ثم بعد هذا المجهود ..وهذا السقي بدأت تضعف ..وتخور قواها..وتحتاج لمن يسندها..ويقوم على خدمتها ورعايتها...ولكن الكل تخلى عنها ونسيها..ويتمنى التخلص منها...
إن هذه الفئة كالشموع التي تحترق لتضئ للآخرين ....هل عرفتم من هي تلك الشموع ؟؟هل ذكرتموهم؟؟إنهم فئــــــــــــــة كبــــــــــــــار الســــــــــــــن!!
من الأباء والأمهات والأجداد....
هذه الفئة أصبحت عبئاثقيلا في هذا الزمان على الكثير من الأولاد والبنات وكل يرمي بمسؤليتهاعلى الآخر...فأوجدت دور العجزة والمسنين....
فقد قمت بزيارة لاحدى دورالعجزة في مدينتنا...والله إنك إن رايتهم يتقطع قلبك حسرة وحزناعلى من وضع على تلك الاسرة من كبيرات السن فانظر الى تلك المرأة
المسجاةعلى السرير وانظر الى قسمات وجهها الشاحبة وقد غابت عنهاالابتسامة لسنوات ...وتلك التجاعيد التي كل واحدة منها تحكي قصة وحكاية
وعبرة......
لا تتكلم ...
لاتعبر...
لا تشتكي...
لاتبكي....
بلغت غاية الضعف والحاجة !!وقفت بجانب احداهن وعيني تذرف بالدموع ياترى اين اولادك؟؟
ياترى اين بناتك؟؟؟
اهكذا رد الجميل.؟؟؟....
دخلت الى غرفة اخرى فيها سريرين لامراتين اخرتين احداهن تاخذ الطعام عن طريق رضاعة مثل رضاعة الاطفال يوضع بها طعام مطحون وتقوم احدى العاملات
بارضاعها والاخرى تقوم العاملة بتغيير ملابسها ..!!
ياالله ماهذا؟؟
ثم تردون الى ارذل العمر...
في وقتنا هذا احسن الناس من يضع لامه شغالة تقوم برعايتها .....او يضع لابيه عامل يرعاه....
في الماضي كان كبار السن لهم مكانة كبيرة في المجتمع وكان لهم هيبة ورأي ويرجع لهم في كثير من الامور.. حتى ان الولد يجعل أبيه يسمي جميع ابنائه
تقديرا لابيه والولد يسمي بنته على امه ..ويسمي ابنه على ابيه...
وكلمتهم مسموعة من اهل الحارة والجيران ويسعون في حل مشاكلهم ....
لا تقولون حتى الآن يسمون على والديهم ..صحيح فيه ..واعرف كثير بعد وفاة والديهم يغيرون اسماء ابنائهم التي سموها على والديهم!!
الآن كبير السن لا يعبأ به في المجلس لانه أصبح ثقيل السمع فيتبرم الجالسين من كثرة استفسار كبير السن اورغبته في الاطلاع على مايحدث.....
كما ان الكثير يتهرب من السماع لهم ..وسماع احاديثهم عن الحياة الماضية التي دائما يروونها...
كما يتهمون الان والديهم بعدم فهم المدينة الحديثة وتطور متطلبات العصر ولو ذكر
والديهم راي في امر ما..واشار عليه في مشروع مااخذ براي والده ..ولو شاركه زميله بذالك ماتأخر في تنفيذ رايه ....
طبعا التعميم صعب...
هناك من ضرب أروع الامثلة في رد الجميل...
فهذا احدهم وهو يفتح محلا احضر امه وهي تقص الشريط للمحل وقد لبست عبائتها وينزل الصورة في احدى المنتديات مفتخرا بذلك .....
اعرف من يقوم على خدمة كبار السن ..
في البيوت المجاورة وتوفير متطلباتهم جميعا...
يقول الله تعالى(واحسنوا إن الله يحب المحسنين)
إن الاحسان من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله..وخصوصا الإحسان للضعفاء ومن هم بحاجة للمساعدة ...أذكر قصة لأحد النساء تقول رأى زوجي في المنام أن منادي ينادي أن
أم جيراننامن أهل الجنة فقال زوجي :اذهبي وانظري ماذا هي عليه وبما نالت تلك المنزلة؟؟فذهبت لزيارتها واستقبلتني تقول وأن جالسة معها تذهب بعد كل فترة
وتدخل أحد الغرف ثم تعود!!فسألتها عن ذلك فقالت:أم زوجي أمرأة كبيرة جدا في السن فهي كالطفلة تحتاج إلى رعاية مستمرة ولابد أن أطعمها وألبسها !!فقلت بذلك نلت تلك المنزلةالعظيمة..فهنيئا لك ..
لا اريد ان اطيل وابين كيف ضرب السلف اروع الامثلة في الاهتمام بأبائهم وامهاتهم ..وماهي عقوبة من انكر الجميل وعق وعصى
فهي معروفة للجميع ...ولاننسى تربية صغارنا على احترام الكبار وتقديرهم وان نكون لهم قدوة حسنة في الاهتمام بالكبار ومشاورتهم وتقديرهم
حتى كبار السن غير الوالدين ...
ذكر مرة احدى المشائخ ذكر قصة لاحد الاتراك قال:كان في الحج وكان الحجاج الاجانب يمشون من
عرفةالى مزدلفة جماعات حتى يقطعون الطريق فراى هذا التركي الحاج رجل عجوز (هندي) يمشي بصعربة .نحيل الجسم فحمله التركي على ظهره وطول الطريق
الكل يساله كيف انت ابيض ووالدك اسمر؟؟ ظانين انه والده!! فتعجب من ذلك !!وقال كيف يعني مسلمين...؟؟ (المسلم اخو المسلم) يعني مااشيل الا ابوي
هذا اخوي المسلم واعامله كأبي ..فهذا عرف معنى الاسلام الحقيقي وليس مثلنا......
جعلنا الله واياكم من البارين بوالديهم..
ورزقنا الله واياكم الابناء البرره....
(ام ايوب)
اللهم اكسي قلبها نوراواجعل حياتها أنسا وفرحا وسرورا
طرح هادف وقيم جعله الله في موازين حسناتك
وغفرالله لك ولوالديك وأسكنكم الفردوس الأعلى