غريبة بينكم ياناس @ghryb_bynkm_yanas
محررة برونزية
~ .. الغـــــٌروبـــ الأخيـــــــــــــر .. ~
....
هل تعلم الفرق بين الخيال والواقع؟ .. نعم تعلمه بعقلها ولكنها ترفضها بقلبها .. لم ترد ان تقتنع بالحقائق كما هي ارادت تزييف واقعها علها تشعر بالراحة والامان ربما يكون هروباً من واقعاً صعب وربما شيء اخر .. جميل أن يهرب الأنسان من واقعه حبذا و أن كان قاسياً بعض الشيء ولكن الأجمل هو أن يعلم انه .. مهما عاش في احلام جميلة فلا بد أن يأتي اليوم الذي تتكسر به تلك الاحلام على صخرة الواقع المؤلم ..
خواطر واحاسيس دارت بذهن فتاتنا الشابه التي كانت تتأمل الغروب الجميل الذي تحب منظره الآخاذ.. في خضم هذة الذكريات لاحت في ذاكرتها صورة صالح الحبيب .. ترى ماذا ستفعل في مشكلة صالح لقد كانت الامور تسير على ما يرام .. ولكن ، ربما من الأوفق لها على الأقل ان تصارح نفسها انه كان منذ البداية حلماً يصعب تحقيقه .. لقد تمادت كثيراً في أحلامها ماذا ستفعل الآن الى من تشكي همها وحزنها .. لقد كان هو الصدر الحنون الذي يستمع اليها دائما ويسهر على راحتها ويغضب لغضبها ويفرح لفرحها كانت كل شيء في حياته يااااااه ما زال الوقت مبكراً على كلمة " كانت" ربما كان في امكاننا انقاذ الوضع قبل فوت الاوان ولكن صالح وضعه اصبح لا يطاق فهو على شفا الأنهيار وهي لا تتحمل أن يؤذية شيء .. ماذا بأمكانها أن تفعل لم تختر هي ولم يختر هو قدرهما .. ولكن كان يجب ان لا يتماديا في احلامهما لأنهما يعلمان النهاية سلفاً ..لم تدري ماذا تفعل كانت كالمحمومة لا بد أن تفكر في الأمر جيداً حتى تتخذ خطوة جادة .. وقد تكون الخطوة الأخيرة .... من يــعلم ..!
اسدلت شذى ستائر غرفتها بعد وقوفها هناك ما يقارب من الساعه .. انها المرة الأولى التي لم تستمع فيها بمنظر الغروب .. كانت تحب هذا المنظر خصوصاً وأن له الوان غاية في الروعه تجذبها الى عالمها المفعم بالطفولة والمرح والأنطلاق للحياة ..أما اليوم فلم تحاول الاستمتاع بكل هذا لان صورة صالح لم تفارق ذهنها .. أنها تحبه ولا تدري ما عساها أن تفعل .!
ولكنها بطبيعة الحال يجب أن تتخذ قراراً حاسماً ومصيرياً وستفكر بجدية في موضوعها ذاك .
....
