
صباحكم فل وجوري وكادي
حبيبات الب مزووووووونه
اختي الله يعينهاااااااا ويعينكم
تقوم باعداد بحث التخرج وطلبتني مساعدتها
ونظراً لانشغالي ومالي خلق ابحث وادور
قلت اكيد القىعند حبيبات البي في عالم حواءالفائده
حبيبتي جاسي :27:بحثت في الجوجل
واخذت كافة المعلومات المتعلقه بموضوع بحثها وهو
** الفحص الطبي قبل الزواج في المجتمع السعودي * *
اللي تحتاجه هو دراسات سابقه اجريت في هذا الموضوع
او موضوع مشابه له وتكون دراسه محليه او عربيه او أجنبيه
فمن تستطيع مساعدتها في الحصول على معلومات لهذة الدراسه
سواء كان اسم كتاب او موقع على الانترنيت
لتتمكن من الوصول لهذة الابحاث
وياليت يكون قبل يوم السبت لان الدكتورة طالبه منهم يوم السبت مناقشه الخطه
لا حرمني الله منكم حبيباتي
وجزاكم الله خيرااااااا ؛؛ :24:
الرياض ـ سلام نجم الدين الشرابي
القاهرة ـ رباب سعفان
الفحص الطبي قبل الزواج.. قضية شائكة لها أبعاد متباينة، فقد تكون سببا في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها، ويمكن أن تؤدي دورا مؤثرا في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل.. ومهما كانت تلك النتائج إلا أن الحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الفحص الطبي قبل الزواج أصبح أمراً مهما لتفادي حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر بشدة علي العلاقة الزوجية.. والحقيقة الأكثر تأكيدا أن المجتمع مازال يرفض وبشدة تلك الحقيقة ويعتبره عيباً ومجالاً لا يجب الخوض فيه أو التلميح إليه؛ لأنه يحمل في داخله إهانة للطرف الآخر لا يمكن نسيانها أو تجاهلها!
ففي فترة الخطوبة يهتم الشباب بالاختبارات النفسية ويفكر كل طرف في الآخر هل هو الشخص الذي كان يبحث عنه ويتوافق مع طباعه.. إلا أنهم يتجاهلون تماماً الجانب الصحي ومدى التوافق بينهما فيه.. على الرغم مما قد يسببه بعد ذلك من مشكلات قد تؤدي إلى الانفصال، وسواء كانوا مقتنعين بأهمية هذه الفحوص أو متشككين... إلا أن الثقافة السائدة في المجتمع لها اليد العليا للتحكم في جانب لا يمكن إهماله في حياتهم وهي قبول القيام بتلك الفحوصات أو رفضها..
جيل مهدد
تشير الدراسات إلى انتشار أمراض الدم الوراثية في منطقة الخليج العربي حيث تشكل في بعض الدول العربية كالسعودية مشكلة صحية خطيرة، وإرهاقاً للموارد المخصصة للقطاع الصحي، بالإضافة إلى أنها مشكلة اجتماعية كبيرة، فضلا عن معاناة المصابين بهذه الأمراض، حيث إنّ جينة الأنيميا المنجلية موجودة لدى 20 – 30% من سكان المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، مما يؤدي إلى وجود مرضى يعانون من فقر الدم المنجلي بنسبة 1.5- 2% من السكان، وتنبأ الباحثون بأن نسبة الإصابة بهذا المرض بعد 25 سنة هي 50% وبعد 50 سنة هي 85% حسب الدراسات والأبحاث العلمية الخاصة بموضوع فقر الدم المنجلي.
وفي منطقة "الأحساء" تصل التقديرات إلى أن هناك طفلاً مصاباً بالمرض كل 16 ساعة، و16 طفلاً حاملاً للمرض كل يوم, وهذا يعني أن 548 طفلاً يصاب سنوياً، وتقارب تكلفة علاجهم سنوياً عشرة ملايين ريال سعودياً, إضافة إلى علاج المصابين بفقر الدم المنجلي الموجودين حالياً الذين يقارب عددهم 25 ألف مصاب في المنطقة، وفي دراسات أخرى تبين أن الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا بلغ أكثر من اثني عشر حالة يومياً. وتزداد هذه النسب خطورة مع عدم الالتزام بالفحص الطبي قبل الزواج.
آراء وتباينات
يواجه الفحص الطبي من قبل الخطيبين في البداية شيئاً من التشكك بالجدوى والريبة في أهميته.. لكن هذا التشكك قد لا يكون المبرر الكافي ـ مطلقاً ـ لهما إذا وقعا في ذلك المحذور، وفوجئا بالطبيبة تنقل خبر فحوصاتها بين كلمات العتاب والألم أن وليدهما الحديث سيكون مصاباً بمعضلة كان سببها وراثياً يمكن تفاديه حين كان إجراء الفحص الطبي مجدياً وذا نفع تحذيري..
في استطلاعنا كنا نواجه تبياناً كبيراً في الآراء.. لم تكن هناك آراء رافضة مطلقاً للفحص الطبي.. ربما لأن هناك دائماً حيطة فطرية لدى عامة الناس تمنعهم من تجاوز حدود معرفتهم.. والاقتصار على تبني آراء العلماء والمختصين.. لكن عقدة المشكلة هنا هي الإهمال وعدم الشعور بالحاجة.. هنا نتجرع الغصة والحسرة ونحن نتذكر آراء استطلعنا حولها ـ وقد تنكبت هذه المرارات ـ ففوجئنا بحجم الندم والحزن الذي يكتنفها..
لقد ضايقتنا (لو) المتحسرة التي ترددت ملياً على أفواه المصابين برزء هذه الأمراض الوراثية في فلذات أكبادهم.. لقد كانت حارقة ونحن نكتبها لكم.. وحتى وهي تضايقنا حملنا لكم في طيها رغبتنا الجارفة نحو الوعي والحرص على أهمية هذه الفحوصات الطبية..
السرية المطلقة
على الرغم من أن الحالة التي وافقت التحدث إلينا كانت طبيبة إلا أنها رفضت ذكر اسمها وقالت: "لم أفكر مطلقا أن أقوم بمثل هذا الفحص إلا أن والدتي هي التي طرحت هذه الفكرة، وظللت لفترة مشوشة، ورفض خطيبي تماماً في البداية... إلا أن والدتي عندما تحدثت إلي تقبلت الفكرة، وسألت نفسي: لماذا أتوقع الشيء السيئ؟! ولماذا لا أتجنب مشاكل يمكن حلها الآن بشكل أسهل؟!
وتناقشت مع خطيبي واستطعت إقناعه بصعوبة، بعد أن اشترط إخفاء هذا الأمر عن الجميع؛ وذلك لما يثيره هذا الأمر من حساسيات عند الناس حتى المثقفين منهم، فقد تحدثت مرة مع إحدى صديقاتي عن رأيها في هذا الفحص ولم أخبرها أنني أجريته وفوجئت بها ترفض بشدة برغم طبيعة عملها واستيعابها التام لهذه الأمور".
دور وقائي
أما "ولاء عبد الهادي" فتذكر أن هذا الأمر لا يحتاج سوى التحدي، وليس لاتخاذ قرار، فالفكرة مقنعة دون بذل أي جهد لتوضيحها لكن المجتمع لا يقتنع.. ولهذا فهو يفرض علي بدوري عدم الإقدام على تنفيذها، برغم اقتناعي التام بها، وبرغم ما توفره من حماية لمواجهة مشكلات ربما أدت إلى خسائر فادحة فيما بعد، وتجعل كل شخص يستطيع الوقوف مع نفسه ليأخذ القرار المناسب.
أما مروة حسن وهي فتاة في سن الزواج فتقول:
"أنا شخصياً مقتنعة بهذه الفكرة تماماً، فالجميع لا يخفى عليه المشكلات التي تحدث بعد الزواج خاصة الإنجاب، وقد كثرت في الوقت الحالي فما المانع أن نقوم بهذا الفحص طالما أن دوره وقائي حتى وإن كان نتاج الفحص سالبا؟! فإن قرار الانفصال يرجع للطرفين نفسيهما.. ولا يوجد إلزام بأي قرار، كما أنه في مثل هذه الأمور لا بد أن يضع الإنسان نفسه مكان الآخر قبل اتخاذ أي قرار وهي أشياء في النهاية بيد الله.
