قال صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير"(7). وقال: "الحياء كله خير"(8). وقد سبق ذكر الحياء في حديث شعب الإيمان؛ لأهميته.
قال العلماء: حقيقة الحياء: خُلُق يبعث على ترك القبيح، ويمنع التقصير في حق ذي الحق(9).
من أغرب وأعجب ما وصف به الني صلى الله عليه وسلم قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً، عرفناه في وجهه(10).
شُبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حيائه بالفتاة العذراء. من هذا التشبيه، نستخلص هذه المعاني:
1. أن حياء العذراء، المشبه به، هو الأصل في الحياء.
2. أن العذراء، بلا حياء، شيء شاذ، فالعذراء المصونة في خدرها غير العذراء المبتذلة والمتسكعة في شوارعها.
3. هذا التشبيه تكريم لجنس النساء، وأي تكريم؟! حيث يُشبَّه حياء النبي صلى الله عليه وسلم بحيائهن في بكورتهن.
4. أن الصلة وثيقة بين الحياء والعفة الغريزية الجنسية.
5. أن العذرية كنز، تملكه الفتاة، يُظهر حياءها، وهي حق للزوج وحده، والتصرف في العذرية وفق هذا الحق الخاص هو باب الولوج إلى الحياة الزوجية الشريفة الكريمة السعيدة.
لقد وصل الغرب إلى أدنى درجات الانحطاط؛ بإباحته للفتاة أن تتصرف في عذريتها، بل وصل الأمر إلى أن يصير احتفاظ الفتاة بعذريتها بعد سن الخامسة عشرة أو السابعة عشرة مظهراً للمرض النفسي والتخلف العاطفي! لقد حدثت الردة الشاذة عن قاعدة الفطرة في عذرية الفتاة، فضاعت العذرية، وضاع الحياء؛ نتيجة للثورة الصناعية، ولإخراج المرأة للعمل في المصانع والمتاجر والمزارع. وحدثت الردة أيضاً؛ لفصل الدين عن الدولة، حسب الفكر العلماني، ونتيجة للأفكار الطائشة، التي تمخض عنها الفكر المادي الشيوعي أو الرأسمالي، أفكار كارل ماركس، وفرويد، وسارتر وغيرهم، ثم بدأ تيار ردة العذرية، مظهر الحياء الأكبر، ينحسر بعودة شرائح كبيرة من المجتمعات الغربية إلى الفضيلة.
نشرت جريدة "الحياة"، الصادرة في 11 من صفر، عام 1421، الموافق 15/5/2000م، هذا الخبر:
"نجمة الإغراء "بريتني سبيرز" ملكة للعذراوات في أمريكا"! ثم قال الخبر: قررت رابطة عذراوات أمريكا تكريم نجمة الإغراء المغنية بريتني سبيرز (18سنة) التي تعهدت أخيراً الحفاظ على عذريتها حتى الزواج. سبيرز قررت الانضمام إلى رابطة "الحفاظ على الولاء"، التي تعهدت أخيراً الحفاظ على عذريتها حتى الزواج. سبيرز قررت الانضمام إلى رابطة "الحفاظ على الولاء"، التي تحض مراهقي ومراهقات أمريكا على الحفاظ على عذريتهم إلى أن يعثروا على شريط العمر، وكرمت الرابطة المغنية بتتويجها ملكة على عذراوات أمريكا، وتعتبر الرابطة من أسرع الجمعيات انتشاراً في أمريكا، وتضم أعداداً متزايدة من النساء اللواتي صممن على العذرية إلى حين الزواج. وبفضل نشاطها وتزايد قوة اليمين الديني، والنقاش حول قيم العائلة في أمريكان، أضحت العذراوات أكثرية طالبات السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية. انتهى الخبر.
إنها بداية العودة إلى الفطرة بين الفتيات، وسيعود الحياء سلاحاً يحمي العذرية، تدافع به الفتاة عن عذريتها؛ لتعود الفتاة البكر العذراء في أي مجتمع أصلاً للحياء.
ماذا نقول بعد هذا الخبر للسائرات خلف التائهات في حواري الغرب، قبل ظهور "رابطة عذراوات أمريكا"
منقول
.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة