الْغِيبةْ | حُكْمُهَا، أَدلة تَحريمهَا، بَواعثهَا، كَفَارَتُهَا !

ملتقى الإيمان


*




-




بِسْمِ اللهِ الْرَحمنِ الْرَحيمْ ..













الحَمْدُ للهِ الذِيْ خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهْ، وَصَرفَ أُمورَهُم بِحِكْمَتِهْ ..
الحَمْدُ للهِ الذِيْ ذَلّت لِعَظَمَتِهِ الرِقَابْ، وَلَانت لِجَبَرُوْتِهِ الصِعَابْ، وَجَرَىْ بِأَمْرِهِ السَحَابْ ..
الحَمْدُ للهِ الذِيْ تُسَبِحُهُ البِحَار الزَاخِراتْ، وَالأَنْهَارُ الجَارِيَاتْ، وَالجِبَالُ الرَاسِيَاتْ ..
وَالْصَلَاةُ وَالْسَلامُ عَلىْ النِعْمَةِ المُهداة .. وَالرَحمَةِ المُسدَاة .. مُحَمّدٌ بنُ عَبْدِاللهِ عَليهِ وَعَلى آلهِ أَفْضَلُ الصَلَاةِ وَأَتّمُ التَسليمْ ..





أَمّا بَعد /!




فَإِنَّ الْنَبيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلمْ قَد حَذرَ مِن آفَاتِ اللسَانِ عُموماً، ..!




عَنْ أبِيْ هُريرةَ أَنّ النَبِيْ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلمْ، قَال .." إِنّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيْنُ فِيهَا يَزل بِهَا فِيْ النَار أَبْعَدُ مِمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغربْ .." وَفِيْ رِوَاية .." يَهويْ بِهَا فِيْ نَارِ جَهنمْ .."










*الغِيبة لُغَةً :
مِنَ الغَيْب " وَهو كُل مَا غَابَ عَنْك "
, وَسُميّت الغِيبة بِذَلك لِغِيَابِ المَذْكُورِ حِيْنَ يَذكرهُ الآخَرون ..




* الغِيبة إِصطِلَاحَاً :
هِيْ ذِكْرُكَ أَخَاكَ المسُلمُ حَيّاً كَانَ أَو مَيتاً فِيْ خَلفهِ بِمَا فِيهِ بِمَا يَكره !










الغِيبة مُحَرمة، وَمِنَ الكَبَائِر،
سَوَاء كَانَ العَيْبِ مَوجودَاً فِي الشَخْصِ أَم غَيْرُ مَوجود؛
لِمَا ثَبَتَ عَنِ النَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم أَنَهُ قَالَ لَمّا سُئِلَ عَن الغِيبةِ قَال :
.." أَتَدرونَ مَا الغيبة ؟ " قَالوا اللهُ وَرَسولهُ أَعلمْ،
قَالْ : .." ذِكركَ أَخَاكَ بِمَا كَرهْ .." ، قِيل إِن كَان فِيْ أَخِيْ مَا أَقولْ ؟ قَال : .." إِن كَان فِيهِ مَا تَقول فَقد إِغتبته، وإِن لَم يَكن فيهِ مَا تقول فَقد بهته .." رَواهُ أَبو دَاود ..











- قَالَ تَعَالىْ : .." وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ .."
الحجرات / 12




- وَقَالَ تَعالىْ : .." وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ .."
الهمزة / 1




- وَعَن عَائِشَةَ رَضِيّ اللهُ عَنهَا قَالت: قُلتُ لِلنَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم : حَسْبُكَ مِنْ صَفية أَنَهَا قَصِيرة ، فقال : .." لَقد قُلتِ كَلِمَةً لَو مُزِجَت بِمَاءِ البَحر لَمَزَجَتهُ .."



- وَلَمَا رَجَمَ الصَحَابَةُ مَاعِزَاً رَضِيّ اللهُ عَنه سَمِعَ النَبِيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم رَجُلَيْنِ يَقولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبه: أَلم تَرَ إِلْى هَذَا الذِيْ سَتَرَ اللهُ عَليهِ فَلم تَدَعَهُ نَفْسُهُ حَتّىْ رُجم رَجمَ الكَلب ..
فَسَارَ النَبيّ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسَلم ثُمَّ مَرَّ بِجيفةِ حِمَارٍ فَقَال: أَيْنَ فُلانٌ وَفُلان ؟ إِنزِلَا ، فَكُلا مِن جِيفةِ هَذَا الحِمَار.
فَقَالا: يَا نَبيّ اللهِ مَن يَأْكل هَذَا ؟ قَال: مَا نِلتُمَاهُ مِن عَرْضِ أَخِيكُمَا آنِفاً أَشَدُّ مِن أَكْلٍ مِنه .."




