الغربه في كلمات ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله رب العالمين ، وآفضل الصلاه وأتم التسليم ، على سيدنا محمد ، وعلى أله وأصحابه الغر الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...

غالياتي وأخواتي المغتربات ..

منذ زمن طويل وآنا أفكر بكتابه هذه الكلمات التي آكتبها من قلبي بدون تحضير وبدون مسودات .. إنما هو كلام ينساب من عقلي وقلبي ، وآمل أن يصل قلوبكن ..

تأملي بقلبك وعقلك ما يقوله الله عزوجل في كتابه الكريم :

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ


عندما تفعلين شيئا ما ، فهو قسمه من الله عزوجل لك لا بيدك ..


قد تكونين آخذت بالأسباب واجتهدت ، تنالين آجر اجتهادك وأخذك بالأسباب ، ولكن القسمه هي من الله عزوجل لك ..

آن تتركي بلدك وتسافري إلى بلد آخر تجهلين لغته وعاداته بل وتنكرينها وتأنفين منها ، هي قسمه من الله عزوجل ، سواء قبلت آم لم تقبلي ، وسواء اجتهدت وسعيت لهذا السفر آو لم تسعي ..

بعد اثني عشر عاما من الغربه في آمريكا ، تبين لي آن كل خطوه أخطيها هي بتقدير الله عزوجل ..


أكلي وشربي ونومي وذهابي وأيابي قسمه يقسمها لي المولى عزوجل ..

وكم تشعرين بسعاده فااااائقه وراحة نفسيه إيمانية عاليه عندما تسلمين أمرك لله عزوجل وتطلبين منه سبحانه آن يحدد لك سبحانه ما يشاء وتتبرئي من حولك وقوتك وتلجئين لحوله وقوته ، عندها سترين العجب .. وكيف يضيعك المولى عزوجل وهو وليك وأحن عليك منك ..



لا أخفيكم آنني بعد هذه السنوات الطويله في الغربه ، لا زلت أتوق وأحلم بالعوده لبلدي الحبيب ، مع خوفي الدائم من آن تأخري بالعوده يعرقلها ، وذلك لآسباب كثيره ومنها نشأة الأولاد وكبرهم ودخولهم الجامعات وصعوبة تأقلمهم مع نظام بلادنا المختلف ..
ولكن ما ينقذني من هذا الشعور هو آن قسمتي الآن هي من ربي الذي خلقني ، الذي خلقني فهو يهدين ، والذي يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ..

عندما آزور بلدي في الإجازه ، ينتابني شعوران متناقضان ، أحدهما بالعوده للغربه ، والثاني بالبقاء .. ورغم كل الصعوبات والتحديات ، آجدني متعلقه ببلدي الحبيب بكل ضجيجه وصخبه ، بكل تحدياته وأشغاله
، مهد طفولتي وشبابي ، وموطن آبائي وأجدادي ..

آذرف الدموع لفراقه وبعاده ، ولكن ما يسليني هو اغتراب عم النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - آثناء حياته ..
ما عجبت وآعجب منه آن عم النبي صلي الله عليه وسلم جعفر ؛رضي الله عنه ؛ ، قد آقام ببلاد الغربه " الحبشه" آثناء حياه النبي .. كيف طاب له المقام بعيدا عن رسوله وابن آخيه وحبيبه وسيده ..؟؟
وكيف لم يآمره النبي صلي الله عليه وسلم ؛ رغم شوقه له وحنينه " بالعوده والإقامه معه بالمدينه رغم تحسن واستقرار حال المسلمين أنذاك ؟؟

ينبأنا عن هذا الحنين كله قوله صلي الله عليه وسلم : لا أدري بأيهما أسر آكثر ، بفتح خيبر آم بقدوم جعفر ؟؟


لا أجد دواء أفضل ولا آحسن لغربتي ونارها التي تكوي فؤادي من آذكر نفسي بالرضا بما قسمه الله لي ، وأن أسأله سبحانه آن يرزقني الرضا بما قسمه لي حتى لا أحب تآخير ما عجل ولا تعجيل ما أخر ...وأن أجتهد بآن أعمل بدوري الذي أقامني الله فيه بزمانه ومكانه وحاله .
آيضا يسليني وينعشني قول الحبيب المصطفى - صلي الله عليه وسلم - : عجبا لأمر المؤمن ،إن أمره كله له خير ....

لي تتمه ان شا الله ، ولكن هذه كلماتي على عجاله ..
آتمنى منكن آن تشاركن بما تحملن في قلوبكن من مشاعر وآفكار حول هذا الموضوع ، وكيف تيسرن على آنفسكن أيام الغربه التي تطول وتطول ، حتى لتظني آن حياتك ربما ستمضينها كلها في ربوع بلد ، بالآمس كان غريبا ، واليوم أصبح موطنا ومسكنا ..