كانت بداية معرفتها بصالح بالصدفة البحته حيث كانت عائدة من الكلية القريبه الى منزلها سيراً على الأقدام .. كانت تكرر هذا المشوار يومياً دون ملل وذلك لإنشغال والدها في أوقات خروجها وذهابها .. أما هي فكانت تراها متعة لأنها تحب رياضة المشي وتحس بالأنطلاق والحياة لم تكن من الفتيات اللأتي يحاولن لفت نظر الشبان لهن أبداً بل كانت تمشي في طريقها دون الألتفات لعبارات الغزل التي تلاحق امثالها من كل جهة .. وكانت تتسلى في طريقها ببعض الأيات القرآنية التي تراجعها وتعتبرها حرزاً لها وحفظاً لذاتها .. الى أن جاء ذلك اليوم كانت تسير كعادتها في طريقها عائدة الى منزلها وكانت الشوارع شبة خاليه فالأعمال لم تنتهي بعد حينما اعترضت طريقها سيارة بها عدد من الشباب العابث ، لم تنظر اليهم ابدا ولم تخف كانت تردد الايات في صدرها ولكن خوفها زاد مع اقتراب السيارة منها لدرجة لم تعد تطيقها .. كانت حائرة لا تعرف ماذا ستفعل بدأت ترتجف وتحاول أن تظهر بمظهر اللامبالية والقوية ولكن خوفها كان يزداد كل لحظه ومازاد الطين بلة أن السيارة اعترضتها وتوقفت ونزل منها احد الشباب ، كان يحاول الاقتراب منها واقناعها بالركوب معهم لإيصالها الى منزلها . بدأت تصرخ خوفا ودموعها تنهمر وفجأة وكأن الله كتب لها عمراً جديد رأت سيارة مقبلة نحوهم فصرخت تستنجد بصاحبها .. لم يخيب الشاب رجاءها فترجل من سيارته واخذ يهدد المزعجين ويتوعدهم ويصرخ الى ان بدات بعض السيارات تتوقف في ذلك الشارع مادفع الجبناء للهروب قبل أن تنكشف فعلتهم تلك ، بعد هروبهم لم تتمالك شذى نفسها بكت بشدة كانت خائفة كان موقفا غريباً بالنسبة لها لم يعرف ذلك الشاب ماذا يصنع اراد تهدئتها ولكنه يعلم أنه ليس له الحق في ذلك أبداً لم يدري ماذا يصنع خصوصاً ان الفتاة انهارت وأرتمت في احدى زوايا الشارع وهي تصرخ بدت الحيرة على وجة الفتى أراد مساعدتها فأخذ يلملم لها حاجياتها التي سقطت كانت كتباً وأوراق ودفاتر تبعثرت هنا وهناك وفجأة أتى شيخاً فاضل ذو لحية بيضاء له شكل الأب الحنون اخذ في تهدئة روع الفتاة ووعدها أن يوصلها الى منزلها سالمة أطمئنت شذى لمنظر ذلك الرجل الأب وبدأت تهدأ رويداً رويداً .. وفجأة تذكرت دروسها وحقيبتها وكل متاعها ..أجالت ببصرها فرأت الشاب منهمكاً في تحضيرها لها ومن ثم اخذ العجوز بيد الفتاة وقال لها لا تخجل يابنيتي فأنا مثل والدكِ هيا الى بيتك ، نظرت شذى صوب ذلك الفتى الذي لم تنسى وجهة ما حييت فما كان منه الا أن وضع كل أغراضها بجانبها ووضع فوقها حصاة صغيرة الحجم لكي لا تتناثر مجدداً .. وشكر العجوز الطيب ووصاه بالفتاة ثم ركب سيارته وذهب في طريقه ..
كانت تلك الحادثة نقطة التحول في حياة شذى ،لم تعلم أن تلك الحادثة ستعلق قلب صالح بها وتجعلة يهيم بها حباً وغراماً .. بعد تلك الحادثة اضطرت للغياب فترة عن كليتها علها تريح اعصابها وبالها ، وكان ذلك اقتراح والدها ووالدتها اللذان رأيا ما وصلت اليه حالة ابنتهما بعد تلك الحادثة ،وبعد عودتها الى كليتها كانت المفاجأه .. وخصوصا في يومها الأول لقد رأته ..! في بداية الأمر حاولت تكذيب عيناها ولكنها نظرت كان هو نعم .. هو بذاته ينتظر أمام باب الكلية حاولت تجاهل الأمر تماماً والمضي في طريقها وحاولت ان لا تلفت أنتباهه ابداً مشت كعادتها وكانت تراقبه بأنعكاس اشعة الشمس على منظارها .. نعم كان يمشي وراها بهدوء ربما .. لم يكن يريد أزعاجها لأنه لم يحاول قول اي شيء ... بل أراد سلامتها فقط ..!
تكرر الأمر مع شذى وصالح ما يقارب الشهرين لم يكن يتكلم معها أبداً لم يقل لها كلمة واحدة يمشي ورائها بكل هدوء في غدوتها وعودتها .. وهي كانت في قرارة نفسها تستغرب هذا الفعل ، لم يكن يضرها ما يفعل هو أنما كان خوفها أن يراها احد من أهل الحي فيظنون بها الظنون . حاولت أن تضع حداً لتلك المطاردة السخيفة دون جدوى فكانت تبدل الطرق أحياناً ولكنها تعود وتتفاجأ به يقف على مقربة من منزلها .. ولما فاض بها الكيل صممت أن تضع لهذا الامر حداً فهي لا تريد أن تكون مضغة للأفواة .. اقتربت من سيارته بكل شجاعة وقالت في صوت حاولت ان تجعله قاسيا وبارداً جداً ... "ما معنى كل هذا ؟" .. رد عليها بجملة واحدة وعينيه تتجهان الى المقود ودون أن يرفع رأسه .. "فقط أردت سلامتك والاطمئنان عليك " .. ومضى في طريقة سريعاً .. لم تفهم شذى معنى لذلك .. فليس معنى انه انقذ حياتها أن يتطفل عليها بهذا الشكل فالأمر اصبح لا يطاق..! قررت السكوت لكي ترى ما سيكون في الغد.. وفي الغد وفي نفس الموعد وجدته .. ولكن هذه المره بطريقة مختلفه .. ذهبت وعادت وكان يسير ورائها وفي نهاية المطاف وقبل أن تصل الى بيتها .. توقف بسيارته أمامها وقال .. لن أتحدث معك بعد اليوم ولكن ارجوك اقرئيها بتمعن.؟ .. وسلمها ورقه بيداً مرتجفة ..وعندما لم تمد له يداً وضعها على جانب الطريق ومضى .. وبعد اختفائه عن انظارها دنت شذى من تلك الورقة والتقطتها واكلمت طريقها كأن شيء لم يكن ..
....
وفي حجرتها فتحت تلك الورقة التي لم يكن كلامها غرامياً ولا شعراً بل كان شيء غريباً لم تجد له معنى.. خط لها قلمة كلمات قليلة ولكنها مؤثرة " لم أرد يوماً منك شيء صدقيني ولكن بما اني أنقذت حياتكِ يوماً فقد شعرت بأهميتي في حياتك .. أرجوك فلن أؤذيك ولكني دعيني أقوم بمهمتة الحفاظ عليك ...صالح "
انقبض قلبها فجأة فالأول مرة يحدث هذا الامر معها قامت الى كراستها انتزعت منها ورقة وكتبت ما يلي " أنا فتاة محترمة ولا أريد أثارة ضجة أرجوك "
وفي يومها التالي رأت سيارة صالح قادمة تنهب الارض وتتبع خطواتها قرب الكلية منتظرة دخولها اليها، نظرت فوجدته ينظر اليها فخفضت عينها ورمت بالورقه عند مرورها به ومضت في طريقها .. أما صالح فلقد كانت متفاجأ..! ومن ذلك اليوم بدأت الرسائل بينهما .
لم تكن حباً وغراما انما كانت كلمات عابرة.. ولكن يكفي أن تشعر بأهتمام شخصاً ما بك كان شعوراً جميلاً جداً يراود صالح وشذى التي لم تكن تسمح له بأن يتحدث اليها ابداً.. في أحدى رسائلة فهمت منه أنه تعلق بها جداً ويريدها زوجة له .. تفاجأت للموضوع فلقد كانت تعتبر ما يحدث مجرد نزوة عابرة ستمر بسلام لكن الامور الأن تعقدت وزادت كان صالح يكتب لها كل ما ارادت كانت تعرف عن حياته كل شيء اين يدرس ماذا يعمل ماذا يفضل من أكل وشراب ولباس كانت تعرف أسماء افراد عائلته وتعرف عددهم وتعرف كل شيء كما لو انها احد سكان بيتهم وهي بدورها كانت تخبره ما أستيسر لها من حديث عن عائلتها وعن نفسها .
بدأت العلاقة بينهما تأخذ منحى جديد .. زواج وأحلام وردية مشتركة وأماني وأطفال وبيت و.. الكثير الكثير .. رسائله كانت في مجملها سعيدة ورائعة ومع أنها كانت مجرد أحرف ولكن شذى أحست بالحياة تسري بها . كان شعوراً رائعاً جداً تعيشة تلك الفتاة الجميلة وصالح كان بدورة حساس ومفعم بالحب والسرور والحياة كان يعشق في حياته شيئين لا ثالث لهما .. شذى و الغروب ...!
....
فكر في إخبار والدته بالموضوع خصوصاً وانه اصبح الآن شاباً مقتدراً يستطيع التقدم لأي فتاة يرغب ولكن خوفه من بعض الأسئلة جعلة يتردد .. فمن الضروري أن تعرف والدته من اين عرف هذه الفتاة ومن هم أهلها وكل شيء عنها ببساطة لأنها ستكون زوجة أبنها ، تفكيره المستمر وقلقة الزائد أن لا تكون له .. كان يجعله دائماً عصبي المزاج ومتوتراً صارح شذى بمخاوفه فردت عليه برسالة من جملة واحدة " مهما حدث سأكون لك .. وسأنتظرك بفارغ الصبر" .
حانت الساعة التي يجب أن يواجه فيها صالح أهله خصوصاً أن والدته كانت قد عرضت عليه الكثير من الفتيات القريبات لهم ولكنه كان دائم الرفض حاصرته والدته بالاسئلة أردت معرفة سبب لذلك الرفض الغريب .. قال لها ببساطة أنه لا يريد فتاة من الأقارب فعرضت عليه احدى بنات جيرانهم ان اراد فهي لا مشكلة لديها من هذة الناحيه .. عندها تشجع صالح وقرر أخبار والدته أنه يريد خطبة فتاة تسكن في حي قريب منهم ، أرادت والدته معرفة الأمر برمته وحكى لها صالح كل شيء منذ البداية فلم تزد عليه أن قالت " أنا لن أزوجك بهذة الفتاة وأن تزوجت بها دون علمي فسأغضبك عليك الى يوم الدين " وبدأت الوالدة بالحرب ضد شذى قبل أن تعرفها عندها كتب لها صالح ما حدث وانتظر ردها ... ولكن الرد لم يأتي أنتظر طويلا ولم يأته أي رد كانت تمر من أمامه وكأنها لا تراه كانت تشعر بأنه خذلها كم هو أحساس مؤلم ..
....
خلال تلك الفترة تغير صالح جداً فقد مر اكثر من شهر لم تكتب له شذى أي كلمة وهو لم يزل يذهب الى كليتها لإيصالها ولكنها كانت تمشى وكانها لا تراه احتار في تصرفها ذلك لماذا ياترى لماذا أنني أحبها لم تفعل معي كل هذا .. أستمرت الحال على هذا المنوال الى أن كانت الخطوة الحاسمة قررت شذى أن تقول لصالح كل ما يختلج في صدرها نعم لن تسكت ابدا ستقول له كل شيء .. مشت في طريقها لكليتها ولكنها هذه المرة أنحرفت الى الحديقة العامة .. أما صالح الذي كان يتبعها فلقد جن جنونه وأعتقد أن شذى ستفعل بنفسها سوءاً لذلك حاول اللحاق بها سريعاً .. وصلت الى الحديقه وهناك أتخذت لها مقعداً راقبها صالح من بعيد نظرت اليه فأحس بخنجر يندفع لصدره .. قرر التصرف سريعاً توجه اليها وجلس بجوارها غير قريب جداً نظرت اليه ودموعها الحارة تنزل من عينيها قالت له ..أنها تحبه كما لم تحب من قبل وانها تشتاق اليه في كل لحظة وتردد أسمة بجنون وعشق وحتى الأنفاس تتنفسها لكي تراه.. صارحته بجنونها وعواطفها التي لم يسبق لبشر أن شعر بمثلها كانت تتحدث دون أن تنظر الييه وأنظارها مثبته في الأرض والدموع تنسكب انهاراً قالت له كلاماً كثيراً لم تتذكر أكثره لاحقاً وفي ختام حديثها معه نصحته بكسب رضى والدته وحبها وعدم الخروج عن رغبتها حتى وأن كان هذا سيكلفه الفتاة التي احبها بصدق وطهر .. رفعت عينيها له .. لترى أتعس وجة رأته في حياتها ..نظرات زائغة ..دموع منهمرة ..أنفاساً متلاحقة .. زفرات مؤلمة .. قلقت من اجله ولكن ما باليد حيلة .. نهض صالح من جوارها ثم سار قليلاً وعاد ليرتمي عند قدميها ويقول لها أن تسامحه .. أما شذى فلم يعد بمقدورها أن تتحمل نهضت سريعاً وأخذت تجري وتجري لعلها ترتاح من ألآمها ..
