اثارت دراسة اوربية أخيرا، قريحة خبراء التغذية بالكويت، بعدما أشارت الى ان تناول الفاكهة في نهاية الطعام أشبه بتناول جرعة من السم، معللة بذلك انها تدمر أنزيم (بتيالين)، وهو العنصر الاساسي لاتمام عملية هضم النشويات، الامر الذي رد عليه خبراء التغذية بالكويت على انها تفتقر الى الكثير من العيوب البحثية.
وجاء في الدراسة التي اشرف عليها (مركز الصحة العامة والمناعة) في السويد، ان اكل الفاكهة بعد الطعام يكون اشبه بتناول السم، كون الفاكهه تحتاج الى مرور بطيء الى المعدة حتى تهضم بطريقة طبيعية، الا انها وعندما تلتقي باللحوم تتخمر في المعدة، وقد تتحول الى كحول يعوق عملية الهضم، في الوقت نفسه تفقد الفاكهة كل ما تحتويه من فيتامينات، ومعه تضطرب عملية التمثيل الغذائي للبروتين، بالاضافة الى ان التحلل غير العادي للبروتينا ينتج عنه انتفاخ في المعدة.
وبهذا الصدد أكد عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الصحية في الكويت وخبير التغذية د.احمد راشد الهيفي: ان تناول الفواكه بعد اي وجبة رئيسية (تحتوي على بروتينات ودهون) لا تسبب اي ضرر صحي او تسبب تسمما، وانما تقلل امتصاص بعض الفيتامينات والاملاح الضرورية والاستفادة منها بالجسم «بشكل نسبي/ قليل»، لافتا الى انه بالرغم ان القليل من الدراسات لا تنصح بتناول الفواكه بعد الوجبة الرئيسية، الا ان الكثير من الدراسات تحتوي الكثير من العيوب البحثية وبالتالي تخرج احيانا بنتائج غير صحيحة.
واضاف: اننا في الكويت عادة لا نتناول الفواكه والخضار بالقدر الكافي، لذلك نصيحتنا نحن المتخصصين في مجال التغذية ان نتناول هذه الاغذية في اي وقت يناسب الشخص سواء قبل او بعد الوجبة الرئيسية..
ومن جهتها اكدت خبيرة التغذية الاستشارية د.فوزية العوضي، ان هذه الدراسة تندرج تحت بند البحوث والدراسات فقط ولم يتم التعويل عليها، داعية الى مراعاة ان يتم تناول الفاكهة بعد حوالي ثلاث ساعات على اقل تقدير من تناول وجبات الطعام، للحيلولة دون الضرر الذي قد يفقد الفاكهة كل ما تحتويه من فيتامينات، وتؤدي بالتالي الى اضطراب عملية التمثيل الغذائي للبروتين، والذي ينتج عنها انتفاخ وألم في المعدة، مؤكدة على انه وللحصول على فوائد الفاكهة كاملة من الألياف والسوائل المفيدة للجسم والفيتامينات والأملاح المعدنية، يجب تناولها بعد الاكل بساعات وليست مباشرة، مشيرة الى انها لم تشخص الى هذه اللحظة اي حالة تسمم جراء تناول الفاكهه بعد الاكل.
اما على مستوى الرأي الشرعي فقد جاء في القرآن الكريم ذكرالفاكهة، كاعجاز في أكل الفاكهة قبل الأكل، حيث ذكر في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة الواقعة مقدماً الفاكهة على اللحم {وفاكهة مما يتخيرون.. ولحم طيرٍ مما يشتهون} (صدق الله العظيم)، وجاء أيضاً في سورة الطور {وأمددناهم بفاكهة ولحمٍ مما يشتهون} (صدق الله العظيم).. وفي الاحاديث الشريفة الصحيحة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فانه بركة) رواه الترمذي، لاسيما ان اغلب العلماء قد اجمعوا على ان تناول الفاكهة قبل الوجبة الغذائية له فوائد صحية جيدة، لأن الفاكهة تحوي سكاكر بسيطة سهلة الهضم وسريعة الامتصاص، معللين ان الأمعاء تمتص هذه السكاكر بمدة قصيرة تقدر بالدقائق، فيرتوي الجسم وتزول أعراض الجوع ونقص السكر، في حين ان الذي يملأ معدته مباشرة بالطعام المتنوع يحتاج الى ما يقارب ثلاث ساعات حتى تمتص أمعاؤه ما يكون في غذائه من سكر وتبقى عنده أعراض الجوع لفترة أطول، لاسيما ان السكاكر البسيطة بالاضافة الى أنها سهلة الهضم والامتصاص فانها مصدر الطاقة الأساسي لخلايا الجسد المختلفة.
واشاروا الى ان من هذه الخلايا التي تستفيد استفادة سريعة من السكاكر البسيطة، هي خلايا جدر الأمعاء والزغابات المعوية حيث تنشط بسرعة عندما تصلها السكاكر الموجودة بالفاكهة وتستعد للقيام بوظيفتها على أتم وجه في امتصاص مختلف أنواع الطعام والتي يأكلها الشخص بعد الفاكهة، مؤكدين على انه وربما كان من تقديم الفاكهة على اللحم في الآيات القرآنية الكريمة وفي الحديث الشريف حكمة للحكيم.
سكن الفؤاد @skn_alfoad
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بنت طرازن
•
يعطيك العافي
الصفحة الأخيرة