الفرنسيون ينصبون زين الدين زيدان رئيسا للجمهورية

الفرنسيون ينصبون زين الدين زيدان رئيسًا للجمهورية!


رغم عدم انخراط زين الدين زيدان، نجم كرة القدم الفرنسي من أصول جزائرية، في أي نشاط سياسي، فإن شعار "زيزو رئيسًا" طغى على هتافات جماهير الساحرة المستديرة بشوارع باريس خلال الاحتفال بإقصاء المنتخب الفرنسي لنظيره البرازيلي من دور الثمانية في كأس العالم.

فبدل شعار "ساركوزي رئيسًا" الذي يردده مناصرو وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي، وشعار "شيراك رئيسًا" الذي يردده مناصرو الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2007، فإن شعار "زيزو رئيسًا" قد طغى على هتافات الفرنسيين بعد أن أزاح منتخب "الديوك الزرقاء" نظيره البرازيلي السبت 1-7-2006 بهدف ذهبي سجله المهاجم هنري تيري إثر تمريرة طولية من "الأسطورة الكروية"، والساحر زيزو، كما يصفه عشاقه.

الفرحة التى عمت أرجاء فرنسا بتعدداتها العرقية والثقافية والدينية بعد فوز منتخب الديوك جعلت المراقبين يقولون: إن زيزو هو الوحيد الذي يمكن أن يجمع الفرنسيين على اختلاف أصولهم وألوانهم ودياناتهم.
وعقب الفوز الفرنسي قال أحد أبرز قيادات حزب الخضر: "إن زيدان هو الوحيد الذي يمكن أن يمثل الألوان الثلاثة الإثنية بفرنسا وهي البيض والسود والسمر (المهاجرون من دول شمال إفريقيا)".
وأجمعت وسائل الإعلام الفرنسية الإثنين 3-7-2006 على أن زين الدين زيدان بصدد قيادة المنتخب الفرنسي لتحقيق الحلم الثاني للديوك، وهو الفوز بكأس العالم للمرة الثانية.

وكان زيزو قد ساهم في فوز فرنسا لأول مرة في تاريخها بكأس العالم عام 1998، حينما سجل هدفين في مرمى البرازيل على ملعب سانت ديني بشمال باريس.
كما ساهم مع رفاقه في فوز فرنسا لثاني مرة في تاريخها بكأس الأمم الأوروبية عام 2000 والتي أقيمت في هولندا وبلجيكا.

جريدة "ليكيب" الفرنسية المتخصصة في الرياضة قالت الإثنين 3-7-2006: "إن المردود الذي قدمه زيدان في المباراتين الأخيرتين بمونديال ألمانيا (أسبانيا والبرازيل) أهله للعودة إلى مكانته الأولى بين أكثر الشخصيات الفرنسية حبًّا من قبل الفرنسيين إذا ما أجري استطلاع في هذا المجال".

واحتل زيدان المرتبة الأولى للشخصيات الفرنسية الأكثر حبًّا بين الفرنسيين لسنوات عديدة عقب فوز فرنسا بكأس العالم، متجاوزًا بذلك العديد من رجال السياسة والفن والسينما؛ كالأب بيير صاحب الكثير من الجمعيات الخيرية الفرنسية، والفنان "جوني"، كما تجاوز أيضًا الرئيس شيراك الذي احتل في أحد الاستطلاعات المرتبة 22 في قائمة يتصدرها زيدان.

ويعرف عن زيدان انتقاده الشديد لحزب الجبهة الوطنية بقيادة الزعيم اليميني المتطرف "جون ماري لوبان".
ويذكر الفرنسيون لزيدان دعوته للتصويت لصالح الرئيس شيراك في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002، وهجومه على أفكار لوبان المناهضة للمهاجرين.
وينحدر زين الدين زيدان الذي ولد سنة 1972 بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا، من عائلة جزائرية.
وبدأ ممارسة كرة القدم في ساحة حيّه "كاستلان"، ذات الأغلبية العربية، وانتقل بعدها إلى فريق مدينة "كان"؛ حيث بدأ صعوده الصاروخي في عالم كرة القدم ليعتلي هرم نجوم كرة القدم الفرنسية والعالمية بلا منازع.