باريس - ارليت خوري الحياة - 05/03/06//
الفرنسيون مولعون بالدواجن، ومنها الطيور، الى حد أن أوصاف التحبب يطلقونها على الزوجات أو البنات أو الحبيبات هي اسماء طيور داجنة، مثل البطة والدجاجة والصوص.
لكن هذا النوع من التعابير بات غير مستحب في ظل حال الهلع التي اثارها كشف اصابات بانفلونزا الطيور، في عدد من المناطق الفرنسية، قبل حوالي 15 يوماً. ولم تنجح في تهدئة الحال المساعي الفورية التي بذلها المسؤولون الفرنسيون، عبر كشف تفاصيل الاصابات والاجراءات المتخذة لتطويقها، أو عبر الصور التي تناقلتها التلفزيونات للرئيس جاك شيراك ورئيس حكومته دومينيك دوفيلبان، وهما يتذوقان الدجاج في معرض الزراعة السنوي في باريس.
ولا تقتصر مفاعيل الذعر على الإحجام عن استهلاك الطيور الداجنة، بل تتسبب بمشادات يومية وشكاوى واتصالات هاتفية قياسية تنهك الأجهزة المختصة. وقدر اتحاد نقابات المستثمرين الزراعيين قيمة الخسائر الشهرية لأصحاب مزارع الدواجن بحوالي 40 مليون يورو شهرياً، نتيجة تراجع الاستهلاك بنسبة 30 في المئة. ويبدو هذا القطاع أمام نكبة مؤكدة، إذ لم تنجح التخفيضات في الأسعار والعروض المغرية في تحريك ركوده.
وهذا ما حمل المونسينيور فيليب بروتون، الاسقف الكاثوليكي لمنطقة لي لاند، التي تعيش على تربية الطيور، على دعوة المؤمنين، استثنائياً، مخالفة متطلبات الصوم لدى المسيحيين واستهلاك الدجاج والبط والبيض وغيرها، لـ «التقرب ممن هم في محنة»، على حد قوله.
وفيما تعمل السلطات الفرنسية على رصد مساعدات خاصة للمزارعين أملاً في خفض وطأة أزمتهم، فإن انفلونزا الطيور باتت سبباً لمشادات وعداوات كثيرة، ففي منطقة لواريه، اضطرت إدارة الأجهزة البيطرية الى التدخل بعد اتصال تلقته من امرأة ارادت الاحتجاج على جارها :D في حديقة منزله المحاذية لمنزلها. وفي ضاحية ليل، اشتكى أحد السكان من جارته المسنة لتركها دجاجاتها في الهواء الطلق، مما يعرض للخطر ابنتيه اللتين تلعبان في حديقة مجاورة. وفي ستراسبورغ، اضطرت رابطة الدفاع عن الطيور الى التدخل وإبعاد باشق عن منزل أحد السكان، بعدما هدد بقتله إذا استمر بالتردد على حديقته.
أما في باريس، فقدمت امرأة شكوى على رجال الاطفاء لعدم تجاوبهم معها، لدى اتصالها بهم لابلاغهم بأنها عثرت على حمامة ميتة على حافة شرفتها. واضطر عناصر الحراسة في المكتبة الوطنية الفرنسية الى التدخل وتهدئة رجل اصيب بحال من الهيستيريا عندما حطت مجموعة من الطيور على شجرة على مقربة منه.
وتنهال الاتصالات الهاتفية بالمئات على رجال الاطفاء والشرطة والأجهزة الصحية، للاستفسار مثلاً عن المدة التي ستستمر فيها انفلونزا الطيور، أو عما ينبغي القيام به لدى العثور على طائر ميت، أو عما إذا كان يمكن السماح للأولاد بالذهاب في رحلات الى الطبيعة. أما العاملون على الرقم الخاص الذي وضعته الحكومة بتصرف المواطنين الراغبين بالاستفسار عن الوباء، فإنه يسجل حوالي خمسة آلاف اتصال يومياً.
وفي ظل هذه الأجواء، فإن تعرض النائبة الاشتراكية والمرشحة الى الرئاسة سيغولين رويال، لإلقاء بيضة في اتجاهها، خلال زيارتها للمعرض الزراعي، يبدو أشبه بمحاولة اغتيال
flamingo @flamingo
عضوة فعالة
الفرنسيون المولعون بالدواجن أمام انفلونزا الطيور... شكاوى بسبب دجاجات سارحة وبيضة لاغ
0
391
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️