
غيمههوى
•
شاعره يا ام الفضل صح السانك

ﺟﺮﺣﻚ ﻗﻮﺍﻧﻲ ﺯﻭﺟﻲﻛﺎﻥ ﻣﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻳﻘﺪﺭ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻧﻮ ﺷﻲ ﺳﻬﻞ ﺑﺲ ﻣﺎ ﻗﺩﺭ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻭﺍﻋﺘﺮﻓﻠﻲ
ﻟﻤﺎ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﻭﻃﻠﺒﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻳﻌﺪﻝ ﻗﻠﻲ ﺍﻧﻮ ﺍﻧﺖ ﺗﻀﻐﻂﻲ
ﻋﻠﻲ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻬه ﻭﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﻪ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻟﺎﻧﻬﺎ
ﺟﺪﻳﺪﻩ ﺍﻛﻴﺪ ﻣﺎﺭﺍﺡ ﻳﺮﻓﻀﻠﻬﺎ ﺷﻲ ﻭﻃﺎﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺱ
ﺍﻟﻣﺴﻜﻴﻨﻪ ﻭﻓﺎﺀ
ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻪ ﻫﺠﺮﻧﻲ ﻭﻳﻀﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﻧﺎ ﻣﺎ ﺍﺣﻜﻲ ﻣﻌه
ﺍﻟﺎ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﻩ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻫﻲ ﻣﺒﺎﺭﺡ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺴﺞ ﻭﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ
8 ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺗﺒﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻳﻞ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﺗﻠﻮﻯ ﺍﻟﺎﺧﺮﻯ
ﻣﺎ ﺑﻌﺮﻑ ﻟﻴﺶ ﺧﺎﻳﻔﻪ ﻣﻨﻲ ﺍﺩﺍ ﻫﻮ ﻣﺎﻳﻞ.ﺍﻟﻬﺎ ﻭﻳﺤﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻓﺮﻭﺽ ﺗﻜﻮﻥ ﺛﺎﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻭﻣﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺗﻀﻞ ﻟﺎﺳﻘﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﺯﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ
ﺍﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻩ ﺍﻟﻲ ﺗﻠﺴﻖ ﻓﻴﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺑﺲ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﻠي ﻫﻠﺎ ﻟﺎﻧﻬﺎ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﻭﺍﺩﺍ
ﺿﻠﺖ ﻫﻴﻚ ﺭﺍﺡ ﻳﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﻨﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺴﻌﻴﺪﻩ ﻫﻬﻬﻬﻬﻬﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻧﻮ ﺷﻲ ﺳﻬﻞ ﺑﺲ ﻣﺎ ﻗﺩﺭ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻭﺍﻋﺘﺮﻓﻠﻲ
ﻟﻤﺎ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﻭﻃﻠﺒﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻳﻌﺪﻝ ﻗﻠﻲ ﺍﻧﻮ ﺍﻧﺖ ﺗﻀﻐﻂﻲ
ﻋﻠﻲ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻬه ﻭﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﻪ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻟﺎﻧﻬﺎ
ﺟﺪﻳﺪﻩ ﺍﻛﻴﺪ ﻣﺎﺭﺍﺡ ﻳﺮﻓﻀﻠﻬﺎ ﺷﻲ ﻭﻃﺎﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺱ
ﺍﻟﻣﺴﻜﻴﻨﻪ ﻭﻓﺎﺀ
ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻪ ﻫﺠﺮﻧﻲ ﻭﻳﻀﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﻧﺎ ﻣﺎ ﺍﺣﻜﻲ ﻣﻌه
ﺍﻟﺎ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﻩ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻫﻲ ﻣﺒﺎﺭﺡ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺴﺞ ﻭﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ
8 ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺗﺒﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻳﻞ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﺗﻠﻮﻯ ﺍﻟﺎﺧﺮﻯ
ﻣﺎ ﺑﻌﺮﻑ ﻟﻴﺶ ﺧﺎﻳﻔﻪ ﻣﻨﻲ ﺍﺩﺍ ﻫﻮ ﻣﺎﻳﻞ.ﺍﻟﻬﺎ ﻭﻳﺤﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻓﺮﻭﺽ ﺗﻜﻮﻥ ﺛﺎﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻭﻣﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺗﻀﻞ ﻟﺎﺳﻘﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﺯﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ
ﺍﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻩ ﺍﻟﻲ ﺗﻠﺴﻖ ﻓﻴﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺑﺲ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﻠي ﻫﻠﺎ ﻟﺎﻧﻬﺎ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﻭﺍﺩﺍ
ﺿﻠﺖ ﻫﻴﻚ ﺭﺍﺡ ﻳﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﻨﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺴﻌﻴﺪﻩ ﻫﻬﻬﻬﻬﻬﻪ

غيمههوى :
معلش بنات بفوت واطلع كتير بس بتعرفو مشاغل الولاد الله يبارك لنا بيهم صار انو مرتو حملت ابنى الصغي عمرو تسع شهور واخذتو منا ولتلو ماعاد تحمل ابنى وراحت بنتى الكبيره والتا انو ماعاد تحملى اخي مرا تانيه راحت لابوها والتلو راح ظرب بنتى واقالا ماعاد تحكي هيك مره تانيه وهي الت ازا امك بدى تحكي شي تجى هيا وتول وهادا ابن زوجى مو على كيفا وانا ماحكيتلا شي بس الت لزوجى انو ليه يظرب البنت ماكفرت يحئلا دافع عن اخواتا بس احزرو من كان بيرد على هيا رسائل طبعن والت انتى دون وراح فرجيكي كيف المغربيه بتعمل ولله لاخدون كلون وطالعك منهاد لبيت بس وهوا صار يتنرفز على الولاد يعنى انتى مالك دخل وليش تولى ليش تظربا وهلا ورطت شو اعمل بلله دلونىمعلش بنات بفوت واطلع كتير بس بتعرفو مشاغل الولاد الله يبارك لنا بيهم صار انو مرتو حملت ابنى الصغي...
على حسب ما فهمت انكم تسكنو في نفس البيت
او شققكم جنب بعض
ادا فيك تنتقلي بعيد يكون احسن
انصحك عزيزتي لا تدخلي الاولاد في مشاكلكم
ولا تكرهيهم في ابوهم
وفيك تفهميه انه اولاده يشوفهم في بيتك
وما بدك يحتكو فيها
وهذيك زوجته قليلها اولاد زوجك مني وانا الي
تعبت عليهم وجبتهم لي الدنيا وما بدي تقربي
ليهم وتعملي حالك الطيبه المسكينه الي بتموت
فيهم ...لاتقربي من اولادي ولا اقرب من اولادك
لا تخليه يضرب بنتك مشانها ولا تخلي بنتك تطول
لسانها مع الكبار
او شققكم جنب بعض
ادا فيك تنتقلي بعيد يكون احسن
انصحك عزيزتي لا تدخلي الاولاد في مشاكلكم
ولا تكرهيهم في ابوهم
وفيك تفهميه انه اولاده يشوفهم في بيتك
وما بدك يحتكو فيها
وهذيك زوجته قليلها اولاد زوجك مني وانا الي
تعبت عليهم وجبتهم لي الدنيا وما بدي تقربي
ليهم وتعملي حالك الطيبه المسكينه الي بتموت
فيهم ...لاتقربي من اولادي ولا اقرب من اولادك
لا تخليه يضرب بنتك مشانها ولا تخلي بنتك تطول
لسانها مع الكبار

لا يغرك ماني شاعره كله نقل بس اتذوق الشعر والظاهر اني بقفل بابه مره وحده الا ما يدعو الى الدين والاخلاق

حديث اللَّهُمَّ أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
للشّيخ عبدالرزّاق بن عبدالمحسن البدر حفظهما الله
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد :
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا فيما نقول ونسمع ، وأن يجعل ما نقوله ونسمعه حجة لنا لا علينا يوم لقاء الله سبحانه وتعالى ،
وكلمتي في هذه الوقفة - أيها الإخوة – في دعوة تناسب هذا المقام ؛ مقام الفراغ من أداء هذه الصلاة العظيمة التي أكرمنا الله جل وعلا ومنَّ علينا بأدائها ، وتفضَّل علينا بأن جعلنا من أهلها .
وهي دعوة النبي صلى الله عليه وسلم التي علَّمها لمعاذ بن جبل ؛ قال : ((يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) ؛
وهذه الدّعوة مناسبة في هذا الموضع - أدبار الصّلوات - تمام المناسبة ؛ لأنّك أيّها المسلم قد منَّ الله عليك وأكرمك ويسَّر لك المجيء لأداء هذه الصلاة ، وتفضَّل عليك بأن جعلك من أهلها ؛ وهذه منّة الله عليك ، وإلا فإنّ الأرض مليئة بمن لا يشهدون الصّلاة ، والّذين يشهدونها قلّة ،
فالله جل وعلا أكرمك من بين هؤلاء ويسَّر لك أن جعلك من أهل الصّلاة ، وإلاّ كم من أناس لا يسمعون الأذان أصلاً ولا يعبئون به ، وكم من أناس يسمعون ولا يجيبون { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } .
فهذه منّة الله عليك { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ } ؛ وإذا استشعرت هذه المنَّة وهذا الفضل الذي حباك الله سبحانه وتعالى به ، فتوجّه إلى الله بطلب العون والمدّ ؛ لأن العون بيده والتّوفيق بيده جل وعلا ، فكلّما فرغتَ من الصّلاة في دبرها تدعو بهذه الدعوة :
والإستعانة وسيلة ، والعبادة غاية ؛
قال تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ،
ولا يمكن أن يُظفر بالغاية بدون الوسيلة ؛
الغاية : العبادة ، والوسيلة : الإعانة ،
ولهذا جمع الله بينهما قال : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }، وفي القرآن قال : { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } ،
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) ؛ أي اطلب العون من الله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا شُرع لنا إذا نوديَ للصلاة " حَيَّ على الصّلاة حَيَّ على الفلاح " أن نستعين بالله قائلين : " لا حول ولا قوّة إلا بالله " ؛ لأن هذه كلمة استعانة - طلب عون - ،
وشُرع لنا إذا خرجنا من المنزل لأيّ مصلحة دينية أو دنيوية أن نقول : " بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله " نطلب العون ،
وكلّ هذه الكلمات الثلاث - بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوّة إلا بالله - كلّها كلمات استعانة بالله تبارك وتعالى .
ثم تأمل هذه الأمور الثلاثة التي خُصَّت بالذكر هنا ؛
فكلّ واحدة من هذه الثلاثة شأنها عظيم ، ولا يمكن أن تكون من أهلها إلا إذا أعانك الله .
وكم هي الأمور التي تشغل النّاس وتصرفهم عن ذكر الله !! والله يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } ،
ويجد الإنسان نفسه قد فوجئ بانتهاء اليوم والثاني والثالث والرابع ؛ وهو فيها قليل الذكر لله جل وعلا ، فيحتاج العبد إلى مدّ الله وعونه وأن يسأل الله جل وعلا بصدق (( أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ )) .
(( وَشُكْرِكَ )) : شكرُ الله على نعمه ؛ ونِعم الله عليك لا تُعد ولا تُحصى { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } ، { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } ؛
النّعمُ كثيرة والشّكر قليل { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } ،
حتى تنهض في حياتك وتكون من الشّاكرين سَلِ الله أن يعينك على ذلك ((اللّهمّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ )) .
(( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) ؛ وتأمل هنا لم يقل "وعبادتك" ؛
قال (( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) : لأن العبادة لا تُقبل إلا إذا اتصفت بالحُسن ، ولا تكون العبادة متصفةً بالحسن إلا إذا اجتمع فيها أمران :
• الإخلاص للمعبود .
• والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .
ولهذا قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُم أَيُّكُم أَحْسَنُ عَمَلاً} : أخلصه وأصوبه – هذا معنى قوله { أحسن عملاً} -
قيل : يا أبا علي وما أخلصه وأصوبه ؟ قال : " إنَّ العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل حتّى يكون خالصاً صواباً ، والخالص ما كان لله ، والصّواب ما كان على السُّنَّة " .
وهذا الأصلان اجتمعا في قولك في الدعاء : (( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) .
ثم تنبَّه أيها المسلم : إذا دعوتَ الله بهذه الدّعوة دُبُرَ الصَّلاة (( اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)) أتبِع الدّعاء بالسّبب ، ابذل السّبب لتكون ذاكراً ، لتكون شاكراً ، لتكون محسِناً في عبادتك لله تبارك وتعالى؛
فإذا اجتمع لك الأمران : طَلَبُ العون ، وبذل الأسباب ؛ فُزت بخيري الدّنيا والآخرة ، وحقّقتَ قول نبيّنا عليه الصّلاة والسلام : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجِزَنّ)) .
أسأل الله أن يعينني وإيّاكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ،
والله أعلم ،
وصلّى الله وسلّم على رسول الله .
منتيات نور اليقين
للشّيخ عبدالرزّاق بن عبدالمحسن البدر حفظهما الله
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد :
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا فيما نقول ونسمع ، وأن يجعل ما نقوله ونسمعه حجة لنا لا علينا يوم لقاء الله سبحانه وتعالى ،
وكلمتي في هذه الوقفة - أيها الإخوة – في دعوة تناسب هذا المقام ؛ مقام الفراغ من أداء هذه الصلاة العظيمة التي أكرمنا الله جل وعلا ومنَّ علينا بأدائها ، وتفضَّل علينا بأن جعلنا من أهلها .
