** الفحص الطبي قبل الزواج في المجتمع السعودي * *

الطالبات والمعلمات




صباحكم فل وجوري وكادي

حبيبات الب مزووووووونه


اختي الله يعينهاااااااا ويعينكم


تقوم باعداد بحث التخرج وطلبتني مساعدتها


ونظراً لانشغالي ومالي خلق ابحث وادور


قلت اكيد القىعند حبيبات البي في عالم حواءالفائده


حبيبتي جاسي :27:بحثت في الجوجل


واخذت كافة المعلومات المتعلقه بموضوع بحثها وهو



** الفحص الطبي قبل الزواج في المجتمع السعودي * *


اللي تحتاجه هو دراسات سابقه اجريت في هذا الموضوع


او موضوع مشابه له وتكون دراسه محليه او عربيه او أجنبيه


فمن تستطيع مساعدتها في الحصول على معلومات لهذة الدراسه


سواء كان اسم كتاب او موقع على الانترنيت


لتتمكن من الوصول لهذة الابحاث


وياليت يكون قبل يوم السبت لان الدكتورة طالبه منهم يوم السبت مناقشه الخطه


لا حرمني الله منكم حبيباتي


وجزاكم الله خيرااااااا ؛؛ :24:



4
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حـ * ـلم
حـ * ـلم
الفحص الطبي قبل الزواج.. هل ينهي المعاناة والأمراض الوراثية.. بعد الزواج؟

الرياض ـ سلام نجم الدين الشرابي

القاهرة ـ رباب سعفان




الفحص الطبي قبل الزواج.. قضية شائكة لها أبعاد متباينة، فقد تكون سببا في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها، ويمكن أن تؤدي دورا مؤثرا في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل.. ومهما كانت تلك النتائج إلا أن الحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الفحص الطبي قبل الزواج أصبح أمراً مهما لتفادي حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر بشدة علي العلاقة الزوجية.. والحقيقة الأكثر تأكيدا أن المجتمع مازال يرفض وبشدة تلك الحقيقة ويعتبره عيباً ومجالاً لا يجب الخوض فيه أو التلميح إليه؛ لأنه يحمل في داخله إهانة للطرف الآخر لا يمكن نسيانها أو تجاهلها!

ففي فترة الخطوبة يهتم الشباب بالاختبارات النفسية ويفكر كل طرف في الآخر هل هو الشخص الذي كان يبحث عنه ويتوافق مع طباعه.. إلا أنهم يتجاهلون تماماً الجانب الصحي ومدى التوافق بينهما فيه.. على الرغم مما قد يسببه بعد ذلك من مشكلات قد تؤدي إلى الانفصال، وسواء كانوا مقتنعين بأهمية هذه الفحوص أو متشككين... إلا أن الثقافة السائدة في المجتمع لها اليد العليا للتحكم في جانب لا يمكن إهماله في حياتهم وهي قبول القيام بتلك الفحوصات أو رفضها..

جيل مهدد


تشير الدراسات إلى انتشار أمراض الدم الوراثية في منطقة الخليج العربي حيث تشكل في بعض الدول العربية كالسعودية مشكلة صحية خطيرة، وإرهاقاً للموارد المخصصة للقطاع الصحي، بالإضافة إلى أنها مشكلة اجتماعية كبيرة، فضلا عن معاناة المصابين بهذه الأمراض، حيث إنّ جينة الأنيميا المنجلية موجودة لدى 20 – 30% من سكان المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، مما يؤدي إلى وجود مرضى يعانون من فقر الدم المنجلي بنسبة 1.5- 2% من السكان، وتنبأ الباحثون بأن نسبة الإصابة بهذا المرض بعد 25 سنة هي 50% وبعد 50 سنة هي 85% حسب الدراسات والأبحاث العلمية الخاصة بموضوع فقر الدم المنجلي.

وفي منطقة "الأحساء" تصل التقديرات إلى أن هناك طفلاً مصاباً بالمرض كل 16 ساعة، و16 طفلاً حاملاً للمرض كل يوم, وهذا يعني أن 548 طفلاً يصاب سنوياً، وتقارب تكلفة علاجهم سنوياً عشرة ملايين ريال سعودياً, إضافة إلى علاج المصابين بفقر الدم المنجلي الموجودين حالياً الذين يقارب عددهم 25 ألف مصاب في المنطقة، وفي دراسات أخرى تبين أن الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا بلغ أكثر من اثني عشر حالة يومياً. وتزداد هذه النسب خطورة مع عدم الالتزام بالفحص الطبي قبل الزواج.

آراء وتباينات

يواجه الفحص الطبي من قبل الخطيبين في البداية شيئاً من التشكك بالجدوى والريبة في أهميته.. لكن هذا التشكك قد لا يكون المبرر الكافي ـ مطلقاً ـ لهما إذا وقعا في ذلك المحذور، وفوجئا بالطبيبة تنقل خبر فحوصاتها بين كلمات العتاب والألم أن وليدهما الحديث سيكون مصاباً بمعضلة كان سببها وراثياً يمكن تفاديه حين كان إجراء الفحص الطبي مجدياً وذا نفع تحذيري..

في استطلاعنا كنا نواجه تبياناً كبيراً في الآراء.. لم تكن هناك آراء رافضة مطلقاً للفحص الطبي.. ربما لأن هناك دائماً حيطة فطرية لدى عامة الناس تمنعهم من تجاوز حدود معرفتهم.. والاقتصار على تبني آراء العلماء والمختصين.. لكن عقدة المشكلة هنا هي الإهمال وعدم الشعور بالحاجة.. هنا نتجرع الغصة والحسرة ونحن نتذكر آراء استطلعنا حولها ـ وقد تنكبت هذه المرارات ـ ففوجئنا بحجم الندم والحزن الذي يكتنفها..

لقد ضايقتنا (لو) المتحسرة التي ترددت ملياً على أفواه المصابين برزء هذه الأمراض الوراثية في فلذات أكبادهم.. لقد كانت حارقة ونحن نكتبها لكم.. وحتى وهي تضايقنا حملنا لكم في طيها رغبتنا الجارفة نحو الوعي والحرص على أهمية هذه الفحوصات الطبية..

السرية المطلقة


على الرغم من أن الحالة التي وافقت التحدث إلينا كانت طبيبة إلا أنها رفضت ذكر اسمها وقالت: "لم أفكر مطلقا أن أقوم بمثل هذا الفحص إلا أن والدتي هي التي طرحت هذه الفكرة، وظللت لفترة مشوشة، ورفض خطيبي تماماً في البداية... إلا أن والدتي عندما تحدثت إلي تقبلت الفكرة، وسألت نفسي: لماذا أتوقع الشيء السيئ؟! ولماذا لا أتجنب مشاكل يمكن حلها الآن بشكل أسهل؟!

وتناقشت مع خطيبي واستطعت إقناعه بصعوبة، بعد أن اشترط إخفاء هذا الأمر عن الجميع؛ وذلك لما يثيره هذا الأمر من حساسيات عند الناس حتى المثقفين منهم، فقد تحدثت مرة مع إحدى صديقاتي عن رأيها في هذا الفحص ولم أخبرها أنني أجريته وفوجئت بها ترفض بشدة برغم طبيعة عملها واستيعابها التام لهذه الأمور".

دور وقائي

أما "ولاء عبد الهادي" فتذكر أن هذا الأمر لا يحتاج سوى التحدي، وليس لاتخاذ قرار، فالفكرة مقنعة دون بذل أي جهد لتوضيحها لكن المجتمع لا يقتنع.. ولهذا فهو يفرض علي بدوري عدم الإقدام على تنفيذها، برغم اقتناعي التام بها، وبرغم ما توفره من حماية لمواجهة مشكلات ربما أدت إلى خسائر فادحة فيما بعد، وتجعل كل شخص يستطيع الوقوف مع نفسه ليأخذ القرار المناسب.

أما مروة حسن وهي فتاة في سن الزواج فتقول:

"أنا شخصياً مقتنعة بهذه الفكرة تماماً، فالجميع لا يخفى عليه المشكلات التي تحدث بعد الزواج خاصة الإنجاب، وقد كثرت في الوقت الحالي فما المانع أن نقوم بهذا الفحص طالما أن دوره وقائي حتى وإن كان نتاج الفحص سالبا؟! فإن قرار الانفصال يرجع للطرفين نفسيهما.. ولا يوجد إلزام بأي قرار، كما أنه في مثل هذه الأمور لا بد أن يضع الإنسان نفسه مكان الآخر قبل اتخاذ أي قرار وهي أشياء في النهاية بيد الله.

تضارب الفصائل


تقول حصة س: كانت حياتي على خير ما يرام حتى رزقت بالابن الثاني، أخبروني أنه في حالة خطرة ويجب تغيير دمه على الفور، لم أفهم ما عنوه ولماذا؟ كان قلقي على ابني الذي أخذوه من حضني فور ولادته لا يوصف.

جاءت إجابات الدكتورة على تساؤلاتي الحائرة بلوم على ما أسمته تخلفا وجهلا صحيا، وفهمت من كلامها أن جهلي وزوجي كان سببا في مرض ابني إذ إن تضارب الفصائل بيني وبين زوجي واختلاف زمرة دمي السالبة عن زمرة دمه الموجبة انعكس سلباً على طفلي الذي اختلطت لديه الزمرتان وأنه كان بإمكاني تدارك هذه المشكلة بإجراء تحليل "ريسوس" الذي يعالج احتمالات تضارب زمرة دم الأم مع وليدها.

