الـــــــــــقــــــرب من الله ..... واللذة والاحــــاطــــــة والمعية

بسم الله الرحمن الرحيم








كم تمنت أن تظل تلك الفتاة القريبة من الله بكل حركاتها تستشعر معيته وأنسه
... ان ضاقت بها الدنيا صلت ... وان اشتاقت لقرآنه قرأت ...
وتكون على الدوام بشوق الى الى اجمل لحظاتها وساعتها في آخر وقت الليل
فجرا لتلقاه فيضحك لها ,
كانت تمثل قول الله تعالى
(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
كانت حياتها كلها لله .. تشعر بالإحاطه وتتلذذ بالذكر

هي مازالت تحبه وتخافه وترجوه ,, ولكن قد تكون فقدت اللذه فقط لأنها ربما
استبدلتها بلذة الدنيا
سرقتها حياتها الجديده تدريجيا .. زوج .. اولاد
لكن قلبها مازال معلقا بذلك الحب الأبدي .. ذلك الحب الذي لاتريد منه
سوى الرضا

كلما ابتعدت تحاول تقترب لكن شهوات النفس تنتصر حتى تفتر تلك النفس
اللوامه المحبه وترقب من بعيد
وكلما اعترضتها محنه تقربها لله وتكون على يقين أنه بأمره كان ماكان
وبقدرته سيكون ماتحب
وليست هي الا الثقة بالله التي قال فيها ابن القيم
( لو هم احدكم بإزالة جبل وهو واثق بالله لأزاله )

في يوم من الأيام ضاقت نفسها كثيرا
فيومين متتاليين لم تصلي فيها وترها فضلا عن القيام
بكت وبكت وبكت حتى غسلت ذنوبها بدموعها تائبه عائده لعل الله يرضى
اعتزلت أمورا كثيره اعتقدت أنها سببا في بعدها ..
وما زالت كذلك ترجي رحمة الله وتخاف عذابه وتذوب شوقا لرؤيته
القرب من الله لذه لايحسه ولا يستطعمه الا المتنعمون فيه ولا يعرف
قيمته الا من حرمه .. فإن كنت من اهله حذارى ان تحرميه ياغاليه

يقول الله تعالى ( ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )

هي خطوات سعى بها الاولون حتى وصلوا لمنزلة المقربون هؤلاء هم
السابقون .. لنحاول معا نجتهد بخطوات سنخطيها لعلنا ننال بها قربا لله

فأول خطوه ستكون حتما قياما بالفرائض
فأفضل الأعمال الى الله ما افترضه الله على عباده
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى قال : من عادي
لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب
إلي مما افترضت عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل
حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به و بصره الذي يبصر به ،
و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه ،
و لئن استعاذني لأعيذنه -رواه البخاري .



خطوة أخرى

تكون في ذكر الله على الدوام وفي كل حال

قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا )
في الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي أخرج
بن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله تعالى يقول :
لايفترض على عباده فريضة الا جعل لها حدا معلوما الا الذكر فإن الله تعالى
لم يجعل له حدا ينتهي اليه , ولم يعذر أحدا في تركه الا مغلوبا على عقله





خطوه اخرى
يكون في السجود قربا لله
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ".
أخرجه مسلم



خطوه اخرى ايضا

التقرب لله في النوافل .. في صلاة ليل او صيام
وذكرت ذلك في الحديث آنفا
ويقول ابن القــــــــــيم ( التقرب الى الله في النوافل بعد الفرائض فإنها
توصله الى درجة المحبوبيه بعد المحبه )


ولاننسى
بر الوالديــــــن .. فقد قرن الله تعلى رضاه برضاهم
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً *)


وايضا من الخطوات
التأمل في مخلوقات الله فيه قربا لله .. فحين يتأمل هذا الانسان الضعيف
خلق الله فيرى قدرته يستعظم هذا الرب

وفي الصدقه اطفاء لغضب الرب وبالتالي يكون فيه قربا له
ترك الكذب والابتعادعن الغيبة

والاجتهاد في عمل الطاعة والحرص عليها حتى لو كانت صغيره
لاتستصغروا شيئا وجاهدوا أنفسكم.. وكلما دعتك نفسك على ترك
عمل صالح حدث نفسك لعلي بهذا العمل اكسب رضا ربي و ادخل
به الجنة

اعمال الخير كثيره وابواب الرضا أكثر ولنا رب كريــــــــم معطاء
ان حرصنا وطرقنا بابه
فما ان نتقرب له يتقرب لنا أسرع
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيما يرويه عن ربه عز وجل، قال: ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت
إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي
أتيته هرولة)) رواه البخاري.





غاليتي ...
كوني قريبه لله في الدنيا يكن قريبا لنا في الاخره يوم حاجتنا له


** واحذري من عوائق القرب منه تعالى وهي ثلاثه

اولها : الشهوة التي تحول بينك وبين القرب من الله
فالشهوة لذة ساعة وألم دهر شهوة لعب ولهو وهو ماوصف الله
به الدنيا انها لهو ولعب
ثانيهما : سوء الظن بالله
وثالثهما : الشيطان الذي أخذ على نفسه العهد ان يبعدك من الله
عز وجل .
والشياطين على قسمين شياطين انس وشياطين جن
فأنتبهي من اشياطين الانس الذين ييأسونك ويقنطوك في الله وفي رحمته
انتبهي لأصدقائك ولاتصغي الا للصديق الصادق في محبته
وشياطين الجن فهي الوساوس الذي يقذفها في قلب الانسان

نسأل الله تعالى ان يعصمنا واياكم منه
ورزقنا قربا منه ولذة واحاطة بمعيته ..


هذا ماكتبته نفس مطمئنه بإجتهادها فهو قابل جدا للخطأ فإن كان
كذلك فأطلب العفو السماح منكم والمغفرة من الله
وما كان صوابا فهو من توفيق الله تعالى فله الحمد دوما

ونسعى جميعا للقرب من الله فمن كانت لها اضافه بخطوه قد تقربنا
منه عز وجل فلتطرحها مأجوره



وهذه هدية المحب للحبيب اهديكم هذا المقطع فاسمعوا له مدته 9 دقائق
فما التسعة دقائق في عمرنا الذي يذهب اغلبه هباء نسأل الله العفو والرحمة

WIDTH=400 HEIGHT=350


لا اله الا الله