دخلت إلى البيت ذاهلة قبل موعد حضورها المعتاد ولم تشعر بمن حولها ..احتضنتها غرفتها حيث الوحدة لكي تتقاسم معها آلمها وجروحها .. بكت بجنون حتى احمرت عينيها وتورمت أجفانها وضلت على ذلك الحال اسبوعين مرا سريعاً على كل من بالبيت عداها .. حاولت أستعادة رباطة جأشها والظهور بمظهر القويه .. حتى صالح لم يعد ينتظرها كعادته كانت تراه في بعض الاوقات هناك بعيداً ينتظرها ولكنها تتجاهله علمت لآحقاً أن والدته خطبت له أحدى قريباته وسألت أحدى صديقاتها التي كانت جارة لأهل صالح عن موعد الزفاف فقد قررت حضوره وليكن ما يكن ..
....
وجاء اليوم الموعود .. اخبرت شذى اهلها أنها ستذهب لزفاف شقيق صديقتها .. فوافق أهلها تجهزت لذلك اليوم كعروس .. نعم كعروس أرتدت فستاناً أبيضاً ناعماً جداً ووضعت لمسات جمالية على وجهها واستعدت للذهاب إلى الحفل وعندما وصلت لم تعرف أحداً هناك كان من الواضح أن تلك الحفلة عائلية نوعاً ما .. كانت هي الغريبة الوحيدة وكذلك بعض الجيران وفي موعد الأحتفال خرجت العروس وزوجها .. رأت صالحاً ممسكاً بيد تلك الفتاة .. رأت وجهة شاحباً تعيس لم يكن يضحك بسرور كباقي الرجال في ليلتهم .. كان يبتسم من فترة لأخرى بصمت ولكنها في الواقع لم تكن سوى.. ظلال أبستامه .. جلسا على تلك المنصة العالية وبدأ المهنئون يتوافدون اليهم ويقدمون لهم الهدايا والتبريكات .. الى أن جاء وقتها .. صعدت الى المنصة بشموخ نظرت الى والدة صالح التي كانت تقف بجواره.. هنئت العروس ثم توجهت الى والدة العريس و قالت بصوت مبحوح .."مبروك يا خالتي أسئل الله لكم التوفيق "
قالت ذلك وأجهشت بالبكاء بصوت مختنق وخرجت سريعاً وسط دهشة الجميع وصرخات صالح تتبعها .. شذى .. شذى .. !!
هرولت الى الشارع كالمجنونة وأخذت تبكي بصوت عالي وتصرخ باسم صالح وتترنح أمام السيارات ارادت ركوب سيارتها لكنها لا تعلم اين هي ؟ ولا تعلم ماهو لونها؟ وما شكلها ؟ ومانوعها ومن يقودها لا تعلم شيء؟ سوء أنها تحب صالح تأهت وسط زحمة الشوارع وهي تركض بين السيارات الى أن أصدمت بأحدها نزل السائق ليلقي نظرة على الفتاة هاله منظر الدماء فأسرع بركوب سيارته والهرب ..
لم ينتبه المارة الى شذى التي ضلت ملقاة على جانب الطريق لأكثر من أربع ساعات وعندما تجمع حولها بعض من المارة كانت في لحظاتها الأخيرة تهذي بحروف لم يفهمها أحدهم أبدا وبكلمات مبهمة وغير واضحة.. ثم توقف الكلام وسقط فكها ولفظت آخر أنفاسها ..
....
ذهب صالح في اليوم التالي لزواجه الى منزل شذى لكي يلمحها ولكنه عوضاً عن ذلك كان يلمح حركة غريبه في المنزل جموعاً تدخل وجموعاً تخرج صراخاً وعويلاً ونحيب يشق صدر الفضاء الهادئ فيحوله الى بركان من الأعصاب المتوترة .. قرر فهم ما يحدث هناك فسأل أحد الجيران الذي أخبره أن أبنتهم الكبرى تووفيت بحادث ..جن جنون صالح صرخ في وجه ذلك الرجل ودفعه بعيد وانطلق الى بيت شذى والدموع رغما عنه والخوف يملأ قلبه .. لم يصدق أن شذى .. طفلته الطاهرة .. الفتاة المتوهجة .. صاحبة الخيال الجميل.. والأحلام العفيفة .. تموت هكذا والآن؟.. لا ..لا ..أنها لا تزال صغيرة السن جميلة المحيأ لا لن اسمح للموت أن يحرمني منها مثل ما حرمتني والدتي منها أنا أحبها ولن أحيا بدونها أندفع لداخل المنزل فأذا بمجموعة من الرجال ينتظرون والد شذى الذي ظهر على الباب ونظر اليهم وكأنه قد شاخ الف سنة .. وبجزع نظر الى الباب فدخل الاقارب والاولاد الى الداخل وحملوا نعشاً عليه كفناً أبيضاً طاهر تفوح منه رائحة المسك.. بكى الأب عندها فأسندة ولدة الأصغر وخرج الجميع الى المقبرة .. عند وصولهم كان صالح معهم لأحد يعرف من هو ولا من اين أتى ولا لماذا يبكي .. فجأة هكذا ظهر .!!