مصدر خطر

(ن.ع) تقول: مشكلتي بدأت قبل أن تقع، أعيشها في كل يوم وليلة تتسلط على تفكيري وتعكر صفو حياتي، عرفت أني حاملة لمرض وراثي لا أعاني من أعراضه، لكني مصدر خطر على أولادي إن تزوجت وأنجبت، أخبرني الطبيب أني سأنقل المرض إلى أولادي ذكوراً كانوا أم إناثا، وأن المرض ستظهر أعراضه على الذكور بينما الإناث سيحملنه وأنا حائرة في أمري ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل يعني كلام الطبيب أن ارتباطي بزوجي وإنجابي لأطفال أمر مستحيل وحلم لن يتحقق؟!

دون أن يزور أحدنا الطبيب"أم عبدالله" هكذا كانوا ينادونني عندما كنت صغيرة وإلى الآن، كثيراً ما سمعت والدتي تتحدث عن أحاسيس الأمومة المبكرة التي ظهرت علي وأنا أعتني بأخواتي الصغار، وحين تزوجت كان شيء واحد يسيطر على تفكيري.. أن أصبح أماً..

بعد الزواج مرت الأيام طويلة تلتها السنون دون أن يحصل حمل، كان كل منا- أنا وزوجي- يحمل الخوف ذاته، تذكرت وأنا أنظر إلى عينيه نصائح صديقاتي بإجراء فحوص طبية قبل الارتباط به خاصة أن له ثلاثة أخوة لم يرزقوا بأطفال، وإلى الآن ننتظر دون أن يزور أحدنا الطبيب!!

أشكك في رجولته

موضي.م: تزوجني وهو يعلم أنه غير قادر على الإنجاب، لكنه لم يخبرني بالحقيقة، وبعد مضي سنة من زواجنا لم يتم فيها الحمل بدأ القلق يتسرب إلى داخلي فطلبت منه أن يصحبني إلى الطبيبة للاطمئنان على حالتي، حاول تأجيل الموضوع، وبعد محاولاتي المتكررة وإصراري قمت بإجراء التحاليل التي أفرحتني نتائجها وأحزنتني في الوقت ذاته؛ إذ إني لا أعاني من مشكلات تمنعني من الحمل، لكن الطبيبة أكدت علي أن أطلب من زوجي إجراء التحاليل لتتأكد من قدرته على الإنجاب وحين استجمعت شجاعتي وأخبرته برغبتي في ذهابه للطبيب ثار في وجهي وقال إني أشكك في رجولته! ولا أعرف ما علاقة الذهاب إلى الطبيب بقضية الرجولة؟!

تدهورت حياتنا الزوجية بين إصراري ورفضه هكذا حتى عرفت بالصدفة من أخته أنه غير قادر على الإنجاب وأنه كان يعلم ذلك قبل الزواج.. شعرت حينها أنه خدعني وحكم علي دون أن يشاورني بأن أحرم طيلة عمري من كلمة "أمي"!!

حتى لا تضيع الثروة!


بدأت نورا. ج حديثها وهي تضرب كفاً بكف: لم يكن خياري.. قبلت به رغماً عني.. هكذا أراد أبي، قالها لي وبكل صراحة: هذا الزواج سيحفظ لنا الثروة داخل الأسرة ولن تذهب إلى الغرباء، والقريب أفضل وأحق وأولى من الغريب!!

كان الحفاظ على الثروة أهم من أي شيء آخر.. تزوجنا وعشنا أياما جميلة.. كان طيباً وحسن المعاملة، لكن مخاوفي كانت في مكانها.. حلم الأمومة الذي داعب أحاسيسي عندما شعرت بحركة الجنين داخل أحشائي تحطم على شفتي الدكتورة عندما أبلغتني أن الجنين في حالة غير طبيعية، وكانت الصدمة الحقيقية عندما أتوني به ونظرت إليه وإذ به طفل مصاب بمرض الثلاسيميا، حملته بين يدي وفي ذهني سؤال واحد لا ثاني له: هل هذا هو الطفل الذي أراد أبي أن يحفظ له الثروة؟!!

معاناة الأمس والغد

بائسة عرضت مشكلتها على صفحات الإنترنت فنشرت مع قصتها أشجان تصيب قلب كل من يقرأها..

تزوجت قبل عشر سنوات من ابن خالتي ودخلت منزل الزوجية حاملة أحلاماً رومانسية وآمالا كبيرة لتكوين أسرة مثالية، فقد قرأت الكثير عن دور المرأة في إسعاد زوجها وإعمار بيتها بالحب والحنان، وكملت سعادتي بالحمل الذي عشت أيامه وتفاصيله بلهفة أنتظر الولادة حتى ذلك اليوم الذي أخبرتني فيه الطبيبة بأني حامل ببنت تشكو من علة ما...

مرت الأشهر الأخيرة في حملي وأنا أعيش في غمرة القلق والخوف، وجاءت ساعات الولادة العصيبة التي أخبرتني نهايتها بصحة كلام الطبيبة، أخذوا ابنتي مني وأدخلوها العناية المركزية وعلمت بعدها أنها مصابة بمرض اسمه متلازمة سانجد سقطي، وهو مرض وراثي مخيف، عشت مع ابنتي معاناتها اليومية.. تشنجات شديدة بسبب القيء، انخفاض في الكالسيوم والمغنسيوم، لون رمادي يغطي قرنية العين بالكامل. لا تنام ولا تستطيع الرضاعة، لديها صعوبة في النطق والتواصل، لها عالم خاص بها، تتكلم مع يديها والمصابيح والمرايا والورق.

زاد القيء عليها في السنة الثالثة وصارت ترفض الطعام، فقدت شهيتها، حتى الدواء كانت ترفضه، استمر القيء وزادت التشنجات حتى دخلت العناية المركزة لمدة عشرة أيام قرر الأطباء خلالها وضع أنبوب لها في الأنف خاص للتغذية فكان هذا الأنبوب رحمة أرسلها الله لي ليرحمها من الجوع والعذاب.

حين أصبح عمرها 4 سنوات صارت تشعر بالوحدة، فكرت في إنجاب أخ أو أخت ليشاركها اللعب ويملأ وحدتها، ترددت كثيراً؛ لأن الأطباء قالوا إن احتمال إصابة الطفل الثاني بهذا المرض 25% .

رغبتي في الإنجاب وشعوري القوي بالأمومة جعلاني أتغلب على مخاوفي وقررت الحمل، في أثنائها أصيبت ابنتي بنزف في المعدة صارت تتقيأ على أثره دماً أسود في الليل، عدنا إلى المستشفى أدخلتها قسم العناية المركزة ودخلت قسم التحاليل لأطمئن على سلامة جنيني... وجاءت نتائج التحليل أني حامل في الأسبوع السادس عشر بطفل ذكر ومصاب أيضاً بمتلازمة سانجد سقطي...

إرشادات طبية
ولإلقاء مزيد من الضوء على موضوع الفحص الطبي قبل الزواج ومدى أهميته التقينا بالدكتور "عبد الكريم طه قرملي" ـ استشاري نساء وولادة جراحة مناظير وعقم ـ حيث قال: الفحص الطبي قبل الزواج هو برنامج نفسي وثقافي متكامل، الهدف الأساسي منه لا يقتصر على إجراء بعض التحاليل، إنما استشارة كاملة لما قبل الزواج ورصد لمرحلة التاريخ الطبي السابق لدى المتقدم، وتشمل كل من الصحة النفسية والجسدية، وهو إجراء سهل وبسيط وميسر للجميع يتعرف من خلاله المتقدم على الحالة الصحية العامة للزوجين وإمكانية إنجاب أطفال أصحاء عند الولادة وأثناء النمو لاحقاً بإذن الله.


وهذا يتماشى مع الهدف الرئيسي من الزواج، وهو التوافق مع الفطرة، والحصول على الاستقرار النفسي والجسدي، وإنجاب زينة الحياة الدنيا أطفالاً أسوياء وأصحاء عند الولادة وأثناء النمو لاحقاً بإذن الله.


• من الأقوال الشائعة أن فحص ما قبل الزواج يعنى بالأمراض الوراثية فقط، فهل هذا صحيح؟ وما هي الفحوصات التي يجب أن تجرى للمقبلين على الزواج؟

يعنى الفحص الطبي بـالحالة الصحية العامة، والكشف عن وجود أمراض مزمنة. كما يتضمن فحوصات عن أمراض الدم والأمراض المعدية والوبائية وأمراض الكبد والجهاز البولي والمناعة لدى الأم، بالإضافة إلى تحاليل لإثبات القدرة على الإنجاب والتي تكون نتائجها أكثر وضوحا بالنسبة للرجل عن المرأة.

ويندرج تحت هذا الفحص تقديم نصائح صحية ونفسية واجتماعية وثقافة زوجية وتوعية بشكل عام لتزويد المتقدمين بمبادئ صحية أسرية مبنية على أسس علمية سليمة.

• كثير من الناس يجهل كيفية إجراء الفحص الطبي فكيف يتم هذا الفحص؟ وما هي الخطوات المتبعة فيه؟
يتم الفحص الطبي من خلال عدة جلسات للمقدمين على الزواج، وتبدأ بتسجيل الطبيب لمعلومات صحية عامة عنهم، ومن ثم يعطيهم فكرة سريعة عن الثقافة الزوجية. وفي الجلسة الثانية نقوم بالفحوصات الطبية اللازمة كالدم والبول وغيرها. وفي الجلسة الثالثة النهائية والفورية يخبر الطبيب المقدمين بنتائج التحاليل، وهي أهم مرحلة في فحص ما قبل الزواج، وفي حال وجود تشخيص لمشكلة ما من قبل الطبيب فعلى المتقدم التحقق من وضوح التشخيص والتأكد من فهمه التام له.

وعند الحاجة لأخذ علاج يلزم المتقدم التحقق من ماهية العلاج وسببه ومدى تأثيره المستقبلي. كما يجب أن يشعر المتقدم أن الطبيب المعالج يسعى جاهداً وبقناعة لمنع وقوع المشكلة مستقبلاً ولا يرضى بأن يكون أداء الطبيب روتينياً أو سالباً بحيث ينتظر لحين ظهور المشكلة ثم علاجها.

