بلأمس...
تسللت الى منزلك..لم يشعر بوجودي أحد ولاحتى أنت...كان خالياً من صوتك
دفعني فضولي لأتجول في المكان الذي يحتويك كل ليله..أحببت أن استرق لحظات غيابك لأروي لهفتي لرؤية عالمك...
جلست في مكتبك وجدته كما تخيلت...ولااعرف سبب الشوق الذي قادني لتلك الخطوة العابثة..
أحببت ان أرى مالم تتيح لي الشرفة رؤيته..وتلك الزوايا المختبئة خلف الجدران...والتي كانت تأخذك مني للحظات ولاتسمح لي بمتابعتك..كنت امقت تلك اللحظات...حين تتوارى خلفها وتغيب عن ناظري..
المكان مزدحم بالكتب...أوراق في كل مكان...منضده...فنجان وبقايا قهوة...وهـــدوء لايقطعه صوت
ملامحك انطبعت بأشياءك...كان كل شئ يشبهك...
رأيت كل شئ إلا أنت...
بحثت عن تفاصيل ترويني من عطشك ...
وجدت صورة مهجورة في إطار قديم التقطتها بسرعه وتأملتك..
كنت أجمل عن قرب ولكن خصلات الشعر الابيض كانت واضحه جداً وكانت ملامحك توحي بالطمأنينة رغم الجدية التي كنت المحها من بعيد...
تركت لك وردة بدلاً من الصورة وتركت لك البرواز ولكني سمحت لنفسي بأن احتفظ بها..
0
0
0
لم أكن لأتخيل ان تتيح لي الظروف دخول منزلك في وجودك رغم انها خطوتان فقط تفصل بيتي عن بيتك..
كنت دائماً في جوارك...ودائماً اتبعك بالنظر...عبر نافذتي الصغيره

أحببت جديتك وكتبك واشياءك المبعثره دون أن اعرفك
اعتدت على ان اتسلل لحياتك من خلال شرفتي الصغيرة..لم أكن شيئاً يعنيك أبداً ولكنك كنت من أهم أشيائي
لم أكن حتى ذرة في عالمك ..علاقتنا غريبة تمثل لي الكثير رغم أنك لا تعرفني..!!!
تمر ساعات وعيناك معلقه بتلك الشاشه ولاارى سوى ضوئها ينعكس على نظارتك
لااعرف لما لااشعر بالملل...ولاتشعر انت
كنت اتمنى ان اعرف ماالذي يجعلك جامداً امام تلك الشاشة...ملايين التساؤلات تشغلني منذ عامين..
ولكن لايهم...متعة النظر إليك كانت تكفي..
0
0
0
وقفت أمام مكتبتك الضخمة وانا احاول ان أُخمن (أي كتاب كنت تقرأ البارحة..!!!)
كانت يدي في حيرة...فتارة أضعها على كتاب قديم جداً وتارة يلفتني كتاباً آخر حديث
اتلهف لأن اعرف كل ماتحتويه كتبك...ولكن كان حلمي أن أجد كتابك المحبب الذي تحتضنه يداك كل مساء..
أخيراً تستقر عيناي على واحد ظننته هو ....
التقطته...وهممت في قراءته على كرسيك...
فسمعت صوت خطوات تقترب شيئاً فشئ
سقط الكتاب من يدي
وسارعت بالهرب...ولكني نسيت الشال على كتف الكرسي...

كم كنت غبية سيفتضح سري...حتى وان لم تعرفني سيعرفني أهلك...لن أتمكن من العودة ...
هربت...وتركت السر خلفي...
لن أجد أعذار...ولن أجد مبررات
لاأعرف كيف سأفسر وجودي في عالمك الخاص...
لن أكترث بأحد ولكن ماذا سأجيب حين تسألني (من أنتي...!!)
0
0
0
ثم استيقظت وانفاسي تكاد تنقطع كأنني بالفعل اهرب من شئ..
لم اشأ ان افارق سريري..على أمل أن استأنف غفوتي ويعود الحلم
ولكن هكذا هي الحياة دائماً تبتر الحلم قبل الذروة
(مجاراة متواضعة لحلم زارني البارحة)
16ديسمبر2007
انتي اكثر من رائــعه .. كلمات تطرز بالذهب وابداع لايضاهى .. اشعر بأن الكلمات تعجز لمجاراة تلك الدرر .. حقا انتي مبدعه .. هنيئاً لنا هذا الجمال ..
عزيزتي .. البدر اقبلت .. سلمت تلك الانامل التي خطتها ..
دمتِ بود:26: