ouafa la rose
ouafa la rose
ﻭﺍﻛﺘﺸﻓﺖ ﺍﻧﻫا ﺍﺟﺖ ﻟﺒﻠﺪﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﻟﺎ ﻳﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ
ﻭﺿﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺗﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﺡ ﻟﻌﻨﺪﻫﺎ ﺑﻨﻬﺎﺭ
ﻟﺎﻧﻪ ﺣﻜﺎ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺎﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻧﻪ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻧﺠﻦ
ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺮﻙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﺎﺷﺎﻟﻠﻪ ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻭﺭﺍ ﻫﺪﻳﻚ
ﻭﻟﻤﺎ ﺣﻜﻴﺖ ﻟﻤﺮﺕ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻧﻬﺎ ﺟﺎﻳﻪ ﻫﻠﺎﻳﺎﻡ
ﻭﺗﻀﻞ ﺍﺭﺑﻌﻪ ﺍﻳﺎﻡ ﺣﻜﺘﻠﻲ ﺍﻧﻪ ﺍﺟﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﻫﻠﺎ ﺗﺠﻲ ﻭﻟﺎﻟﺎ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﻫﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺑﺲ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻲ ﻗﺒﻞ ﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺭﺍﺡ ﻟﻌﻨﺪﻫﺎ ﻭﺍﻛﻴﺪ
ﺻﺎﺭ ﺷﻲ ﻓﻴﺎﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﻳﺎﻭﻳﻞ ﺍﺩﺍ ﻗﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺭﺍﺡ ﺍﻧﺠﻦ ﺯﻭﺟﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﺎﺳﻮﻯ ﻭﻟﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻴﻚ
ﺍﻧﺠﻦ ﻭﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﻪ ﻋﻢ ﻳﻤﺮ ﺑﻤﺮﺍﻫﻘﻪ ﻟﺎﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ
ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻛﺎﻧﻪ ﻣﺴﺤﻮﺭ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﺎ ﻳﻮﻓﻘﻬﺎ
ﻣﻮ ﺳﻬﻠﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﺣﻜﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻮ ﻟﻨﺖ
ﺣﻠﺎﻝ ﻧﺘﺸﺎﺟر
ﻭﻫﻠﺎ ﺗﺎﻛﺪﺕ ﻣﻦ ﻛﻠﺎﻣﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﺘﻬﺎ ﺷﻲ
ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺗﻤﺴﻜﻨﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﺗﻤﻜﻨﺖ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﻬﻠﺎ ﺯﻭﺟﻲ ﻣﻌﻲ ﻣﺘﻞ ﺍﻟﺎﻭﻝ ﻟﻬﻴﻚ
ﻣﺎ ﺣﺒﻴﺖ ﺍﻭﺍﺟﺔ
ﻟﻮ ﺣﻜﻴﺘﻠﻪ ﺍﻛﻴﺪ ﺭﺍﺡ ﻧﻂﻠق ﻭﻫﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﺑﺪﻫﺎ ﺍﻳﺎﻩ
ﺍﺧﺘﻪ ﻧﺼﺤﺘﻨﻲ ﺍﻧﻪ ﻣﺎ ﺷﻔﺖ ﻭﻟﺎ ﺣﻜﻴﺖ ﻭﺍﺩﺍ ﻋﻤﻞ
ﺷﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﻳﻔﻪ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ﻭﺍﻧﻪ ﺍﺻﺒﺮ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﺎﺭﺍﺡ ﻳﻂﻮﻝ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﻏﻠﻂﻪ
ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ
ﻭﻫﻠﺎ ﻓﺮﺣﺎﻥ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﻛﺎﻧﻪ ﻣﻊ ﻋﺸﻴﻘﻪ ﺑﺲ ﻟﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﺮﻭ
ﻭﻳﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺍﺡ ﻳﺤﺘﻘﺮﻫﺎ ﻟﺎﻧﻪ ﺳﻠﻤﺘﻠﻪ
ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺟﺮﺕ ﻭﺭﺍﻩ
ﺍﻧﺎ ﺍﺳﺘﺨﺮﺕ ﻣﺸﺎﻥ ﺍﻓﺘﺢ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﻫﺪﺍﻧﻲ ﺍﻧﻪ ﺍﺳﻜﺖ ﻭﺧﺎﺻﻪ ﺍﻧﻪ ﻣﺨﺒﻲ ﻛﻞ ﺷﻲ
ﺣﺘﻰ ﻫﻠﺎ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺲ ﻣﺎ ﺣﻜﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﺟﺎﻳﻪ ﻭﺧﺒﻰ ﻋﻠﻲ
ﻭﻟﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﻨﺎﻡ ﺑﺮﺍ ﺭﺍح ﻳﺸﻮﻓﻬﺎ ﺑﻨﻬﺎﺭ