وتجدر الإشارة إلى أن أهمية الفحص الطبي لا تكمن في الكشف عن وجود مشكلات صحية، وإنما في إيجاد حلول لها، حيث يقوم بعض المتقدمين بإجراء تحاليل ثم أخذها دون عرضها على طبيب.. وهذا خطأ كبير؛ إذ كيف يمكن لهم كشف ما بداخلها وعلاجها؟!

• من خلال خبرتكم في هذا المجال.. ما هي الأمراض الوراثية الأكثر انتشاراً في العالم العربي؟ ومتى نحتاج إلى عمل فحوصات بالجينات الوراثية؟
يعد "فقر الدم المنجلي" و"فقر دم البحر الأبيض المتوسط" من أكثر الأمراض الوراثية انتشارا في العالم العربي، ونحتاج لعمل فحوصات عند وجود أحد الأمراض التالية في العائلة: فقر دم منجلي، فقر دم حوض البحر المتوسط، تاريخ عائلي بوجود إعاقة عقلية.

• هل سلامة الفحص الطبي قبل الزواج تضمن عدم حدوث أية أمراض وراثية أو تشوهات عند الولادة؟بدون شك لا، فقط نحن نسعى للوقاية والتقليل من حدوث ذلك، وما يخفى عند التحاليل قد يظهر في الحياة الفعلية لاحقاً، ويقودنا هذا لاستكمال حلقة الوقاية بعد الزواج وعند الرغبة في الإنجاب بعمل فحص واستشارة ما قبل الحمل ليقلل فرص حدوث ذلك.

• لماذا يخاف الناس من إجراء الفحوصات قبل الزواج؟

يخاف الناس الفحص الطبي نتيجة فهمهم الخاطئ لحقيقته فليس المراد منه كما هو معتقد إبعاد أو تفريق من اتفقا على الزواج عند اكتشاف مشكلة صحية اثر الفحص مثلاً، بل على العكس تؤدي الفحوص إلى إيجاد حل سريع ونصائح واضحة؛ لتجنب التعقيدات التي يمكن أن تحصل بعد الزواج وقبل وأثناء الحمل. فالفحوصات لا تتوقف عند التشوهات والأمراض الوراثية فحسب، إنما تدخل فيها أمراض عادية قد يكون بالإمكان تداركها بعدة تطعيمات فقط؛ لتجنب حدوث أي مشكلات للجنين في المستقبل (كارتفاع الكوليسترول) مثلاً، فالهدف من هذه التحاليل الاستفادة وليس تفريق الأزواج.

ومن النادر جداً أن ننصح بعدم إتمام الزواج، وقد لا تتعدى النسبة 1% من المتقدمين، وغالباً ما تكون في زواج الأقارب، خاصة في الأسر التي تتكرر فيها أمراض وراثية معينة، وفي هذه الحالة تكون نتائج التحاليل توعية للأهل جميعاً ليتجنبوا أي مشروع زواج بين أبناء العائلة نفسها (التي تتكرر فيها أمراض وراثية معينة).

ولعل تلك التحاليل التي يخافون من إجرائها قبل الزواج لئلا يفترقا.. قد يؤدي بهم إهمالها إلى الافتراق بعد الزواج والإنجاب إذا ما ظهرت لديهم مشكلات وراثية أو وجود أطفال غير أسوياء.

• هذا يعني أن هناك حالات مرضية يمكن تداركها وإتمام الزواج؟

نعم، في الغالب الأعظم، إذ إن أكثر من 99% من الأمراض التي نكشفها يوضع لها حل، ولا بد أن نشير هنا إلى أن هذه الأمراض ستعرف عاجلاً أم آجلاً.

• إذا أثبت الفحص وجود مشكلة صحية للمتقدمين فهل يلزمهم ذلك بعدم الارتباط؟

لا إلزام، إنما نحذرهم طبياً من الارتباط، وهذا كما أسلفت يحدث بنسبة قليلة، فالهدف الأساسي في التحاليل اكتشاف وجود المشكلة وتداركها والتخفيف من أضرارها ومحاولة تجنبها قبل أن يتعذر علينا ذلك.

فقد سبق أن اكتشفنا أن إحدى النساء المتقدمات للفحص مصابة بالسكر وإصابتها هذه لا تمنع زواجها، إنما يحتاج الأمر إلى إجراءات طبية؛ لأن عدم تدارك هذا المرض قد يؤدي إلى إجهاضات مبكرة ومشكلات عند الولادة.

كذلك إذا لم يكن لدى الأم مناعة من الحصبة الألمانية؛ فقد يؤدي ذلك إلى ولادة أطفال مشوهين. أما إذا اكتشفت الأمر مبكرا وأخذت الإجراء اللازم من القائمين على هذا المشروع بقسم النساء والولادة فيمكن تدارك المشكلة قبل تفاقمها، ولكن هذا لا يعني أن العمل يقتصر على هذا القسم، فإذا اكتشفنا مثلاً من خلال التحاليل وجود مشكلة في الجهاز الهضمي أو الغدد عند أحد المتقدمين نوجههم للطبيب المختص بهذا المجال.

• هل يجب على المتزوجين الذين لم يجروا تلك الفحوصات القيام بذلك بعد الزواج؟
ننصح بضرورة فعل ذلك وهي تدخل في برنامج آخر يسمى " فحص واستشارة ما قبل الحمل" وهي خطوة هامة تعنى بصحة المرأة وتشمل التاريخ الطبي للزوجة وزوجها قبل الحمل، والهدف منها تقديم معلومات دقيقة ومهمة للزوجة والزوج فيما يتعلق بالنواحي الصحية للإخصاب والحمل، والتوعية باحتمالات الأخطار المحيطة في حال وجودها، وأفضل الطرق لتجنبها أو الحد منها، ومن ثم طرح الخيارات لاتخاذ السبل التي يرونها مناسبة للمتابعة الصحية المستقبلية.

الرؤية الشرعية
وحول الرؤية الشرعية للفحص الطبي.. سألنا الشيخ "عصام الشعار" عن رأيه بإلزام العاقدين بنية الزواج بالفحص الطبي قبل زواجهما، وقد أجابنا:

بالنسبة لإجراء الفحص الطبي فهو ليس واجباً من جهة الشرع، ولكن يستحب إجراء هذا الفحص قبل الزواج؛ حتى لا يحدث أمر كان من الممكن تفاديه، فمثل هذا الإجراء فيه مصلحة للطرفين، وإذا كان القانون يوجب مثل هذا الإجراء فيجب العمل به؛ لأن ولي الأمر له أن يسن من القوانين ما يشاء إذا لم يتعارض ذلك مع نص شرعي.

ولكن إذا تم عقد الزواج دون إجراء هذا الفحص فلا حرج، وعقد الزواج يكون صحيحا، ولا يبطل العقد إلا إذا كان ثبت عيب بأحد الزوجين من العيوب المعتبرة شرعا والتي تحول دون استمتاع أحد الطرفين بصاحبه أو يؤثر على الإنجاب، ففي هذه الحالة يكون للطرف الآخر الحق في فسخ العقد أو إمضائه.

• وماذا لو علم الزوج بحقيقة مرضه ولم يصارح زوجته أو حدث العكس بالنسبة للزوجة، فهل يعد الزواج باطلاً؟

إذا كان أحد الخاطبين يوجد به عيب أو مرض باطن لا يؤثر على الإنجاب ولا على الصحة العامة فليس من الضروري أن يخبر الخاطب الطرف الآخر. أما إن كان له تأثير على الإنجاب أو قيام أحد الطرفين بواجباته الزوجية، فلا بد من الإخبار حتى يكون كل طرف على بينة من أمره ويسير في هذا العقد دون غرر أو تلبيس، والأولى في جميع الحالات أن يصارح كل من الطرفين صاحبه في كل شيء ؛ فقد جاء في الأثر "أن عمر بن الخطاب أتاه رجل عقيم وأخبره أنه خطب امرأة ولم يخبرها بأنه عقيم فأمره عمر أن يخبرها ويخيرها".

حكم الإجهاض

وقد توجهنا بسؤالنا حول الإجهاض للدكتور "عطية عبد الموجود" ـ أستاذ مساعد بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الأزهر ـ فسألناه عن حكم إجهاض الجنين إذا كشفت الفحوصات الطبية عن إصابته بالتشوه فقال:

أما بالنسبة لإجهاض الجنين إذا ما أكدت الأبحاث أنه سيكون مشوه الخلقة فإنه يحرم شرعا ولا يجوز، وأيا كان المرض الذي سيولد به الطفل فإنه لا يبيح الإجهاض؛ لأن به روحا ولا يدفع مرضه إلى إزهاق نفسه، فالروح لا يعتدى عليها في أي حال.. والاستثناء الوحيد هو أن يخشى على الأم من الخطر بيقين "الموت". أما الفحص الطبي في ذاته فليس فيه أي مخالفة شرعية.
حـ * ـلم
حـ * ـلم
مرضان وراثيان يحدثان جدلاً صحياً في الفحص الطبي قبل الزواج

كتب - محمد الحيدر:

تسبب اصابة أكثر من اثني عشر (12) حالة يومياً في المملكة بمرضي (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا) لإحداث جدل بين وزارة الصحة ومشروع مكافحة امراض الدم الوراثية الذي تتبناه لجنة خدمة المجتمع بالاحساء والمهتم بالتوصل لمعرفة اسباب انتشار وتزايد حالات الاصابة بهذين المرضين بالمملكة.
وتمثل الجدل الذي ما زال مستمراً في مطالبة أعضاء المشروع بتعجيل قرار الفحص الطبي قبل الزواج لمرضي فقر الدم المنجلي والبيتاثلاسيما عن بقية الامراض المعدية والوراثية.
وعلل اعضاء المشروع سبب ذلك الى ارتفاع نسبة انتشار هذين المرضين في المملكة واللذين وصلا في بعض مناطقها الى 30% ، بينما الأمراض المعدية والوراثية ذات نسب متدنية ومحدودة ومعظمها أقل من 5%. اضافة الى ان عدم الفحص قبل الزواج هو السبب الوحيد للاصابة بهذين المرضين، بينما هناك العديد من الاسباب للاصابة بالامراض المعدية!!. وقدرة مختبرات وزارة الصحة على اجراء الفحص لهذين المرضين في جميع مناطق المملكة. وأخيراً تهيئ الاهالي في المناطق العالية النسبة ومطالبتهم بالزام الفحص قبل الزواج حول هذين المرضين حسب استبيان قام به المشروع عام 1422ه وحصوله على تأييد بنسبة 95%. فيما ترى من جهة أخرى وزارة الصحة انها في طور تجهيز مختبراتها وتأهيلها والعمل على توفير الكوادر الفنية المدربة. وكان مجلس الوزراء أقر خمسة ملايين ريال تضاف لميزانية وزارة الصحة في إعداد خطط وبرامج توعوية صحية عبر وسائل الإعلام لتوضيح فوائد وخطورة تلك الامراض المعدية والوراثية. ولتزايد حدة النقاش بين الوزارة ومطالبة اعضاء المشروع فقد وجه المقام السامي في رمضان الماضي دراسة الموضوع وإعطاء تقرير مفصل خلال ستة اشهر حول مدى إلزاميته أو عدمه بالتنسيق مع وزارة العدل الت
ي سوف يكون من ضمن إجرائها في الفحص الطبي قبل عقد النكاح للمتزوجين.
ولكن تبقى العادات الاجتماعية القبلية مشكلة كبرى في تحقيق مثل هذا الاجراء الطبي في إلزاميته او وضعه على جانب الاختيار..

المصدر : جريدة الرياض اليومية.... الثلاثاء 24 ذو الحجة 1423العدد 12667السنة 38

! مــ هـتـان ـــزن !

http://www.uaeuae.com/upload/pic4/00.gif
مشـــــــــكورة غــــــــــلاتي * helm4ever *


لا حرمني الله منكِ ومن رحابة صدرك وتعاونك


واذا عرفتي كيفيه الدخول الى مكتبة جامعة الملك عبد العزيز


للتوصل الى بحث كرسالة ماجستير او دكتوراه خاصة بهذا الموضوع


لان كل المكتبات فتحت معنا ماعدا مكتبه جامعة الملك عبد العزيز



فــــديتــــــــــك ؛؛ :24:



http://www.uaeuae.com/upload/pic4/00.gif
,,,بـنـت نـجـد,,,
الاخت الغاليه مزن هتان

اعاننا الله واختك فأنا لدي نفس الموضوع

افيديني بما يستجد لديك من مواضيع وسأقوم بذلك ايضا والله يوفقنا واياكم


مع الشكر الجزيل للغاليه helm4ever
-------------------------------------------------------------------------

مقدمة :
الفحص قبل الزواج .. من أجل أبنائنا

يتفانى الوالدان في توفير حياة أفضل لأبنائهم، ويستميتا في إتاحة كل سبل السعادة الممكنة لهم، لذا نرى أن وسائل العناية بالأبناء قد تعددت وسبل الرعاية بهم قد تنوعت.

فهناك من يحرص على الرعاية التعليمية التثقيفية لإخراج جيل ذي وعي أكاديمي ثقافي، وهناك من يحرص على الرعاية التربوية الإرشادية لإعداد شباب ذوي سلوك قويم، وهناك من يحرص على الرعاية الصحية والجسدية ليحظى بأبناء أصحاء معافين، والجميع يسمو إلى توفير كل سبل الرعاية بكل تعددها وتنوعها.

وهنا في هذا المقام نتطرق إلى أحد سبل الرعاية الصحية والوقائية الذي قد أهمله كثير من الناس، إما لجهلهم به أو تجاهلهم له، ألا وهو الفحص قبل الزواج، ولهذا الإجراء أهمية بالغة في تجنب كثير من الأمراض، خاصة ذات الطابع الوراثي والعائلي، والتي يكثر انتشارها في مجتمعاتنا العربية، وقد يعزى ذلك لارتفاع نسبة الزواج بين الأقارب وزيادة احتمال التقاء الجينات المسببة للمرض الوراثي.

ويشمل الفحص قبل الزواج زيارات للطبيب المختص الذي يقوم بدوره بأخذ تاريخ طبي مفصل يتعرف من خلاله على الأمراض الوراثية في العائلة، ويشمل أيضًا فحصًا سريريًا وعمل فحوصات مخبرية تحددها نتائج التاريخ الطبي والفحص الإكلينيكي.

ومن الأمراض التي أصبح بالإمكان الكشف عن حاملها، وبالتالي تفادي إصابة الأطفال بها أمراض الدم الوراثية، كالأنيميا المنجلية أو أنيميا البحر المتوسط، وقد يصبح بالإمكان في المستقبل القريب الكشف عن كثير من الأمراض الوراثية والاستقلالية وأمراض الغدد الصماء الوراثية، خاصة بعد اكتمال ومعرفة خريطة الجينوم البشري، مما قد يشجع المجتمع على الإقبال على فحص ما قبل الزواج.

ولكن يبقى هذا النوع من الفحص محدود الانتشار، وقد يعزف عن القدوم عليه بعض الناس بسبب الخشية من معرفة حقيقة حملهم لمرض وراثي معين، أو خشية تسرب هذه المعلومات أو هذه الحقائق ونشرها بين الناس، لذا فإن تعميم هذا الفحص بين عامة الناس وإقبالهم على إجرائه سيكون مقروناً بتحلي القائمين عليه بالأمانة، والتخلق بالمحافظة على سرية المعلومات وخصوصيتها.

ومن الناحية التقنية قد يكون هذا الفحص مقتصرا على عدد قليل من الأمراض الوراثية التي تعرف أسبابها الحقيقية أو الجينات المسببة لها، حيث لا يمكن إجراء فحص واحد للكشف على جميع الأمراض الوراثية التي قد يزيد عددها على عشرة آلاف مرض، كما أن تكلفة عمل هذه التحليلات باهظة، وإمكانية إجرائها لا تتوفر في جميع المختبرات، لذا يجب على بعض الجهات الصحية الحكومية العمل على إعداد الكوادر الطبية المتخصصة مما قد يعمل على خفض تكاليف إجراء هذه التحليلات.

ولكن على الرغم من هذه الصعوبات يجب إظهار أهمية هذا الفحص، والعمل على تذليل العوائق التي قد تواجه انتشاره لنحظى بجيل ينعم بصحة أفضل ومستقبل أفضل.
نحاول هنا فى هذا الملف تقديم رؤية متكاملة لاهمية الفحص قبل الزواج لارساء دعائم اسرة صحيحة وسعيدة مع عرض لاهم الفحوصات والتحاليل المطلوبة لكل من الزوج والزوجة 00 متمنين لكل قرائنا الاعزاء الصحة والعافية .
الفحص الطبي قبل الزواج :

مع دخول فصل الصيف تكثر مناسبات الزواج و الأفراح فتجد الأشخاص المقبلين على الزواج والحياة الجديدة يهتمون بهذا اليوم السعيد الذي يمثل بالنسبة لهم الانتقال إلى حياة جديدة مملوءة بالتفاؤل و الحياة،و ويتخللها بعد توفيق الله إنجاب ذرية طيبة تزيد حياتهم فرح و مسرة.و قد يفوت عليهم التفكير أن الحمل و إنجاب الأطفال قد يصاحبه أمور لم يطرأ على بالهم ولم يتخيلوا انه من الممكن أن يحدث لهم.و بما انه من الممكن التنبؤ بهذه الأمور طبيا و من الممكن تجنب بعضها لزم أن يقوم هؤلاء ممن يريد الزواج بالتأكد من هذه الأمور عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج. و قد سنت بعض الدول العربية أنظمة لتطبيق الفحص قبل الزواج.و إذا كانت السعودية و البحرين و الإمارات تحث بشكل اختياري على القيام بهذه الفحوصات فان الأردن سنت نظام يجبر من يريد الزواج بالفحص الطبي قبل عقد القران.و تعد المجتمعات العربية بشكل عام من المجتمعات التي يشيع فيها زواج الأقارب ضمن نطاق القبيلة، أو العشيرة، أو العائلة والأسرة الواحدة.

وهى انواع من الزيجات معرضة لحد كبير الى ظهور العديد من الامراض الوراثية حيث يتوقع إحصائيا أن يصاب طفل واحد من كل 25 طفل بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية خلال الخمس وعشرين سنه من عمره .و يتوقع أن يصاب طفل واحد لكل 33 حالة ولادة لطفل حي بعيب خلقي شديد. كما يصاب نفس العدد بمشكلات تأخر في المهارات و تأخر عقلي. وتسعه من هؤلاء المصابون بهذه الأمراض يتوفون مبكرا أو يحتاجون إلي البقاء في المستشفيات لمده طويلة أو بشكل متكرر ولها تبعات مالية واجتماعيه و نفسيه . وهذه الأعداد لها تبعات عظيمة و معقدة على الأسرة وبقيه المجتمع.
من هنا كانت اهمية اجراء الفحص الطبى قبل الزواج الذى يمكنه من معرفة العديد من الامراض الوراثية الخطيرة وحتى على الاقل يمكنه من معالجة بعضها قبل بدء الحياة الزوجية ..

