نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

^^^^الـرحــمــن^^^^

الملتقى العام

إن المؤمنين يدركون بلا شك أن لهم رب لارب غيره ولا إله سواه، إليه يفزعون في الشدائد وإياه يشكرون في السراء ، يعبدونه سبحانه ليلا ونهارا ، يعبدونه بقلوبهم وجوارحهم، ويعلمون أن من أعظم الجور والظلم أن يجعل لله ندا .

ثم إن هؤلاء المؤمنين سلك الله بنا وبكم طريقهم يعلمون أن لربهم أسماء حسنى وصفات علا، قال الله تعالى{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذرو الذين يلحدون في أسماءه } فالله سبحانه كما أن وجهه أكرم الوجوه، فإن أسماءه من أعظم الأسماء وأكملها، تدل على صفات كريمة وجليلة لايلحقها نقص أبدا .

ومن أسماءه العلى <الرحمن> ومن صفاته العليا <الرحمة> وسورة الرحمن صدرها الله بقوله { الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان * الشمس والقمر بحسبان * والنجم والشجر يسجدان ...........................}
و<الرحمن> أسم من أسماء الله الحسنى وبعض أسماءه الحسنى قد يشترك معه المخلوق في إطلاقها عليه مع الفارق بين إطلاقها على المخلوق وإطلاقها على الخالق .
يقال أن الله رحيم ويقال عن أحد رجال الدنيا إنه رحيم كما قال الله في نعت نبينا صلى الله عليه وسلم { بالمؤمنين رؤف رحيم } ويقال فلان راحم ويقال أن الرب سبحانه وتعالى راحم .
لكن الرحمن أسم مختص بالله جل وعلا لا يطلق على أحد من خلقه أبدا،
و<الرحمن> معناه كمال اتساع رحمته، وجليل فضله وإحسانه تبارك وتعالى على خلقه، أوجدهم من العدم، ورباهم بالنعم، وبين لهم طريق النجدين، وأبان الله لهم معالم الحق ومعالم الهدى وأظهر لهم على الوجه الآخر معالم الَضلالة ومعالم الزيغ والفساد قال تعالى { وهديناه النجدين }.

ولرحمة الله حد لاينتهي قال تعالى { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون } وهذه الرحمة العظيمة بها يعيش الخلائق أجمعون ورحمة الله منها ماهو عام ومنها ماهو خاص .

أما رحمته العامة فهذه ينالها المسلم والكافر والبر والفاجر، ومن مظاهر هذه الرحمة التي لاتختص بإيمان ولا بكفر إنزال الغيث فيستفيد منه البر والفاجر والمؤمن والكافر والذكر والأنثى والعربي والعجمي قال تعالى عن الرياح التي تحمله { يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } وقال عن النبت الذي ينبت { فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى } .
ومن مظاهر رحمته جل وعلا إطعامه للجائع بصرف النظر عن حاله، قال سبحانه في الحديث القدسي ( إني والجن والإنس في نبأ عظيم خيري إليهم نازل وشرهم إلي صاعد أتقرب إليهم بالنعم ويتقربون إلي بالمعاصي وأخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري } .

أما مظاهر رحمته الخاصة فهذه نصيبها المؤمنون المتقون الذين يتقون الله فتأتيهم رحمة الله الخاصة بهم ، وهذه الرحمة واسعة الأرجاء متعددة المظاهر، من مظاهرها ستره على من يعصيه، وفي الحديث ( إن الله حيي ستير ).
كما أن من مظاهر رحمته على عباده قبول التوبه، وقد جاء في الحديث القدسي ( ياعبادي إنكم تخطؤن في الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ) .
كما أن من المظاهر توفيق عباده للعمل الصالح والعلم النافع فإن هذا من رحمته جل وعلا.
كما أن من رحمته الخاصة ومعيته الخاصة لبعض عباده استجابته لدعاءهم وغوثعم عند النوازل فقد ذكر الله بعض ممن لجأ إليه واستغاثو به، كيف أعطاهم وأغاثهم وأعانهم وأكرم سؤلهم ، قال تعالى { وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرا للعابدين * واسماعيل وادريس وذاالكفل كل من الصالحين * وأدخلنلهم في رحمتنا إنهم من الصالحين * وذا النون إذ ذهب مغاضبا فضن أن لن نقدر عليه فنادى في الضلمات أن لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } أختلفت حوائجهم ولم يختلف أنهم لايدعون إلا الله ثم قال { وزكريا إذ نادى ربه رب لاتذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } .
كان رجل من الصالحين يقال له حاتم يسكن في خرسان، كلما عزم على الحج خاف على بناته من بعده فقالت له ابنته الكبرى : ياأبتي إنما الرازق الله حج . فعزم على الحج فترك الصغار في عهدت أختهم الكبرى فرعتهم، فلما أمسى الليل إذا هم يسألونها الطعام ولم يكن في البيت شيء فبينما هم على هذا الحال إذ بأمير يدخل القريه ويسألهم الماء ويطرق الباب ومعه حشمه وخدمه لكن لا ماء معه ، فلما سألهم الماء أخرجوا له جرة ماء كانت عندهم فلما شربها جال بطرفه في البيت فعرف حالهم ، فلما هم بالخروج أخرج صرة كان فيها مئات الدنانير فقالت المرأة العارفة بربها: ذا مخلوق نظر إلينا فاستغنينا فكيف بنظر أرحم الراحمين إلينا .


** نسأل الله أن يكلنا إلى رحمته**


م/ تأملات قرآنية
للشيخ/ صالح المغامسي
2
547

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

باكر أجمل
باكر أجمل
جزاك الله خير
حورية 2006
حورية 2006
جزاك الله خير