الـحياة بــلا رجـل

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زادت في المجتمع الخليجي بصفة خاصة مساحة البنات غير المتزوجات, وهذه الفئة جرح ينزف وحلول المسئولين
باردة . أصبح صوت المعاناة عاليا.. وما يسمى جزافا ( العنوسة ) أفضل تسميتها : غير المتزوجات أصبحت أزمة
حقيقية أسهم فيها كثيرون: الأهل والمسئولون ونظام التقاليد...
بالطبع يقع تحت مسمى نساء بلا رجل :
أرامل, مطلقات, منفصلات
لكن مشكلة البنت التي لم تتزوج وتعيش بلا رجل وربما شبح العمر يخبرها أن حياتها ستبقى بلا رجل مشكلة كبيرة.
لفترة طويلة , مع ارتباطي بصديقات , ومعارف بلا رجل .. وجدت أن المرأة تدخل بفعل عدم وجود رجل في حياتها
, في إطار نفسي معين .. يحوي الكآبة , الإحساس بالنقص , الأرق , عدم التركيز , ألخ من الأعراض ..
والسؤال: لماذا كل هذه الاضطرابات النفسية ؟ مسألة مهما تخصصت لن تستطيع الحكم عليها .. إلا إذا كنت قد عشتها.. عبارة مثل(هذه قسمتك اقبليها ) نقولها عادة , ونحن عند نا رجل وعيال واستقرار , لكن ماذا لو كنا من دون
ذلك كله ؟ هل كنا سنسلم أنفسنا إلى هذا القبول البارد السلس ؟ بالطبع لا . فمن يده في النار ليس كمن يده في الماء.
إن الحياة بلا رجل- عند نا بالذات- لأسباب عديدة..مثل: الزواج هو القاعدة
ليس في مجتمعنا, بل في كل المجتمعات.. الزواج هو القاعدة وعدم الزواج خروج عن القاعدة. وأي خارج عن القاعدة يشعر بأنه مختلف.
الجنس في الزواج
شرعيا واجتماعيا وأخلاقيا عند نا في المجتمعات الشرقية, الإسلامية وبالذات الخليجية, الحب شبه محرم فما بالك بالجنس ! وهذه نعمة أن يكون مجتمعنا مازال متمسكا بذلك. لذا فهذا القلب وتلك الغريزة يعيشان حرمانا وجفافا
بلا زواج.
الأطفال
أصبح معروفا علميا أن خصوبة المرآة, أو إمكانية الإنجاب تتوقف, عموما, بعد بلوغها سن الأربعين, وربما تصاب بهذا الجفاف قبل بلوغها هذا السن لذا , فالفتاة تدرك أن فرصتها في الأمومة بلا زواج سريع ستكون قليلة .
السفر
الفتاة بلا زوج , في أبسط متع الدنيا وهو السفر _ في مجتمعنا الخليجي _ غالبا , غير مسموح لها القيام بذلك من دون ذكر آخر من العائلة .. ولطالما سمعت بنات بمرارة يجلسن وهن يملكن رغبة السفر صيفا لأن الأب لا يستطيع, الأخ مشغول أو حتى زوجة الأخ لا ترغب في وجود عزول.
الخروج والدخول
نحن الشرقيين, والخليجين خصوصا , نعيش على السمعة والشرف .. وهناك هاجس أراه طبيعيا عند بعض الأهل وهو خوف أن تنحرف البنت غير المتزوجة وان كانت كلمة ( انحراف ) تبد و مؤلمة .. فان لها لغويا ما يبررها , فالانحراف هو خروج عن الخط المرسوم.. والأهل عندنا لا يملكون الوعي, ولا الجرأة لطرح الموضوع مع البنت أو حتى مع أنفسهم على طاولة النقاش ويكتفون بالتضييق والتخنيق بدون تفسير ولا تحليل.
وأمام ذلك, تشعر البنت غير المتزوجة بخنق لحريتها.
البنت غير العاملة
ظرف مادي وظرف وقتي قد يجعل مسألة عدم الزواج مؤلمة.. فالبنت التي لا تعمل.. وظروفها المالية في البيت ضيقة, قد تجد نفسها عالة على أهلها. إن المجتمعات العربية بالذات مازالت تسير بكون المرأة تابعا للرجل ومعتمدة عليه ماديا, فصحيح أن المرأة خرجت, تعلمت, تعمل ولديها راتب لكن نسبة أكثر من النصف مازلن يعتمدن على الرجل اقتصاديا. وبالتالي فالعيش بدون زوج قد يكون مشكلة اقتصادية للبنت.
لكن العيش بلا عمل, بلا هوية, هو الأشد.. البنت التي تعيش في فراغ تقـتل وتذبـل.. وتكون بؤرة للأمراض النفسية والبد نية والله ما وجدت فيروسا أشد فتكا من الفراغ.
عيون الناس
البنت غير المتزوجة في عمر ببدو فيه فوات القطار لا يكفي أنها تعيش وجعها ومعاناتها.. لكنها تعيش وجعا آخر هو ( عيون الناس ) وسلوكهم.. إن الناس حقيقة سواء كانوا مقربين للبنت مثل أهلها، صديقاتها.. أو بعيدين مثل زملاء عمل، الجيران.. ألخ.. يتصرفون أحيانا بطريقة مريضة وغير إنسانية.. فمن نظرات الشفقة وإشعارها بأنها ناقصة.
إلى نظرات الشك والريبة ، لان بعض المتزوجات ينظرن لها وكأنها ستخطف أزواجهن فيتعاملن معها بحذر ، أو ينبذنها ويبدين أحساسا بعدم الارتياح لوجودها ولا أدري .. أهي عدم ثقة في أنفسهم أم عدم ثقة في أزواجهن ؟