الأمراض المنتشرة في العالم العربي

يصعب معرفة و حصر الأمراض المنتشرة في الوطن العربي و ذلك ناتج لشح المعلومات الموثقة عن هذه الأمراض.كما أن بعض نسبة انتشار هذه الأمراض تختلف من دولة لأخرى.ولكن و بشكل عام نقسم الأمراض الأكثر شيوعا في العالم العربي إلى عدة أقسام:
أمراض الدم الوراثية مثال فقر الدم المنجلي و فقر دم البحر المتوسط و أنيميا الفول.
القسم الثاني أمراض الجهاز العصبي كمرض ضمور العضلات الجذعي و أمراض ضمور العضلات باختلاف أنواعها و ضمور المخ و المخيخ.
القسم الثالث هي أمراض التمثيل الغذائي المعروفة بالأمراض الإستقلابية التي تنتج بسبب نقص أنزيمات معينة.
القسم الرابع أمراض الغدد الصماء خاصة أمراض الغدة الكظرية و الغدة الدرقية.و معظم هذه الأمراض تنتقل بالوراثة المتنحية و التي يلعب زواج الأقارب فيها دور كبير في زيادة أعدادها.

نظرة وراثية:

يقسم الأطباء أسباب العيوب الخلقية و الأمراض الوراثية إلى أربع أقسام رئيسية. القسم الأول هي الأمراض المتعلقة بالكرموسومات (الصبغيات) وهذا النوع في العادة ليس له علاقة بالقرابة، و أسباب حدوثها في الغالب غير معروفه. ومن اشهر أمراض هذا القسم متلازمة داون (او كما يعرف عند العامة بالطفل المنغولي) . و متلازمة داون ناتجة عن زيادة في عدد الكروموسومات إلى 47 بدل من العدد الطبيعي 46.
القسم الثاني من العيوب الخلقية و الأمراض الوراثية تلك الأمراض الناتجة عن خلل في الجينات. ويتفرع من هذا القسم أربع أنواع من الأمراض :الأمراض المتنحية, الأمراض السائدة , و الأمراض المرتبطة بالجنس المتنحية و الأمراض المرتبطة بالجنس السائدة .

الأمراض المتنحية هي أمراض تصيب الذكور و الإناث بالتساوي ويكون كلا الأبوين حامل للمرض مع أنهما لا يعانيان من أي مشاكل صحية لها علاقة بالمرض. وفي العادة يكون بين الزوجين صله قرابة.ولذلك تنتشر هذه الأمراض في المناطق التي يكثر فيها زواج الأقارب كبعض المناطق في العالم العربي . ومن اشهر هذه الأمراض أمراض الدم الوراثية، خاصة مرض فقر الدم المنجلي (الأنيميا المنجلية) وفقر دم البحر المتوسط (الثلاسيميا ) و أمراض التمثيل الغذائي بأنواعها.

أما الأمراض السائدة فإنها في العادة ليس لها علاقة بالقرابة, وتتميز بإصابة أحدى الوالدين بنفس المرض واشهر أمراض هذا النوع متلازمة مارفان.و مع أن هذا النوع من الأمراض ليس له علاقة بالقرابة, ولكن عند زواج اثنين مصابين بنفس المرض (وقد يكون بينهما صله نسب ) فقد تكون الإصابة في أطفالهم اشد او اخطر وذلك لحصول الطفل على جرعتين من المرض من كلا والديه.

والنوع الثالث من أمراض الجينات هي الأمراض المرتبطة بالجنس المتنحية. وهذا النوع من الأمراض ينتقل من الأم الحاملة للمرض فيصيب أطفالها الذكور فقط. واشهر هذه الأمراض مرض نقص خميرة G6PD (أو ما يسمى بأنيميا الفول) وهذا النوع في العادة ليس لها علاقة بزواج الأقارب، ولكن المرض قد يصيب البنات إذا تزوج رجل مصاب بالمرض بإحدى قريباته الحاملة للمرض.

النوع الرابع و الأخير هو الأمراض المرتبطة بالجنس السائدة هي أنواع من الأمراض النادرة والتي في العادة تنتقل من الأم إلى أطفالها الذكور و الإناث, وقد يكون شديد في الذكور مقارنه بالإناث.

أما القسم الثالث من العيوب الخلقية و الأمراض الوراثية هي الأمراض المتعددة الأسباب ومعظم الأمراض تدخل تحت هذا القسم, فمثلا مرض السكر, وارتفاع ضغط الدم, والربو,و الظهر المشقوق(الصلب المشقوق), و الشفة الأرنبية وغيرها من الأمراض كلها تدخل تحت هذا الباب . إن الأسباب وراء هذه الأمراض في العادة غير معروفه ولكن جميع هذه الأمراض لا تحدث إلا في الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي وتعرضوا إلى سبب ما في البيئة المحيطة بهم. في العادة ليس لزواج الأقارب علاقة في حدوث هذه الأمراض ولكن إذا تزوج شخصين مصابين بأي نوع من هذه الأمراض يزيد من احتمال إصابة الأطفال مقارنه بإصابة احد الوالدين فقط مصاب بالمرض.

القسم الرابع و الأخير من العيوب الخلقية و الأمراض الوراثية هي مجموعه من الأمراض المتفرقة والتي يصعب حصرها ومن اشهر هذه الأمراض, الأمراض المرتبطة بالميتوكندريا والتي تنتقل من الأم فقط إلى بقيه أطفالها.

2- الأمراض المعدية:هذه قصة منقولة من احدى منتديات الانترنت و لم يذكر راويها مرجعة و لكن فيها العبرة.

أود ان أذكر لكم قصة حقيقية لأحد المرضى الذين كنت أشرف على علاجهم وهذه القصة حدثت منذ عدة سنوات. هذه القصة لها معان عدة وأحدها أهمية عمل فحص الرجل أو المرأة قبل الزواج.القصة كانت لشاب عربي طموح تخرج من الثانوية العامة وحصل على بعثة للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة التخصص الذي يرغبه وقد قضى ذلك الشاب خمس سنوات في الدراسة هناك. بعد ان حصل على البكالوريس رجع إلى بلده وحصل على وظيفة جيدة في مجال تخصصه وكان سعيداً جداً بذلك. بعدها قرر ان يتزوج وقد حصل له ما أراد فقد توفق بفتاة ووجد فيها المواصفات من الجمال والخلق التي يريدها.بعد مضي عدة سنوات ظهر في جسم زوجته أورام في الغدد الليمفاوية وعند عمل التحاليل والعينات تبين أنها مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية (NHL) ومن ضمن التحاليل عمل لها فحص لفيروس نقص المناعة المكتسبة فيروس المسبب للإيدز (HJV) وتبين أنها مصابة بمرض الإيدز وان سرطان الغدد الليمفاوية هو مصاحب لمرض الإيدز (الأورام السرطانية الليمفاوية قد تكون إحدى مضاعفات مرض الإيدز). وقد تم إخبار الزوج بذلك وقد صعق كما صعقت زوجته وأتاه حالة من الهستيريا وذهب يبكي ويقبل زوجته ويقول لها أنه هو السبب وفعلاً قد تم فحص الزوج وتبين أنه مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة أيضاً تبين أنه خلال سفره للولايات المتحدة مارس علاقات جنسية محرمة مع عدة نساء لكن لم يكن يعلم بتاتاً أنه مصاب بهذا الفيروس وإلاّ لما أقدم على الزواج من هذه الفتاة على حد قوله.وزيادة في المأساة لهذه القصة فقد انتقل فيروس نقص المناعة المكتسبة إلى طفلتهم الوحيدة وكانت بالفعل كارثة لجميع أفراد العائلة. في ذلك الوقت لم تكن هناك أدوية فعّاله وكانت حالة الزوجة متأخرة فتوفاها الله في عدة أشهر ولحق بها زوجها بعد سنتين.على كل ما تحمله هذه القصة من آلام وحزن لكن فيه دلالة واضحة على أهمية الفحص قبل الزواج.. لكن السؤال هل يكون هذا الفحص إجبارياً لجميع المتقدمين للزواج للتأكد من الأمراض الوراثية والمعدية أو اختيارياً؟ من الأفضل عمل لجنة يتواجد فيها جميع المتخصصين ويتم دراسة الموضوع من جميع جوانبه الطبية والاجتماعية والاقتصادية والفوائد والعقبات والمشاكل لو أمكن تطبيقه أو بالأحرى هل هناك ضرورة من تطبيقه او الاكتفاء بتوعية الناس وحثهم على عمل الفحوصات أو مراجعة الأطباء المختصين إذا كان هناك شك في مرض وراثي أو معد.الموضوع يحتاج إلى دراسة وتعمق ومعرفة آراء الناس وتفاعلهم قبل ان يكون هناك قرار لصالح أو ضد الفحص الطبي قبل الزواج. والجانب الآخر هل سوف يوضع قانون يقضي بمنع من هو مصاب بمرض معد قد ينقله لشريك حياته أو أطفاله أو وراثي ينقله لأطفاله من الزواج أم يترك الموضوع لحرية الشخص وضميره.

س :ما هي أهمية الفحص قبل الزواج؟
تكمن فائدة الفحص قبل الزواج فى عدة نقاط :
1 - أن المقدمين على الزواج يكونون على علم بالأمراض الوراثية المحتملة للذرية إن وجدت فتتسع الخيارات في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج.

2 - تقديم النصح للمقبلين على الزواج إذا ما تبين وجود ما يستدعي ذلك بعد استقصاء التاريخ المرضي والفحص السريري واختلاف زمر الدم.

3 - أن مرض (التلاسيميا) هو المرض الذي ينتشر بشكل واسع وواضح في حوض البحر المتوسط وهو المرض الذي توجد وسائل للوقاية من حدوثه قبل الزواج.