تضارب الفصائل
تقول حصة س: كانت حياتي على خير ما يرام حتى رزقت بالابن الثاني، أخبروني أنه في حالة خطرة ويجب تغيير دمه على الفور، لم أفهم ما عنوه ولماذا؟ كان قلقي على ابني الذي أخذوه من حضني فور ولادته لا يوصف.
جاءت إجابات الدكتورة على تساؤلاتي الحائرة بلوم على ما أسمته تخلفا وجهلا صحيا، وفهمت من كلامها أن جهلي وزوجي كان سببا في مرض ابني إذ إن تضارب الفصائل بيني وبين زوجي واختلاف زمرة دمي السالبة عن زمرة دمه الموجبة انعكس سلباً على طفلي الذي اختلطت لديه الزمرتان وأنه كان بإمكاني تدارك هذه المشكلة بإجراء تحليل "ريسوس" الذي يعالج احتمالات تضارب زمرة دم الأم مع وليدها.
مصدر خطر
(ن.ع) تقول: مشكلتي بدأت قبل أن تقع، أعيشها في كل يوم وليلة تتسلط على تفكيري وتعكر صفو حياتي، عرفت أني حاملة لمرض وراثي لا أعاني من أعراضه، لكني مصدر خطر على أولادي إن تزوجت وأنجبت، أخبرني الطبيب أني سأنقل المرض إلى أولادي ذكوراً كانوا أم إناثا، وأن المرض ستظهر أعراضه على الذكور بينما الإناث سيحملنه وأنا حائرة في أمري ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل يعني كلام الطبيب أن ارتباطي بزوجي وإنجابي لأطفال أمر مستحيل وحلم لن يتحقق؟!
دون أن يزور أحدنا الطبيب"أم عبدالله" هكذا كانوا ينادونني عندما كنت صغيرة وإلى الآن، كثيراً ما سمعت والدتي تتحدث عن أحاسيس الأمومة المبكرة التي ظهرت علي وأنا أعتني بأخواتي الصغار، وحين تزوجت كان شيء واحد يسيطر على تفكيري.. أن أصبح أماً..
بعد الزواج مرت الأيام طويلة تلتها السنون دون أن يحصل حمل، كان كل منا- أنا وزوجي- يحمل الخوف ذاته، تذكرت وأنا أنظر إلى عينيه نصائح صديقاتي بإجراء فحوص طبية قبل الارتباط به خاصة أن له ثلاثة أخوة لم يرزقوا بأطفال، وإلى الآن ننتظر دون أن يزور أحدنا الطبيب!!
أشكك في رجولته
موضي.م: تزوجني وهو يعلم أنه غير قادر على الإنجاب، لكنه لم يخبرني بالحقيقة، وبعد مضي سنة من زواجنا لم يتم فيها الحمل بدأ القلق يتسرب إلى داخلي فطلبت منه أن يصحبني إلى الطبيبة للاطمئنان على حالتي، حاول تأجيل الموضوع، وبعد محاولاتي المتكررة وإصراري قمت بإجراء التحاليل التي أفرحتني نتائجها وأحزنتني في الوقت ذاته؛ إذ إني لا أعاني من مشكلات تمنعني من الحمل، لكن الطبيبة أكدت علي أن أطلب من زوجي إجراء التحاليل لتتأكد من قدرته على الإنجاب وحين استجمعت شجاعتي وأخبرته برغبتي في ذهابه للطبيب ثار في وجهي وقال إني أشكك في رجولته! ولا أعرف ما علاقة الذهاب إلى الطبيب بقضية الرجولة؟!
تدهورت حياتنا الزوجية بين إصراري ورفضه هكذا حتى عرفت بالصدفة من أخته أنه غير قادر على الإنجاب وأنه كان يعلم ذلك قبل الزواج.. شعرت حينها أنه خدعني وحكم علي دون أن يشاورني بأن أحرم طيلة عمري من كلمة "أمي"!!
حتى لا تضيع الثروة!
بدأت نورا. ج حديثها وهي تضرب كفاً بكف: لم يكن خياري.. قبلت به رغماً عني.. هكذا أراد أبي، قالها لي وبكل صراحة: هذا الزواج سيحفظ لنا الثروة داخل الأسرة ولن تذهب إلى الغرباء، والقريب أفضل وأحق وأولى من الغريب!!
كان الحفاظ على الثروة أهم من أي شيء آخر.. تزوجنا وعشنا أياما جميلة.. كان طيباً وحسن المعاملة، لكن مخاوفي كانت في مكانها.. حلم الأمومة الذي داعب أحاسيسي عندما شعرت بحركة الجنين داخل أحشائي تحطم على شفتي الدكتورة عندما أبلغتني أن الجنين في حالة غير طبيعية، وكانت الصدمة الحقيقية عندما أتوني به ونظرت إليه وإذ به طفل مصاب بمرض الثلاسيميا، حملته بين يدي وفي ذهني سؤال واحد لا ثاني له: هل هذا هو الطفل الذي أراد أبي أن يحفظ له الثروة؟!!
معاناة الأمس والغد
بائسة عرضت مشكلتها على صفحات الإنترنت فنشرت مع قصتها أشجان تصيب قلب كل من يقرأها..
تزوجت قبل عشر سنوات من ابن خالتي ودخلت منزل الزوجية حاملة أحلاماً رومانسية وآمالا كبيرة لتكوين أسرة مثالية، فقد قرأت الكثير عن دور المرأة في إسعاد زوجها وإعمار بيتها بالحب والحنان، وكملت سعادتي بالحمل الذي عشت أيامه وتفاصيله بلهفة أنتظر الولادة حتى ذلك اليوم الذي أخبرتني فيه الطبيبة بأني حامل ببنت تشكو من علة ما...
مرت الأشهر الأخيرة في حملي وأنا أعيش في غمرة القلق والخوف، وجاءت ساعات الولادة العصيبة التي أخبرتني نهايتها بصحة كلام الطبيبة، أخذوا ابنتي مني وأدخلوها العناية المركزية وعلمت بعدها أنها مصابة بمرض اسمه متلازمة سانجد سقطي، وهو مرض وراثي مخيف، عشت مع ابنتي معاناتها اليومية.. تشنجات شديدة بسبب القيء، انخفاض في الكالسيوم والمغنسيوم، لون رمادي يغطي قرنية العين بالكامل. لا تنام ولا تستطيع الرضاعة، لديها صعوبة في النطق والتواصل، لها عالم خاص بها، تتكلم مع يديها والمصابيح والمرايا والورق.
زاد القيء عليها في السنة الثالثة وصارت ترفض الطعام، فقدت شهيتها، حتى الدواء كانت ترفضه، استمر القيء وزادت التشنجات حتى دخلت العناية المركزة لمدة عشرة أيام قرر الأطباء خلالها وضع أنبوب لها في الأنف خاص للتغذية فكان هذا الأنبوب رحمة أرسلها الله لي ليرحمها من الجوع والعذاب.
حين أصبح عمرها 4 سنوات صارت تشعر بالوحدة، فكرت في إنجاب أخ أو أخت ليشاركها اللعب ويملأ وحدتها، ترددت كثيراً؛ لأن الأطباء قالوا إن احتمال إصابة الطفل الثاني بهذا المرض 25% .
رغبتي في الإنجاب وشعوري القوي بالأمومة جعلاني أتغلب على مخاوفي وقررت الحمل، في أثنائها أصيبت ابنتي بنزف في المعدة صارت تتقيأ على أثره دماً أسود في الليل، عدنا إلى المستشفى أدخلتها قسم العناية المركزة ودخلت قسم التحاليل لأطمئن على سلامة جنيني... وجاءت نتائج التحليل أني حامل في الأسبوع السادس عشر بطفل ذكر ومصاب أيضاً بمتلازمة سانجد سقطي...