قَالَ أَبو الطيب فِيْ شَرحِهِ لَأَبِيْ دَواد : .." فَلَمَا نِلتُمَا مِن عَرضِ أَخِيكُمَا، قَالَ فِيْ القَامُوسِ : نَال مِن عَرضهِ .. سَبه ..
أَشدُّ مِن أَكلٍ مِِنه .. أَي مِنَ الحِمَار ..!




* مِن أَقْوَالِ السلفِ الصَالحْ فِيْ ذَمِّ الغيبة :




- يَقولُ الحَسْنُ البَصريْ: وَاللهِ للِغِيبَةِ أَسْرَعُ فِيْ دِينِ المُسلمِ مِن الأَكَلةِ فِي جَسَدِ ابنِ آدم ..



- قَالَ سُفيان بِن عيينة : الغِيبةُ أَشَدُّ مِنَ الدّين ، الدّين يُقْضَىْ ، وَالغِيبة لَا تُقضىْ ..




- وَقَالَ سُفيانُ الثَوريْ : إِيّاكَ وَالغِيبة ، إِيّاكَ وَالوقُوعُ فِيْ النَاسِ فَيهلك دينك ..










- ضَعف الوَرع وَالإِيمان يَجْعَلُ المَرء يَسْتَطِيلُ فِيْ أَعرَاضِ النَاس ..




- مُوَافَقَةُ الأَقْرَانِ وَالجُلَسَاءِ وَمُجَامَلَتُهم قَالَ اللهُ عَلىْ لِسَانِ أَهْلِ النَارِ .." وَكُنّا نَخَوُضُ مَعَ الخَائِضين .."
المدثر / 45






- حُب الدُنيا وَالحِرص عَلىْ السُؤودُ فِيهَا :
قَالَ الفُضيل بن عَياض : مَا مِن أَحَدٍ أَحَبَ الرِيَاسَةَ إِلّا حُسِدَ وَبُغِيْ وَتَتَبَعَ عُيوبَ النَاسِ وَكَرِهَ أَن يُذْكَرَ أَحَدٌ بِخير . .





- الهَزَلُ وَالمراح :
قَالَ ابنُ عَبْد البر: .." وَقَد كَرِهَ جَمَاعَةً مِنَ العُلَمَاءِ الخَوضَ فِيْ المُزَاحِ لِمَا فِيهِ مِن ذَميمِ العَاقِبَةِ وَمِنَ التَوَصُلَ إِلىْ الأَعْرَاض .."



.. يُتبع !







,





9
457

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الزين كايد
الزين كايد
*



/


- تَقْوَىْ اللهِ عَزَ وَجَل وَالإِسْتِحيَاءِ مِنه :
وَيَحصل هَذَا بِسَمَاعِ وَقِرَاءَةٍ آيَاتِ الوَعيدِ وَالوَعدِ
وَمَا جَاءَ عَنِ التَبيْ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلمْ مِنَ أَحَادِيَثَ تُحَذِرُ مِنَ الغِيبَةِ وَمِن كُل مَعْصِيَةٍ وَشَرْ، وَمِن ذَلِكَ ..
" أَم يَحْسَبونَ أَنّا لَا نَسْمَعُ سِرَهُم وَنَجْوَاهُم بَلىْ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِم يَكْتُبونْ .."
الزُخرف / 80

- تَذَكُرُ مِقْدَارُ الخَسَارَةِ التِيْ يَخْسَرُهَا المُسْلِمُ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَيَهْدِيهَا لِمَن إِغْتَابَهُم مِن أَعْدَائِه وَسِوَاهُم ..
قَالَ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلم :
.." أَتَدرونَ مَنِ المُفلسْ ؟ قَالوا المُفلِسُ فِينَا مَن لَا دِرهَمَ لَهُ وَلَا مَتاعْ، قَالَ :
المُفلِسُ مِن أُمّتِيْ مَن يَأَتِيْ يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَزَكَاةٍ وَصِيَامٍ،
وَقَد شَتَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، فَيَأخذ هَذا مِن حَسنَاتِه،
وَهَذَا مِن حَسَنَاته، فإِن فنيت حَسَنَاتُهمْ أخذَ مِن سَيئَاتهم فَطُرِحت عَليهِ ثُمَّ طَرِحَ فِيْ النَارْ .."

- أَنْ يَتَذَكَرَ عُيوبَهُ وَيَنْشَغِلَ بِهَا عَن عُيوبِ نَفَسْه، وَأَنْ يُحَذِرَ مِنْ أَنْ يَبْتَليه اللهُ بِمَا يَعيبُ بِهِ إِخْوَانه ..

قَالَ أَبْو هُريرة : .." يُبْصِرُ أَحَدَكُم القَذَىْ فِيْ عَيْنِ أَخَيهِ وَلَا يُبْصِرُ الجَذَعَ فِيْ عَيْنِ نَفسه ..