اللحظات الصعبة
البنت غير المتزوجة في عمر متقدما تعيش ألم الحياة بعزوبية في كل دقيقة ولكن هناك لحظات وأوقات يكون فيها الوجع أكبر ، مثل :
. زواج صديقة أخرى لها واحساسها بأنها باقية وحدها والقطار يأخذ الجميع هي.
. ميلاد طفل جديد في العائلة يحرك أمومتها ويشعرها بالحرمان.
. حيض كل شهر جرس إنذار أحمر يقول لها: بويضة ودعت هذا الشهر أيضا بلا زوج بلا جنين, بلا إخصاب.
عيد ميلادها وهو يضيف كل سنة جديدة كالمطرقة على إحساسها تخبرها بأنها أكبر وهذا يعني أنها أقل حظا في الزواج.
الأعلام العصري بندواته وأبحاثه وأفكاره وبحسن نية يطارد البنت غير المتزوجة ويعرض مشكلتها طبعا، النية الصافية في طرح الموضوع هي وراء ذلك لكن البنت تتعب نفسيا وهي تفتح مجلة لترى موضوع العنوسة، تضغط زر الراديو لتسمع رأيا في العنوسة، التلفزيون والندوات _ كلها مرايا تخبرها بوجعها.
الليل
كل نهار فيه لهث.. يأتي وراءه ليل.. الليل سكون، خلود، ومخدة، وفراش.. والبنت غير المتزوجة.. كل ليلة حين تخلد في غرفتها, وفراشها وحدها تكون في مواجهة مؤلمة مع واقع عمرها.
العزوبية التعيسة
هناك مساحة من العزوبية السعيدة بين البنات وهناك مساحة من العزوبية التعيسة بين البنات غير المتزوجات..
الأعراض النفسية للبنت غير المتزوجة.. والتي تتمثل بشكل مختصر في:
. الإحساس بالوحدة: والناتج ليس فقط من عدم وجود زوج ولكن من العزل الاجتماعي الحاصل عند البنت.
الشعور بالنقص: فالمجتمع يشعر البنت غير المتزوجة بأنها ناقصة، فيها عيب وإحساسها بعدم سيرها في النظام التقليدي زوج، عيال يعني أنها ناقصة.
الغضب: كثيرا من البنات غير المتزوجات يعشن غضبا.. بعضه يوجه للأهل، بعضه للمجتمع، بعضه للرجال وبعضه للذات. غضب يريد إلقاء اللوم على أحد.
. حيل دفاعية عن الوضع قد تتمثل بالغرق في خيال ما والعيش في أحلام يقظة وأوهام.
. التـقـلب المزاجي: كثيرات بفعل وجع ( الحياة بلا رجل ) يعشن تـقـلبا مزاجيا يعاني منه من حولهن، مرة فرح، مرة حزن، مرة أمل، مرة يأس.
. النرجسية.. عشق الذات، وإعطاؤها أكثر من قدرها من أجل الطبطبة عليها حتى لا تشعر بالنقص والقول بأنها هي التي لا تريد الرجل وليس هو.. والرجل لا يتزوجها لأنها أكثر تعليما، أجمل، أغنى، أفضل.
. البارانويا.. حالة قد تعيشها بعض البنات غير المتزوجات بتوهم المؤامرة لإبقائهن بلا زواج ولعل أشهر صورة للمؤامرة الاعتقاد بأنهن مسحورات ومعمول لهن عمل.
العزوبية السعيدة
البنت العصرية _ امرأة القرن الواحد والعشرين أكثر نضجا ، أكثر إيمانا ، أكثر حكمة .. هي انسانة تدرك أنه لا عيب فيها ، لا نقص فيها ، ولكنه قدر , إذا ، هي أكثر إيمانا بالله وبقدره وبواقع زيادة الإناث على الذكور ، وحرية الرجل في الزواج من غير الوطن ..
لكنها امرأة تحب الحياة ، أو هكذا يجب أن تكون المرأة العصرية .. تعمل ، لها نشاط ، لها هوايات .. طموح العمل عندها ليس له حدود .. ولها اهتمام بصحتها ونفسيتها . فان كنت كذلك فان الحياة بلا رجل ليست بالسؤ ذاته ولا تعني موتا وعدم حياة . وان كنت ممن تعاني من الحياة بلا رجل فان العزوبية قد تكون سعيدة ورأي فيه أن السعادة ممكنة إن أردناها وأن الحياة مع الرجل نعمة _ ولكنها بد ونه قد تكون نعمة أيضا.
كل المسألة هي كيف نتعلم أن نعيش ، نتكيف ونتمتع بالحياة نفسها . ونؤمن إن هذا ما كتبه الله لنا.

