الـــــقــــــلـــــــوب ثــــــــــــلاثــــــــــــــ ة...!!!

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم....

يقول ابن قيم الجوزية - رحمه الله -
في كتابه الوابل الصيب

القلب الأول...

قلب خالٍ من الإيمان وجميع الخير، فذلك قلب مظلم ، قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه ؛ لأنه قد اتخذه بيتاً و وطناً، وتحكم فيه بما يريد، وتمكن منه غاية التمكن ..



القلب الثاني...

قلب قد استنار بنور الإيمان، وأوقد فيه مصباحه، لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية، فالشيطان هناك إقبال وإدبار، ومجالات ومطامع، فالحرب دول وسجال .

وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة ، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر، ومنهم أوقات غلبة عدوه له أكثر ، ومنهم من هو تارة وتارة ..


القلب الثالث...

قلب محشو بالإيمان، قد استنار بنور الأيمان، وانقشعت عنه حجب الشهوات، وأقعلت تلك الظلمات فالنوره في صدره إشراق، ولذلك الإشراق إيقاد، لو دنا منه الوسواس احترق به، فهوكالسماء التي حُرست بالنجوم، فلو دنا منها الشيطان يتخطاها، رُجِم فاحترق، وليست السماء بأعظم من حركة المؤمن، و حراسة الله -تعالى- له أتم من حراسة السماء، والسماء متعبد الملائكة،ومستقر الوحي،وفيها أنوار الطاعات، وقلب المؤمن مستقر التوحيد، والمحبة والمعرفة، والإيمان، وفيه أنوارها، فهو حقيق أن يُحْرس ويحفظ من كيد العدو ، فلا ينال منه شيئاً إلا خطفة ..


وقد مثل ذلك بمثال حسن ، وهو ثلاثة بيوت

بيت الملك: فيه كنوزه، وذخائره، وجواهره .

وبيت للعبد: فيه كنوز للعبد، وذخائره، وجواهره، وليس جواهر الملك وذخائره .

وبيت خال صفر: لا شيء فيه .

فجاء اللص يسرق من أحد البيوت، فمن أيها يسرق ؟

فإن قلت : من البيت الخالي كان محالاً، لأن البيت الخالي ليس فيه شء يسرق ، و لهذا قيل لابن عباس - رضي الله عنهما - :

إن اليهود تزعم أنها لا تُوَسْوس في صلاتها ..

فقال : و ما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟!

وإن قلت يسرق من بيت الملك ؛ كان ذلك كالمستحيل الممتنع، فإن عليه من الحرس لا يستطيع اللص الدنو منه وحوله من

الحرس والجند ما حوله ؟!

فلم يبق للص إلا البيت الثالث ، فهو الذي يشن عليه الغارات .

فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل، ولينزله على القلوب فإنها على منواله....


ولكم مني كل الشكر والتقدير والاحترام...

وسلملم...
0
331

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️