وهي دعوة النبي صلى الله عليه وسلم التي علَّمها لمعاذ بن جبل ؛ قال : ((يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) ؛
وهذه الدّعوة مناسبة في هذا الموضع - أدبار الصّلوات - تمام المناسبة ؛ لأنّك أيّها المسلم قد منَّ الله عليك وأكرمك ويسَّر لك المجيء لأداء هذه الصلاة ، وتفضَّل عليك بأن جعلك من أهلها ؛ وهذه منّة الله عليك ، وإلا فإنّ الأرض مليئة بمن لا يشهدون الصّلاة ، والّذين يشهدونها قلّة ،
فالله جل وعلا أكرمك من بين هؤلاء ويسَّر لك أن جعلك من أهل الصّلاة ، وإلاّ كم من أناس لا يسمعون الأذان أصلاً ولا يعبئون به ، وكم من أناس يسمعون ولا يجيبون { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } .
فهذه منّة الله عليك { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ } ؛ وإذا استشعرت هذه المنَّة وهذا الفضل الذي حباك الله سبحانه وتعالى به ، فتوجّه إلى الله بطلب العون والمدّ ؛ لأن العون بيده والتّوفيق بيده جل وعلا ، فكلّما فرغتَ من الصّلاة في دبرها تدعو بهذه الدعوة :
والإستعانة وسيلة ، والعبادة غاية ؛
قال تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ،
ولا يمكن أن يُظفر بالغاية بدون الوسيلة ؛
الغاية : العبادة ، والوسيلة : الإعانة ،
ولهذا جمع الله بينهما قال : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }، وفي القرآن قال : { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } ،
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) ؛ أي اطلب العون من الله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا شُرع لنا إذا نوديَ للصلاة " حَيَّ على الصّلاة حَيَّ على الفلاح " أن نستعين بالله قائلين : " لا حول ولا قوّة إلا بالله " ؛ لأن هذه كلمة استعانة - طلب عون - ،
وشُرع لنا إذا خرجنا من المنزل لأيّ مصلحة دينية أو دنيوية أن نقول : " بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله " نطلب العون ،
وكلّ هذه الكلمات الثلاث - بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوّة إلا بالله - كلّها كلمات استعانة بالله تبارك وتعالى .
ثم تأمل هذه الأمور الثلاثة التي خُصَّت بالذكر هنا ؛
فكلّ واحدة من هذه الثلاثة شأنها عظيم ، ولا يمكن أن تكون من أهلها إلا إذا أعانك الله .
وكم هي الأمور التي تشغل النّاس وتصرفهم عن ذكر الله !! والله يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } ،
ويجد الإنسان نفسه قد فوجئ بانتهاء اليوم والثاني والثالث والرابع ؛ وهو فيها قليل الذكر لله جل وعلا ، فيحتاج العبد إلى مدّ الله وعونه وأن يسأل الله جل وعلا بصدق (( أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ )) .
(( وَشُكْرِكَ )) : شكرُ الله على نعمه ؛ ونِعم الله عليك لا تُعد ولا تُحصى { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } ، { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } ؛
النّعمُ كثيرة والشّكر قليل { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } ،
حتى تنهض في حياتك وتكون من الشّاكرين سَلِ الله أن يعينك على ذلك ((اللّهمّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ )) .
(( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) ؛ وتأمل هنا لم يقل "وعبادتك" ؛
قال (( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) : لأن العبادة لا تُقبل إلا إذا اتصفت بالحُسن ، ولا تكون العبادة متصفةً بالحسن إلا إذا اجتمع فيها أمران :
• الإخلاص للمعبود .
• والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .
ولهذا قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُم أَيُّكُم أَحْسَنُ عَمَلاً} : أخلصه وأصوبه – هذا معنى قوله { أحسن عملاً} -
قيل : يا أبا علي وما أخلصه وأصوبه ؟ قال : " إنَّ العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل حتّى يكون خالصاً صواباً ، والخالص ما كان لله ، والصّواب ما كان على السُّنَّة " .
وهذا الأصلان اجتمعا في قولك في الدعاء : (( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) .
ثم تنبَّه أيها المسلم : إذا دعوتَ الله بهذه الدّعوة دُبُرَ الصَّلاة (( اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)) أتبِع الدّعاء بالسّبب ، ابذل السّبب لتكون ذاكراً ، لتكون شاكراً ، لتكون محسِناً في عبادتك لله تبارك وتعالى؛
فإذا اجتمع لك الأمران : طَلَبُ العون ، وبذل الأسباب ؛ فُزت بخيري الدّنيا والآخرة ، وحقّقتَ قول نبيّنا عليه الصّلاة والسلام : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجِزَنّ)) .
أسأل الله أن يعينني وإيّاكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ،
والله أعلم ،
وصلّى الله وسلّم على رسول الله .
منتيات نور اليقين
الصفحة الأخيرة