عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فتركه "
البخاري : الجمعة (1152) ومسلم : الصيام (1159) .
عن علي رضي الله عنه أنه قال: إن النفس لها إقبال وإدبار،
النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة،
وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات
تمر بنا أوقات نشعر فيها أن عزيمتنا قد هبطت
وقوانا قد خارت ولم نعد نفعل ما كنا نفعله قبلا
من الأعمال والعبادات والاقبال على الطاعات
وتمر هذه الفترة مع جميع الاشخاص الا ما رحم ربي
والنفس ما اسرع ما تركن الى الكسل والراحة
وتعتاد عليها ويصعب علينا ارجاعها الى سابق عهدها من تلك الانجازات
والاقبال على الطاعات وعلو همتها
ولكني وجدت افضل حل لهذه الحالة بعد الاستعانة بالله عز وجل
هو تركها فترة محددة فقط بفعل ما تطيق فقط
مثلا اعطي نفسك أسبوع من عدم الانجاز
وعدم اجبارها في هذا الاسبوع
الا بما تطيقه نفسك وبعد هذا الاسبوع عليك بالتدرج معها
من جديد للعودة الى سابق عهدها
مثلا كنت تقومين الليل بجزئين او جزء او حزب من القرآن
وفترتِ ... ماذا تفعلين ؟؟
خذي من القيام ما تطيقه نفسك حتى لو ايتين فقط في كل ركعة
المهم أن لا تتركي القيام
مثلا كنت تعاهدي كل يوم ثلاثة أجزاء وتحفظين وجه وفترتِ ماذا تفعلين ؟؟
عاهدي ما تطيقين معاهدته حتى لو خمس أوجه فقط
واحفظي لو اية فقط كل يوم المهم ألا تتركي الحفظ والمعاهدة
في هذه الفترة التي تمرين بها لا تتركي الاستغفار
اجعلي لسانك وقلبك يستغفر طوال اليوم والليلة
وليكن هو زادك في هذه الأيام
ان استطعتِ ان تخرجي الى الطبيعة وتقضي يوما في التفكر
في ما حولك من مخلوقات خلقها الله عز وجل
اطلقي العنان لعقلك وقلبك للتأمل والتفكر في كل ما حولك
ففيه من تصفية القلب من شوائب كثيرة
وكأني بالتأمل يغسل القلب غسلا
ان استطعتِ أن تعودي مريضًا وتري ما أنعم الله عز وجل عليك
من صحة وعافية سيكون له أثر بالغ في رفع همتك ان شاء الله
رددي دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ،
وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ))
أقرأي كثيرا عن العبودية لله عز وجل
واعلمي انك تزدادين شرفا كلما تعبدتي لله عز وجل
وازددت ذلا وخضوعا له
في فترة فتورك لا تحاولي ابدا ان تبتعدي عن صحبتك الصالحة
بل تشبثي بها اكثر واكثر
حتى لو كنتِ تنظري الى نفسك انك مقصرة ولست أهلا لمصاحبة
تلك الأخوات بل والله قربك منهم هو من سيعينك على الخروج
من هذه الفترة التي تمرين بها
ان استطعت الصيام فهو كما يطهر معدتك وينقيها فهو يطهر نفسك ويزكيها
كلما مررتِ على هذه الاية (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)
تفكري بحال الملائكة كيف هم لا يسأمون ولا يفترون
تفكرك في انهم دائبون في العمل ليلا ونهارا ،
مطيعون قصدا وعملا قادرون عليه يعلي من همتك
هذا ما أحببت أن اخطه من سطور في موضوع الفتور
الذي كثيرا ما كنت ولا زلت أمّر به نسأل الله الاعانة والتيسير
قال صلى الله عليه وسلم:
((عليكم بالجماعة، وإيَّاكم والفرقة؛ فإنَّ الشيطان مع الواحد،
وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنَّة فليلزم الجماعة))
قال صلى الله عليه وسلم:
((خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإنَّ الله لا يمل حتى تملوا،
وأحبُّ الصلاة إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه، وإن قلت))
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
(لا تغالبوا هذا الليل، فإنَّكم لن تطيقوه، فإذا نعس أحدكم فلينصرف إلى فراشه؛ فإنه أسلم له)
قال ابن القيم:
(تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد،
ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم؛ رُجي له أن يعود خيرًا مما كان)
قال ابن السماك:
(جلاء القلوب استماع الحكمة، وصدؤها الملالة والفتور)
قال مالك بن دينار:
(أربع من علم الشقاوة: قسوة القلب، وجمود العين، وطول الأمل، والحرص على الدنيا)
قال الشاطبي
(إنَّ المكلف لو قصد المشقة في عبادته، وحرص على الوقوع فيها، حتى يعرض نفسه لمضاعفة الثواب،
فإنَّه يعرض نفسه في واقع الأمر لبغض عبادة الله تعالى، وكراهية أحكام الشريعة،
التي غرس الله حبها في القلوب،
كما يدلُّ عليه قوله تعالى: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ؛
وذلك لأنَّ النفس تكره ما يفرض عليها، إذا كان من جنس ما يشق الدوام عليه،
بحيث لا يقرب وقت ذلك العمل الشاق، إلا والنفس تشمئز منه، وتود لو لم تعمل، أو تتمنى أنها لم تلتزم)