الــغربــــــة و الــغــريـــــب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى ..
وأتمنى من الجميع مشاركتي فيه سواء بالتعليق على الموضوع أوالنقد ..

حوار بين الغربة والغريب
( الألم والجرح ) أي جرح :confused:


الغربة : لا أحد مثلي يؤلم مشاعر الإنسان .
الغريب: ولا أحد مثلي يجرح إحساس الإنسان .
الغربة : لكن هل يوجد أقوى من الشعور بي عندما يكون الإنسان وحده حول عالم من أناس لا يؤم لهم بصلة قرابة أو صداقة حتى يفخر بهم أو لأجل عدم شعوره بالألم بسببي ..
الغريب: وهل أشد من الإحساس بي .. ولهذا سأسلك سؤالاً : ما الفائدة من وجود الأقرباء والأصدقاء حول الإنسان ؟! ليفتخر بهم ؟!! أم لكي لا يشعر بعدم الراحة والألم ؟!! .. إذاً ما قولك في من وجد هؤلاء ما هو شعوره ؟
الغربة: مؤكد أن الألم الذي عاني به مني سيزول ويشعر بالفخر والراحة .
الغريب: مؤكد؟!!! هل هذا هو جوابك ؟! وهل تقول أن شعوره يتبدل ؟! ... حسناً عندي سؤال آخر ،
ما ذا لو وجد من كان يفتقدهم وعاش معهم بل بينهم و كانوا لا يهتمون لأمره و لا يحسون مجرد الإحساس بمشاعر ألمه التي كانت في قلبه بسببك ، ويعاملونه كأنه جسد بلا روح ؛ هل تعرف لماذا ؟ لأنهم يرونه وهو يضحك ويلهو ويكلم فلاناً ويسأل عن فلان ولا يعلمون أن وراء ابتساماته وقهقهاته جرح سبقه الألم منك .. ولا يعلمون كذلك أن وراء لهوه وكلامه مع الناس وسؤاله عنهم إنما هو إحساس بجرح سبقه الحزن على أنه يفخر بهم ..
الغربة: لكنهم أهل ومن لا يفخر بأهله ؟
الغريب: صحيح .. لكن هناك مشكلة ..
الغربة : وما هي ؟
الغريب: هذا إن كانوا ذوو أخلاق ، وعلى قول الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أما إن كانت أخلاقهم منحطة .. فسيتمنى لو أنه عاش وحيداً بألمه منك على أن يفخر بمثل هؤلاء أو يشعر بالراحة معهم لأنهم لا يحسون به هل هو مفتقد للحنان أم مشتاق لإنسان ؛ هل هو سعيد قلبه أم حزين وهم لا يأبهون ..
وفوق هذا وذاك وهو الواقع أنه لو مات ما دروا عنه ..
الغربة: إذاً من يسبق من ؟! شعوره بالغربة لعدم معرفته أحد من حوله ؟! أم إحساسه أنه غريب وهو مع أقرب الناس له ؟! .. هل الألم أولاً أم الجرح ؟!! ..
الغريب: إنه أنت ثم ثمرتك الألم ؛ وبعدها أنا ثم ثمرتي الجرح لكن ليس أي جرح إنه جرح المشاعر والأحاسيس.
الغربة : ماذا تقصد ؟
الغريب: جـــــــرح الــقلــب العـــــميــــق .


أختكم // طيوف 2008