيضا إلى أن الخضراوات هي من سلالة الملفوف وتساعد في الوقاية من سرطان القولون. وهذه الخضراوات مصدر جيد للألياف، الفيتامينات والمعادن.
خضراوات سلالة الملفوف تشتمل على الملفوف، البروكلي، القرنبيط، كرنب بروكسل، اللفت والفجل. ويجب أن تحتوي وجبة عشاء الفرد الذي يريد التخفيف من وزنه على الملفوف، الذي وجد أنه يتكون من أكبر قيمة بيولوجية بمعدل سعرات حرارية أقل. إذا استمع لوالدتك وواظب على أكل "الخضراوات".
ولا ريب أن طعام الراحة من قبيل الآيس كريم والشوكولاتة تكون خير معين لكثير من الأفراد عند شعورهم بالضيق وقد تساعدنا على الشعور بالراحة! ويعتقد الناس أنهم عندما يتناولون الطعام بصورة صحيحة لا يمكن أن يستمتعوا بتناول طعام الراحة.
وهذه ليست هي الحقيقة الواقعة. إذ لابد من الأفراد أن يشعروا بالحرية في الاستمتاع بالأطعمة التي تروق لهم، ولكنهم لابد أن يعوا لحجم القطعة. إذا فاتباع الغذاء الصحي هو أمر يديره المرء بنفسه ولا علاقة له بالتدليل المفرط للنفس.
تربية الأطفال على الغذاء الصحي
من المفروض في مجتمعات اليوم، أن يربي الأطفال على فهم أهمية الغذاء الصحي، وذلك حتى لا تكون مستشفياتنا في المستقبل مكتظة بالأفراد المعانين من السمنة، السكري، أمراض القلب، السرطان.
وبما أن الناس مضطرون إلى العمل لساعات أطول خارج منازلهم، يتزايد الاعتماد على الطعام غير الصحي. بيد أن السوق تملي علينا ما الذي يجب علينا تناوله. ومن الممكن أن يصبح الناس متخمين بالطعام ولكن تغذيتهم منقوصة، فالوجبات الجاهزة تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم والمكونات بعيدة كل البعد عن التغذية السليمة.
بعض الأطفال مفرطي الحساسية للألوان والمواد المضافة المستخدمة في الكثير من المنتجات، ما يؤدي إلى حصول اضطرابات سلوكية من قبيل النشاط المفرط، الذي هو في بعض الحالات قد يسبب صعوبات في التعلم. ومن جانبه، النشاط المفرط قد يعكس عدم وجود أوميغا - 3 في الغذاء، الذي يمكن معالجته بإضافة السمك الزيتي من قبيل السردين والسلمون والتونة والجوز والنخالة وحبوب القمح إلى الغذاء.
إن قيامك بدور فعال في تغذية طفلك وإفهامه الفرق بين الطعام الجيد والطعام الرديء، سيكون له أثر على نظرة طفلك لفوائد الطعام الصحي.
وفي العادة الأطفال لا يحبون الخضراوات عند تقديمها لهم في الوهلة الأولى، ولكن من الممكن أن يكون لك رأي في الأطعمة التي يختارونها عندما يكبرون.
وهذا البرنامج يبدأ من الصغر فإذا كبر سيكبر معه تقدير الصحة الجيدة، وتحسين العادات الغذائية وتطويره لصحته العامة. وما من أحد منا إلا ويسعى جاهدا للعيش برخاء وبصورة أفضل.
والصحة الجيدة تعيننا في تحقيق هذا الهدف. فأنت على سبيل المثال لن تسمح بتعبئة سيارتك ببنزين ذي جودة متدنية، لذلك لماذا تلقم جسمك أي شيء يقل عن الأحسن حتى تحقق نتائج أفضل؟ وقد ورد في المثل العربي أن "من كانت لديه صحة جيدة لديه أمل، ومن كان لديه أمل كان لديه كل شيء".
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
غيداء نجد
•
الصفحة الأخيرة