4 – المحافظة على سلامة الزوجين من الأمراض، فقد يكون أحدهما مصاباً بمرض يعد معدياً فينقل العدوى إلى زوجه السليم.

5 – إن عقد الزواج عقد عظيم يبنى على أساس الدوام والاستمرار، فإذا تبين بعد الزواج أن أحد الزوجين مصاب بمرض فإن هذا قد يكون سبباً في إنهاء الحياة الزوجية لعدم قبول الطرف الآخر به.

6 – بالفحص الطبي يتأكد كل واحد من الزوجين الخاطبين من مقدرة الطرف الآخر على الإنجاب وعدم وجود العقم، ويتبن مدى مقدرة الزوج على المعاشرة الزوجية.

7 – بالفحص الطبي يتم الحد من انتشار الأمراض المعدية والتقليل من ولادة أطفال مشوهين أو معاقين والذين يسببون متاعب لأسرهم ومجتمعاتهم .

أما السلبيات المتوقعة من الفحص تكمن في:

1 – إيهام الناس أن إجراء الفحص سيقيهم من الأمراض الوراثية، وهذا غير صحيح؛ لأن الفحص لا يبحث في الغالب سوى عن مرضين أو ثلاثة منتشرة في مجتمع معين.

2 – إيهام الناس أن زواج الأقارب هو السبب المباشر لهذه الأمراض المنتشرة في مجتمعاتنا، وهو غير صحيح إطلاقاً.

3 – قد يحدث تسريب لنتائج الفحص ويتضرر أصحابها، لا سيما المرأة فقد يعزف عنها الخطاب إذا علموا أن زواجها لم يتم بغض النظر عن نوع المرض وينشأ عن ذلك المشاكل.

4 – يجعل هذا الفحص حياة بعض الناس قلقة مكتئبة ويائسة إذا ما تم إعلام الشخص بأنه سيصاب هو أو ذريته بمرض عضال لا شفاء له من الناحية الطبية.

5 – التكلفة المادية التي يتعذر على البعض الالتزام بها وفي حال إلزام الحكومات بجعل الفحوص شرطاً للزواج ستزداد المشاكل حدة، وإخراج شهادات صحية من المستشفيات الحكومية وغيرها أمر غاية في السهولة، فيصبح مجرد روتين يعطى مقابل مبلغ من المال .

سؤال وجواب عن الفحص قبل الزواج وهل هو مهم فقط لزواج الاقارب :
زواج الاقارب فى قفص الاتهام :
س : يقال إن أغلب الأمراض التي تنشأ هي نتيجة الزواج من الأقارب فقط، فهل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحا فهل يمكن قصر الفحص على الأزواج من الأقارب؟

ج - يلعب زواج الاقارب دورا كبيرا في الإصابة بالأمراض الوراثية الناتجة عن الوراثة المتنحية كفقر الدم المنجلي و أنيميا البحر المتوسط، ولكن هذا لا يعني أن عدم الزواج من أحدى الأقارب يضمن أن تكون الذرية سليمة من أي مرض و راثي ولا حتى من الأمراض الوراثية المتنحية.و لذلك من المهم القيام بتحاليل لكشف إذا ما كان الشخص حامل للمرض بغض النظر عن صلة القرابة بين الخطيبين.لذلك ففحوصات ما قبل الزواج هي مهمة للأقارب وغير الأقارب. وتكون أكثر أهمية للأقارب اذا كان هناك أمراض وراثية.

س : هل زواج الأقارب بعد التأكد من إن الخطيبين لا يحملان أي مرض ممكن ؟

ج- إن احتمال الإصابة بالأمراض الخلقية عند المتزوجين من أقاربهم أعلى مقارنة بالمتزوجين من غير أقاربهم. و تزداد نسبة هذا الأمراض كلما زادت درجة القرابة. فوراثياً لدى كل إنسان بغض النظر عن عمره أو حالته الصحية حوالي 65-10جينات معطوبة (بها طفرة). وهذه الجينات المعطوبة لا تسبب مرض لمن يحملها لان الإنسان دائما لدية نسخة أخرى سليمة من الجين. و عند زواج طرفين لديهما نفس الجين المعطوب فان أطفالهم قد يحصلون على جرعة مزدوجة من هذا الجين المعطوب(أي أن الأب يعطي جين معطوب و الأم أيضا تعطي نفس الجين المعطوب) وهنا تحدث مشكلة صحية على حسب نوع الجين المعطوب. و في العادة تختلف أنواع الجينات المعطوبة بين شخص و أخر و يندر أن يلتقي شخصان لديهما نفس الجين المعطوب.ولكن نوع الجينات المعطوبة عادة تتشابه في الأقارب.فهناك احتمال كبير أن يكون أبناء العم و العمة و الخال و الخالة لديهم نفس الجينات المعطوبة ،و لو تزوج احدهم من الأخر فهناك خطر على ذريته.

س : هل سلامه التحاليل تعني أن الشخص خالي تماما من الأمراض الوراثية؟

ج : الأمراض الوراثية كثيرة جدا ويصعب الفحص عنها كلها.كما أن الكثير من هذه الأمراض يصعب الكشف عنها نظرا لعدم و جود تحليل لها أو التحليل لا يستطيع اكتشاف الشخص الحامل للمرض بشكل دقيق .كما أن الكثير من هذه الأمراض ناتج عن خلل في الجينات و الكثير من الجينات-والتي تتراوح حوالي 30 ألف جين- غير معروفة و لم يتم اكتشافها ولذلك لا يوجد لها تحاليل.لذلك على الذين يتقدمون للفحص الطبي قبل الزواج معرفة أن الطب لا يستطيع الكشف عن جميع الأمراض.و ينبغي على المتقدم التحري عن كل طفل او بالغ في العائلة و لدية مرض يشتبه أن يكون خلقي أو وراثي.فلذلك فان التاريخ المرضي لكل عائلة هي التي تنبه الطبيب عن وجود مرض ما ، و إذا عرف هذا المرض فان على الطبيب التحقق من احتمالية انتقاليه لهذه الأسرة الجديدة.

س : لماذا على كل خاطب و مخطوبته القيام بفحص طبي قبل الزواج؟

إن الكثير من الإمراض الوراثية لا يوجد لها علاج أو يصعب علاجها وذات تكلفة عالية و قد يترتب على إجراءات العلاج سواء بتناول الدواء طوال الحياة أو التغذية الخاصة أو نقل الدم بصفة منتظمة او زرع الأعضاء زيادة في النفقات فالفحص قبل الزواج يشكل وسيلة ملائمة لمكافحة الأمراض الوراثية و وسيلة للوقاية وباقل تكلفة مقارنة بالفوائد الكبيرة التي تتحقق إذا ما تم حماية المجتمع من الأمراض الوراثية والتي يكلف علاجها مبالغ طائلة.

س : متى يجرى الفحص

بالنسبة للفحص الوراثي كلما كان وقت الفحص مبكرا كان ذلك أفضل حتى يستطيع الطرفين اخذ قرار حاسم بشأن استمرارهما من عدمه .

س :ما هي الأمراض التي تؤثر على الزواج؟

طبعا هذا السؤال يقودنا إلى جميع الأمراض التي من الممكن أن تؤثر على الزواج و على قدرة احد الزوجين في القيام بدورة بشكل المطلوب. و هذه الأمراض أمراض نفسية اجتماعية و أمراض عضوية. وعلى سبيل المثال الشخص الذي لدية إصابة في العمود الفقري و هو مقعد قد لا يستطيع أن يؤدي حقوقه الزوجية بالشكل المطلوب بدون مساعدة طبية متخصصة.كذلك الأشخاص المصابون بأمراض في الأعضاء التناسلية أو أي مرض عضوي أو نفسي آخر.و لذلك فحديث الرسول صلى الله علية وسلم القائل تخيروا لنطفكم من الناحية الطبية يشمل جميع الأمور الوراثية و غير الوراثية العضوية وغير العضوية.و لكن ما يهمنا في هذا الحديث هي الأمراض الوراثية التي يمكن تجنبها بإذن الله.

س : كثير من الناس يعتقد أن ظهور شيء في الفحوصات التي تجرى قبل الزواج يعني البحث عن زوج او زوجة أخرى، كيف توضح هذه الصورة؟

لا شك انه قد تظهر نتائج غير مرغوبة في هذه الفحوصات.و هذا أمر عصيب ليس فقط على الطرفين و اهلهم ،بل يصل إلى الطبيب الذي عليه أن يوصل تلك المعلومات بشكل الصحيح .وهنا نود أن أوضوح أمرا في غاية الأهمية و قد يساء فهمة.فالفحوصات التي سوف تجر للكشف عن لأمراض الوراثية(وهنا لا أتحدث عن الأمراض المعدية)هي للكشف إذا ما كان الشخص حامل للمرض أم لا. والشخص الحامل للمرض ليس شخص مريضا، بل هو شخص سليم و لكنه يحمل صفات و راثية يمكن أن ينقلها لذريته إذا حدث و كانت زوجته أو كان زوجها أيضا حاملا لنفس المرض. هذا من ناحية ،و من ناحية أخرى ليس هناك بإذن الله مشكلة لو كان واحد من الطرفين حامل للمرض و الطرف الأخر ليس حامل. المشكلة فقط تحدث إذا كان الطرفان كلاهما حاملين للمرض.أما لو حدث و كان الطرفين حاملين لنفس المرض فانهما يبلغن بشكل سري عن نتيجة التحليل و يشرح لهما الاحتمالات التي يمكن أن تحدث لذريتهما لو تزوجا.وهنا ننبه أن الطبيب لا يتدخل في القرار النهائي فالرجل و المرأة حرين في اتخاذ القرار المناسب لهما.و ما عليهما إلا أن يستخيرا في قرار الزواج . و لو حدث و تزوجا مع علمهما انه من المكن أن يرزقا بأطفال مصابين بمرض وراثي فان معرفتهما بهذا الاحتمال بإذن الله سوف يقوي من ترابطهما ،هذا لو قارناه بمن لم يعلم و فجأه يجده أمام معلومات وراثية خطيرة لم يعلمها قد تعصف بأسرته و تشرد أطفاله المصابين بالمرض. هذا إذا قلنا أنهما سوف يتزوجان أما لو قررا أن لا يتزوجا فبامكانهما البحث عن زوج أخر و عسى أن تكرهوا شيء و هو خير لكم.