من كتيب لدكتورة فوزية الدريع
نقلي لهذا الموضوع ليس للقرأة فقط. وإنما أريد أن أوصل رسالة للفتاة الغير متزوجة بأنها تعيش حياة فيها راحة البال والتي يفتقدها الكثير من المتزوجات أللتي يعيشون في مشاكل وهموم يومية ويتمنون أحيانا لو أنهم لم يتزوجون
هل رأيت يااختي الغير متزوجة حتى أنت محسودة من المتزوجات.



شهله
5
2K

هذا الموضوع مغلق.

عبدالسلام الصالح
أختي شهلة..اعتقد ان الموضوع قد قتل بحثا من جانب اسباب العنوسة..والأمر الذي ينبغي ان نبحث فيه هو مسالة..الحلول..
.
.
.والحل متروك بيد الزوجه..التي تحس بواقع بنات جنسها المرير..هل سوف تستأثر بالزوج وتكون انانية .. ام سوف تسمح لزوجها لو أراد ان يتزوج ثانية ..من دون ان تنكد عليه .. ترى ايها ستختار ؟


:06:
نجد الحبيبة
نجد الحبيبة
موضعك جميل بس ترا المتزوجات متنكدات من قال ان كل متزوجة سعيدة احيانا يكون خير للبنت انها ما تزوجت الله هو اللي يدبر وهواعلم سبحانة ولذلك اقول ان الله ما كتب الاخير لعبادة سبحانة يمكن لو تزوجت شافت العذاب مع زوجها فبيت اهلها ابرك لها والله اعلم
عزيزة
عزيزة
اختي الكريمة شهلة
موضوع ممتاز ولامانع من مناقشته حتى لو نوقش من قبل

احب ان اعلق تعليق بسيط

لو علمت المرأة ماالهدف الذي خلقت من اجله لما اصبح همها الاول هو البحث عن الزوج؟!!

الهدف من خلق الانسان هو عبادة الله ، فليكن هدفها هو الوصول الي جنات الخلد والعمل لها لتنال الفوز في الدنيا والآخرة ،،،وان تيسر لها الزواج فالحمدلله هذه نعمة وبركة وزيادة في الاجر بحسن التبعل ،، وان لم يكن ((فعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم))

قد يقول البعض من يده في النار ليس كمن يده في الماء وماقلتي هذا الكلام الا لانك متزوجة ولو كان الوضع غير ذلك لرأينا رد مختلف ووو.......وماالي ذلك من كلام

لكنها هذه الصراحة ولن تتوقف حياتي ان لم احصل على زوج الحياة مستمرة سوى بزوج او من غير زوج فالاهم هو الاخلاص في العمل والصدق مع الله والعمل للآخرة فهي خير وابقى


وكما قالت احدى الاخوات ((كم من فتاة كان همها الدعوة الى الله وعندما تزوجت اصبح همها مقادير الطبخة الفلانية.... ونحن لانبخس الفتاة حقها في الامومة ولانستكثر عليها ان تكون زوجة صالحة ومربية فاضلة ولكن لاتجعلي مشاعرك هذه تاخذك من واقعك وتدخلك في عالم الخسران


أعرف انسانة صالحة (احسبها كذلك) لم تتزوج وبقيت تخدم والديها ثم توفيت الام وبقيت تخدم والدها حتى اخر يوم من عمره وترفض الخروج وحضور المناسبات خوفاً من ان تكون مقصرة في حق والدها وكان هو دائم الدعاء لها بأن يجمعهما الله في الجنة ،، أما هي فلم يكن همها هو البحث عن زوج وماالي ذلك بل عاشت حياتها في طاعة لله من صيام وصلاة وقيام ليل وصدقة وقرأءة قرآن وبعد وفاة ابيها لم تعش بعده ساعة واحدة ويعلم الله اني صادقة فقد توفيت دماغياً بعد وفاة والدها بساعة واحدة


فهنيئاً لها الى ماصارت اليه فقد رأى احد اقاربها رؤيا طيبة رأها وهي تبتسم وتقول بشر اخوتي بأني من اهل الذكر وكان وجهها ضاحك مستبشر

ان شاء الله انها من اهل الذكر رحمة الله عليها


اطلت الحديث ولكن كان يجب ان يقال هذا كله لنعرف الهدف من خلقنا

شكرا لك
shahad29
shahad29
أختى العزيزه شهله.
حماك الله فقد وضعت يدك تماما على الجرح نعم نحن معاقات فى نظر الغير ليس لنا أزواج ولا أولاد بالطبع لذا لا نستحق أن نعيش حياتنا الطبيعية. فأن ضحكت كان هناك شكا بأنك مبسوطه لامر متعلق برجل وأن أبتسمت عفويا حتى ولو كان لأمرأه فأنت تحاولين التقرب من زوجها لو كان معها فى سوق أو حتى طبيب. دائما وجود شخص على حالته الطبيعيه من فرح من انطلاق يوضع تحتها مائة خط احيانا حتى من اقرب الناس فان كنت على سجيتك فى البيت على التلفون كل من حولك يحاول الوصول اليك باذنه بنظره ليستفسر من الذى على الجهه الثانية من الخط وحتى أن ذكرت أسم فتاة يعرفها كل من فى البيت أحيانا تكون لهم الرغبه بالسلام عليها للتأكد من وجود الفتاة وليس ناقوس خطر يدق بان هذه الفتاة بدأت بالانحراف الطبيعى نحو جنس الرجال.

أنا معك بنظرة العالم لنا مع أننى من الناس الذين يعيشون حالة من النرجسية وحب الذات حتى لا أترك لمن حولى الفرصه بأنشاب أظفارهم فى لحمى وأعيش حالة من الحلم مع زوج وأبناء فى وقت فراغى واعيش مع واقعى أدرس وأعمل وأرقى فى عملى واحمل نفسى فقط وزر فشلى فى عملى ولكن الزواج نعم قسمة ونصيب وقد ذكر بالقرآن نصا بأن هناك ناس لن يتزوجوا فعسى أن يأجرنا الله فى مصيبتنا ويخلفنا خيرا منها أنشاء الله.
ولك منى كل التحيه على طرحك لموضوع كنت أتمنى أن تكون لى القدره على طرحه مثلك.