- مُجَالَسَةُ الصَالِحينَ وَمُفَارَقَةُ مَجَالسِ البَطّالين :
قَاَلَ صَلىْ اللهُ عليهِ وَسَلم :
.." مَثَلُ الجَليسِ الصَالحِ وَالجَليِسِ السُوءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسْكِ وكير الحَدَاد،
لَا يعدمكَ صَاحِبُ المِسكْ،
إِمّا أَن تَشْتَريهِ أَو تَجِدَ رِيحه،
وَكير الحداد يَحرقُ بَيْتَكَ أَو ثَوْبَكَ أَو تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً خَبيثة .."

قَالَ النَوويْ فِيْ فَوَائِدِ الحَديثِ : فِيه فَضيلَةِ مُجَالَسَةِ الصَالحينَ، وأَهَل الخَيْر وَالمُروءَةِ وَمَكَارِمُ الأَخْلَاقِ وَالْوَرَعِ وَالعِلمِ والأَدبْ، وَالنهِيْ عَن مُجَالَسَةِ أَهلِ الشَرِّ وأَهَل البِدَعِ وَمَن يَغْتَابُ النَاس أَو يُكثرُ فجوره وَبَطالته، وَنَحو ذَلِكَ مِنَ الأَنَواعِ المذمومة ..

- قِرَاءَةُ سِيَرِ الصَالحِينَ وَالنَظَرُ فِيْ سُلوكِهم وَكيفيةِ مُجَاهِدَتِهم لِأَنُفِسِهم :

قَالَ أَبو عَاصم النَبيل :
.." مَا اغْتَبْتُ مُسْلِمَاً مُنْذُ عَلمْتُ أَنّ اللهَ حَرَّمَ الغِيبة ..

- أَن يٌعَاقِبَ نَفْسَهُ وَيُشَارطها حَتّى تُقْلعَ عن الغِيبة ..
قَال حَرملة : .." سَمعتُ رَسولَ ابن وَهب يَقول : نَذَرتُ أَنّي كُلمَا إِغتَبْتُ إِنسَاناً أَن أَصومَ يَوماً فَأُجْهِدَنِيْ،
فَكُنْتُ أَغْتَابُ وأَصومْ ..
فَنَويتُ أَني كُلمَا اغْتَبتُ
إِنسَانَاً أَني أَتَصَدقُ بِدرهمْ،
فَمْن حَبّ الدراهم تَركْتُ الغِيبة ..
قَالَ الذَهبيْ :
هَكَذا واللهِ كَانَ العُلمَاءْ، وَهَذا هُو ثَمَرَةُ العِلْمِ النَافع ..



الغِيبة كَ غَيْرِهَا مِنَ الْكَبَائِرِ فَرَضَ اللهُ الْتَوبَةَ مِنْهَا ..

قَالَ تَعَالَىْ :.." وَتُوبوا إِلىْ اللهِ جَمْيِعَاً أَيّهُا الْمُؤمِنُونَ لَعَلكم تُفْلِحُونْ .."
النور / 31
وَالْتَوبَةُ النَصوح هِيْ التِيْ تُحَققُ شُروطَ التَوْبَةِ وَهِيّ :

- النَدَمُ قَالَ أَبو الْجَوزاء :
وَالْذِيْ نَفْسُ مُحَمّدَ بِيده إِنّ كَفَارَةَ الْذَنْبِ للندَامة ..

- أَن يُقْلِعَ عَن الْذّنبْ قَالَ إِبنُ الْقَيمِ :
.." لِأَنَ الْتَوْبَةَ مُسْتَحيلَةٌ مَعَ مُبَاشَرَةِ الْذَنبْ .."

- الْعَزمُ عَلىْ أَلّا يَعودَ إِليهَا فَعن النُعمانِ بن بَشير قَال : سَمِعْتُ عُمَرَ يَقولْ :.." تُوبوا إِلىْ اللهِ تَوْبَةً نَصوحَاً .."
التحريم / 8

قَالْ : هُو الْرَجل يَعْمَلُ الْذَنبَ ثُمَّ يَتوب وَلّا يُريدُ أَن يَعْمَلَ بِهِ وَلا يَعود ..



حُكم الغِيبةِ إذا كَان فِيْ الإنسانِ مَا يقولْ ..

حُكم الغِيبَةِ في الْقَلبْ ..

حُكم الجلوس فِيْ مَجالِسِ الغيبة ..

حُكم الْخَجل مِنَ الإِنْكَارِ عَلىْ أَهَلْ الغِيبة ..

وَسَلَامٌ عَلىْ المُرْسَلينْ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينْ !

منقول للافاده/~









زهرة النرجس 99
زهرة النرجس 99
الزين كايد
الزين كايد
اللهم آمين

يسلموو قلبو على المروور منوره
نوني ام يودي
نوني ام يودي
يسلمووووووووووووووووووووو
نوني ام يودي
نوني ام يودي
يسلمووووووووووووووووووووو