إرشادات طبية
ولإلقاء مزيد من الضوء على موضوع الفحص الطبي قبل الزواج ومدى أهميته التقينا بالدكتور "عبد الكريم طه قرملي" ـ استشاري نساء وولادة جراحة مناظير وعقم ـ حيث قال: الفحص الطبي قبل الزواج هو برنامج نفسي وثقافي متكامل، الهدف الأساسي منه لا يقتصر على إجراء بعض التحاليل، إنما استشارة كاملة لما قبل الزواج ورصد لمرحلة التاريخ الطبي السابق لدى المتقدم، وتشمل كل من الصحة النفسية والجسدية، وهو إجراء سهل وبسيط وميسر للجميع يتعرف من خلاله المتقدم على الحالة الصحية العامة للزوجين وإمكانية إنجاب أطفال أصحاء عند الولادة وأثناء النمو لاحقاً بإذن الله.
وهذا يتماشى مع الهدف الرئيسي من الزواج، وهو التوافق مع الفطرة، والحصول على الاستقرار النفسي والجسدي، وإنجاب زينة الحياة الدنيا أطفالاً أسوياء وأصحاء عند الولادة وأثناء النمو لاحقاً بإذن الله.
• من الأقوال الشائعة أن فحص ما قبل الزواج يعنى بالأمراض الوراثية فقط، فهل هذا صحيح؟ وما هي الفحوصات التي يجب أن تجرى للمقبلين على الزواج؟
يعنى الفحص الطبي بـالحالة الصحية العامة، والكشف عن وجود أمراض مزمنة. كما يتضمن فحوصات عن أمراض الدم والأمراض المعدية والوبائية وأمراض الكبد والجهاز البولي والمناعة لدى الأم، بالإضافة إلى تحاليل لإثبات القدرة على الإنجاب والتي تكون نتائجها أكثر وضوحا بالنسبة للرجل عن المرأة.
ويندرج تحت هذا الفحص تقديم نصائح صحية ونفسية واجتماعية وثقافة زوجية وتوعية بشكل عام لتزويد المتقدمين بمبادئ صحية أسرية مبنية على أسس علمية سليمة.
• كثير من الناس يجهل كيفية إجراء الفحص الطبي فكيف يتم هذا الفحص؟ وما هي الخطوات المتبعة فيه؟
يتم الفحص الطبي من خلال عدة جلسات للمقدمين على الزواج، وتبدأ بتسجيل الطبيب لمعلومات صحية عامة عنهم، ومن ثم يعطيهم فكرة سريعة عن الثقافة الزوجية. وفي الجلسة الثانية نقوم بالفحوصات الطبية اللازمة كالدم والبول وغيرها. وفي الجلسة الثالثة النهائية والفورية يخبر الطبيب المقدمين بنتائج التحاليل، وهي أهم مرحلة في فحص ما قبل الزواج، وفي حال وجود تشخيص لمشكلة ما من قبل الطبيب فعلى المتقدم التحقق من وضوح التشخيص والتأكد من فهمه التام له.
وعند الحاجة لأخذ علاج يلزم المتقدم التحقق من ماهية العلاج وسببه ومدى تأثيره المستقبلي. كما يجب أن يشعر المتقدم أن الطبيب المعالج يسعى جاهداً وبقناعة لمنع وقوع المشكلة مستقبلاً ولا يرضى بأن يكون أداء الطبيب روتينياً أو سالباً بحيث ينتظر لحين ظهور المشكلة ثم علاجها.
وتجدر الإشارة إلى أن أهمية الفحص الطبي لا تكمن في الكشف عن وجود مشكلات صحية، وإنما في إيجاد حلول لها، حيث يقوم بعض المتقدمين بإجراء تحاليل ثم أخذها دون عرضها على طبيب.. وهذا خطأ كبير؛ إذ كيف يمكن لهم كشف ما بداخلها وعلاجها؟!
• من خلال خبرتكم في هذا المجال.. ما هي الأمراض الوراثية الأكثر انتشاراً في العالم العربي؟ ومتى نحتاج إلى عمل فحوصات بالجينات الوراثية؟
يعد "فقر الدم المنجلي" و"فقر دم البحر الأبيض المتوسط" من أكثر الأمراض الوراثية انتشارا في العالم العربي، ونحتاج لعمل فحوصات عند وجود أحد الأمراض التالية في العائلة: فقر دم منجلي، فقر دم حوض البحر المتوسط، تاريخ عائلي بوجود إعاقة عقلية.
