لماذا لفظ الرياح ورد في القرآن مفرداً ومجموعاً
أعني أنها جاءت مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب
كقوله تعالى: (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات)
وقوله: (وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته)
وجاءت مفردة مع العذاب كقوله تعالى: (بريح صرصر عاتية)
وقوله: (الريح العقيم)
وروي أن رسول صلى الله عليه وسلم كان يقول
إذا هبت الريح "اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً" فما السبب؟
الذي يظهر لي أن لفظ (الريح) مفرداً يأتي للرحمة وللعذاب، كما في قوله تعالى (وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف) الآية وقوله عليه السلام: (نصرت بالصَّبا، وأهلكت عاد بالدَّبور.." أما الرياح بالجمع فلا تأتي إلا للرحمة، وحديث "اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً" ضعيف.
أما السرّ في ذلك –والله أعلم- فلعل إفراد الريح يدل على شدتها وقوتها وتدميرها، أما الجمع فيدل على تعددها وتنوعها ولينها ورخائها…
وإلى هذا المعنى أشار القرطبي في تفسيره فقال "فمن وحّد الريح فلأنه اسم للجنس يدل على القليل والكثير، ومن جمع فلاختلاف الجهات التي تهب منها الرياح. ومن جمع مع الرحمة ووحد مع العذاب فإنه فعل ذلك اعتبارا بالأغلب في القرآن نحو (الرياح مبشرات) و(الريح العقيم) فجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلا في يونس في قوله (وجرين بهم بريح طيبة) وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جزء واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح. فأفردت مع الفلك في يونس لأن ريح إجراء السفن إنما هي ريح واحدة متصلة ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينهما.
وعند أبي داود وابن ماجة من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الريح من روح الله" قال سلمة: فروح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإن رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها.
سلمان بن فهد العودة

ام العيال المشغولة @am_alaayal_almshghol
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


زائرة
•
معلومةمفيدة
مشكورة
مشكورة

مشرفاتي الغاليات
اخواتي العزيزات
اشكركم على مروركم الكــــريم
بارك الله فيـــكم
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:26:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اخواتي العزيزات
اشكركم على مروركم الكــــريم
بارك الله فيـــكم
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:26:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
الصفحة الأخيرة
شكرا لكِ ولمرورك الكريم في مجلسنا العام