ﻭﺑﺎﻟﺴﺮ...ﻛﺎﻧﻬﺎ ﻋﺸﻴﻘﺘﻪ
ﺍﺗﺰﻭﺟﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻭﻟﺎﺩﻩ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ.
ﺭﺿﻰ ﺍﻫﻠﻪ ﻭﻟﺎ ﺑﺪﻫﻢ ﺗﺠﻲ ﻟﻌﻨﺪﻫﻢ ﻭﺗﺠﺮﻱ
ﻭﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﺧﺼﺖ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻭﺭﺍﺡ
ﻳﺠﻲ ﻳﻮﻡ ﻳﺤﺘﻘﺮﻫﺎ
ﺍﻋﻂﻮﻧﻲ ﺭﺍﻳﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻓﻲ ﺭﺩﺗﻔﻌﻠﻲ
ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺭﺍﺡ ﺍﺧﻠﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﺘﻠﻬﺎ ﺗﺨﺮﺑﻠﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﺡ ﺍﺧﻠﻴﻫﺎ ﺗﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰﻛﻞ ﺷﻲ ﻭﺍﻛﺴﺐ
ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻣﺮﺩﻩ ﻳﻂﻠﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻭﺭﺍﺡ
ﻳﺠﻲ ﻳﻮﻡ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﻩ ﻗﺒﻞ ﻟا ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻣﻮﺻﻴﻬﺎ ﺗﺸﺮﺏ.
ﺣﺒﻮﺏ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﻳﺎﻛﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻭﻣﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺗﺴﻠﺎﻳﻪ ﻭﻟﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ
ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺍﺗﺰﻭﺟﻬﺎ
ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﻢ ﻭﺍﺿﺤﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺭﺍﺡ ﻳﺨﻠﻴﻨﻲ ﻭﻟﺎ
ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ
ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻭﻛﻠﺖ ﺍﻣﺮﻱ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﻭﺑﺪﻱ ﺍﺻﺒﺮ
ﻭﺍﻣﺴﻚ ﺍﻋﺼﺎﺑﻲ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎ ﻭﻟﺎ ﺍﺧﻠﻴﻬﺎ
ﺗﻔﺮﺡ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﺘﻬﻨﻰ ﻓﻴﻪ
ام الفضل s
ام الفضل s
أختي العزيزة وفاء
السلام عليكم الله يربط على قلبك ويهديه ويطمنه بذكره وحده وليس بذكر خلقه
الله ينصرك عليهم النصر المبين
هذي الان مثل السكرات شويه ويفوق ويعرف انه ما شي في طريق غلط
علاقتهم من البدايه لاترضي الله ولن ينسى زوجك انه تعرف عليها عن طريق غير مشروع بس الان هو لا يرى ولا يسمع بكره اذا فاق راح تشوفين الشك كيف يدمر حياتهم
انت يااخت وفاء خليك مع الله أكثير ي الصلاة فهي خير معين في الشدائد أليس الرسول صلى الله عليه وسلم يفزع الى الصلاة عند الشدائد وهو قدوتنا صلى الله عليه وسلم
الصبر الصبر وسعة البال ريحي فكرك منهم ومن غيرهم خلي تعاملك مع الله اتركي البشر
قولي هذا الدعاء دائماً (ربي أني مغلوب فانتصر واجبر قلبي المنكسر واكفني وانت العزيز المقتدر)
وسترين النصر بإذن الله بس طولي بالك حطي أعصابك في ثلاجة علشان صحتك وأولادك قالوا في الأمثال
(الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم ) روضي نفسك على الهدوء وضبط الأعصاب
سامحيني طولت عليك والله كله محبه لك الله ينفعنا بما نقول ونسمع .
ام الفضل s
ام الفضل s
يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفـارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبـه
لا تيأسـن فـإن الكافـي الله
الله يحدث بعد العسر ميسـرة
لا تجزعن فـإن القاسـم الله
إذا بليت فثق بالله وارضَ به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من أحـد
فحسبك الله في كـلٍ لـك الله
دلال رسلان
دلال رسلان
الله يعينك يا وفا الورد
بصراحه ما دري وش أقول لك
ولكن أدعو الله أن يرد لك زوجك ردا جميلا
ام الفضل s
ام الفضل s
أصلها ونسبها:

هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، مخزومية قرشية من عشيرة عدي بن كعب ، وهي أخت سعيد بن زيد بن نفيل ،زوج فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنهم أجمعين.

وكانت فتاة  ذات جمال وكمال يسلب الألباب ،وهي شاعرة من شاعرات العرب تهوى الأدب،  كما كان لديها من الفصاحة والبلاغة ما جعلها لسنة إذا حدثت وبليغة إذا نطقت. كما عرفها الناس بحسن خلقها ورجاحة عقلها. عاشت في كنف الإسلام وكانت من السابقين إليه، كما كانت من الذين هاجروا إلى مدينة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .



قصة زواجها:

قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة"، هذا لأنها ما تزوجت أحداً إلا واستشهد وربما هذا هو أحد الأشياء التي جعلها من المسلمات الخالدات،كما كان أزواجها كلهم من صحابة رسول الله عليه الصلآة والسلام.



الزوج الأول:

عندما بلغت مرحلة الشباب تهافت عليها الشباب يطلبونها للزواج وكان من بين هؤلاء الشباب شاب وسيم، والده من أقرب الناس إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومن أوائل المسلمين ، وخليفة المسلمين بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، إنه عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، فوافقت عليه وتزوجها.

تزوج الشابان وبدءوا حياتهم وبسبب حديثها الحلو وجمالها الفتان ،صار عبد الله منشغلاً بها عن أداء باقي واجباته ، ونسي أمر مغازيه وتجارته ولكن أوقفه أبوه عند حده كما تقول الروايات،ففي أحد أيام الجمع مر به والده أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليذهبا معاً إلى الصلاة، فسمعه من أسفل الدار يناغي زوجته عاتكة ويحدثها بالكلام المعسول، فتركه وذهب إلى صلاته ولما رجع ، وجده على نفس الحال فناداه: يا عبد الله أأجمعت؟ فقال عبد الله : أوصلى  الناس؟ قال أبو بكر : نعم ،قد شغلتك عاتكة عن المعاش والتجارة، وقد ألهتك عن فرائض الصلاة، طلقها.      

ولأن عبد الله كان ولداً مطيعاً لوالديه وأدرك أنه قصر في واجباته تجاه خالقه وذلك لانشغاله بعاتكة ،طلقها وذهب كل منهما إلى حال سبيله.

ولكن عبد الله  مازال يحب عاتكة ، فمرت به أيام سوداء كالليل المظلم بعد طلاقه لعاتكة مباشرة ،وندم على ما صنع وأقسم على الطاعة والعمل.ومن ناحية أخرى كانت عاتكة تقرع نفسها وتلومها على ما صدر منها وندمت كثيراُ وعرفت أنها كانت سبب انشغال زوجها عن أعماله.

وفي ليلة من اليالي بينما كان ابابكر يصلي على سطح داره وهي ملاصقة لدار ابنه عبد الله  ،سمعه يقول أبيات من الشعر تدل على الندم والشوق إلى المحبوبة، وهنا أدرك أبو بكر ما يدور في نفس ابنه ، كما رق له ،فقام وناداه وقال : يا عبد الله  راجع عاتكة أي أرجعها إلى عصمتك. ففرح واعتق غلاما كان لديه اسمه أيمن كرامة لها، ثم جرى حتى وصل إليها وصار يراجعها ويقنعها مرات ومرات حتى رضيت وعادت اليه. لم يكن تردد عاتكة بسبب تكبر أو حيرة ،إنما لتتاكد من موقف عبد الله  ، فهي لم تكن اقل شوقا منه. عندما راجع عبد الله  زوجته عاتكة ،وهبها حديقة واشترط عليها الا تتزوج أحدا بعده.

وعاشا حياة سعيدة هانئة ولم ينسيا حق الله عليهم وكانا ممن يضرب بهم المثل كبيت مسلم يضمه السعادة، ولكن لم تدم هذه السعادة فقد استشهد عبد الله  في إحدى المعارك، فجزعت عاتكة وبكته ورثته بابيات منها:



فلله عينـا من رأى مثـله فتـى                            أكر وأحمى في الهياج واصبرا

إذا شـرعت فيـه الأسنة خاضها                            إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا

فأقسمت لا تنفـك عينـي سخينة                            عليك، ولا ينفـك جلـدي أغبـرا

مدى الدهر مـاغنت حمامة أيكـة                           ومـا طرد الليل الصبـاح المنورا



وصارت امرأة منطوية على نفسها وتتذكر أيامها التي مضت مع حبيب قلبها.

الزوج الثاني

ولم يمر وقت طويل حتى خطبها عمر بن الخطاب،رضي الله عنه والذي لم يكن غريبا عنها، فهو من اقاربها ،وكان معجب بها، وكيف لا وهي المرأة ذات الجمال الذي فتنت الرجال بدينها وأدبها وجمالها. خطبها عمر ولكن هناك الشرط الذي اشترطه عليها زوجها السابق (عبد الله  بن أبى بكر)عندما وهبها الحديقة وهو الا تتزوج من بعده، واصبح هذا الشرط عائقا في طريق زواجها ،فنصحها عمر وقال لها :استفتي. فاستفتت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال  لها إن ترد الحديقة إلى أهلـهِ وتتزوج وهكذا تزوجت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعاشت معه وكانت زوجة مخلصة تفوم بأعمال بيتها وتـرعى زوجها وتسعى إلى إدخال السعادة إلى قلبه وقد رزقها الله منه ولدا اسمه عياض وهي لم تنسى حق ربها عليها ،فكانت عابدة مخلصة لربها.ولكن كانت الأيام تخبئ لها رحلة حزن أخرى، فها هو عمر يطعن وهو يصلي ولم يلبث الا ان فارق الحياة، فبكته وقالت فيه بعض القصائد منها:

فجعني "فيروز" لا درٍٍٍِّ درّه                          بأبيض تال للكتاب منيب

رؤوف على الأدنى غليظ على العدا                أخي ثقة في النائبات مجيب

متى ما يقل لا يكذب القول فعله                    سريع إلى الخيرات غير قطوب



عين جودي بعبرة ونحيب                                لا تملي على الإمام النجيب

فجعتني المنون بالفارس المعـ                            لم يوم الهياج والتلبيب

عصمة الناس والمعين على الدهر                       وغيث المنتاب والمحروب

قل لأهل الضراء والبؤس موتوا                         قد سقته المنون كاس سعوب



منع الرقاد فعاد عيني عود                                 مما تضمن قلبي المعمود

يا ليلة حبست علي نجومها                                فسهرتها والشامتون هجود

قد كان يسهرني حذارك مرة                              فاليوم حق لعيني التسهيد

أبكي "امير المؤمنين" ودونه                             للزائرين صفائح وصعيد



من لنفس عادها أحزانها                               ولعين شفها طول السهد

جسد لفف في أكفانــه                               رحمة الله على ذاك الجسد

فيه تفجيع لمولى غارم                                لم يدعه الله يمشي بسبد



وهكذا انطوت على نفسها ولم تخرج من بيتها إلا للذهاب إلى المسجد لتصلي وتتعبد.كان فراق عمر يسبب لها الأرق، فكم من الليالي مرت عليها والنوم لا يعرف طريقه إلى عينيها وان غفوت ما تلبث إلا أن تهب من نومها أثر حلم مخيف فتجلس وتبكي وترثي عمر.



الزوج الثالث

وعندما انقضت أيام عدتها جاءها الزبير بن العوام، حواري رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وابن عمته، جاءها خاطبا، فلم تقبل إلا بعد إلحاح ، فهي كانت تتمنى ألا تتزوج. وهكذا تزوجت من الزبير بن العوام وهو رجل شديد الغيرة ،فكان غيورا عليها إلى أبعد الحدود وفي يوم من الأيام قال لها: يا عاتكة لا تخرجي إلى المسجد....وكانت هي امرأة عجوز.

فقالت له: يا ابن العوام أتريد أن ادع لغيرتك مصلى صليت فيه مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر؟

قال: لا أمنعك...ولكنه كان يخطط لشيء ما. فلما صار وقت صلاة الصبح ،توضاء وخرج ليكمن لها في سقيفة بني ساعدة، فلما مرت ضرب بيده على جسدها وهرب.

نظرت عاتكة حولها فلم تجد أحدا، فقالت: مالك؟ قطع الله يدك.ثم رجعت إلى بيتها. فلما رجع الزبير من المسجد سألها لما لم يرها في المسجد، فقالت: يرحمك الله يا أبا عبد الله  فسـد الناس بعدك،الصلاة اليوم في القيطون افضل منها في البيت، وفي البيت افضل منها في الحجرة. وهكذا لم تخرج بعد ذلك اليوم إلى الصلاة في مسجد.

وها هو زوجها الثالث يقتل بوادي السباع عندما رجع عن الركب الذي ذهب لقتال علي رضي الله عنه ، بعدما اقتنع أنه لا يمكن أن يستمر في معاداة هذا الرجل، فاغتاله عمرو بن الجرموز في الطريق، فرثته كما رثت أزواجها السابقين.

ومما قالت في رثائه:

غدر ابن جرموز بفارس بهمـة                        يوم اللقا و كان غير معـرد

يا عمرو لو نبهته لوجدتـــه                        لا طائشاًرعش اللسان ولا اليد

شلـت يمينك إن قتلت لمسلمـاُ                        حلت عليك عقوبة المستشـهد

إن الـزبير لذو بـلاء صـادق                       سمح سجيته كريم المشـهـد

كم غمرة قد خاضها لـم يثنـه                       عنها طرادك يا ابن فقع القرود

فاذهب فما ظفرت يداك بملة                          فيمن مضى ممن يروح ويغتدي



ومما يبين إخلاصها لزوجها بعد وفاته، هو عندما أرسل إليها ابن الزبير، عبد الله يحاكيها في إرثها ، لم تبد أي طمع في ماله على الرغم من ثراء الزبير ُ، وإنما رضيت بما أعطوها من الإرث، وهو كما يقال ثمانين ألف درهم.



الزوج الرابع

بعد انقضاء عدتها من الزبير، جاءها علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه- خاطباً فقالت له:إني لأضن بك يا ابن عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن القتل، فأخذ برأيها ورجع عن خطبتها وكان يردد بعد ذلك: من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة.

ثم تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب، فكانت رفيقة جهاده وجلاده، فارتحلت معه الى الكوفة، وصبرت معه يوم كربلاء. فكانت أول من رفع خده من التراب، ولعنت قاتله، والراضي به، والشاهد له دون اعتراض. وقالت باكية وهي ترثيه:

وحسيناً، فلا نسيت حسينا          أقصــدته أسنة الأعــداء

غــادروه بكربلاء صريعاً          جادت المزن في ذرى كربلاء



وكان آخر مطاف في حياتها الزوجية هي شهادة الإمام الحسين –رضي الله عنه- فتأيمت بعده. ويقال إن مروان خطبها بعد شهادة الحسين ، فرفضته وقالت: ما كنت لاتخذ حمأً بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

وكان وفاتها سنة أربعين للهجرة، فلقيت وجه ربها رضي الله عنها وأصبحت القصة الحزينة لهذه المرأة الجميلة وأزواجها الذين انتهت حياتهم الواحد تلو الآخر بمأساة، ورواية خيالية يرددها الناس وجملها أكثر قصائدها في الحب والرثاء.غفر الله لنا ولها آمين.



الخاتمة

إنّ عاتكة امرأة عربية من وسط الصحراء والبادية، أصبحت ضمن من هم في ذاكرة الزمن، وقد كتب عنها من كتب، ليس فقط لجمالها الذي تميزت به، مما جعل كثيرا من الشباب يتقدمون لها في شبابها، وإنما حسن أدبها وخلقها وحكمتها، ولأن الله ميزها بأن جعل من يتزوجها ينال الشهادة ، وهذا ما جعل عشاق الشهادة يتهافتون عليها، وينساقون إليها في كبرها طالبين القرب منها. وقد اتصفت إلى جانب ذلك بالإخلاص في كل شيء : الإخلاص لربها ولدينها ولأزواجها.



المصادر