الـــحـــيـــاة شـــجـــرة!!!

الإنسان كالشجرة تماماً لا اختلاف بينهما...عند نموها تحتاج رعاية واهتمام حتى تنمو ويرتفع

جذعها إلى الأعلى...وكذلك الإنسان خلال مراحل نموه يحتاج إلى الرعاية والاهتمام والتربية

الصالحة التي تعينه على أن يرتقي ويرتفع بذاته وعقله وشخصيته...تتعاقب الفصول على

الشجرة...خريف تفقد فيه أوراقها...شتاءٌ تكون فيه جذعاً بلا أوراق ولكنها حية...ربيع تزدان فيه

بأوراقٍ خضراء يانعة تبهجك عند النظر إليها...صيف حار يفقدها القليل من رونقها حيث تذبل

أوراقها من شدة حرارة الصيف...وكذلك هو الإنسان تمر به الظروف والأقدار في هذه الحياة كما

تمر الفصول الأربعة بالشجرة...الخريف في حياة الإنسان هو الوقت الذي يخصصه ليتخلص من

سلوكيات وسلبياتٍ في حياته يسقطها كما تسقط أوراق الشجرة كي يرتقي بأخلاقه ويصقل

شخصيته ويطهر قلبه من كل شحناء وبغضاء دفنها في قلبه ولكنها تؤلمه فإن تخلص منها عاش

حياته سعيداً محبوباً بين الناس لا يتمنى إلا رضا مولاه وجنةٍ عرضها السماوات والأرض...

الشتاء والصيف في حياة الإنسان هما الظروف والابتلاءات التي قدرها الله عليه...هل يتحملها

ويتحمل حرارة ألمها ومعاناتها ويكتشف تجمد وتبلد مشاعر أشخاص عاش بينهم ومعهم سنيناً

طويلة ولكنهم كانوا أول من أدار له ظهره وتركه يتخبط في آلامه دون أن يكلف نفسه أن يساعده

ويشجعه ولو بكلمة لأنه لا يعني له شيئاً في حال ابتلائه عندها تسقط الأقنعة وأصحابها من سجل

الحياة لأنهم كانوا يؤدون أدواراً تمثيلية سرعان ما تنتهي عندما تقع في مأزقٍ ما أو أي ابتلاءٍ

كان...عندما كنت بخير كلهم حولك وفجأة عندما يريد الله أن يريك الناس على حقيقتهم ترى أقنعتهم

تسقط واحداً تلو الآخر لأنهم لم يحبوك بصدق بل مثلوا حبك وكل مسلسل تمثيلي له نهاية حيث

تتكشف كل الحقائق في الحلقات الأخيرة ولكن بانتهاء مسلسل محبتهم سوف تعلم حقاً من كنت

في قلبه محفوظاً غالياً لا يتغير قدرك في قلبه مهما مررت بظروف وابتلاءات بل تجده يحيط بك

ويحتويك ويعوض نقص الممثلين الذين انتهت أدوارهم وتلاشوا في زحام هذه الدنيا...الربيع هو

الوقت الذي تقف فيه من جديد معلناً فتح صفحة جديدة لحياة بإذن الله سعيدة، صفحة لا تكتب

فيها إلا رضا الله أولاً وأخيراً وعبادته كما يحب ويرضى ثم الجواهر من البشر الذين لا زالوا

وما زالوا يلونون حياتك بإخلاصهم لك وعظيم المحبة التي يخبؤونها في قلوبهم لك...

هذه الحياة بكل بساطة ولكن هل تجاوزت فصولها كما يجب ولم تخسر شيئاً مهماً وأنت تنتقل

من فصل لآخر...هل عرفت حقاً القلوب التي تسكنها لأنها متعلقة بك لأنك النبض الذي تنبضه؟؟؟

هل عرفت مواضع وثغرات الضعف في شخصيتك وأقوالك وأفعالك وبدأت فعلاً محاولة إصلاحها

والترفع بها عن تفاهات الأمور وضعفاء الأنفس من البشر؟؟؟...هل حددت طريقاً مضيئاً لا ينتهي

بك إلا إلى الفوز برضا الرحمن الرحيم عنك في الدنيا والآخرة...لا تخسر وقتك لتحصي

الشخصيات ذوات الأقنعة التي سقطت خلال رحلتك بل طهر قلبك ولا تحقد عليهم ولا تجعل

في قلبك غششاً على مسلم...سامح لوجه الله ولكن لا تسمح لأيٍ كان أن يحطمك بنظرة أو بكلمة

أو بردة فعل...فكر في من أحاط بك قلبه قبل حضنه وأسأل الله أن يحفظه لك ويسعده سعادة تامة

دائمة في الدنيا والآخرة...تعلم من الفصول التي مرت عليك كيف أعيش بسلام وأخرج من هذه

الدنيا بسلام...

بـــقـــلـــمـــي: غـــزال شـــيـــوخـــي...