
الـــرُقـــيّ .. لـــيـــسَ .. بـــالـــعُـــريّ ..
لكل مجتمعٍ وبيئة سلبيات وإيجابيات .. ولكن ..
من كان على جادة الصواب لن يأخذ من مجتمعه
أو مجتمعاتٍ أخرى أيّاً كانت إلا الجوانب الإيجابية ..
في هذا الموضوع ما راح أتطرق إلا إلى الملابس
اللي تختارها أمهات هذا الزمن أو بمعنى أصح
مدرسة المجتمع لإبنتها الصغيرة .. ملابسٌ بالفعل
مُخْزِية .. تكشف أكثر مما تستر .. والأعين تتلصص
النظر إلى جسد هذه المسكينة المكشوف .. وعذر الوالدة
المصون في ذلك أن ابنتها ما زالت طفلة ..!! .. مثل ما يقولون
عُذرٌ أقبح من ذنب .. ترتكب هذه الجريمة في حق
هذه الصغيرة بزعم أن مثيلاتها أو رفيقاتها سوف
ينتقدن أسلوبها في لباس ابنتها إن هي سترتها
بملابسٍ محتشمة تناسب سنها وطفولتها البريئة ..
تزخر الأسواق بملابس في قمة الذوق ولكنها
ساترة .. لماذا تبحثين عن ثيابٍ تمزِّقُ الحياء
وفي الوقت نفسه .. هل سألت هذه الأم نفسها
قبل أن تُلْبِسَ صغيرتها هذه الأشلاء من الملابس
يا ترى هل ربي وخالقي راضٍ عني وعمَّا أُلبسه
لابنتي .. أخذت معظم الأمهات الجوانب السلبية
وتركت الإيجابية .. مثلاً .. إن كنتِ تحاكين المرأة
الأجنبية في ملابسها الفاضحة .. ألم يلفت انتباهك
جوانب إيجابية لا عدَّ لها ولا حصر في حياتها ..
مثلاً .. في وقت فراغها نادراً ما تشاهدين أحدهم رجلاً
كان أو امرأة لا تخلو حقيبته من كتاب كلما سنحت له
الفرصة أخرجه وأخذ بقراءته وهذا الشيء رأيته بعيني ..
نعم يوجد قِلَّة من العرب من يقوم بالفعل ذاته؛ ولكن الأغلبية
ليس لهم اهتمامات تنفعهم وتنفع المجتمع الذي نشؤوا فيه ..
أيتها الأم إن لم تقتنعي بأنك تقتلين طفولة هذه بالطفلة بهذه
الملابس الخادشة للحياء .. فأنسب وصف لك .. أنكِ مقبرة المجتمع
حيث لا قيماً لديكِ ولا أخلاقاً نبيلة ولا خشية من الرحمن تستطيعين
غرسها في الأمانة التي بين يديك .. فاقد الشيء لا يعطيه حتى
لفلذات كبده ..