الغضب من الرذائل الخلقية التي تحكمت في نفوس الناس وتمكنت من مجتمعاتهم كان لها اسوأ الأثر في حياتهم ،ونتائج بشعة في تمزيق روابط المودة بينهم .
فألأنسان حين يشتد غيظه يفقد الرشد والصواب ويصبح وحشاً ضارباً لايدري ما يفعل ،ويظن انه بذلك يظهر بمظهر المحترم لنفسه المحافظ على كرامتها وهو إنما يظهر بمظهر الطائش الأحمق ، وهو لاشك خاسر لأن الغضب يعتبر شروعاً في الإعتداء بينما الحلم دليل فطنة ورجاحة عقل .
كما ان الإنفعال الذي يثير الغضب ضار بصحة الإنسان من وجوه كثيرة كما اثبت الطب ذلك .
لذلك كله جعل الإسلام من صفات المتقين الذين يستحقون رضوان الله عدم الإستسلام للغضب .قال الله تعالى في وصفهم (والكاظمين الغيظ.والعافين عن الناس .والله يحب المحسنين ) آل عمران :
فالغيظ هو اشد الغضب .وكظم الغيظ هو الإمساك على ما في النفس من الغضب حتى لايظهر له اثر .
ولا يدعو القران إلى كظم الغيظ فقط بل يدعو إلى العفو عن المعتدي الذي أثار الغضب ومقابلته بألإحسان ، فالإنسان لايثار غضبه إلاعند الإعتداءعليه اوإنتقاص حقه من الغير ،وهذه ارفع منزلة من السموالخلقي يمكن ان يسلكها انسان عند فوران غضبه .
فالإنسان في غضبه حاكم غير منصف ،لايري في وقت غضبه صواباً لذلك تاتي أحكامه بعيدة عن الحق ، لهذا جعل الإسلام من صفات المؤمنين العفو عند الغضب ، قال الله تعالى (واذا ما غضبوهم يغفرون )الشورى .
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم عد مجاهدة النفس وإمتلاكها عند الغضب من امارات البطولة ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
(من كتاب روح الدين الإسلامي )

إشراق 55 @ashrak_55
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️