س : هل من الممكن تدارك المشاكل التي قد تكون في الجينات و إصلاحها قبل الزواج؟

للأسف لا يمكن إصلاحها في الأشخاص الحاملين للمرض كان ذلك قبل الزواج أو بعد الزواج.ولكن قد يكون السؤال الأهم كيف تجنب حدوث المرض الوراثي لو كان كلا الزوجان حاملين للمرض؟من الصعب التعميم في هذه المسألة و لكن لو تحدثنا عن أمراض الدم الوراثية فأنه للأسف لا يمكن إصلاح الأمر و إن كان هذا لا ينطبق على جميع الأمراض الوراثية. ولكن هناك أمور يمكن القيام بها بعد اخذ رأي الشرع فيها و هي عملية الكشف على الأجنة خلال الحمل و معرفة إذا ما كانت مصابة أم لا و إذا علم أنها مصابة فتسقط.ويمكن القيام بهذه التحاليل و الوصول للنتيجة في خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. أما إذا لم يقر الشرع هذا الأمر فان الحل هو إجراء فحص للبويضة الملقحة (و ذلك عن طريق زراعة الأنابيب) و معرفة إذا ما كانت البويضة الملقحة سليمة أم مصابة ، و إذا كانت سليمة فتغرس في الرحم و إذا كانت مصابة يتخلص منها. هذه الطريقة قد تكون هي الأقرب لمجتمعنا الإسلامي و لكنها تحتاج إلى مبالغ باهظة و مختبرات خاصة.
الحكم الشرعي للفحص قبل الزواج :

هل يجوز للدولة أن تلزم كل من يتقدم للزواج بإجراء الفحص الطبي وتجعله شرطاً لإتمام الزواج؟ أم هو اختياري فقط؟

اختلف العلماء والباحثون المعاصرون في هذه المسألة، ويمكن تلخيص آرائهم على النحو التالي:

القول الأول: يجوز لولي الأمر إصدار قانون يلزم فيه كل المتقدمين للزواج بإجراء الفحص الطبي بحيث لا يتم الزواج إلا بعد إعطاء شهادة طبية تثبت أنه لائق طبياً.

القول الثاني: لا يجوز إجبار أي شــخص لإجراء الاخـتـبار الوراثي، ويجوز تشـــجيع الناس ونشـــر الوعي بالوســــائل المختلــفة بأهمــية الاخــتـبار الوراثي.

الأدلـة:

استدل القائلون بالجواز:

1 – قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) .

وجـه الدلالـة:

أن المباح إذا أمر به ولي الأمر المسلم للمصـلحة العامة يصبح واجباً ويلتزم المسلم بتطبيقه.

2 – قوله تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) .

وجه الدلالة:

أن بعض الأمراض المعدية تنتقل بالزواج فإذا كان الفحص يكون سبباً في الوقاية تعين ذلك.

3 – قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء).

وجـه الدلالة:

أن المحافظة على النسل من الكليات الست التي اهتمت بها الشريعة، فلا مانع من حرص الإنسان على أن يكون نسله المستقبلي صالحاً غير معيب، ولا تكون الذرية صالحة وقرة للعين إذا كانت مشوهة وناقصة الأعضاء متخلفة العقل، وكل هذه الأمراض تهدف لتجنبها عملية الفحص الطبي.

4 – حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا توردوا الممرض على المصح ".

وجه الدلالة:

أن النص فيه أمر باجتناب المصابين بالأمراض المعدية والوراثية، ومثله حديث "فر من المجذوم فرارك من الأسد" وهذا لا يعلم إلا من الفحص الطبي .

5 – إن الفحص الطبي لا يعتبر افتئاتاً على الحرية الشخصية؛ لأن فيه مصلحة تعود على الفرد أولاً وعلى المجتمع والأمة ثانياً، وإن نتج عن هذا التنظيم ضرر خاص لفرد أو أفراد فإن القواعد الفقهية تقرر أن "يرتكب أهون الشرين" وأنه "يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام".

6 – قاعدة "الدفع أولى من الرفع" حيث إنه إذا أمكن دفع الضرر قبل وقوعه فهذا أولى وأسهل من رفعه بعد الوقوع .

7 – "الوسائل لها حكم الغايات".

فإذا كانت الغاية هي سلامة الإنسان العقلية والجسدية؛ فإن الوسيلة المحققة لذلك مشروعة، وطالما أن الفحص الطبي قبل الزواج يحقق مصالح مشروعة للفرد الجديد وللأسرة والمجتمع ويدرأ مفاسد اجتماعية ومالية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وهذه من الأسباب المأمور بها شرعاً .

واستدل المانعون عن إجبار الشخص للفحص الوراثي بما يلي:

1 – أن أركان النكاح وشروطه التي جاءت بها الأدلة الشرعية محددة، وإيجاب أمر على الناس وجعله شرطاً للنكاح تَزيّد على شرع الله، وهو شرط باطل، وقد صح قوله عليه الصلاة والسلام: "كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل...".

2 – أن النكاح لا يلزم منه الذرية، فقد يتزوج الرجل لأجل المتعة فقط فلا وجه لإلزامه بالفحص الوراثي كما هو الحال في كبار السن.

3 – أن الفحص غالباً سيكون على مرضين أو ثلاثة أو حتى عشرة، والأمراض الوراثية المعلومة اليوم أكثر من 8000 مرض، وكل عام يكتشف أمر جديد، فإذا ألزمنا الناس بالفحص عنها جميعاً فقد يتعذر الزواج ويصعب وينتشر الفساد.

4– قـوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم مـن ترضون دينه وخلقه فزوجــوه".(23).

وجـه الدلالة:

لم يقل صلى الله عليه وسلم: "وصحته". والأصل أن الإنسان سليم، وقد اكتفى بالأصول: الدين والخلق.

5 – إن تصرفات ولي الأمر في جعل الأمور المباحة واجباً إنما تجب الطاعة إذا تعينت فيه المصلحة أو غلبت للقاعدة الفقهية "تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة" .

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الطاعة في المعروف" وإلزام الناس بالكشف قبل الزواج فيه مفاسد عظيمة تزيد على المصالح المرجوة – وقد تقدم بيانها -.

6 – ما جاء في الحديث القدسي: " أنا عند ظن عبدي بي" .

وجـه الدلالة:

أن المتقدم للزواج ينبغي أن يحسن الظن بالله ويتوكل على الله ويتزوج، والكشف يعطي نتائج غير صحيحة أحياناً .

الترجيـح:

1- لولي المرأة أن يشترط من المتقدم للخطبة إجراء الفحص إذا كانت هناك قرائن تدل على احتمال الإصابة بالمرض سواء للمخطوبة أو للذرية مستقبلا، لاسيما في هذا الزمان الذي انتشرت فيه الأمراض المختلفة مثل نقص المناعة المكتسـب (الإيدز) والزهري والسيلان وغيرها، فانتشار الإيدز بشكل مخيف حسب الإحصاءات غير المعلنة، وكما قرره أهل الاختصاص، بين أوساط الشباب في الأزمنة المتأخرة، والأمانة الملقاة على عاتق ولي المرأة، تجعل القول باشتراط الفحص إن أحب الخاطب الاقتران من الأمور المؤكدة إذا ظهرت القرائن التي تدل على احتمال الإصابة، والخاطب بالخيار إن شاء رضي بذلك وإلا اختار غيرها. وقد جاء في فتاوى اللجنة الشرعية بوزارة الأوقاف بالكويت: "يستحب، بل يجب في بعض الحالات إخبار الراغبين في الزواج بما تكشف عنه الفحوصات، سواء كان حصول التشويه بالحمل مؤكداً أو محتملاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" والله أعلم" .

2-إذا انتشر مرض معين في منطقة معينة، وكان المتزوجون من أهل المنطقة، وهم معرضون غالباً لانتقال الأمراض الوراثية للذرية؛ فلا بأس من طلب الفحص قبل الزواج، وليس ذلك على النطاق العام، فلو كان المرض ينتشر في منطقة معينة من بلد ما فقط فيقتصر الحكم على المنطقة .

3- تعميم اشتراط الفحص الطبي على الكل وإجبار الناس عليه بلا موجب لا يظهر جوازه، وقد انتهت المناقشات الطبية الفقهية لموضوع الفحص الطبي قبل الزواج التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت، والتي ضمت نخبه من الأطباء والفقهاء من بلدان عديدة بجملة توصيات، جاء فيها:

"2 – تشجيع إجراء الاختبار الوراثي قبل الزواج، وذلك من خلال نشر الوعي عن طريق وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والندوات والمساجد.

3 – تناشد السلطات الصحية بزيادة أعداد وحدات الوراثة البشرية لتوفير الطبيب المتخصص في تقديم الإرشاد الجيني وتعميم نطاق الخدمات الصحية المقدمة للحامل في مجال الوراثة التشخيصية والعلاجية بهدف تحسين الصحة الإنجابية.

4 – لا يجوز إجبار أي شخص لإجراء الاختبار الوراثي ".