وضعوا الفتاة في قبرها وعلت اصواتهم بالدعاء وطلب المغفرة لها بينما كان أبوها يبكي بحرقه الحبيبة الحنونة وبعد أن أهالوا عليها التراب عادوا أدراجهم يسبقهم في دربهم دموع حيرى وزفرات تترى ..
....
هناك وعلى قبر شذى .. بقى صالح ينظر إلى القبر الذي يضم حبيبته .. انه يريد شذى و يحبها .. ولكن أين هي الآن..؟ لقد خيب أمالها وخذلها في اللحظة التي منحته هي كل ما يريد ويتمنى...! لم يكن هذا جزاؤها أبدا..! بكى صالح وجثى على ركبتيه ولمس تراب قبرها وأخذ يهزه عله يشعر بشذى بين يديه حاول أن يعتذر منها حاول أن يعيدها الى هنا حيث الحياة حيث الحب.. حاول أن يعيدها الى الذكريات والاماني .. ولكنه تذكر أنها أنتهت .. وكان هو سبباً في تلك النهاية .. أخذ بين يدية حفنة من تراب قبرها وضمها الى صدرة وبكى ..بكى بشدة كما لم يبكي من قبل كانت الشمس قد أوشكت على المغيب وصالح مازال هناك يبكي شذى نظر الى الغروب الذي طالما حدثته عنه.. طالما أحبته ..طالما تمنت أن ينظرا إليه سوياً.. وازداد بكاؤه وهو مازال ممسكا بالتراب .. وعند غروب شمس ذلك اليوم قرر صالح أن يرتاح من تلك الهموم .. فوضع راسه على قبر شذى ونام .. و..كان المنام الأخير.. والغروب الأخير ..!!
.. تــــــ ـــمــــ ــت ..
6
891
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ملـ الأحـس ـاس ـكة :غاليتي وعزيزتي:.. صفحه مخمليه تعانق "الرووح"من جمااالها?.?.? ?.?.?"ادمنت" صفحتك "الأبداع" والتميز?.?.? ?.?.?دمت "بهذه" الروووعه "للأبد"?.?.? ?.?.?ودام ابداعك "يمطر لنا " تميزاً كل حبــــي!!غاليتي وعزيزتي:.. صفحه مخمليه تعانق "الرووح"من جمااالها?.?.? ?.?.?"ادمنت" صفحتك "الأبداع"...
و دمتي بطلة زاخرة .. كعبق المطر
في ليلة صيفيه خانقة
يهطل رويداً رويدا ..
ليسقي أرضاً عشقت حباته ..
أسعدني ان تكوني هنا ..
كل الود والتقدير:26:
في ليلة صيفيه خانقة
يهطل رويداً رويدا ..
ليسقي أرضاً عشقت حباته ..
أسعدني ان تكوني هنا ..
كل الود والتقدير:26:
ليبـــ شهد ـــيا :يعطيك العافيه على هذا الابداع في الصياغه ونسج الكلماتيعطيك العافيه على هذا الابداع في الصياغه ونسج الكلمات
عطـرتي متصفحي
بمرورك الرائــع
دمتي بود
:26:
بمرورك الرائــع
دمتي بود
:26:
الصفحة الأخيرة
صفحه مخمليه تعانق "الرووح"من جمااالها?.?.?
?.?.?"ادمنت" صفحتك "الأبداع" والتميز?.?.?
?.?.?دمت "بهذه" الروووعه "للأبد"?.?.?
?.?.?ودام ابداعك "يمطر لنا " تميزاً
كل حبــــي!!