• هل سلامة الفحص الطبي قبل الزواج تضمن عدم حدوث أية أمراض وراثية أو تشوهات عند الولادة؟بدون شك لا، فقط نحن نسعى للوقاية والتقليل من حدوث ذلك، وما يخفى عند التحاليل قد يظهر في الحياة الفعلية لاحقاً، ويقودنا هذا لاستكمال حلقة الوقاية بعد الزواج وعند الرغبة في الإنجاب بعمل فحص واستشارة ما قبل الحمل ليقلل فرص حدوث ذلك.
• لماذا يخاف الناس من إجراء الفحوصات قبل الزواج؟
يخاف الناس الفحص الطبي نتيجة فهمهم الخاطئ لحقيقته فليس المراد منه كما هو معتقد إبعاد أو تفريق من اتفقا على الزواج عند اكتشاف مشكلة صحية اثر الفحص مثلاً، بل على العكس تؤدي الفحوص إلى إيجاد حل سريع ونصائح واضحة؛ لتجنب التعقيدات التي يمكن أن تحصل بعد الزواج وقبل وأثناء الحمل. فالفحوصات لا تتوقف عند التشوهات والأمراض الوراثية فحسب، إنما تدخل فيها أمراض عادية قد يكون بالإمكان تداركها بعدة تطعيمات فقط؛ لتجنب حدوث أي مشكلات للجنين في المستقبل (كارتفاع الكوليسترول) مثلاً، فالهدف من هذه التحاليل الاستفادة وليس تفريق الأزواج.
ومن النادر جداً أن ننصح بعدم إتمام الزواج، وقد لا تتعدى النسبة 1% من المتقدمين، وغالباً ما تكون في زواج الأقارب، خاصة في الأسر التي تتكرر فيها أمراض وراثية معينة، وفي هذه الحالة تكون نتائج التحاليل توعية للأهل جميعاً ليتجنبوا أي مشروع زواج بين أبناء العائلة نفسها (التي تتكرر فيها أمراض وراثية معينة).
ولعل تلك التحاليل التي يخافون من إجرائها قبل الزواج لئلا يفترقا.. قد يؤدي بهم إهمالها إلى الافتراق بعد الزواج والإنجاب إذا ما ظهرت لديهم مشكلات وراثية أو وجود أطفال غير أسوياء.
• هذا يعني أن هناك حالات مرضية يمكن تداركها وإتمام الزواج؟
نعم، في الغالب الأعظم، إذ إن أكثر من 99% من الأمراض التي نكشفها يوضع لها حل، ولا بد أن نشير هنا إلى أن هذه الأمراض ستعرف عاجلاً أم آجلاً.
• إذا أثبت الفحص وجود مشكلة صحية للمتقدمين فهل يلزمهم ذلك بعدم الارتباط؟
لا إلزام، إنما نحذرهم طبياً من الارتباط، وهذا كما أسلفت يحدث بنسبة قليلة، فالهدف الأساسي في التحاليل اكتشاف وجود المشكلة وتداركها والتخفيف من أضرارها ومحاولة تجنبها قبل أن يتعذر علينا ذلك.
فقد سبق أن اكتشفنا أن إحدى النساء المتقدمات للفحص مصابة بالسكر وإصابتها هذه لا تمنع زواجها، إنما يحتاج الأمر إلى إجراءات طبية؛ لأن عدم تدارك هذا المرض قد يؤدي إلى إجهاضات مبكرة ومشكلات عند الولادة.
كذلك إذا لم يكن لدى الأم مناعة من الحصبة الألمانية؛ فقد يؤدي ذلك إلى ولادة أطفال مشوهين. أما إذا اكتشفت الأمر مبكرا وأخذت الإجراء اللازم من القائمين على هذا المشروع بقسم النساء والولادة فيمكن تدارك المشكلة قبل تفاقمها، ولكن هذا لا يعني أن العمل يقتصر على هذا القسم، فإذا اكتشفنا مثلاً من خلال التحاليل وجود مشكلة في الجهاز الهضمي أو الغدد عند أحد المتقدمين نوجههم للطبيب المختص بهذا المجال.
• هل يجب على المتزوجين الذين لم يجروا تلك الفحوصات القيام بذلك بعد الزواج؟
ننصح بضرورة فعل ذلك وهي تدخل في برنامج آخر يسمى " فحص واستشارة ما قبل الحمل" وهي خطوة هامة تعنى بصحة المرأة وتشمل التاريخ الطبي للزوجة وزوجها قبل الحمل، والهدف منها تقديم معلومات دقيقة ومهمة للزوجة والزوج فيما يتعلق بالنواحي الصحية للإخصاب والحمل، والتوعية باحتمالات الأخطار المحيطة في حال وجودها، وأفضل الطرق لتجنبها أو الحد منها، ومن ثم طرح الخيارات لاتخاذ السبل التي يرونها مناسبة للمتابعة الصحية المستقبلية.
الرؤية الشرعية
وحول الرؤية الشرعية للفحص الطبي.. سألنا الشيخ "عصام الشعار" عن رأيه بإلزام العاقدين بنية الزواج بالفحص الطبي قبل زواجهما، وقد أجابنا:
بالنسبة لإجراء الفحص الطبي فهو ليس واجباً من جهة الشرع، ولكن يستحب إجراء هذا الفحص قبل الزواج؛ حتى لا يحدث أمر كان من الممكن تفاديه، فمثل هذا الإجراء فيه مصلحة للطرفين، وإذا كان القانون يوجب مثل هذا الإجراء فيجب العمل به؛ لأن ولي الأمر له أن يسن من القوانين ما يشاء إذا لم يتعارض ذلك مع نص شرعي.
ولكن إذا تم عقد الزواج دون إجراء هذا الفحص فلا حرج، وعقد الزواج يكون صحيحا، ولا يبطل العقد إلا إذا كان ثبت عيب بأحد الزوجين من العيوب المعتبرة شرعا والتي تحول دون استمتاع أحد الطرفين بصاحبه أو يؤثر على الإنجاب، ففي هذه الحالة يكون للطرف الآخر الحق في فسخ العقد أو إمضائه.
• وماذا لو علم الزوج بحقيقة مرضه ولم يصارح زوجته أو حدث العكس بالنسبة للزوجة، فهل يعد الزواج باطلاً؟
إذا كان أحد الخاطبين يوجد به عيب أو مرض باطن لا يؤثر على الإنجاب ولا على الصحة العامة فليس من الضروري أن يخبر الخاطب الطرف الآخر. أما إن كان له تأثير على الإنجاب أو قيام أحد الطرفين بواجباته الزوجية، فلا بد من الإخبار حتى يكون كل طرف على بينة من أمره ويسير في هذا العقد دون غرر أو تلبيس، والأولى في جميع الحالات أن يصارح كل من الطرفين صاحبه في كل شيء ؛ فقد جاء في الأثر "أن عمر بن الخطاب أتاه رجل عقيم وأخبره أنه خطب امرأة ولم يخبرها بأنه عقيم فأمره عمر أن يخبرها ويخيرها".
حكم الإجهاض
وقد توجهنا بسؤالنا حول الإجهاض للدكتور "عطية عبد الموجود" ـ أستاذ مساعد بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الأزهر ـ فسألناه عن حكم إجهاض الجنين إذا كشفت الفحوصات الطبية عن إصابته بالتشوه فقال:
أما بالنسبة لإجهاض الجنين إذا ما أكدت الأبحاث أنه سيكون مشوه الخلقة فإنه يحرم شرعا ولا يجوز، وأيا كان المرض الذي سيولد به الطفل فإنه لا يبيح الإجهاض؛ لأن به روحا ولا يدفع مرضه إلى إزهاق نفسه، فالروح لا يعتدى عليها في أي حال.. والاستثناء الوحيد هو أن يخشى على الأم من الخطر بيقين "الموت". أما الفحص الطبي في ذاته فليس فيه أي مخالفة شرعية.