المصدر : د0 عبد الرشيد قاسم 00 هى اون لاين
أهداف الفحص الطبية ونوعية الاختبارات التى تتم على كل من الرجل والمرأة :

1 ـ معرفة قدرة الرجل والمرأة بدنيا على إتمام الزواج.
2 ـ كشف ما في أحدهما من عقم (عجز عن الإخصاب).
3 ـ كشف عجز الرجل الجنسي (البدني أو النفسي) عن الملامسة.
4 ـ كشف فتور المرأة الحسي (البرود النسوي)، وما في جهازها التناسلي من نقص (كأن تكون محرومة من الرحم).
5 ـ الأمراض التناسلية التي تنتقل من أحدهما للآخر بعد إتمام الزواج.
6 ـ الأمراض الوراثية (وأخطرها السكر، وتخلف العقل والهيموفليا)، وهي تلازم الأولاد طوال حياتهم، ويتعذب بها الوالدان كلما شاهدا آثارها في ذريتهما العزيزة.
7 ـ أمراض تؤثر في الحمل والولادة والذرية (الأطفال)، مثل عامل الريسوس Rh ، ومرض القطط والكلاب Toxoplasmosis. والواجب أن يثقف الطبيب الزوجين تثقيفاً صحياً لضمان التوافق النفسي بينهما، وتخليصهما من آثار الكبت والجهل بالأمور الجنسية والحسية.

تحاليل المعمل (للرجل):
1 ـ فحص البول والبراز وصورة الدم الكاملة وسرعة الترسيب، وهذه الاختبارات تظهر نصف أمراض الانسان (تقريباً).
2 ـ تحليل المني عند الرجل، بعد ما فيه من خلايا المني، التي يجب ألا تقل عن مائة مليون في كل سنتيمتر مكعب (100مليون/ سم3).
وإذا قلت عن 30 مليون/ سم3، فتدل قلتها على عيب في الهرمونات، يجب علاجه قبل إتمام الزواج.
وتتأثر خلايا المني (عدداً وشكلاً ونوعاً) بثلاثة هرمونات تأتي من الغدة النخامية Petuitary ، وهرمون رابع من الخصية. ولذلك تحدد نسبة الهرمونات.
3 ـ فحص البروستاتا، بتحليل السائل المعصور من البروستاتا، لعلاج ما فيه من أمراض قبل الزواج.
وإذا تم الزواج قبل علاج البرستاتا، ينقل الرجل إلى امرأته ما عنده من أمراض .
4 ـ مرض السكر، هو أخطر الأمراض الوراثية. ولا يصح أن يتزوج مريض السكر امرأة مريضة بالسكر، لأن طفلهما سيكون أكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض الوراثي الخطير. وتظهر الأمراض الوراثية في الأطفال المولودين حسب نسب حسابية معروفة محددة ثابتة .
ومن الخطأ أن يطلب إنسان الاكتفاء بتحليل نسبة السكر عنده صائماً (السكر صائماً)، بل يجب تحديد نسبة السكر بعد الأكل بساعتين، فالاختبار الثاني (بعد تناول السكر أو الطعام) هو الأهم في كشف مرض السكر وتحديد نسبته.
5 ـ فحص الكبد والكلى والقلب قبل الزواج، لعلاج أمراضها.
6 ـ اختبار الزهري (فاسرمان)، لعلاجه إن كان المرض موجوداً.
7 ـ تحديد نوع عامل الريسوس Rh ، لتجنب عواقبه في الأطفال المولودين بعد أول طفل.

تحاليل المرأة:
1 ـ تختبر المرأة في المعمل الاختبارات العامة (الزهري والبول والبراز وصورة الدم الكاملة وسرعة الترسيب). وتحديد نسبة الهرمونات.
2 ـ واختبار عامل الريسوس Rh في الدم هو أهم اختبار للمرأة، لأنه يؤثر في الحمل، وفي حياة أولادها.
وإذا كانت المرأة سلبية (Rh-) كان حملها الأول طبيعياً عادياً سوياً. ولكن يجب عليها (إن كانت سلبية) أن تحقن بالدواء المضاد Anti-D في أول وضع، حتى لا تحدث عندها مضاعفات Rh-Ve.
وإذا لم تحقن المرأة السلبية هذه الحقنة Anti-D في الوقت المحدد (خلال 48 ساعة من الولادة)، فسوف يحدث عندها إجهاض متكرر بعد أول حمل. ولن ينفعها علاج.
ولكن حين تحقن المرأة السلبية (سلبية Rh) بهذه الحقنة في وقتها المحدد، تحفظ الأطفال القادمين التالين (الأطفال الثاني والثالث والرابع والخامس... إلخ) من حدوث تكسر كرات الدم الحمر مما يتلف خلايا مخ الطفل.
3 ـ ومن الاختبارات الخاصة بالمرأة اختبار توكسوبالزموزس الخاص بمرض القطط والكلاب. وتصاب المرأة بالإجهاض إذا أصابها هذا المرض.
4 ـ وقد يعمل اختبار بالموجات الصوتية للرحم والمبيض وقناتي البيض.
المصدر : البلاغ 0كوم


الخلاصة
ان الفحص الطبي قبل الزواج.. قضية شائكة لها أبعاد متباينة، فقد تكون سببا في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها، ويمكن أن تؤدي دورا مؤثرا في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل.. ومهما كانت تلك النتائج إلا أن الحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الفحص الطبي قبل الزواج أصبح أمراً مهما لتفادي حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر بشدة علي العلاقة الزوجية.. والحقيقة الأكثر تأكيدا أن المجتمع مازال يرفض وبشدة تلك الحقيقة ويعتبره عيباً ومجالاً لا يجب الخوض فيه أو التلميح إليه؛ لأنه يحمل في داخله إهانة للطرف الآخر لا يمكن نسيانها أو تجاهلها!

ففي فترة الخطوبة يهتم الشباب بالاختبارات النفسية ويفكر كل طرف في الآخر هل هو الشخص الذي كان يبحث عنه ويتوافق مع طباعه.. إلا أنهم يتجاهلون تماماً الجانب الصحي ومدى التوافق بينهما فيه.. على الرغم مما قد يسببه بعد ذلك من مشكلات قد تؤدي إلى الانفصال، وسواء كانوا مقتنعين بأهمية هذه الفحوص أو متشككين... إلا أن الثقافة السائدة في المجتمع لها اليد العليا للتحكم في جانب لا يمكن إهماله في حياتهم وهي قبول القيام بتلك الفحوصات أو رفضها..

جيل مهدد ..

تشيرالعديد من الدراسات إلى انتشار أمراض الدم الوراثية في بعض الدول العربية مشكلة صحية خطيرة، وإرهاقاً للموارد المخصصة للقطاع الصحي، بالإضافة إلى أنها مشكلة اجتماعية كبيرة، فضلا عن معاناة المصابين بهذه الأمراض،
يتوقع إحصائيا أن يصاب طفل واحد من كل 25 طفل بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية خلال الخمس وعشرين سنه من عمره .و يتوقع أن يصاب طفل واحد لكل 33 حالة ولادة لطفل حي بعيب خلقي شديد. كما يصاب نفس العدد بمشكلات تأخر في المهارات و تأخر عقلي. وتسعه من هؤلاء المصابون بهذه الأمراض يتوفون مبكرا أو يحتاجون إلي البقاء في المستشفيات لمده طويلة أو بشكل متكرر ولها تبعات مالية واجتماعيه و نفسيه . وهذه الأعداد لها تبعات عظيمة و معقدة على الأسرة وبقيه المجتمع.
والمشكلة تنتشر بشكل كبير فى بلدان الخليج العربى والشمال الافريقى 00 فأحدث الاحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تؤكد ان عدد المعاقين فى مصر فى تزايد مستمر وانهم يمثلون حوالى 13% من اجمالى عدد السكان منهم حوالى 73% من اصحاب الاعاقة الذهنية 00من هنا طرحت بشدة فكرة اللجوء الى اصدار قانون يشترط على المقبلين على الزواج اجراء كشف طبى اجبارى للتأكد من خلو الزوجين من أى أسباب صحية تعرض أطفالهما للتشوهات00 وهو القانون الذى فرضت مثله كل من السعودية والاردن ومن المنتظر تعميم التجربة فى انحاء الوطن العربى 0
وعليه يمكن لأي مجتمع الوقاية من الأمراض الوراثية كما هو الحال في معظم الأمراض الأخرى. وتنتشر الامراض الوراثية كما سبق التوضيح نتيجة لثلاثة عوامل وهى: زواج الأقارب و وجود أمراض الدم الوراثية و تقدم عمر أحد الوالدين, و قد يكون أحد الوالدين مصابا بأحد هذه الأمراض وبالتالي يمكن أن ينقله إلى بعض الأبناء . بينما في أحيان أخرى يكون كلا الوالدين في صحة جيدة، ولكن يحملان عوامل وراثية (جينات) غير سوية. عند انتقال عاملين وراثيين (جنيين) غير سويين من كلا الوالدين إلى أطفالهما، فمن المحتمل أن يصاب هؤلاء الأطفال بمرض وراثي. وفي بعض الحالات يمكن أن تقتصر الإصابة بالمرض الوراثي على الذكور فقط على الرغم من عدم إصابة الوالدين بالمرض، وذلك لأن الأم حاملة لأحد العوامل الوراثية (الجينات) غير السوية دون أن يظهر عليها المرض. وهنا يجب توخي الحذر في تناول الموضوع بسهولة أو إهمال فذلك لن يترك أثره إلا على الأطفال. ومن هذا المنظور, فإن التوعية الصحية بهذا الشأن لا بد أن تتحول إلى إلزام أي رجل وفتاة يعزمان على الزواج وهذا بالتأكيد يأتي ضمن مسؤوليات وزارة الصحة التي لا بد أن تقوم بدورها في توعية المجتمع إلى جانب الإعلام والجهات المتخصصة الأخرى.